قصات الشعر وعلاقتها بالثقة بالنفس عند الشباب
انور حبيب الميالي
2019-07-22 07:02
العناية بالشعر وقصه وتسريحه من أساسيات أناقة الشاب الحريص على مظهره وبالتالي اختيار تسريحات وقصات الشعر المناسبة على رأس أولويات الشاب الانيق، فلماذا يقوم الشاب بتغيير تسريحة شعره او قصته كل فترة زمنية؟ ولماذا يتم قص الشعر او تسريحة بطرق تتسم ببعض الغرابة في منظرها؟ وهل هناك علاقة وارتباط بين قص الشعر بالثقة بالنفس عند الشباب؟
لا شك فيه ان قصات الشعر عند الشباب من الامور المهمة التي يحرص عليها الشاب لكونها تعطيه المنظر الجميل والانيق والمقبول بقوة من اقرانه من بعض الشباب وهذا بدوره يعطي للشاب دافعية عالية لأن يبحث عن أحدث قصات الشعر واجملها حتى لو كانت هذه القصات فيها بعض الغرابة وغير ملائمة للشخص سواء بسبب منظرها غير اللائق او بسبب النظرة الاجتماعية والدينية والثقافية التي تستهجن ولا تؤيد هكذا نوع من قصات الشعر وفي اغلب الأحيان يقوم الشباب بقصات نابعة من تقليد أشخاص اخرين سواء كانو نجوما فنيين او زعماء سياسيين مشهورين على مستوى العالم او لاعب كرة قدم وصل إلى مستوى النجومية.
للامر علاقة بالجانب النفسي بوجه الخصوص لما له من أهمية كبرى ومهمة في إقبال الشباب على دفعهم إلى هذا النوع من القصات او التسريحات حتى لو كانت غريبة في منظرها ودخيلة على ثقافة المجتمع بجانبها الثقافي والاجتماعي لكن الشاب عندما القصات التي يرغبها ويحس بها متوافقة مع شكله ومنظره وتعطيه منظرا اكثر جمال واناقة فإنه يشعر بحالة من الاستقرار والثقة بالنفس والاطمئنان النفسي بإعلى مستوياته وكذلك فإن الشاب عندما يقوم بقص او تسريح شعره فإنه في بعض الأحيان يكون هدفه من ذلك جذب اهتمام الناس اليه وحتى النجوم يفعلون ذلك في بعض الأحيان. فمثلا عندما سُئل رونالدو. (لاعب كرة قدم برتغالي مشهور) عن سر قصة شعره في مونديال عام 2002 أجاب "في بلادي يفعلون مثل هذه الأشياء وكنت أريد أن ألفت انتباه الناس بعيدا عن براعتي في كرة القدم" وهذا ما يؤكد ان العملية تتداخل فيها عدة عوامل نفسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.
ويمكننا تلخيص الاسباب وراء قصات الشعر وتسريحاته الغريبة عند الشباب بانهم يرغبون في لفت انتباه الآخرين بهكذا تصرفات وسلوكيات وأحيانا يكون سببها الظروف المعيشة الصعبة التي عاشها في الماضي ويحاول تناسيها بهكذا تصرفات وأمور. وأحيانا يكون سببها العامل الثقافي اي يكون من جماعة تكون قد تعرضت إلى كبت ومحاربة في فكرها وثقافتها وطرق ممارستها لحياتها فيريد الشاب ان يتخلص من هذه العقدة الموجودة في داخله بهكذا تصرفات وسلوكيات يعتقد انه يستطيع أن يتخلص من هذه العقدة عن طريق هكذا تصرفات.
واذا رجعنا إلى علماء النفس فقد ربطوا بين إقبال الشباب على قصر شعرهم وتغيير تسريحته. فقد أكد عليها العديد من علماء النفس، منهم مثلا الدكتورة سوسن الفايد، أستاذة علم النفس في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، ترى أن قصر الشعر مرتبط بالحالة النفسية في جميع الأحوال، حتى في حالة مواكبة الموضة، لأن الجانب النفسي مرتبط بمتغيرات الوسط الاجتماعي وليس منفصل عنها، ودائما يبحث الشاب عن الشكل اللائق ويريد ان يثبت انه يساير الموضة، ويقوم الشاب بقص شعره وتغيير تسريحه لتغيير شكله والخروج من حالة مزاجية سيئة، وان من أسباب قصر الشاب لشعره نابعة من الحالة المزاجية وهي في الأساس نابعة من رغبات شخصية وربما يساعده ذلك على تجديد روحه واعطائه شحنة عالية من الثقة بالنفس والتخفيف من التوتر والألم النفسي. وخلق حالة من التكيف النفسي والرضا".
إذا تمتع الشاب بالثقة بالنفس بالدرجة الكافية فإنه حتما سوف يكون لقراره الذي يأخذه في جميع جوانب حياته ومنه على سبيل المثال من حيث اختيار نوع قصة شعره مقبولة ومسايرة لثقافة المجتمع الذي يعيش فية وليس مخالفة لعادات وتقاليد المجتمع اي يصل إلى درجة التكيف في مجتمعه في جميع جوانبه، وان الوصول إلى الفرد درجة التكيف في المجمع فإنها تعتبر أعلى مستويات الثقة بالنفس، وبناء الثقة بالنفس لا يحتاج إلى أموال طائلة، ولا لفكر عالم، بل ما في كل الأمر هو قليل من الارادة القوية والعزيمة الفذة.