ما بين الرجل والمرأة: فرق أم اختلاف؟
مروة الاسدي
2017-12-14 04:00
قد لا يختلف اثنان على أن ما يجمع الرجال والنساء على كوكب الأرض أكثر مما يفرقهم. لكن دراسة حديثة توصلت إلى نتائج قد تدحض هذه الفكرة نسبياً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالكرم والطيبة. فكيف ذلك يا ترى؟
التعبير عن المشاعر يأتي بطرق متباينة، فأسلوب حياة أحدهم قد يختلف عن الآخر، ولذلك فهناك طرق متنوعة لوصول كل من الرجل والمرأة لأهدافهما القريبة أو بعيدة المدى، بالإضافة إلى تفاوت نسبي في إتقان بعد المواد ذات الصبغة العلمية وكذلك تعلم اللغات. ربما هذه فقط بعض الاختلافات بين الرجل والمرأة التي رصدتها دراسات سابقة اهتمت بتحديد أوجه الاختلاف أو الشبه بين طرفين رئيسيين يعتمد كل منهما على الآخر لتستمر الحياة على كوكب الأرض.
وعلى مدى السنوات الماضية، احتدم السجال بين معسكري الرجل والمرأة فيما يتعلق بتميز أحدهما عن الآخر في بعض المجالات أو حتى في درجة تعبيره عن مشاعره، خصوصاً تجاه الأشخاص الذين يحتاجون الدعم والعناية في المجتمع. وفي هذا الإطار، يسود اعتقاد أن النساء يتفوقن على الرجال في إنجاز كثير من المهام في نفس الوقت. فما صحة هذا الاعتقاد؟ وهل يلعب اختلاف عمل الهرمونات بين الرجال والنساء دوراً في القدرة على انجاز مهام كثيرة؟
مما لا شك أن انفصال شريكي الحياة عن بعضهما البعض ينجم عنه في العادة آلاما للطرفين، لكن كيف يتعامل كل من الرجل والمرأة مع "آلام الانفصال"؟ دراسة أظهرت أنهما يتصرفان بطريقة مختلفة.
في حين قد تكون الأمثال الشعبية التي دعت النساء إلى عدم تصديق كلام الرجل باتت مثبتة علميا، وذلك بعد أن كشفت دراسة حديثة عن لجوء الرجل إلى الكذب بأكثر من المرأة، لكن ما هي أشهر الكذبات لدى الرجال ولدى النساء؟
"النساء العازبات أكثر سعادة من الرجال العازبين". هذه خلاصة دراسة علمية حديثة تطرقت بالتفصيل إلى هذا الموضوع وفسرت ذلك بمجموعة من الأسباب، التي قد تبدو نوعاً ما غير مألوفة لدى البعض.
بينما من الناحية البيولوجية تختلف طبيعة جسد المرأة عن جسد الرجل في العديد من الأوجه، لكن هل لذلك علاقة بشعور المرأة بالبرد أكثر وأسرع من الرجل، وخاصة في الذراعين والأرجل، وقد ما يترتب على ذلك من مخاطر صحية؟
الى ذلك خلافات جوهرية في آلية التعامل مع المشاعر هي السبب وراء قوة ذاكرة النساء فيما يخص الأحداث المؤثرة في الحياة مقارنة بالرجال، إذ رصد العلماء خلافات في رد فعل مخ المرأة والرجل على الأحداث المؤثرة المختلفة.
من يتحمل آلام الانفصال أكثر الرجل أم المرأة!
توصلت دراسة إلى أن النساء والرجال يتصرفون بطريقة مختلفة بعد انفصالهما، إذ تعاني المرأة بشكل حاد على المستوى النفسي والجسدي، في حين يجد الرجل صعوبة في هضم نهاية العلاقة لكنه يكبت ذلك في نفسه، حسب ما أشار موقع "فرويندين" الألماني، نقلا عن دراسة صادرة بالتعاون بين جامعتي "بينغامتون" الأمريكية ولندن البريطانية.
وأوضحت الدراسة أنه رغم معاناة المرأة بحدة نفسيا وجسديا وميلها بشكل أكبر إلى السلبية، بيد أنها تستوعب الانفصال بشكل أفضل من الرجل، الذي يعاني من تبعات الانفصال فترة أطول، وقد لا يستطيع التعافي من آثاره بشكل كامل بالمرة، واعتمدت النتائج على دراسة شارك فيها أكثر من 5705 أشخاص من 96 بلدا في العالم، حيث طلب الباحثون من المشاركين تقييم إحساس الألم لديهم بعد الانفصال في مقياس من واحد إلى عشرة.
وأشارت الدراسة أن اختلاف ردود الفعل بين الرجل والمرأة عقب الانفصال مسألة واضحة، فالمرأة تخسر أكثر عند مواعدتها الشخص الخطأ، مضيفة أن هذه الأخيرة تستثمر أكثر من الرجال من أجل نجاح العلاقة، وهو ما يضرها في حال الانفصال.
وقال المشرف على الدراسة، غريغ موريس "من المحتمل أن يشعر الرجل بالخسارة بعمق ولفترة طويلة من الوقت، حيث يجب أن يبدأ من جديد ليعد ما خسره". وأضاف حسب ما نقل عنه موقع جامعة بينغامتون "أو يدرك ما هو أسوأ من ذلك، أي أن خسارة (الشريك) لا يمكن تعويضها".
من يكذب أكثر الرجل أم المرأة؟
خلصت دراسة حديثة إلى أن الرجال يكذبون ضعف النساء، كما أن واحدا من بين كل عشرة رجال يعتقد أنه يجيد الكذب. ووفقا لصحيفة "ديلي ميل " البريطانية التي نشرت الدراسة فإن الرجال يكذبون مرة كل أربعة أيام، في حين تكذب السيدات مرة كل ثمانية أيام، ويشار إلى أنه تم إجراء الدراسة بالتزامن مع إصدار لعبة بلاي ستيشن 4 "هايدن أجيندا"، وأشرف عليها الخبير النفسي دارين ستانتون، الذي يدير مركز كشف الكذب البشري ولغة الجسد "Human Lie Detector and Body Language " وذلك بطلب من شركة "Supermassive Games" المطورة للعبة "هايدن أجيندا". وتعتمد اللعبة على أساس أن يقوم اللاعبون باكتشاف الكذابين، وأوضحت الدراسة أن تسعة من بين 10 أشخاص يعتقدون أنهم يمكنهم كشف الكذب، حيث يعتبر الهروب من التواصل بالعين أكبر وسيلة تفضح الكذب بنسبة 64 بالمئة، يليه تأخر الردود بنسبة 50 بالمئة.
وتأتي هذه الدراسة تأكيدا لدراسة بريطانية سابقة قالت أن الرجال يكذبون بمعدل 1092مرة بالسنة في حين تكذب النساء 728 كذبة سنويا، وشملت الدراسة 3000 رجلا وامرأة. وبينت الدراسة أن من أكثر الكذبات التي يستخدمها الرجل كانت " لا، لم أشرب الكثير من الكحول"، في حين كانت لدى المرأة " نعم .. كل شيء على ما يرام".
وبينت الدراسة أن الرجال والنساء يلجؤون في الغالب إلى الكذب وذلك من أجل تجنب المشاعر السلبية من الشخص الآخر، وأوضحت الدراسة أن هذا الهدف يدفع الشخص للجوء إلى الكذب وذلك من أجل تجنب وخز الضمير لاحقا. وفيما بينت الدراسة أن 82 من النساء شعرن بوخز الضمير بعد لجؤهن إلى الكذب، أكد في المقابل 70 بالمئة من الرجال عن شعورهم بتأنيب الضمير، من جراء ذلك.
المرأة تتفوق وتنجز ما لايستطيعه الرجل!
أجرى الباحث السويسري تيم كيلين وزملاؤه في المستشفى الجامعي بزيورخ تجربة على مجموعة من الرجال والنساء من أعمار مختلفة، لمعرفة مدى اختلاف قدراتهم أثناء القيام بعدة مهام في نفس الوقت. وطُلب من المشاركين في التجربة أن يقوموا ببعض التمارين الذهنية تحت ضغط الوقت أثناء المشي على مسار متحرك. ومن بين الأشياء التي طلبت منهم ذِكرُ ألوان بعض النصوص التي تُعرض أمام أعينهم.
وخلص الباحثون إلى وجود اضطرابات واضحة على مستوى الإدراك لدى الرجال أثناء إنجاز الاختبارات المطلوبة منهم، حسب ما ذكر الموقع العلمي الألماني "فيسنشافت". ولوحظ أن الرجال يحركون الذراع اليمنى بحدة أقل عندما لا يقومون بمجهود عقلي إضافي، والعكس صحيح. كما أن الجزء العلوي لجسد الرجل يكون غير متساوي أثناء المشي خلال الإجابة على أسئلة الباحثين. وبالنسبة للنساء في مرحلة الشباب أو في منتصف العمر فتبقى حركة أجسادهن متوازنة ولا تتعرض للاضطراب بغض النظر عن الاختبارات الذهنية التي طلب منهن القيام بها أثناء المشي. لكن الباحثين لاحظوا وجود اضطراب في الحركة وأخطاء التركيز لدى النساء بعد سن اليأس.
واستنتج الباحثون من هذه التجربة أن دماغ الإنسان تواجهه مشاكل واضطرابات وضعف في الأداء عندما ينجز مهمتين مختلفتين ترتبطان بنفس المنطقة من الدماغ في نفس الوقت. فالمشي ومراقبة حركة الذراع الأيسر والإجابة على الاختبار اللغوي كلها أنشطة يحتاج إنجازها لدعم المنطقة اليسرى من الدماغ، يضيف موقع "فيسنشافت".
الاستنتاج الثاني الذي توصل إليه الباحثون يتعلق بسبب الاختلاف الموجود بين النساء قبل سن اليأس وبعد سن اليأس. ويعود تفوق النساء الأصغر سنا على النساء الأكبر سنا إلى الهرمونات الأنثوية (الإستروجينات). فهذه الهرمونات التي يتوقف المبيض عن إفرازها بعد بلوغ سن اليأس، تدعم المهارات اللغوية لدى المرأة. ولهذا السبب فالنساء يتفوقن على الرجال في إنجاز أكثر من عمل في نفس الوقت، بشرط أن تكون لديهن علاقة باللغة.
النساء العازبات أكثر سعادة من الرجال العازبين!
خلصت دراسة حديثة إلى أن النساء العازبات أكثر سعادة من الرجال العازبين، لأن الدخول في علاقة مع طرف آخر يعني بالنسبة للنساء تحمل العمل الشاق في العلاقة أكثر من الرجل، وفق ما أشار إليه موقع جريدة الإندبندت البريطانية، نقلاً عن دراسة قام بها محللو بيانات في شركة "مينتل" في بريطانيا.
وأشارت الدراسة إلى أن 61 في المائة من النساء يشعرن بالسعادة بكونهن عازبات، مقابل 49 في المائة من الرجال العازبين، مضيفة أن 75 في المائة من النساء العازبات لم يبحثن بنشاط عن علاقة خلال العام الماضي، بالمقارنة مع 65 في المائة من الرجال غير المتزوجين، وأوضحت الدراسة أن دخول المرأة في علاقة مع طرف آخر يتطلب منها جهداً كبيراً وفي الغالب المزيد من العمل والمثابرة من الرجال.
وقالت البرفسورة إميلي جروندي من جامعة "إيسكس" البريطانية: "النساء يقضين وقتاً أطول في المهام المنزلية من الرجال"، مشيرة إلى أن النساء يتحملن عبء المهام المنزلية مثل الطبخ أكثر من الرجل، بالإضافة إلى دعم العلاقة فيما يتعلق بالجانب العاطفي.
وأضافت جروندي أن النساء يقضين وقتاً أكثر في الاهتمام بمظهرهن، بالإضافة إلى بذل المزيد من الجهد بهدف حل المشكلات أو الجدل الذي يحدث بين الجانبين. وتابعت الباحثة البريطانية بالقول إن "النساء تميل إلى الشبكات الاجتماعية البديلة وأصدقاء مقربين، بينما يميل الرجال إلى الاعتماد بشكل كبير على زوجاتهم، وهو ما يجعل روابطهم الاجتماعية أقل"، في نفس السياق، أكدت إميلي جروندي أن هناك نتيجة مشتركة للعديد من الدراسات مفادها أن النساء اللواتي ليس لديهن شريك حياة يملن أكثر إلى القيام بأنشطة ذات طابع اجتماعي، وكذلك تكوين شبكة من الأصدقاء، بالمقارنة مع النساء المتزوجات.
النساء أكثر سخاءاً وطيبة من الرجال!
توصلت دراسة سويسرية حديثة إلى أن النساء أكثر طيبة وسخاءاً من الرجال، وفق ما أشار إليه موقع جريدة "لإندبندنت البريطانية نقلاً عن المجلة العلمية "نيتشر هيومن بيهيفر"، وأوضحت الدراسة الصادرة هذا الأسبوع أن عقول الرجال والنساء تتصرف بطريقة مختلفة فيما يخص السلوك الاجتماعي، حيث تظهر المرأة بعضاً من أشكال اللطف أكثر من الرجل الذي تحفزه النواة المخططية (منطقة في المخ) على التصرف بنوع من "الأنانية".
وأفادت الصادرة عن جامعة زيوريخ السويسرية أن النواة المخططية تدير الدوبامين (مادة في الدماغ تؤثر على السلوك والأحاسيس) وتؤثر بالتالي على ما يُحفزنا للقيام ببعض الأشياء على أساس أنها ستجعلنا نشعر بإحساس جيد، وهذا ما يُحفز النساء على الطيبة في حين يحفز الرجال على الأفكار التي تخدمهم ذاتياً.
واعتمدت النتائج على دراسة أجريت على أكثر من 56 رجلاً وامرأة، حيث تم اختبارهم لاتخاذ قرارات اجتماعية يتمحور الكثير منها على تقاسم المال. وفحص علماء مناطق في الدماغ تكون نشيطة ولاحظوا وجود تباينات كبيرة بين ما يُحفز الرجل والمرأة.
وفي سياق ذي صلة، أجرى الخبراء تجربة ثانية، إذ حصل المشاركون على دواء يهدف إلى منع إفراز مادة الدوبامين. بيد أن النتائج هذه المرة كانت معاكسة، إذ تصرفت النساء بأنانية أكثر، في حين أظهر الرجال صفات اجتماعية مثل الكرم والمساعدة.
وقال المشرف على الدراسة، ألكسندر سوتشيك: "أظهرت النتائج أن أدمغة النساء والرجال أيضاً تعمل بطرق مختلفة على المستوى الدوائي"، وأضاف أنه يجب القيام بدراسات أخرى أخذاً بعين الاعتبار الاختلاف بين الجنسين.
وتابع نفس المتحدث أن التباينات بين الجنسين واضحة على المستوى البيولوجي. كما أنها ليست بالضرورة موروثة، بل قد أن تكون مستمدة من العديد من العوامل الاجتماعية والبيئية، مؤكداُ في هذا الصدد: "الاختلافات بين الجنسين التي لاحظناها في دراستنا يمكن أن تعزى إلى التوقعات الثقافية المختلفة التي وضعت للرجال والنساء".
لماذا تشعر المرأة بالبرد أكثر من الرجل؟
هناك أسباب عدة لشعور المرأة بالبرد أكثر من الرجل، بحسب ما يذكر موقع "بانكهوفر يزوندهايتستيبز" الإلكتروني الألماني المعنيّ بشؤون الصحة، إليكم أهمها: نقص الفيتامينات – بفعل الهرمونات، لا يستطيع جسد المرأة تخزين كميات كبيرة من الفيتامينات، خاصة فيتامين E، الذي تزداد الحاجة إليه بشكل خاص في فصل الشتاء. وكلما انخفضت درجات الحرارة أكثر، كلما زادت الحاجة إلى هذا الفيتامين، لأن الجسم يستطيع من خلاله توليد الطاقة اللازمة لتدفئة الجسم. لذلك، يجب أن تحرص النساء في الشتاء على اختيار أطعمة تحتوي كميات كبيرة من فيتامين E، مثل زيت عباد الشمس وزيت الزيتون والجوز بأنواعه، إضافة إلى منتجات الحنطة الكاملة.
ضرورات التكاثر – يجب أن تبقى منطقة الحوض لدى المرأة دافئة، وذلك للحفاظ على القدرة على الحمل. لذلك، عندما تنخفض درجات الحرارة في الخارج، يضطر الجسم إلى سحب الحرارة الكامنة في الأطراف ونقلها إلى الحوض لتدفئته، ما يعني الشعور بالبرد في الأيدي والأقدام.
جلد رقيق – يتفاعل جلد المرأة مع البرودة بسرعة كبيرة. وإذا ما مشى رجل وامرأة إلى جانب بعضهما البعض، يمكن القول بأن درجة حرارة جلد المرأة تكون أقل من درجة حرارة جلد الرجل بثلاث درجات مئوية على الأقل، وذلك يعود إلى أن جلد الرجل أكثر سمكاً بنسبة 15 في المائة. درجات الحرارة المنخفضة تؤدي إلى ضيق الشعيرات الدموية في الجلد، ما يعني بطء الدورة الدموية فيه وانخفاض درجة حرارته، وهذا يحصل بشكل أسرع كلما كانت طبقة الجلد أرقّ.
تضاريس الجسد – في الأزمنة السابقة كانت النساء أكثر امتلاءاً وسمنة. أما الآن، فإن نساء كثيرات نحيفات الجسد. الجسد السمين يتمتع بطبقة دهون أكبر تحمي من تسرب البرد إلى الجسد، وبالتالي فإن النساء في الماضي كانت تشعر بالبرد بصورة أقل من الرجال. وعلى الجهة الأخرى، فإن الجسد العضلي يحفز عملية الاستقلاب، وبالتالي يزيد من إنتاج الحرارة. فكلما زادت نسبة العضلات في الجسم، قلّ الشعور بالبرد.
وأخيراً، يشير موقع "بانكهوفر غيزوندهايتستيبز" الصحي الإلكتروني إلى أن الشعور بالتجمد وبالبرد في الخارج لعدة ساعات يؤثر سلباً على قدرة جهاز المناعة. ولذلك، يصاب من يشعرون بالبرد كثيراً بالزكام ونزلات البرد أكثر من غيرهم.
لهذه الأسباب تتمتع المرأة بذاكرة أقوى من الرجل
النساء عادة أكثر تعبيرا عن مشاعرهم في المواقف المؤثرة مثل حفلات الزفاف أو لحظات الولادة وهو الأمر الذي يجعلهن أكثر قدرة على تذكر تلك الأحداث والتواريخ مقارنة بالرجال، وفقا لما أثبتته دراسات سابقة. وحاول فريق بحثي من جامعة بازل السويسرية، معرفة ما إذا كان هذا هو السبب وراء تفوق النساء على الرجال في اختبارات الذاكرة وذلك من خلال دراسة أجريت على 3400 شخص عرض عليهم الباحثون مجموعة من الصور المؤثرة ورصدوا ردود فعل المخ على كل صورة، قبل أن يخضعوا جميع المشاركين في الدراسة لاختبار ذاكرة.
وأظهرت الدراسة تفوق النساء على الرجال في تذكر تفاصيل الصور التي تحمل أحداثا إيجابية بالتحديد. ونقل موقع scinexx المعني بالأخبار العلمية عن مشرفة الدراسة، أنيتا ميلينك قولها: "تشير هذه النتائج إلى وجود اختلاف بين الجنسين في استيعاب المشاعر كما أن الذاكرة تستند هنا على آليات عمل مختلفة".
ولدعم نتائج الدراسة رصد الباحثون عمل مناطق معينة في مخ مجموعة من الرجال والنساء أثناء عرض الصور التي تعكس مشاعر متباينة لتظهر النتيجة نشاطا أكبر في مناطق معينة في النساء لاسيما عند رؤية الصور التي تحمل أحداثا سلبية. أما بالنسبة للصور المحايدة التي لا تعبر عن مشاعر معينة فتشابه فيها رد فعل الجنسين.
من الأكثر حساسية.. الرجال أم النساء؟
نشرت مجلة «موخير أوي» الإسبانية تقريراً، تحدثت فيه عن الجنس الأكثر حساسية، وعن الصور النمطية الخاطئة المتعلقة بذلك.
وقالت المجلة، إن الرقة والعطف والرحمة، هي جملة من العواطف التي يمكن أن تعتري الشخص في حال كان يملك درجة الحساسية، التي تساعده على التعرف على العالم المحيط به. وفي هذا السياق، ينبغي للرجال التغلب على بعض الصور النمطية، التي تمثل حاجزاً أمام التعبير عن عواطفهم.
وغالباً ما يتم تصنيف النساء على أنهن أكثر حساسية من الرجال. بناء على ذلك، يتم ربط الحساسية بالضعف، لا بالقوة التي يتمتع بها الرجال. إلا أن المجلة تعتبر أن تصنيف الرجال على أنهم أقل حساسية من النساء، خاطئ تماماً. حيث أن ذلك التصنيف يأخذ بعين الاعتبار عوامل متعلقة بالبنية الجسدية، دون أن يولي أهمية للعوامل النفسية.
لكن، لماذا يوصف الرجل بأنه «ناعم»، في حال أظهر مشاعره وحنانه تجاه الآخرين؟ في هذا السياق، قد يرى أغلب الناس أن الرجل الذي يتمتع ببنية قوية لحماية غيره، لا يمكنه القيام بهذه المهمة في حال أظهر الجوانب الحساسة فيه؛ التي يتم ربطها عادة بالمواقف الأنثوية.
وكشفت المجلة أن العلاقة الجيدة بين الجنسين تحتاج إلى تقارب نفسي بينهما، وقبول نقاط ضعف وقوة كلا الطرفين. كما يحتاج كل من النساء والرجال إلى إظهار مشاعر العطف والحنان، التي يجب أن يتمتع بها الآباء خلال تحملهم لمسؤولية العائلة.
وذكرت أن تجارب اجتماعية أكدت أن فقدان الأب أو الزوج للحساسية تؤثر سلباً على العائلة. ولا يجب أن يكون الأب شخصاً غير قادر على تمرير مشاعر الحنان إلى أبنائه، وجعلهم يشعرون بالأمان بفضل حبه لهم.
وأوردت المجلة أن تصنيف النساء على أنهن أكثر حساسية من الرجال، تعد مشكلة تتداخل فيها العديد من العوامل الثقافية، وفي واقع الأمر، يُسمح في العديد من الثقافات للنساء بالتعبير عن مشاعر العطف والحنان، أكثر من الرجال. ولكن، تضر هذه الصورة النمطية بالنساء والرجال على حد سواء؛ لأنها لا تسمح للرجال بالتعبير عن الأحاسيس التي تخالجهم.
وأكدت أن الرجال الذين يرغبون في أن يظهروا أقوياء، يرفضون عادة إظهار حساسيتهم، وتفسير ذلك يرتبط بعدم تمكن العنصر الذكوري من قبول جملة من الصراعات، خلال مرحلة النضج النفسي، التي كان يجب التغلب عليها خلال عملية الاستقلال عن الوالدين.
وقالت المجلة إن النساء اللاتي يتهربن من إظهار حساسيتهن، هن في واقع الأمر رافضات لجزء من أنوثتهن، ويولين اهتماماً فقط لجانب القوة الذي عادة ما يتم ربطه بيولوجياً بالرجل. في هذا الصدد، يرفض هذا النوع من النساء هشاشة المشاعر التي ظهرت على أمهاتهن عند مرحلة الطفولة.