إصدارات جديدة: مثل إيكاروس، الحياة مرعبة أكثر من الراوايات
وكالات
2015-04-27 06:05
الكتاب: مثل إيكاروس، رواية
الكاتب: أحمد خالد توفيق
اصدار: دار الشروق بالقاهرة
عدد الصفحات: 333 صفحة من القطع المتوسط
عرض: رويترز
يتوقع الكاتب المصري أحمد خالد توفيق انحسار موجة أدب الرعب التي يقول إنها أصابت القارئ بالملل لأن "حياتنا مرعبة فعلا" ويرى أن للحقيقة ثمنا وللمعرفة ثمنا وأن الاقتراب من الحقيقة أكثر من اللازم ثمنه الموت.
وفكرة الاقتراب من المعرفة تجسدها رواية توفيق الجديدة "مثل إيكاروس" التي تدور أحداثها عام 2020 ولكنها تحمل في طياتها إسقاطات على الواقع الحالي.
وعن الإسقاطات يقول توفيق "طبعا هناك إسقاط سياسي على الواقع العربي وواقع دول العالم الثالث كلها وهو واقع من الواضح انه مصيدة لا فكاك منها.. لكن الأمر معمم. لا يمكنك أن تبدل اسم كذا باسم كذا. هذه ليست رواية مفتاح وقد حرصت على الهرب للأمام حتى لا يقال يتكلم عن فلان."
والرواية التي جاءت في 333 صفحة من القطع المتوسط أصدرتها دار الشروق بالقاهرة.
وأحمد خالد توفيق طبيب وأديب كتب روايات كثيرة للشباب اللذين حظي بينهم بشهرة كبيرة قبل أن يكتب روايتيه "يوتوبيا" و"السنجة".
وبطل الرواية محمود السمنودي الذي حاول الانتحارا مرارا ولكنه فشل يشبه إيكاروس الذي هوى إلى الأعماق غارقا لأنه لم يستجب إلى وصية أبيه.
وتقول الميثولوجيا اليونانية إن إيكاروس كان محتجزا مع أبيه ديدالوس -وهو مهندس بنى قصر التيه لمينوس ملك كريت- وإنهما حاولا الهرب من السجن عن طريق صناعة أجنحة من الشمع والريش وحذر ديدالوس ابنه إيكاروس ألا يحلق إلى أعلى حتى لا تصهر الشمس الشمع. ولكن إيكاروس أغراه صغر العالم الأرضي في عينيه فظل يعلو حتى انصهرت أجنحته.
وعن هذا التشبيه قال توفيق ردا على أسئلة لرويترز بالبريد الإلكتروني إن "الذي يقترب من الشمس جدا تذوب أجنحته ويسقط.. معناها أن تعرف أكثر من اللازم أو تطمح أكثر من اللازم فتهلك".
وبطل الرواية -التي تنتمي وفقا لتوفيق إلى الفانتازيا السياسية- كان يعالج في مصحة للأمراض النفسية بمصر ثم ينتقل إلى الولايات المتحدة ثم يعود ثانية إلى مصر ليقتل على يد طبيبه المعالج وهو أيضا الراوي. ويستشرف السمنودي المستقبل من خلال قراءات في "السجلات الأكاشية".
وجاء في الرواية أن "أكاشا لفظة سنسكريتية معناها "السماء.. الأثير والسجلات الأكاشية هي نظام كوني لتوثيق الحقائق.. الأفكار.. الكلمات.. الوعي الجمعي للكون كله.. العقل الباطن للوجود حيث لا شيء يمكن نسيانه... الأكاشا هي المادة الأولية التي نشأ منها النار والهواء والماء."
وكان تحديد السمنودي لبعض ما سيحدث في المستقبل عن طريق ألغاز تشتمل على أرقام وهذه الأرقام تشتمل على رقم أحد الكتب التي يضعها في غرفته ورقم الصفحة ورقم السطر ورقم الكلمة. ومن خلال وضع هذا كله بجانب بعضه يتضح ما يرمي إليه السمنودي.
ويقول الكاتب "محمود السمنودي يملك سرا مخفيا لكنه لا يتضمن فنون العرافين. السمنودي يزعم أنه قد استطاع الوصول إلى السجلات (الأكاشية)."
وعن التنبؤات قال توفيق "أنا لا أؤمن بالعرافين والتنبؤات.. وقد أنكرت في القصة وجود تنبؤات... عامة تيمة التنبؤ ليست سوى ذريعة لتوصيل أفكار أخرى.. في قصة سابقة لي جعلت المتنبئ قادما من الغد.. أي أنه يحكي ما يمثل ماضيا بالنسبة له. فكرت في أن أجعل محمود (السمنودي) يرى الغد بجهاز خاص ثم وجدت أنها تيمة قتلت في عوالم الخيال العلمي... السجلات الأكاشية بدت لي أظرف وأغرب."
وعن الرسالة التي يرغب في إيصالها من خلال الرواية قال "أسوأ طريقة لإفساد عمل أدبي هي أن تكتبه لتوصل رسالة.. سأثبت لكم أن الحروب خطر.. سأثبت لكم أن النازية تعود.. سأثبت لكم أن الشيوعية جميلة.. خطأ.. لا تضع (أ) مع (ب) لتثبت أنهما يساويان (ج).. ضع (أ) مع (ب) وراقب ما سيحدث على الورق. صحيح أنني جلست لأكتب وفي ذهني فكرة أن المعرفة الزائدة خطر.. لكني نسيت الأمر بعد قليل وانشغلت بالشخصيات."
وعن الكتابة للرعب التي برع فيها الكاتب قال "أعتقد أن الكل صار يكتب الرعب بحيث احترقت هذه الموضة فعلا.. القارئ سئم عوالم الرعب كلها. قال لي أستاذ أمريكي في ذهول: (ألا تكتبون في مصر أي شيء سوى الرعب؟). أضف لهذا أن حياتنا مرعبة فعلا بحيث صار من الصعب أن تخيف القارئ.. لكني أكتب في مجالات أخرى.. روايات أدبية مثل إيكاروس وقصصا طبية مثيرة مثل سافاري... لا يوجد ما يمنع ازدهار هذه الكتب."
وعن تحويل كتاباته إلى أعمال سينمائية قال "كل ما أكتبه يصلح كأفلام.. هناك روايات يرتفع فيها المونولوج الداخلي وهذه مشكلة في التقديم للسينما لكن مثلا كل من قرأ "يوتوبيا" رأى أنها صالحة كفيلم.. وكذا كل روايات ما وراء الطبيعة تقريبا."
وروايات ما وراء الطبيعة هي سلسلة روايات للجيب تمزج ما بين الفانتازيا والرعب.