قراءة في موسوعة الامام الشهيد السيد حسن الشيرازي (أعلى الله درجاته)
شبكة النبأ
2018-03-10 06:31
(اللحظات التي يستطيع فيها الانسان أن يلتقي بضميره، هي لحظات ارتفاع الانسان الى قمته)
من أقوال الشهيد حسن الشيرازي
الكتاب: الامام الشهيد السيد حسن الشيرازي (أعلى الله درجاته) الجزء الأول
الكاتب: مؤسسة إحياء تراث العلماء الشهداء من آل الشيرازي
الناشر: دار المحجة البيضاء
عدد الصفحات: 463
عـــــرض: شبكة النبأ
مقدمة:
تتألف هذه الموسوعة من سبعة مجلدات، تعرض لسيرة الامام الشهيد حسن الشيرازي (أعلى الله درجاته)، عبر حياته الحافلة بالعطاء على الاصعدة كافة، فهو مؤسس الحوزة العلمية في سوريا، وهو العالم المثالي الذي لم يدّخر جهدا في رفع لواء مظلومية أهل البيت عليهم السلام، ناهيك عن كونه شاعر متميز لم يترك بابا فكريا أو فلسفيا أو حياتيا إلا وطرقه بشعره الصادق، كما أنه ناقد أدبي قدم العديد من المؤلفات في النقد الادبي، فضلا عن مؤلفاته المتخصصة بالدين وفروعه واهتماماته الدنيوية والاخروية أيضا.
كذلك تسلط هذه الموسوعة الضوء على حياة الامام الشهيد حسن الشيرازي، بخصوص النضال المتواصل ضد البغي والطغيان، فهو (رحمه الله) لم يتوقف عن نضاله ضد السلطات الدكتاتورية طيلة حياته، حتى بعد أن تعرض لأبشع صور الملاحقة والاعتقال والتعذيب، حيث يذكر الامام الشيرازي (قدس سره) في احد كتبه بأن الشهيد حسن الشيرازي تعرض لـ (50) نوعا من انواع التعذيب، ومع ذلك لم يتوقف عن النضال، حتى حصل على الشهادة ورحل غريبا عن دياره وأهله.
إن هذه الموسوعة التي تتعلق بسيرة الامام الشهيد حسن الشيرازي، تقدم سيرة وافية لحياته (رحمه الله) في سبعة مجلدات، عبر حوارات وافية أجريت مع عدد من العلماء الافاضل والشخصيات المحترمة والمثقفين والكتاب ممن عاصر وعايش حياة الشهيد الشيرازي، ونقدم هنا عرضا للجزء الاول من هذه الموسوعة التي صدرت حديثا في طبعة أنيقة عن دار المحجة البيضاء.
عرض الجزء الاول من الموسوعة
ذكريات من حياة الشهيد
الاهداء يتصدر المجلد الاول من هذه الموسوعة، ومما جاء فيه (كان يذوب في جده الامام الحسين بن علي عليه السلام، كان طيلة حياته حاملا راية الدفاع عن القضية الحسينية، بقلمه، بلسانه، بعلمه، بكل وجوده، حتى جادت يده بكتاب - الشعائر الحسينية- مارس بنفسه كل انواع الشعائر الحسينية. حمل هم رسالة الامام الحسين عليه السلام "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبي علي بن ابي طالب عليه السلام. الى أن قضى شهيدا غريبا كجده عليه السلام).
ثم نطلع على مقدمة الجزء الاول حيث تبدأ بالتساؤل التالي لبعضهم (لماذا كل هذا الاهتمام بالعلماء وتراثهم وآثارهم؟) وربما يذهب بعضهم الى مدى أكثر فيتساء هل الاقتداء بهذا المصلح أو ذاك ضرورة؟ ومن البديهي أن يكون الجواب بالايجاب، لأن العالم والمصلح والمربي والمثقف لديهم من التجارب الفكرية والعملية ما يجعلهم نماذج تستنير بها عموم الناس.
ثم نصل الى بعض اقوال آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره، ومما جاء في بعضها قوله (الناس يخذلون العبقري في حياته، فينبذونه لانه يحاول تغيير مجرياتهم، ويلتفون حوله بعد وفاته، فيعظمونه لأنهم يتاجرون به) ويقول الشهيد حسن الشيرازي ايضا (اللحظات التي يستطيع فيها الانسان أن يلتقي بضميره، هي لحظات ارتفاع الانسان الى قمته).
ما قاله سماحة المرجع الشيرازي
ثم نبدأ مع سماحة المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) وهو يتحدث برؤية حيّة وصادقة عن الأثر الكبير الذي تركه لنا (شقيقه) الشهيد حسن الشيرازي، ومما جاء في أقوال المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (لقد عشت مع الاخ سماحة آية الله الشهيد المرحوم السيد حسن الحسيني الشيرازي قدس سره، سنين طويلة في السراء والضراء، في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة، في ايام المشكلات المتنوعة، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. كانت له سمات خيرة كثيرة، ومن جملتها، الجهد والزهد، كان منذ أن عرفته وعشت معه والى آخر حياته، يواصل هاتين الخاصتين بكل جد ومثابر).. ويضيف سماحة المرجع الشيرازي قائلا: (وفي مقام الجهد كان شيئا عاديا عنده قدس سره، بذل الجهود المضنية، أما اذا تطلب الامر بذل جهود استثنائية، فإنه يسهر الليل الى الصباح) وعن الانفاق في سبيل الله، يقول سماحة المرجع الشيرازي: (كان السيد الشهيد قدس سره، يخوض غمار الخدمة والعمل، فاذا احتاج الى مال، ولم يكن يمتلكه، كلن يقترض.. فيقترض على سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام، وسيرة الأئمة الاطهار عليهم السلام، حتى انه مات وقُتل في سبيل الله وهو في طريقه الى المدرسة أو الحوزة العلمية التي أسسها) ثم يختم سماحة المرجع الشيرازي حديثه بالدعاء للشهيد حسن الشيرازي قائلا: (نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأ، يرفع درجاته في الجنان، مع الانبياء، والصالحين، والشهداء، والمتقين).
وكان ايضا لشقيقة الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره، ذكرياتها الكثيرة والمتنوعة عن سيرته وحياته، ومما جاء في قولها عن كيفية الاعتقال الذي تعرض له الشهيد السعيد: (كنا في الصيف ننام فوق السطح، فجأة وفي الساعة الحادية عشر من الليل جاءوا وطرقوا الباب بشدة، فلم يفتح الباب احد، وفي اليوم القادم جاء جمع من قبل الحكومة وقالوا للشهيد قدس سره، " إن الرئيس يريد استشارتك في كيفية حل معضلة شط العرب، فقد وصلت جميع المحاولات الى طريق مسدود، لذا طلب استشارتك لحل المشكلة" وبدأ الشهيد قدس سره يحقق ويستشير اهل الخبرة واهل الحل والعقد من الصباح الى المساء، وأخيرا قرر قبل المغرب أن يذهب لإبداء الحل، فذهب من دون عودة! وفيما بعد أخبرنا قدس سره "بأنه بعد ساعتين من خروجي من البيت كنت في سجن قصر النهاية").
أما فضيلة الحجة الشيخ محمود آل سيف، فقد قال عن الشهيد قدس سره (يمكن القول أن سماحة آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمه الله، كان حلقة من سلسلة الابداع والمبدعين والرواد الكبار، الذين يشهد لهم هذا العصر بالنبوغ والتفوق، وهكذا ايضا بالمواقف الحقيقية تجاه الاحداث).
فيما تحدث فضيلة الحجة الشيخ ناصر الاسدي عن هدف الشهيد قدس سره قائلا في هذا الصدد (كان هدف الشهيد قدس سره، إحياء قيم الاسلام واحياء الاخوة، واحياء الشورى، واحياء الديمقراطية المشروعة، واحترام الرأي الآخر، وضمان الحريات الاسلامية الواسعة للشعوب، وضمان التعددية للمجتمعات). واضاف سماحة الشيخ الاسدي (إن الامام الشهيد قدس سره، والامام الراحل أعلى الله درجاته، هما من رموز الصحوة الاسلامية، ومن العلماء الكبار، ولا زالا مجهولي المنزلة على صعيد العالم).
ونقرأ من أقول الشهيد قدس سره: (الامام الحسين عليه السلام يفسر الانتصار بالموت).
فيما يقول فضيلة الحجة الشيخ عبد الحسن الفراتي عن السيد الشهيد قدس سره (لا يسعنا إلا أن نشيد بهذه الشخصية الفذة والعظيمة، التي ملأت فراغا حقيقيا في الساحة العراقية في الستينات وفي مقتبل السبعينات).
أما فضيلة الشيخ الاستاذ جعفر الهادي، فقد قال عن مرحلة شباب السيد الشهيد قدس سره: (كان آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمه الله، منذ السنوات الاولى من شبابه، رجلا نشيطا ومجدا في الدراسة منذ أن دخل في سلك طلاب العلوم الدينية) وقال الخطيب الشيخ عبد الامير النصراوي (كان طموحا ومتصديا للظالمين والحكام المارقين، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يقول الحق والحقيقة).
فيما يقول فضيلة الحجة السيد عز الدين الفائزي، بحق سماحة السيد الشهيد رحمه الله (كان السيد الشهيد قدس سره، - في الحقيقة- في قمة الاخلاق والمثل الاسلامية، فتجده متواضعا حينما يتكلم معك، وكريما حينما تكون ضيفا لديه، وزاهدا حينما يتعامل مع الحياة الدنيا). ويقول الدكتور السيد سلمان هادي آل طعمة (من اروع ما كتب السيد الشهيد قدس سره موسوعة الكلمة) أما بالنسبة للشعر ونقد الشعر، فلديه دراسات عميقة وكان رائدا للشعر الحر بالنسبة للثقافة الحوزوية.
أما فضيلة الحجة الشيخ على الحائري الشمري فيقول: (كان قدس سره، في كثير من الايام صائما، واذا كان مفطرا، فإنما يأكل وجبة أو وجبتين من الزيتون، حتى ذكر لي انه كان يتناول زيتونات قد عدّها على أصابعه).
وقد تضمن هذا الجزء من هذه الموسوعة المهمة عددا آخر لعلماء وأساتذة عايشوا وعاصروا سماحة السيد الشهيد رحمه الله، وأدلوا بآرائهم بهذه الشخصية الدينية الادبية الثقافية الحوزوية الكبيرة، ومن هؤلاء الشخصيات المحترمة، فضيلة الحجة الشيخ حميد الشاهروردي، وفضيلة الحجة الشيخ على اكبر المعيني، والاستاذ السيد محمد حسين الطويل، والحاج محمد علي الحلاق الكربلائي، والاستاذ سالم جواد كريم الخطاط، والاستاذ محمد علي اليوسفي، والوجيه الحاج عبد الرسول القارئ، وفضيلة الحجة السيد محمد علي الحسني، والدكتور اسعد أحمد علي، وغيره من السادة الافاضل الذين شاركوا في هذا المؤلَّف الذي يشكل الحلقة الاولى من الموسوعة المهمة التي تبيّن على نحو مركّز وواضح سيرة السيد الشهيد حسن الشيرازي رحمه الله، وما تنطوي عليه من جهود كبيرة مباركة تنوعت بين الدين والشعر والنقد والمؤلَّفات التي تناولت جوانب الحياة الكثيرة.