اصدارات جديدة: داعش .. ماهيته، نشأته، إرهابه، أهدافه، استراتيجيته

شبكة النبأ

2014-10-16 11:45

الكتاب: داعش .. ماهيته، نشأته، إرهابه، أهدافه، استراتيجيته

الكاتب: مازن شندب

الناشر: (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت

عدد الصفحات: 160 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

شبكة النبأ: يرى الباحث اللبناني الدكتور مازن شندب ان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشير إليه باسم (داعش) لا يمكن ان يكون مجرد صفحة تطوى كما تطوى صفحات أخرى، وشرح شندب الأستاذ في الجامعة اللبنانية الذي وصف بانه "باحث في قضايا الارهاب" وجهة نظره هذه في كتاب صدر له مؤخرا بعنوان "داعش .. ماهيته ، نشأته ، إرهابه ، أهدافه ، استراتيجيته، الكتاب الذي ورد في 160 صفحة متوسطة القطع صدر عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت. وحمل الغلاف علم الدولة الاسلامية التي كانت تعرف من قبل باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام. وجاء الكتاب في سبعة فصول ومقدمة وفصل تمهيدي وخاتمة وقائمة هوامش في ثلاث صفحات. بحسب رويترز.

وعلى الرغم من كون الموضوع جديدا نسبيا وقلة ما كتب عنه من أبحاث باستثناء الكتابات الصحافية وهو أمر أقر به شندب فقد قرر الخوض فيه متكلا على ما وصفه بالروح الموضوعية قائلا ان هذا يكفي. لكن لا بد من ان يلاحظ القارىء ان كثيرا مما ورد في الكتاب يعتبر أقرب الى الاستنتاجات الشخصية منه الى المواد الموثقة وفيه كثير من التبسيط ومن الاسئلة التي تطرح لكن دون وجود أجوبة أكيدة عنها.

وفي تقديم الكتاب قال شندب عن تنظيم الدولة الاسلامية "وسواء لعبت اللعبة الاعلامية لعبتها في داعش ومعه فظهرته على أكثر مما هو عليه وسواء انتهى داعش اليوم أو غدا الا ان ذكراه وذكريات اعماله وممارساته لا يمكن ان تشكل مجرد صفحة تنطوي كما طوي أكثر من نصف (القاعدة) بعدما طوى الامريكيون صفحة حياة زعيمها اسامة بن لادن"، وأضاف "فمع داعش اتخذت السلفية الجهادية طريقا آخر منحرفا هذا الطريق ام غير منحرف، ليس مهما ، فالمهم ان تنظيم داعش أضحى علامة فارقة ، عنفه وضع بنيانا آخر للارهاب. والخطير في الامر انه بنيان يبني نهجا آخر للارهاب أكثر هولا ورعبا ، عندما يرث هذا التنظيم تنظيم آخر أو (خليفة) آخر الى ان يرث الله رب العالمين الارض ومن عليها".

واستطرد "خطورة الارهاب تتجسد أولا وبشكل رئيسي في فائض العنف والقتل الذي ينزله غالبا بمدنيين أبرياء يشكل استهدافهم بلاغا وتعميما إلى من يهمه الامر وإلى كل مقصود من الامر وهي الخطورة التي لم يتفوق عليها حتى تنظيم القاعدة. ان قواعد اللعبة مع داعش مختلفة جذريا فأنت أمام تنظيم حول نفسه الى دولة خلافة وهناك (خليفة) يأمر فيطاع وبالتالي هناك استراتيجية متكاملة يسخر الارهاب لتنفيذ بنودها دون مناورة او تنازل ومهما أوتيت من قوة وبطش، "ومما يزيد من هذه الخطورة ويرفع من وتيرتها هو ان هذه الدولة لم تزل في طور التكوين وهو ما يعني انها تعمل من أجل تصليب عودها لتتمكن من وتترسخ وهي في سبيل ذلك ستصدّر القدر الاكبر من العنف المرتكز على أسس دينية وشرعية فسرتها الدولة الاسلامية وفق ما يجب انجازه"، وتساءل قائلا "هل نحن أمام تقسيم أدوار بين داعش والقاعدة أم أن داعش هو فعلا تنظيم خرج الى غير عودة من عباءة القاعدة فبنى لنفسه قواعد اخرى؟، "هل ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هو تنظيم قائم بذاته ومستقل عن اية دولة ام لا يتجاوز ان يكون صنيعة لجهاز استخبارات لاحدى الدول او لاكثر من دولة التقت المصلحة على ان تلتقي في هذا التنظيم الارهابي ومن بعدها سيلتقون عليه لشطبه من المعادلة بعد ان يكون قد أنجز الغرض المطلوب منه انجازه؟".

وفي نهاية الكتاب واختتام المؤلف النتائج والاستنتاجات التي توصل اليها قال انه يمكن القول ان "الممارسات الامريكية" منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول "قد ضاعفت من قوة من يرفع لواء الجهاد كوسيلة وحيدة لردع الولايات المتحدة وثنيها عن سياساتها الامبريالية والظالمة بحق العرب والمسلمين وأصبح القضاء على هؤلاء أشبه بالمستحيل وذلك بسبب تمددهم وتجذرهم في المجتمعات العربية وبسبب التنظيم الدقيق الذي يصبغ هذا التمدد او ذاك التجذر."

وأضاف يقول ان الولايات المتحدة "وبالرغم من جميع المحاولات التي لجأت اليها وبالرغم من الصفقات التي أبرمتها مع تيار ما أسمته بالاسلام المعتدل ليس فقط عجزت عن مكافحة هذه الجماعات وانما أيضا أدركت وأيقنت بأن هذا التيار العريض أصبح ثابتا وحيدا في معادلات المخاطر التي تواجهها في المشرق العربي والعالم الاسلامي وأدركت ايضا ان تأثير هذا التيار على مشروعها في الشرق الاوسط يقتصر على العرقلة من دون ان يصل الى حدود العائق القادر على شل مشروعها شللا نصفيا."

وانتقل الى القول "والاخوان المسلمون العرب منهم وغير العرب صدّقوا عن قناعة او قلة دراية لا فرق ، صدقوا انهم القادرون على اخراج الولايات المتحدة من مأزق ممارساتها عندما يبادرون لاعطائها صكا اسلاميا سنيا شرعيا وهي أيضا مشت مع الكذبة فكانت النتيجة (داعش) و(النصرة) والله وحده يعلم من سيأتي بعدهما في المستقبلين القريب والبعيد."

وقال طارحا فكرة ان مفهوم الثورة هو مفهوم غريب عن العرب "ان الاخوان المسلمين الذين ساروا في موكب التنظير الغربي الامريكي اي الثورة انتهوا كما انتهت الثورة التي نظروا لها حالمين انها ستتمكن من تسييدهم غائبا عن بالهم ان ثقافتنا نحن العرب لا تتلاءم مع النظرية الغربية في الثورة وناسين اننا نحن العرب لم تكتمل شروط نهضتنا الحداثية لابتلاع مفردات وحالات الثورة بمفهومها الغربي فابتلعتنا هي."

وتحدث عن "أبرز ايجابيات او عناصر قوة السلفية الجهادية بقالبها الداعشي الذي قرأ الاحداث جيدا واستفاد من خطأ الغير كل الغير فالفشل الثوري الذريع والقاتل الذي غطاه المنظرون للثورات العربية بما اسموه المرحلة الانتقالية قفز من فوقه جهاديو الجيل الجديد عندما صدّروا مشاهد الذبح إما أن ترضخ وتسلم فتسلم وإما أن تذبح دون خيار ثالث.

"انها ليست مجرد أفعال ذبح سادية متطرفة ناقمة وثائرة... فانت مع داعش أمام لعبة قمار بكل ما للكلمة من معنى ، في نهاية اللعبة اما ان تنتهي وتموت واما ان تسود وتحكم وتقيم خلافتك ... مع داعش انت امام متغير مستقل واحد وهو اقامة الدولة الاسلامية ... فاليوم تقضي المصلحة...ان نجعلك تشاهد فعل الذبح لكن غدا نعلمك بالذبح دون ان نريك عملية الذبح بحد ذاتها فانت أمام متغير تابع اسمه فعل الذبح."

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي