اوباما الى السعودية مرة اخرى... هل من جديد؟

باسم حسين الزيدي

2015-01-28 08:16

وصل الرئيس الامريكي "باراك اوباما" الى السعودية برفقة زوجته، قادما اليها من الهند، من اجل تقديم واجب العزاء في رحيل ملك السعودية "عبد الله بن عبد العزيز"، بحسب ما اعلن رسميا عن اسباب الزيارة من كلا البلدين (الولايات المتحدة الامريكية والسعودية)، وتأتي هذه الزيارة، بعد زيارة اعتبرت تاريخية ومرتقبة، التقى خلالها "اوباما" ملك السعودية "عبد الله" في شهر اذار من العام الماضي، كان خلالها "عبد الله" يعاني من صعوبات في التنفس، حيث تم وضع انابيب اصطناعية لضمان تنفسه بصورة طبيعية، ويبدو ان ما تم مناقشته في تلك الزيارة سيعاد طرحه بشكل او باخر بعد رحيل ملك وقدوم ملك اخر لدولة اختارت ان تكون حليف رئيسي للولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط والخليج، سيما وان هناك العديد من نقاط الخلاف والتقاطع قد حكمت علاقة البلدين في عهد اوباما وعبد الله، فيما بقيت مسال اخرى عالقة من دون اي تقدم يذكر.

واختلف مراقبون وخبراء، بشأن رؤيتهم المستقبلية للعلاقة بين الطرفين ومدى الخلاف بينهما، لكنهم اتفقوا على بقاء هذا الحلف متماسكا وان لم تكن في افضل اوقاتها، وكان يساور الولايات المتحدة الامريكية القلق من بعض التغيرات التي قد تجري داخل العائلة المالكة في السعودية، والتي قد تسبب بعض الانشقاقات والصراع على السلطة وتوزيع المناصب في نظام الملكية المطلقة الذي سارت عليه لعقود طويلة من الزمن، حتى ان بعض الباحثين القريبين من دائرة صنع القرار الامريكي حثوا الادارة الامريكية للتدخل في تجنيب الفوضى في المملكة، وهي دعوة صريحة وجهها سايمون هندرسون (باحث في معهد واشنطن) بالقول "مع احتمال اتجاه الأمور نحو انتقال فوضوي، ستحتاج الولايات المتحدة إلى التأكيد على أهمية مجيء قيادة تتمتع بالأهلية وتتسلم مهام السلطة على وجه السرعة، وإلى عدم الاعتماد على مجرد الأمل في أن يتمكن بيت آل سعود من إيجاد الحل لذلك بنفسه، ورغم أنه ربما يكون من الأفضل أن يتم القيام بذلك بصورة واعية وبحكمة، هناك أيضاً خطر من أن تُخطأ الدبلوماسية الهادئة بشكل عام بحالة عدم الاكتراث أو اللامبالاة"، لكن التغيرات التي حدثت، والتي جمعت بين الجيل الثاني والثالث من حكام المملكة، لم تكن كلها سيئة بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، خصوصا على مستوى تعيين "محمد بن نايف" وليا لولي العهد، الذي اعتبر على انه "الاهم بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية"، فيما يتعلق بملف الارهاب المتنامي في منطقة الشرق الاوسط.

ومن المرجح ان تتركز الزيارة الرئاسية لأوباما لمناقشة الملفات الحساسة وبعض القضايا الاخرى بحسب اهميتها وترتيبها بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية والسعودية، والتي قد تشمل:

1. موضوع مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط وخطر تمدده في العراق وسوريا، اضافة الى مناطق شمال افريقيا، والتوتر الحاصل في اليمن.

2. قضية اسعار النفط

3. الملف النووي الايراني

4. السلام الاسرائيلي-الفلسطيني

5. ملف حقوق الانسان في السعودية

وقد اشار اوباما، قبل توجهه الى السعودية، بخصوص ملف حقوق الانسان فيها، بالقول "علينا في بعض الأحيان أن نوازن ما بين الحاجة للحديث معهم حول قضايا حقوق الانسان، والاهتمامات الآنية، حيث نعمل الآن على مكافحة الإرهاب والتعامل مع الاستقرار في الإقليم"، واضاف "بأن الضغط بشأن التقدم في مجال حقوق الإنسان، أو تشجيع الإصلاحات السياسية، لا تكون دائما موضع تقدير "وكثيرا ما تجعل بعض حلفائنا غير مرتاحين، وتجعلهم محبطين"، وهو كلام صريح بان ملف حقوق الانسان يأتي في اخر سلم اولويات الادارة الامريكية، مقابل ملف الارهاب والملفات الاخرى ذات الحساسية العلية، وعملية التوازن التي يبحث عنها اوباما (بعد ان تعرض الى انتقادات واسعة في امريكا بشأن حليفته السعودية التي قامت بجلد وتغريب وسجن الناشط رائف بدوي لمدة 20 عام)، دائما ما تقدم استقرار مصالح الولايات المتحدة في المنطقة على غيرها من الاولويات.

ويبدو ان الجديد في زيارة اوباما للحليف التقليدي في الخليج والشرق الاوسط، هذه المرة، تأتي لإرضاء فضول الطرفين في تبديد نقاط الخلاف والجفاء التي عكستها الفترة السابقة، فمثلما لا تستطيع السعودية الاستغناء عن الشراكة والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، ترى الاخيرة في السعودية شريك يمكن التعويل عليه في بعض الملفات الحيوية بالنسبة لها، كما ان اغلب الخلافات السابقة التي قامت بين الطرفين حول سوريا ومصر والعراق والملف النووي ما زالت قائمة، وان كانت بوتيرة اخف، ما يتطلب منهما بحث تفاهمات جديدة تتناسب والانتقال الملكي الجديد داخل السعودية.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي