البرلمان السادس
حسين علي الحمداني
2025-11-20 03:45
أدلى أبناء الشعب بأصواتهم في يوم الديمقراطية العراقية، التي أثبتت إنها ترسخت بشكل كبير في ثقافة المجتمع، الذي وجد في صناديق الاقتراع وسيلته لاختيار من يمثله في البرلمان في دورته السادسة، ما يعني إننا قطعنا شوطاً كبيراً في هذه الممارسة التي حُرم منها الكثير من العراقيين في العقود الماضية بحكم السلطة الديكتاتورية التي كانت لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة كما يحصل الآن في العراق منذ زوال النظام الدكتاتوري وها نحن ننتخب من جديد برلماننا الذي يمثل كل العراقيين.
وبالتأكيد من شارك في الانتخابات وجد انسيابية عالية في عملية التصويت التي لا تستغرق سوى بضع دقائق وبشكل يحفظ سرية التصويت بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ودلالة، مضافا لذلك إجراءات الحكومة بعدم فرض حظر للمركبات والعجلات، ما يشكل رسالة قوية باستقرار العراق واستتباب الأمن في كل مدنه، ما يبعث الاطمئنان لدى المواطن من جهة.
ومن جهة ثانية ينقل صورة إيجابية كبيرة عن العراق وشعبه لدى المتلقي، لا سيما أن مختلف دول العالم تابعت الانتخابات وغطتها وسائل إعلام عربية وعالمية، فضلا عن اشتراك أكثر من 1200 مراقب دولي، سواء من الأمم المتحدة أو المنظمات المختصة بالانتخابات وهو ما يؤكد بالتأكيد اهتمام العالم بالانتخابات العراقية.
انسيابية عملية التصويت سببها الرئيس وعي المواطن من جهة، وخبرة القوات ألأمنية في تنظيم عملية الدخول للمراكز الانتخابية وخبرة موظفي الاقتراع في التعامل مع الناخبين، فضلا عن تنظيم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لآليات التصويت، التي لاقت قبولاً كبيراً من المواطن وصولا لأجهزة التصويت الالكترونية التي أعطت للعملية الانتخابية ثقة كبيرة عززت من نزاهتها لدى الناخب والمراقبين المحليين والدوليين.
الجانب الآخر المهم هو أجراء الانتخابات بموعدها المقرر رغم إن الكثير توقع تأجيلها بحكم الظروف الإقليمية في المنطقة أو دعوات المقاطعة وغيرها من الأسباب ولكننا وجدنا إنها جرت بتوقيتها المحدد ليؤكد العراق للعالم قدرته على إدارة عملية الانتخابات بجهوده الخاصة من جهة.
ومن جهة ثانية التزامه بالمواعيد الدستورية للدورة البرلمانية وعدم الدخول في مرحلة الفراغ الدستوري التي لم يصل لها العراق في الدورات السابقة وهو ما يعكس رغبة القوى السياسية في إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة وفق النتائج في المرحلة اللاحقة.
لذا فإننا خطونا خطوة مهمة في مسار الديمقراطية التي باتت اليوم أكثر رسوخاً من قبل كونها خيارنا الوحيد في انتخاب من يمثلنا من أجل تحقيق طموحات الشعب العراقي في حياة حرة كريمة وتنمية مستدامة وتجاوز إخفاقات الماضي وأن يكون البرلمان الجديد قدر المسؤولية التي على عاتقه وأن ينفذ البرنامج المعلن في الحملات الانتخابية ويتحول إلى واقع ملموس.