نظرية القوزي في الإدارة

عباس عبود

2024-06-05 07:24

هي ليست فنطازيا انما محاولة لتفسير سلوك طبقة المديرين في الدولة العراقية من خلال التجارب العملية واخترت لها هذا الاسم لغرض التبسيط، ناهيك عن ان اغلب الفاسدين يفضلون ولائم القوزي في المطاعم وقد ظلموا هذه الوجبة المميزة عندما جعلوها شريكا دائما لمجالسهم.

عندما تدخل اي مطعم وتطلب (نفز قوزي) على سبيل المثال سيمر الطلب عبر سلسلة مراحل من بداية دخولك المطعم وجلوسك على الطاولة وقراءتك لقائمة الطعام (المنيو) لغاية تنفيذ الطلب وحصولك عليه ساخنا لذيذا ثم دفعك فاتورة الحساب ومغادرتك المطعم. 

المفاصل التي يمر بها نفر القوزي هي ذاتها الأوامر والتعليمات والمعالجات الإدارية حيث يتنوع سلوك المديرين ورؤساء الوحدات الإدارية وتختلف شخصياتهم ازائها رغم تشابه مهامهم، لكن في واقع الحال لكل مهمة رجالها، فأحيانا نحتاج الى صاحب الإمكانات العلمية، واحيانا اخرى نحتاج إلى صاحب الحزم الإداري، وفي أوقات نحتاج فيها الى المرونة، بخلاف أوقات اخرى نحتاج الى الحزم والصرامة.

 واليكم أنواع شخصيات المدراء التنفيذيين حسب نظرية القوزي:

اولا: المدير الجرسون

تحقيق اهداف

كثير الحركة، دائم الابتسامة، لايظهر اعتراضاته وملاحظاته للآخرين، لايستخدم صلاحياته في العقوبة، لكنه كثير النميمة في الخفاء، يحاول كسب ود الجميع ظاهريا لكنه يكرههم في الحقيقة، وعادة يتنقل بين هذا وذاك لعقد التحالفات والصفقات والمجاملات لتحقيق أهدافه ومصالحه برضا ومباركة الجميع.

ثانيا: المدير القصاب

يفضل البقاء في مكان عمله لايتنقل كثيرا حازم صارم واضح، يستخدم الساطور والسكين في معالجة مهامه، يميل للعزلة لكنه منتج، لايتكلم كثيرا عن إنجازاته، ولا يبتسم للآخرين ولايكترث برضا المحيطين ويظلم الآخرين دائما بقراراته الحازمة .

ثالثا: المدير الطباخ

يحاول ان يرى الجميع دون ان يراه احد، باب غرفته مغلق دائما، يعمل في السر، ولا يكشف اوراقه للمحيطين، يرسم الخطط ويعد الطبخات ثم يبتسم ابتسامته الصفراء بعد ان تثمر مخططاته، مدير يعتمد الحيلة والمكر في تصريف اموره اليومية.

رابعا: المدير الكاشير

ثابت في مكانه يحدد علاقته بالآخرين بقدر منفعته الادارية والمالية، الادارة في مفهومه عبارة عن منافع مالية آجلة او عاجلة، يحترم من يقدم له النفع الشخصي يرحب به ويفضله على من ينفع المؤسسة.

خامسا: المدير حارس الكراج

هو المدير الذي دائم استقبال الضيوف الخارجيين، ويرسم نجاحاته بناء على ما يمتلك من علاقات خارج المؤسسة، عادة يستعرض علاقاته امام مرؤوسه، ويلجأ لها إذا وقع في مأزق اداري او تعرض الى مشكلة، فالحل عنده يأتي دائما من خارج المؤسسة.

سادسا: المدير الزبون

هو المدير الذي لايكترث بحل مشاكل الموظفين ويكتفي بسماع المشكلة دون التدخل في حلها، حريص على ان لايخسر احدا، يفكر في مرحلة مابعد خروجه من المنصب لهذا يبتعد عن اتخاذ اي قرار يعرضه إلى الحرج مع من هم ادنى منه اداريا .

سابعا: منظف الطاولة

وهو المدير الذي ينشغل كثيرا بمن تولى الموقع قبله، وينهمك كثيرا في مساحة الماضي، ورغم نزاهته لكنه يتحدث اكثر مما ينتج، ويحرص على البدء بصفحة نظيفة لكنه لن يتمكن من ذلك.

ثامنا: صاحب المطعم

مقدمة الصفوف

هو المدير الذي لايعمل، لكنه ماهر في قطف ثمرة جهود الآخرين، هو لايمتلك موهبة مهنية لكنه يمتلك ذكاء اجتماعي جعله في مقدمة الصفوف، يمتلك ثقة عالية بنفسه توحي للآخرين انه الأفضل والأكثر كفاءة لكن الواقع انه فقير المؤهلات والإمكانات.

تاسعا: الزبون المحظوظ

هو الزبون الذي دخل المطعم ليتناول القوزي وبعد ان اكمل طعامه خرج واكتشف ان احدهم دفع له الحساب، وهو المدير الذي يحصل على السمعة الإدارية والمهنية دون ان يمتلك مؤهل مهني او خبرة ادارية او ذكاء اجتماعي او وظيفي ودون ان يبذل الجهد الذي يوازي ما حصل عليه، فقط الصدفة هي من وقفت الى جانبه .

عاشرا: صاحب الوير

هو الذي اثناء وجوده في المطعم وهو في منتصف مرحلة تناول القوزي يدخل للمطعم مجموعة من المعارف يسلمون عليه ويجلسون بالقرب منه، وبعد ان يكمل طعامه (قبلهم طبعا) يكون مضطرا لدفع فاتورة هؤلاء المعارف، وهو المدير الذي تضعه الظروف في موقف يتحمل فيه اخطاء الآخرين ويدفع ضريبتها دون تقصير منه وهذا النوع من المديرين هو الذي يتحلى بروح المسؤولية واحترام التقاليد الإدارية لكنه يفضل المجاملات على الحزم في المواقف الحرجة.

طبعا العراق بمؤسساته ودوائره مليء بنوعين الاول الجرسونات والثاني اصحاب المطاعم اما الكاشير فحدث ولا حرج مع وجود الانوع الاخرى وهناك بالتاكيد تخصصات اخرى لم أوفق لذكرها اكون سعيدا لو أسهمتم معي في إضافتها لنكمل معا نظرية القوزي في الادارة .

ذات صلة

التقية المداراتيّةأثر التعداد السكاني على حقوق المواطنينبناء النظرية الدينية النقديةأهمية التعداد العام للسكان في داخل وخارج العراقالأيديولوجية الجندرية في عقيدة فرويد