العودة للمربع صفر

مازن صاحب

2023-12-27 12:53

يثير صخب التصريحات والتغريدات السياسية الكثر من الجدل مع كل دورة انتخابية.. حتى بات الحديث عن العودة للمربع صفر في إدارة المكونات المجتمعية.. من دون تنمية سياسية تنهي حالة العدالة الانتقالية.. وتأسيس دولة المواطنة الفاعلة والحكم الرشيد.

اشمئز كليا من استخدام اي مصطلحات طائفية او شوفينية متعصبة.. بدلا من نفاذ قانون مجتمعي لسيادة دولة عراق واحد وطن الجميع.. السؤال الأكثر إثارة للجدل لماذا ترجع عوائل أحزاب المحاصصة والمكونات في كل دورة انتخابية إلى اشترار تلك المصطلحات الطائفية والشوفينية المتعصبة.. وهل في ذلك ضمان لمستقبل اجيالنا المقبلة؟؟

تساؤلات قد تبدو غير سوية في سياقات نظام ارتكز على توظيف مخاوف المكونات المجتمعية ما بعد الاحتلال الصهيوني للعراق.. وكشف النموذج الاسوء في التضليل العميق للراي العام الجمعي العراقي.. ان الحرب الأهلية البديل الوحيد امام المكونات المجتمعية في حالة تغيير هذا النظام من المحاصصة إلى المواطنة الفاعلة والحكم الرشيد... حتى وصل التهديد بالحرب داخل النوع المجتمعي الواحد!!!.

هكذا ظهرت حالة الرجوع إلى المربع صفر في عناوين طفت على مستنقع المحاصصة الاسن.. فأصبح التهديد بهويات المدن.. الموصل كذا.. وكركوك كذا.. واثارت مخاوف ارتباك حق في هوية بغداد عاصمة العراق!!

هل هناك اخطر توظيف لهذا التراجع وكان عقدين ونيف من الأعوام لم تمض على الاقطاع السياسي بعناوين مقدسة لها بريق وطني فيما الحقيقة ان الاغلب الأعم من هذه الأحزاب تواجه اليوم فائزين في انتخابات مجالس المحافظات بما قدموا من خدمات لمحافظاتهم وان ثمة ملاحظات على اليات عملهم.. الا ان الناخب حينما تفحص ورقة الاقتراع منح صوته للانجاز فحسب.

يمكن مراجعة اغلب التصريحات ما بعد الاعلان الأولى لنتائج هذه الانتخابات.. فنلاحظ هذا السوء في تغييب الهوية الوطنية العراقية.. الموصل عراقية.. وكركوك عراقية.. بغداد قلب العراق الجامع لكل العراقيين.

والنصيحة الأفضل للفائزين واحزابهم.. ابحثوا عن اليات تنفيذ برامج اعمار كبرى في البنية التحتية.. وتوليد فرص العمل خارج سياق أثقال الموازنة التشغيلية قوائم رواتب بطالة مقنعة في تراكم اعداد الموظفين.

وتبقى الملفات الأساسية المشتركة في تعظيم قيمة الدينار العراقي مقابل سعر صرف الدولار والبحث عن حلول حقيقية لمعضلة التعطيش السياسي للعراق وما يمكن أن يحصل من هجرات بشرية تؤثر كليا على مراكز المدن والعمل على توطين الفلاحين من خلال برامج جديدة للري بالرش والتنقيط.

كل ذلك يتطلب من حتى قيادات أحزاب المحاصصة.. العمل على توظيف الفرص المتوفرة لتحويل نقاط الاتفاق في لجان التعديلات الدستورية للرئاسات الثلاث إلى برامج عمل حقيقة.. تواجه منهج التضليل والاباطيل.. في ديمومة تلك الأفكار التي ظهرت ما بعد ٢٠٠٣ وتواصل العمل بها حتى بات العودة للمربع صفر في كل دورة انتخابية حالة فشل متكرر للجميع.. لان الحالة الأساسية.. العراق دولة واحدة للجميع.. وعلى الجميع إيجاد تلك الوسائل الدستورية لضمان استمرارية هذا الحال.. ومن دون ذلك سيتكرر الفشل ونعود نسمع مثل هذه الاقاويل الفجة لتوصيف مدن العراق بمسميات المكونات المجتمعية وليس المواطنة العراقية الفاعلة..

السؤال.. هل يدرك الاباء المؤسسون لاسيما من ظهروا في عضوية مجلس الحكم هذه المسؤولية التاريخية ام لا؟؟

سؤال بلا إجابة حتى اللحظة فكل حزب بما لديهم فرحون.. وجباع الشعب نامي حرستك الهة الطعام.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!

........................................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

بين موت الغرب ونهضة الشرقالبنية الحجاجية.. خطبة الزهراء (ع) مثالامتى يحق للمواطن المشاركة في القرارات الحكومية؟الإدارة الأمريكية الجديدة وتصوّرات الصدام والتوتر والوفاقالحياة المشتركة في الشرق الأوسط