هل يوشك نظام ما بعد 2003 على السقوط؟

رياض محمد

2022-08-28 08:20

في الاسابيع والايام الماضية لاحظت ان عددا من الحركات والتحالفات السياسية قد تأسست تحت عناوين "المعارضة" و"التغيير" و"الانقاذ"...الخ.

احدها اسسه محلل تلفزيوني مقيم في سان دييغو يطرح توقعات مضحكة باستمرار واخر اسسه احد اقارب عادل عبد المهدي بعد ان انقلب عليه خلال ثورة تشرين واخر تأسس في الانبار واخر يرأسه ارهابي مطلوب اسمه عبد الناصر الجنابي!

ما يبدو واضحا ان هناك عددا غير قليل من العراقيين مقتنعين ان نظام ما بعد 2003 على وشك السقوط وبعض هؤلاء يظن ان هذه فرصة لا تعوض لل(فوز) بالسلطة او بجزء منها على الاقل.

للبعض يبدو وضع العراق الان يماثل شكليا على الاقل وضعه عام 1968: رئيس ضعيف تتسابق القوى السياسية لاسقاطه والسيطرة على العراق من بعده.

هذا يقودنا الى سؤال هو: كيف تسقط الانظمة؟

التجربة التاريخية علمتنا ان الانظمة تسقط بشكل عام بطريقتين:

الاولى: عندما ينتفض الشعب ويقرر الجيش عدم التدخل لقمعه ويترك النظام لمصيره فيسقط وهذا ما حدث في تونس مثلا في عام 2011.

والثانية: عندما يقرر الجيش نفسه تولي السلطة وهذا ما حدث في مصر عام 2011 وحدث في السودان والجزائر فيما بعد.

هل يتوفر هذان الشرطان في العراق؟

الجيش العراقي له تاريخ طويل في قمع انتفاضات العراقيين منذ تمردات الكورد والعشائر والمدن في العهد الملكي الى الانفال وانتفاضة اذار وتشرين.

لهذا فان الرهان على ان الجيش سيترك السلطة تسقط غير واقعي.

هذا يقودنا الى فرضية الانقلاب وهنا يوفر التاريخ سوابق عندما حكم الجيش في فترتين بين عامي 1936 و1941 ثم بين عامي 1958 و1968.

لكن السؤال هو: هل الجيش العراقي جيش مستقل مثل الجيش المصري او الجزائري او حتى السوداني لينقلب على النظام؟

الجواب هو لا.

اذن هذا النظام ورغم انه مكروه من غالبية العراقيين لكنه سقوطه ليس وشيكا (كان نظام صدام مكروها منذ عام 1980 لكنه لم يسقط الا عام 2003 وكان النظام الملكي مكروها منذ عام 1941 لكنه لم يسقط الا عام 1958).

لكي يسقط النظام - اي نظام - فيجب ان يتوفر من يسقطه وهذا ما لا يتوفر في العراق الان.

هذا النظام ليس ديكتاتورية فرد لكي يغتاله احدهم وتنتهي المشكلة.

كما ان وهم التدخل الامريكي او الدولي غير وارد وهو من باب خداع الناس وجمع المؤيدين للتباهي بهم امام مخابرات السعودية والامارات لجني الاموال. وعليه فان سقوط هذا النظام ليس وشيكا.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي