العراق والاستفادة من تناقضات الشرق الاوسط

باسم حسين الزيدي

2015-07-28 09:09

هل يمكن الاستفادة من التناقضات السياسية في منطقة الشرق الاوسط لصالح تعزيز الدبلوماسية العراقية؟، لم لا... لكن هل هناك تناقضات يمكن البناء عليها فعلا؟.

ربما يمكن اعطاء (النموذج التركي) كمثال على جملة من التناقضات السياسية التي بنيت عليها اغلب المواقف السياسية في المنطقة لاعتبار بسيط... ان هذا التناقض يمكن ان يستفيد منه العراق في جهود مكافحة الارهاب.

تركيا استدارت خلال منعطف حاد الزوايا وغيرت مواقفها الرسمية بسرعة كبيرة... فبعد الغموض والتغاضي عما يجري بالقرب من حدودها الجنوبية مع سوريا، تحولت الى شريك مهم لقوات "التحالف الدولي" وبطلب من تركيا، عقد اجتماع عاجل لحلف شمال الأطلسي، "الناتو"، لمناقشة الاخطار التي يتعرض لها الامن القومي التركي... اضافة الى حملتها الجوية والمدفعية التي انطلقت منذ ايام ضد تنظيم "داعش" وحزب "العمال" الكردي، الذي تعتبره تهديدا مباشرا لأمنها الداخلي.

رئيس الوزراء التركي، "داود اوغلو"، اكد ان "وجود تركيا يمكن ان يؤدي الى تغيير التوازن في سوريا والعراق وكل المنطقة، وان العالم يجب يكون مدركا لذلك"، وعلل تسريع الرد العسكري التركي تجاه داعش والاكراد، بعد تنامي الهجمات ضد المدنيين والقوات الامنية والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الاتراك.

هذه "الاستدارة" قد تنعكس على العلاقة بين تركيا واقليم كردستان العراق ايضا، ولا احد ينكر ان التوتر بين الطرفين ارتفع على خلفية الازمة التركية مع حزب العمال الكردستاني، سيما بعد التصريحات المقتضبة التي اطلقها رئيس الاقليم وتحدث فيها عن دور الوساطة، والمعلوم ان ساحة المعركة بين الطرفين، ان وقعت، ستكون ضمن حدود الاقليم الادارية، ما يعني انتهاء فترة الهدوء التي نعم بها الاقليم بعد مفاوضات السلام التي قادها اردوغان.

الاستفادة من التناقضات

يمكن للخارجية العراقية ان تنشط، في هذه الفترة بالذات، وعينها صوب المواقف التركية، الفرصة الان مؤاتيه ويمكن اقتناصها لفتح الكثير من الملفات المعقدة، وتعزيز التعاون السياسي والامني مع الجارة تركيا... وهو ما سيسهم في نهاية المطاف لخدمة مصلحة العراق العليا وجهوده في دفع خطر الارهاب بعيدا عنه.

اما الحديث عن شعار "ان العراق يدافع عن الجميع"، او الركون الى الهدوء وكان الامر لا يعني الدبلوماسية العراقية، فهما امران لا فائدة قد ترتجى منهما، خصوصا مع الفائدة التي يمكن ان يجنيها العراق من تقوية العلاقة وتعزيز التعاون الامني والسياسي مع دولة بثقل تركيا في منطقة الشرق الاوسط.

ويمكن ان يستفيد العراق من خلال الانفتاح ودعم تحولاتها الجديدة على ثلاث

- الملف الامني: وكل ما يرتبط به من دعم وتنسيق للجهود والتعاون لمكافحة التنظيم، خصوصا في شمال العراق (الموصل)

- الملف السياسي: ملف كبير وشائك وفيه العديد من القضايا... يمكن تفعيل بعضها، سيما ما يتعلق بجانب اقليم كردستان العراق، والمواقف التركية تجاه الازمات بينها وبين الحكومة الاتحادية.

- ملفات اخرى: منها الملف النفطي وملف المياه وملف الجماعات المسلحة التي تهاجم تركيا من الاراضي العراقية، وغيرها من الملفات التي من شأنها ان تعزز مكانة الحكومة العراقية في بسط الامن وتحقيق السيادة على كامل اراضيها.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا