دولة رئيس جمهورية نفسي!
مازن صاحب
2021-08-17 05:11
حين يفتقد الانسان الامن والامان يرجع إلى الفطرة البدائية الأولى، يحتمي بالعشيرة والمنطقة، ويكونوا كما تقول إحدى قفشات الأفلام المصرية (رئيس جمهورية نفسي) بمعنى لا طاعة للقانون العام عليه في الحقوق والواجبات، هكذا تحول العراق بعد بوادر مؤكدة من نجاح مشروع صهوني بمحو شخصية العراقي واستبدالها بفوضى غير خلاقة لا تقوم بها دبابة أمريكية، بل فتحت هذه الدبابة في احتلال العراق الباب على مصراعيه لكل من جاء على ظهرها او راكضا وراءها او مستفيدا من الواقع الجديد ليكون (رئيس جمهورية نفسه)!!
بعد ان كانوا يتعاونون مع مخابرات هذه الدولة وتلك باتوا يتعاملون من على كرسي السلطة مع هذه المخابرات وتلك، وينفذون أجندة محو العراق في مفاسد المحاصصة كثقافة لانتاج امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد، وجاهلية القرن الحادي والعشرين تستعيد جاهلية ما قبل الإسلام بعناوين اسلامية وقلوبهم شتى ليست على قلب رجل واحد.
وسط هذه الفوضى غير الخلاقة يتفاوض الأمريكان مع العراق على شراكة إستراتيجية دائمة يوافق عليها ويطالب بها الكرد والسنة وبعض الشيعة، ويعارضها من تتنقل البندقية عنده من كتف الى كتف حسب الأحوال. فحين كان مع المعارضة في الحرب العراقية الإيرانية يقاتل أبناء جلدته بعنوان التكليف الشرعي لولاية الفقيه، نقلها للحصول على منصب بموافقة امريكية وهكذا يتحول من حال إلى آخر حسب مقياس قارون العصر، عنوان التقرب الى الله زلفة في مقاومة المحتل.
فيما يتطلب ممن يقاتل المحتل الأمريكي عدم القدوم على دبابته ومن ثم عدم تحويل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران والموت يأكل العراق ويمحوه بمخطط معلن اشاع فجور المخدرات والاقعال اللا أخلاقية ونشر الجهل بوجود اكثر من ٧ ملايين امي، وعمم الفقر بجود حوالى ٤٠% من العراقيين على حافة معدلات هشاشة الفقر وفق المعايير الدولية.
كل هذا والعراق يصدر النفط ويمتلك ثاني خزين إستراتيجي في الشرق الأوسط، حتى بات ريع النفط وفق عقود التراخيص النفطية ايضا ضمن مفهوم (رئيس جمهورية نفسي) يتغانم ضمن مفاسد المحاصصة.
ما الحل؟؟ هل يفترض مغادرة ساحة المنازلة وترك العراق الذي نريده وطنا لجميع العراقيين لذئاب تفترسه بعناوين براقة تتلحف برداء الإسلام السياسي والدين الحق منهم براء؟؟؟
اكرر القول ثورة الجياع مقبلة وحين يثور العراقي فردود الافعال ستكون اقرب الى ما حصل ما بعد انقلاب ١٩٥٨، لذلك مطلوب اليوم اعادة صياغة رقعة الشطرنج العراقية بإطلاق مبادرة حلول منهجية قابلة للتطبيق، من ركب القطار الأمريكي ليس امامه غير تقليل اثار ثقل بسطال الاحتلال الذي جاء به الى كرسي السلطة، ومن يعتقد ان القفز بسهولة من هذا البسطال فعليه الاستعداد لعظائم الامور ليس بيد أمريكية، بل بتضارب المصالح بين امراء الطوائف وفسادهم السياسي، سيغلق الكرد الحدود ويعلن السنة واقعا اقليمهم، ولكل محافظة سيكون هناك اكثر من رئيس جمهورية نفسه وجماعته الحزبية، وانفجار بركان تنازع المصالح بتمويل إقليمي ودولي لوكلاء محليين يذكرنا بالحرب الاهلية اللبنانية، التي ما زال جمرها تحت الرماد، هل من متعظ ؟؟ لا اعتقد فكل حزب بما لديهم فرحون... ولله في خلقه شؤون!