ادارة الأزمات بعقلية القطيع

مازن صاحب

2021-07-06 07:56

ما بين اشباح دولة نتمنى أن تكون وبين أزمات تتوالى ينعكس الراي العام الجمعي العراقي في مرآة التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو التي يبدع فيها وعاظ امراء طوائف غرناطة عراق اليوم لادارة الأزمات بعقلية القطيع الذي يجري وراء كبش يركض نحو جرف هاوي ويتقاقز الجميع حول القضية.

ما هي القضية، لها عناوين مشفوعة بالقداسة والاسماء الالمعية، وكل حزب بما لديهم فرحون، اما ذلك المواطن الاب فلا يعرف من هموم الدنيا غير اداء عمله في قيظ تموز لعله يرجع لعياله بقوت يومهم!

كل مراكز التفكير العراقية والفعاليات المدنية والثقافية وصخب الاطاريح الجامعية وهذا الكم المتزايد من المدارس والجامعات الاهلية التي تنتج للعراق اجيالا من البطالة الذين لا يفقهون في مهنة الشهادات حتى العليا التي يحصلون عليها غير (العلمو نورن) فيما مصادر صناعة القرار ومتخذيه في واد اخر يهيمون غير واد المسؤولية وقفوهم فإنهم مسؤولون!

ونتيجة تخلف مدني منذ ١٩٥٨ وما بعدها اصبح للقضية عناوين، سفكت دماؤنا بحروب شتى، وما زال هناك من يقف على حفار القبر يصرخ اين حقي لكن، اين حقوق الأجيال المقبلة؟؟ هل نوقشت في مراكز التفكير العراقية والفعاليات المدنية والجامعات؟؟

هل طرحت التساؤلات الصعبة عن الهوية الوطنية لعراق واحد وطن الجميع، لتحديد مفهوم الخيانة العظمى؟؟ من هو عدونا اليوم وغدا ومن هو الصديق؟؟ ليكون التخابر مع العدو خيانة عظمى؟؟

تأتي الإجابة، القضية المصيرية اكبر، فيما يتحدث هذا المتملق بجهاز موبايل مصنوع بتقنيات إسرائيلية وشبكة خطه على القمر الإسرائيلي ونصف طعامه من خضروات مصدرة اليه من إسرائيل ويركب سيارة فارهة ويضع عطرا من دول الغرب الكافر ويدعو الناس لمحاربة إسرائيل!!

من يدعو لمحاربة التطبيع عليه اولا ان يتفقه في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله، هذا الاعتصام شامل كامل ليس فيه استثناء، وفي القانون الوضعي يكون الاعتصام بالعقد الاجتماعي الدستوري ونفاذ القانون وليس التكليف الشرعي المتعارض والمتضارب مع الحد الأدنى من الاعتصام بالدستور، وهكذا بات واضحا للجميع أن من كان عدو الامس بات اليوم حليفا في الانتخابات ويحضر مجالس الفاتحة في مضايف اهل القضية!

اما القطيع، فإنهم وحدهم من يخدعون بحماس الخطب الرنانة لوعاظ أمراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد، حتى يتجهون الى صناديق الاقتراع وانتخاب اصحاب القضية، فيما مغانم السلطة توزع بينهم، وليس لذلك العجوز الا البحث عن مياه باردة تطفي لهيب قيظ تموز وسط انقطاع الكهرباء المتكرر ..ولله في خلقه شؤون!!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

لماذا يطلب المؤمن الهداية الى الصراط المستقيم؟بعد فوز ترامب.. على العراق الاستعداد لما هو قادمالمشاريع الثقافية الطوعيةدور الشباب في إعادة بناء العراقتداعيات انتخابات إقليم كردستان على المشهد السياسي