العراق ودوره الإقليمي والنهوض من الكبوة
أنور السلامي
2015-07-06 08:20
الربيع العربي، ظهر بين دفتيه فوران بركاني، عاش فيه العراق خصوصا والمنطقة عموما، ربيعا سالت فيه دماء المسلمين ومزقت أوصالهم، غرقت دول في مستنقع الحروب الداخلية، واحدة تلو الأخرى، تحت شعار الديمقراطية، بعد أن عاشت هذه الدول ولسنوات طويلة، تحت عصا الحكم الدكتاتوري، مع وضوح الجهة المدبرة له، التي تبنت ثورات دموية، تحت شعار الشرق الأوسط الدموي الجديد.
البداية من العراق، تم إسقاط نظام البعث، الذي يّعد من أكثر الأنظمة دكتاتورية قمعا ودمويه، كان مثالا حيا، الذي أتقن لعبه قتل الشيعة والأكراد في العراق وتصفيتهم بأبشع الطرق وحشية.
تتابع بعد ذلك سقوط الأنظمة للدول الأخرى، معلنة عن مرحلة جديدة في المنطقة، وانقلب السحر على الساحر، بعد بروز مصطلح "المد الشيعي" في المنطقة، عليه قررت الجهة التي تبنت الربيع العربي، بمحاولة جديدة، للحد من خطر القادم، في اصلاح ما تغير وبضغط من بعض دول المنطقة، ولدت جبهة النصرة في سوريا، وبعدها داعش في الشام والعراق الذي أدخل العراق في حرب دموية مبنية على أساس طائفي، تّحدد مسارها الدول التي تحرك لاعبي المنطقة بواسطة الدعم اللوجستي الكامل لهذه الحركات.
تصلب مواقف بعض دول المنطقة، وبعض ساستها، أدت الى نتائج كارثية، بعد سقوط الصنم أوقعت العراق في حرب طائفية، فكانت نتائجه سلبية خسر فيها الموصل وهي ثاني أكبر مدينة، وتبعتها مدن أخرى، إلا أن زمام المبادرة ما زال موجودا، بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الرشيدة، رغم أن عصابات داعش تدعمها بعض دول المنطقة، بكل الوسائل المتاحة لها.
إن خوف بعض دول المنطقة من وهم المد الشيعي، رفع وتيرة التنافس في الآونة الأخيرة، حيث أشعلت أحداث اليمن حدة التوتر وزادت المواجهات، بين دول المنطقة وإيران، مما زاد في الطين بله، توتر المنطقة وتوسع الصراع حول العراق، القطب الأهم في هذه المرحلة، لما يمثله موقعه الجغرافي تحديدا.
بقي الموقف العراقي هامشيا، حول الأزمة اليمنية، فكان الحاضر الغائب، داخل البيت العربي، إذ لم تظهر نوايا حقيقية في اصلاح الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد، مما جعل مواقفه الإقليمية، ضعيفة حيال إعلان الحرب على اليمن، أو الأزمات التي مرت بها المنطقة.
العراق فشل في الوقت الراهن من انشاء دولة حديثة، خلال الاثني عشر عاما الماضية، وبناء دولة مؤسسات دستورية، لكان اليوم أقوى في مواقفه الإقليمية، ولأصبح الرقم الأصعب واللاعب الأبرز في المنطقة.
انها كبوة فرس - على الساسة الاستفادة منها، والنهوض بالبلاد من الواقع المرير، بدلا من أن يجر البلد الى هاوية التمزيق.