مثيولوجيات بروتستنتية
اقصاها العقل الفلسطيني من دائرة الصراع
د. صالح الشقباوي
2020-02-08 04:30
(اسرائيل هي المالك الشرعي لكل ارض فلسطين، وتتخلى عن امتلاك الفلسطينيون من عليها، وتعطيهم حق الاقامة عليها دون امتلاكها) مزامير عصرونيه
في هذا الدراسة ساقدم رؤيتي، لما تتضمنه الرواية البروتستنتية حول الارض والتاريخ الفلسطيني خاصة وانني المس ان هناك تجاهلا فلسطينيا منظما لنظرة البروتستنت الجدد للارض الفلسطينية وللصراع عليها ولحقوق امتلاكها فهم يؤمنون ان الارض هي لاسرائيل وان الفلسطينيون احتلوها منهم لذا على العالم الحر ان يقدم يد العون والمساعدة في تحريرها من اثام الفلسطينيين.
هؤلاء الانجليون الجدد هم من يقفون وراء ترامب في الولايات المتحدة الامريكية عددهم 70 مليون يؤمنون أن الله وعد اليهود كشعب مختار اعطاءه الارض المقدسة وأن عودتهم والغاء شتاتهم سيعجل في قدوم المسيح بكلام آخر أوصفهم بأنهم بروتستانت محدثون يختلفون في شريعتهم عن بروتستانت التقليديون بمفهوم الولادة الثانية وهي ولادة الروح.
وهذا ما يساند الفهم اليميني المسيحي المتقاطع فكريا وسياسيا ودينيا مع اسرائيل والحركة الماسونية والصهيونية ومع اليمين الصهيوني المتطرف، من هنا جاؤوا بترامب كحصان طروادة لليمين المسيحي الذي يسيطر على مقدرات السياسة الامريكية ولهم مسؤولية كبيرة في نسج علاقة مميزة مع الدول العربية (السعودية، البحرين، الامارات، عُمان) والتي تساند قرار ترامب وتساعد حركة الانجليين المسيحيين في نظرتهم الانجيلية كون اسرائيل هي ملك صهيون، هذه الحركة الانجيلية المسيحية تؤمن بعودة السيد المسيح الثانية.
ولكي يعود ماديا وجسديا هناك شروط يجب أن تحقق ويجب ان تكون هناك صهيون وان يكون هناك الهيكل اليهودي كالشروط المادية تساعد السيد المسيح للاعلان عن نفسه وعودته وحسب اعتقاد هؤلاء أن لن تتم العودة الا في ظل وجود هيكل يهودي في القدس وتجميع اليهود وقيام اسرائيل واعادة بناء الهيكل مكان المسجد الاقصى، هذه الرؤية كما قلت يؤمن بها أكثر من 70 مليون أمريكي بروتستانتي معمداني كان من بينهم رؤوساء (ريغن بوش الابن) والذين يؤمنون حسب نبؤوات التوراة ( سفر حزيقال).
أن هذا الفعل وهذا الفكر سيصطدم بمعارضة الكفار مما سيؤدي الى نشوب معركة كبيرة (هارمجدون) والتي تقع جغرافيا في سهل بين القدس وعسقلان القريب من حيفا حيث يوجد هذا السهل الذي يطرق عليه سهل "مجدو" وبالتالي حسب روايتهم المسيحية المفخخة والمطعمة بفكر صهيوني يهودي سوف يظهر المسيح فوق أرض المعركة فوق غيمة بيضاء وينزل ويحكم الف سنة (الالفية السعيدة) ويعيد النخبة من شعبه الى صهيون.
هنا يتجلى حقيقة اندفاع ترامب وتبنيه لصفقة العصر كما وتولد هذه العقلية مدرسة ترامب التي خرجت متطرفون مسيحيون يمنيون لذا علينا أن ندرس هذه الظاهرة دراسة علمية وأن نخضعها لمناهجنا البحثية الاكاديمية ونقوم باجراء دراساتنا البحثية عليها لاعطاء مفاهيم وتصورات واحكام يقينية عنها لأننا امام ظاهرة غائبة كليا عن ثقافتنا السياسية وكيف تقف هذه المدرسة وروادها خلف صناع القرار عند ترامب.
وهنا أذكر أن الرئيس الامريكي عندما ينتخب يؤدي يمين الولاء للولايات المتحدة الامريكية والقسم امام قسيس من هذه الحركة التي تؤمن بما قاله بن غوريون عام 1948 " لا اسرائيل بدون قدس ولا قدس بدون هيكل" والهيكل هنا سيكون مكان المسجد الاقصى لذا صنع اليهود له مكيتا وأجروا تدريبات لخدمة الهيكل ووجدوا تمويل لبناءه وفي الختام أقول أننا في لحظة إسلامية عدمية فارقة فقد جاء ترامب وجمع أموالنا منا كدول اسلامية واخذها وراح وهود القدس.