لماذا تهدر طاقات الشباب في العراق؟
د. ضياء الجابر الاسدي
2019-11-25 04:40
ماهي الاسباب التي ادت إلى هدر طاقات الشباب وعدم استثمارها في العراق، وكيف يمكن ايقاف ذلك وتحقيق الاستثمار والتمكين في التغيير والإصلاح والتنمية الشاملة، خصوصا بعد أحداث تشرين 2019؟
هناك العديد من الاسباب التي أدت الى اهدار الطاقات الشبابية وعدم استثمارها بالشكل الصحيح والامثل والذي يحقق المردود الايجابي الذي يساهم في بناء البلد وتطويره من جانب، ويفعل تلك الطاقات ويعززها وينميها من جانب اخر.
وهذه الاسباب منها ما يعود للدولة ومؤسساتها من حيث:
١- عدم وجود سياسة سليمة في التخطيط لإستثمار تلك الطاقات الشبابية وبمختلف التخصصات والمواهب.
٢- عدم الاهتمام الحقيقي بتلك الفئة من قبل مؤسسات الدولة واستثمار تلك الطاقات الشبابية وتنميتها وتوجيهها بالشكل الايجابي الذي يخدم الدولة، فالبرامج الوزارية لم تكن بمستوى الطموح بهذا الخصوص وكانت مجرد حبر على ورق.
٣- البطالة المستشرية وعدم التوظيف الصحيح، سواء في المؤسسات الحكومية (القطاع الحكومي) او على مستوى الاستثمار (القطاع الخاص).
٤- الاحساس بعدم وجود رؤية واضحة بخصوص المستقبل (مجهولية او ضبابية المستقبل) لدى العديد من الشباب بسبب الاوضاع التي يعيشها ويمر بها البلد على خلاف ما نجده في بلدان اخرى، ((فالشاب في مرحلة الاعدادية لا نجد لديه الحافز والدافع في الدراسة فيقول لك وماذا بعد الدراسة... وان دخلت الكلية - الحال نفسه للشاب في الجامعة- سأتخرج بدون وجود فرصة عمل وسأبقى عاطلا عن العمل او اعمل في غير الاختصاص الذي تخرجت فيه و...)).
٥- عدم البناء الصحيح لروح المواطنة بسبب السياسات الحكومية الخاطئة طوال السنوات السابقة واستئثار البعض بالسلطة والنفوذ والمال وبشكل عكس جوانب سلبية في بناء وادارة الدولة.
٦- الشعور بفقدان الذات بنسبة لا يستهان بها بسبب الظروف والازمات التي مر ويمر بها البلد مما اثر سلبا في تطلعات تلك الفئة وطموحاتها.
٧- التيه الفكري والسطحية في التفكير بسبب كثرة المؤثرات والتأثيرات من خلال وسائل الاعلام ووسائل التطور الالكتروني.
اما نتائج ذلك:
١- الشعور بالإحباط الذي تولد لدى الكثير من الشباب.
٢- اللجوء الى وسائل بديلة قد تكون غير مفيدة وغير نافعة لملء الفراغ الموجود.
٣- الخروج والتمرد على كثير من الامور المجتمعية.
٤- الرغبة في التقليد والمحاكاة وان كانت سطحية وذات مردود سلبي.
وقد يتم ذلك من خلال التمسك والتركيز على المظهر وترك الجوهر.
٦- عدم او ضعف الاهتمام بالجوانب التعليمية والانصراف لأمور اخرى اقل اهمية وفائدة منها.
ايقاف الهدر
ان ايقاف عمليات الهدر في الطاقات الشبابية يتم من خلال معالجة الاسباب وايجاد الحلول لنتائجها كحلول لذلك، ونراها تتمثل بالآتي:-
١- تبني سياسة واضحة للاهتمام الحقيقي بتلك الفئة والتركيز عليها من خلال التخطيط والتنفيذ والتطبيق.
٢- التقرب من تلك الفئة والوقوف على همومها ومشاكلها عن طريق برامج مخطط لها ومدروسة تعمل على التفاعل الحقيقي مع تلك الفئة وبالشكل الذي يحقق بناء الانسان الايجابي الفاعل.
٣- تحقيق الامن الفكري لتلك الفئة وقاية ومعالجة من خلال تعاون كل المؤسسات المجتمعية في ذلك من اسرة ومؤسسة تربوية وتعليمية ودينية ومؤسسات مجتمع مدني.
٤- الاهتمام بالمواهب الشبابية المختلفة والمتنوعة والعمل على تطويرها وتنميتها من خلال برامج حكومية تشكل دعما ورفدا لها.
٥- العمل على تعزيز روح المواطنة وتنميتها في نفوس الشباب واعادة بناءها وتصحيح مسارها.
٦- العمل على تشبيب مؤسسات الدولة واشراك الشباب في الوظائف العامة والقيادية منها، والعمل على اشراكهم في القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار لديهم وتقديم الدعم الحكومي اللازم بهذا الخصوص.