تحية إكبار لعشاق الإمام الحسين(ع)
علي ال غراش
2023-07-30 05:38
تحية إكبار لعشاق سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، الذين يحرصون على احياء ذكرى قيم ومبادئ نهضة الإمام الإصلاحي، الثائر الخالد قائد ثورة عاشوراء الخالدة سبط الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه واله) الإمام الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام)، الذي قدم أفضل الدروس في تاريخ البشرية في مجال الإصلاح والثورة ورفض الظلم والظالمين والمستبدين، وتقديم التضحيات: الدماء والأرواح وسبي النساء في سبيل الله تعالى -عز وجل- وفي سبيل العزة والكرامة، ورفض الذل والهوان والفرار..، بل في مواجهة التحديات والصعوبات مهما كان الوضع؛ ليكون قدوة وأسوة حسنة وكعبة لكل مظلوم ومستضعف وثائر لأجل الحق والعدل والحرية والكرامة والإباء.
تقبل الله أجوركم، مأجورين ومثابين بمصاب سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، تقبل الله أعمالكم وجهودكم لإحياء الشعائر الحسينية بالحضور المكثف وبفعالية في المجالس، وتحية لكل المسؤولين والقائمين على المجالس ولكل فرق الخدمة الحسينية، وللخطباء الأفاضل والرواديد ولكل من ساهم بالدعم الحضوري والمعنوي والمادي.
تحية لعشاق الحسين
تحية لكل من يسير على منهج الإمام الحسين (ع)، ويحرص على حضور المجالس لإحياء شعائر الثورة الحسينية مهما كانت الاجواء: الحر الشديد أو تحت أشعة الشمس اللاهبة، والرطوبة العالية أو البرد القارص، والامطار.. ومهما كان الازدحام والمخاطر..، والتفاعل بشكل إيجابي من باب ان المشاركة في احياء الشعائر ومنها العزاء هو شرف كبير.
البكاء على الحسين
إن البكاء على مصيبة الإمام الحسين (ع) شهادة فخر واعتزاز؛ من باب الامتثال لكلام جده المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) الذي هو أول من أقام مجلس العزاء وأسس البكاء على مصاب حفيده الحسين(ع)، فقد روي عن حديث لأم سلمة انها قالت: كان عندي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعي الحسين، فدنا من النبي (ص)، فأخذته، فبكى، فتركته، فدنا منه، فأخذته، فبكى، فتركته، فقال له جبرئيل: أتحبه يا محمد؟ قال: «نعم»، قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك الارض التي يقتل بها، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
بكاء النبي (ص) على حفيده دعوة للتضامن مع حفيده فهو يمثل الحق والحقيقة، وامتداد لرسالته السماوية، بكى (ص) عليه بسبب ما يحدث له من اعتداء وحشي من أمته: قتل ونحر وفصل رأسه عن جسده الشريف وتقطيع أوصاله وقتل لإخوانه وأصحابه وسبي نسائه وأطفاله الذين هم آل النبي (ص) يحدث له كل ذلك وهو عطشان ينادي ويقول لهم: وحق جدي رسول الله عطشان. حتما ما وقع من قتل لسبط النبي (ص) أحزن قلبه الشريف ويحزن كل من يحب الرسول(ص) ويقف معه (ص) في عزاء حفيده الإمام الحسين (ع). وهذا أضعف موقف إنساني.
مصيبة الحسين هي الأعظم
ما حدث للإمام الحسين (ع) مصيبة عظيمة، بل انها أم المصائب وكل المصائب التي مرت على جده رسول الله وأبيه وأمه وأخيه والائمة الطيبين الطاهرين، تهون عليهم أمام مصيبته، الذين اكدوا على عظم مصيبة الحسين (ع).
وعندما سئل الإمام جعفر الصادق (ع) عن سبب مضاعفة المصيبة على جده الحسين (ع)؛ كما جاء في رواية عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ أنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق(ع): يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ صَارَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَةٍ وَ غَمٍّ وَ حُزْنٍ وَ بُكَاءٍ دُونَ الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله)، وَالْيَوْمِ الَّذِي مَاتَتْ فِيهِ فَاطِمَةُ، وَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام)، وَالْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحَسَنُ بِالسَّمِّ ؟!،
فَقَالَ: "إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَعْظَمُ مُصِيبَةً مِنْ جَمِيعِ سَائِرِ الْأَيَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكِسَاءِ الَّذِينَ كَانُوا أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ كَانُوا خَمْسَةً، فَلَمَّا مَضَى عَنْهُمُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه و آله) بَقِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَكَانَ فِيهِمْ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَتْ فَاطِمَةُ كَانَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَزَاءٌ وَ سَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَى الْحَسَنُ كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحُسَيْنِ عَزَاءٌ وَ سَلْوَةٌ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ أَحَدٌ لِلنَّاسِ فِيهِ بَعْدَهُ عَزَاءٌ وَ سَلْوَةٌ، فَكَانَ ذَهَابُهُ كَذَهَابِ جَمِيعِهِمْ كَمَا كَانَ بَقَاؤُهُ كَبَقَاءِ جَمِيعِهِمْ، فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ مُصِيبَةً... ".
المشروع الحسيني مشروع اللهي
الله سبحانه وتعالي هو صاحب الفضل الكبير، الذي تكفل بتعظيم منزلة الإمام الحسين في الدنيا والاخرة، لان الحسين (ع) يحمل مشروع اللهي، فالإسلام محمدي الوجود، حسيني البقاء.
وقال رسول الله (ص) حول ذلك: "حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط".
والإمام الحسين (ع) هو وارث الانبياء، بحمل الرسالات السماوية.
فهو خرج امتثالا لطلب الخالق -عزوجل- لانه يمثل الحق والحقيقة والإيمان أمام الباطل والفساد والاستبداد والكفر.
وقد أشار الإمام الحسين(ع) عند خروجه من مكة متجه للكوفة بانه خروجه حسب الرغبة والمشيئة الالهية وانه مشروع رباني، حيث قال (عليه السلام): "شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهنّ سبايا".
روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لحفيده الحسين بن علي (عليه السلام): "إن لك في الجنة درجة لا تنالها إلا بالشهادة".
وببركة دماء الإمام الحسين وتضحياته (ع)، وبفضل تضحيات الأجداد والأباء استمرت المجالس الحسينية..، نعم هناك تضحيات كبيرة قدمت من عشاق الإمام (ع) لتستمر مجالس الحسين (ع). فينبغي احترام ما قام به عشاق الإمام الحسين الأوائل من تضحيات كبرى وتقدير تلك الجهود وتعظيمها، كي يقوم الجيل الجديد بإيصالها وتسليمها للأجيال القادمة، عبر تعظيم شعائر الثورة الحسينية وليس انتقادها والنيل منها!.