الحسين يجمعنا

علي ال غراش

2022-08-22 06:29

نعم الحسين يجمعنا، وذلك يعني ان رسالة جده المصطفى تجمعنا، وان مظلة ولاية أبيه المرتضى امير المؤمنين الإمام علي تجمعنا، وان بطولة ومظلومية وحزن أمه السيدة الزهراء تجمعنا، وان قيادة أخيه الإمام الحسن المجتبى تجمعنا، وان الانتماء لمدرسة ائمة أهل البيت عليهم السلام تجمعنا، وان الشوق لظهور الامام المهدي (عج) وخدمته يجمعنا، ومهما اختلفت الآراء والميول الفكرية، ومهما اختلفت الجنسيات وأسماء الدول وكذلك المناطق والمدن.. فالحسين يجمعنا.

ومهما اختلفت الألسن والألوان، ومهما اختلفت الظروف والأعراق، ومهما اختلفت المرجعيات الدينية والانتماءات السياسية والميول الفكرية والثقافية.. الإمام الحسين يجمعنا.

ذوبان العاشق مع المعشوق

عشق الإمام الحسين، يعني الذوبان في النهضة الحسينية والثورة العاشورية، والتعاون والاندماج والعمل والخدمة كقلب واحد مع عشاق الإمام الحسين في أي مكان لأجل احياء شعائر ثورة الإمام الحسين الخالدة؛ من باب إتباع العاشق للمعشوق والحبيب للمحبوب.

فالعشق هو الميل للمعشوق، والعشق الحسيني الحقيقي هو اتباع منهج الإمام الحسين (ع) ونصرته والتضحية في سبيل المعشوق فهناك مسؤولية نحو المعشوق.

الحسين يجمعنا على العشق والانتماء والعطاء والخدمة وتحمل المسؤولية والتضحية في سبيل القيم والمبادئ التي حملها وثار لأجلها المصلح والثائر العالمي الخالد الإمام الحسين عليه السلام… لدرجة التضحية بطفله الرضيع.

لا للفرقة والخلافات

الحسين يجمعنا.. ولا مكان للخلافات والفرقة والتفرق والفتن لأجل مكاسب دنيوية أو شخصية أو حزبية أو مرجعية أو غيرها.. الحسين يجمعنا للتفاني في إحياء النهضة الحسينية من باب ان شعائر ومبادئ الإمام الحسين هي امتداد لقيم ومبادئ جده الرسول الاعظم (ص) ووالده أمير المؤمنين الامام علي وامه السيدة فاطمة الزهراء واخيه الإمام الحسن عليهم السلام، هي أعظم من الانتماء الوطني والقومي والمرجعي والحزبي، عشق الحسين أعظم وأعظم و أعظم، الحسين حياة لقد قدم وضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه لنحيا بعزة وكرامة.

الحسين يجمعنا في المجالس وفي كل مكان

بفضل الحسين يجتمع عشاقه في المجالس التي تقام في كل مكان من العالم؛ لإحياء اسم المعشوق الإمام الحسين وثورة عاشوراء، يحرص العشاق على الحضور في المجالس التي ترفع اسم الحسين، من باب الحسين يجمعنا فلا صوت ولا راية ترفع إلا كل ما يتعلق بالحسين وقيم ومبادئ ثورة عاشوراء... الحسين كلمة، الحسين كلمة الحق والعدالة والحرية والكرامة والتضحية والإصلاح والثورة والبناء، لأن الحسين حياة، حياة الكرامة والعزة والشهامة والاباء والبطولة والصبر والصمود والعطاء والتضحية والوفاء.

ولأن الحسين يجمعنا، فينبغي الحرص على التعامل حسب الأخلاق والقيم الحسينية، والتفاني في المحبة والعشق للمعشوق الخالد الإمام الحسين، فهم يرددون نحن سلم لمن سالمكم وحرب لمن حربكم؛ من باب التقدير والاحترام للمعشوق سيد الاحرار والثائرين والشهداء الامام الحسين بالإتباع لسيرة الإمام الحسين (ع)، ورفض لكل من يخالف قيم ومبادئ نهضة الحسين في رسالته الخالدة.

نهضة الحسين عالمية

كل البشر وليس فقط الشيعة ممتن للإمام الحسين الذي اختار الموت مع أهله وأصحابه بعزة وكرامة لأجل العدالة والحق والحقيقة والحرية والكرامة.

عشاق الحسين يتوجهون لله بالشكر العظيم على نعمة إتباع الإمام الحسين والسير على منهجه واحياء سيرته وحضور مجالسه ورفع رايته وترديد اسمه "يا حسين"، فالكل ممتن وشاكر للإمام الحسين فهو صاحب فضل على كل العالم من كافة الأديان والطوائف والقوميات.. فقد قدم عليه السلام أفضل الدروس لنصرة المظلومين والمستضعفين، ورفض الظلم والاستبداد والفساد والذل بقوله "هيهات منا الذلة"، وللمطالبة بالاصلاح والثورة، والتضحية.. لمبادئ سامية.. العدالة والحرية والكرامة.

وفي كل مجالس الحسين وكل المواقع التي تحمل اسم الحسين..، فالهدف منها احياء شعائر عاشوراء التي هي شعائر الله، لا مكان في مجالس الحسين لكل ما يخالف قيم ومبادئ نهضة الإمام الحسين؛ أو التشكيك بالشعائر الحسينية واستغلال المناسبة بتمرير بعض الأفكار الشخصية والتيارية، ونشر الفتن والخلافات، والنيل من العقيدة والعلماء والشهداء.

الحسين يجمعنا على المحبة والولاء والوفاء والإباء والتضحية لأجل العدالة والحرية والكرامة.

الحسين يجمعنا لأنه حي يمد عشاقه بالحياة والعزة والكرامة، الحسين يجمعنا للوحدة يدا بيد بتلبية النداء "لبيك يا حسين". احياء مجالس الإمام الحسين عليه السلام نور وهداية في الدنيا والآخرة.

نعم الحسين يجمعنا وكفى.

السلام على الحسين

وعلى علي بن الحسين

وعلى أولاد الحسين

وعلى اصحاب الحسين

سلام على عشاق الحسين

ومن سار على منهج الحسين

ومن يحمل شعيرة.. يجمعنا الحسين.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي