تسييس زيارة الأربعين والمساس بقدسيَّتها

شبكة النبأ

2014-12-20 08:15

شبكة النبأ: يتفق الجميع على أن زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام، مناسبة دينية خالدة، تستقطب جميع المسلمين في العالم اجمع، والشيعة منهم على وجه الخصوص، حيث يتدفق ملايين الزوّار على مدينة كربلاء المقدسة لإحياء مراسيم هذه الزيارة، وفقا لأجواء إيمانية إنسانية توّحد بين الجميع، وتلغي الفوارق بينهم، وتلغي الاهداف التي لا تمت بصلة لما يبتغيه صاحب الزيارة الحسين عليه السلام، وما قدمه من تضحيات جليلة لكي يتم ترسيخ العدل والخير والمحبة بين الناس، وهذا دليل قاطع على أن كل من يحاول أن يستثمر هذه الزيارة لغير هذه المبادئ، فهو يعمل بالضد مما يريده ابو الاحرار، عليه السلام.

السؤال المطروح هنا، هل هناك من الزوار الذي اشتركوا في إحياء زيارة الاربعين مؤخرا، حاولوا استثمار هذه الزيارة لاهداف سياسية خاصة بقوى يتبعون لها، وهل هناك جهات اقليمية ومحلية تقف وراء هذا السلوك؟، الجواب بوضوح، نعم هناك زوار قاموا بالاساءة لقدسية زيارة الاربعين، وحاولوا بأساليب بائسة المساس بهذه القدسية، ورفعوا صورا لشخصيات دينية، هم قادة سياسيين في الوقت نفسه، اضافة الى الصفة الدينية لهم، وقام هذا البعض من الزوار المدفوعين بأعمال لا ترقى الى المبادئ الحسينية، ولا تقترب منها إطلاقا، وهي في مجملها أعمال استفزازية مسيئة لهم قبل غيرهم، وتلفّظوا بألفاظ غير لائقة، وهجموا على بعض الرموز الاسلامية، وتجاوزوا على بعض المؤسسات الدينية الفاعلة، وكل هذه تم تحت حجج واهية، كان الغرض منها واشحا ومخطط له سلفا، ألا وهو تخريب هذه الزيارة المباركة، وإفراغها من قدسيتها ومحتواها الديني الانساني العميق والراقي.

ولعل الاهداف التي تكمن وراء هذه الاستفزازات والتجاوزات التي تخضع لتوجيهات قوى اقليمية معروفة، تهدف بالدرجة الاولى الى زعزعة الاستقرار في المدينة المقدسة، وفي العراق عموما، لتؤكد ان الاسباب التي تقف وراءها سياسية إضافة الى (الحسد) والغيرة البائسة التي شعرت بها هذه القوى السياسية المغطاة بغطاء ديني، فقد سحبت ضخامة زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام البساط من تحت اقدام تلك الجهات والقوى المعروفة، كذلك استقطبت هذه الزيارة جميع الاضواء، وأخذ العالم كله يتنبّه لمؤشرات هذه الزيارة المتصاعدة يوما بعد يوم وعاما بعد آخر، وهذه المؤشرات الايجابية لزيارة الأربعينية لا تروق لتلك القوى الاقليمية، كونها تدعم مكانة المدينة المقدسة وتضاعف من مكانة العراق كله.

لذلك يرى المعنيون في كربلاء المقدسة وسواها، أن زيارة الاربعين لها قدسية خاصة في نفوس المسلمين، والشيعة منهم على وجه الخصوص، ولا يجوز لأية جهة او قوى اقليمية وداخلية المساس بهذه المكانة والقدسية لهذه الزيارة المباركة، بأية طريقة او اسلوب كان. من هنا يجيء الرفض القاطع لمثل هذه التجاوزات والاساءات التي قامت بها بعض القوى الاقليمية والمحلية، والتي حاولت من خلالها أن تسيء لهذه الزيارة من خلال بعض التجاوزات المستهجَنة اسلاميا وانسانيا، علما أن جميع حالات الاساءة التي رافقت مراسيم الزيارة الاخيرة، لم تكن موجودة في السنوات السابقة، فمنذ سقوط الطاغية في نيسان 2003 والى الآن، يتم احياء زيارة الاربعينية بطريقة مثالية خالية من جميع المؤشرات السلبية التي ظهرت في اثناء احيائها لهذه السنة التي مرّت (قبل ايام)، وهذا يدل بصورة قاطعة على مخطط موضوع سلفا من القوى التي ذكرناها آنفا، لأن التجاوزات السابق ذكرها حاولت أن تستثمر الزيارة سياسيا لصالح تلك الجهات، الأمر الذي يتطلّب اتخاذ اجراءات عملية، قانونية، وشرعية مستقبلية، للحفاظ على قدسية هذه الزيارة الخالدة، ونضع هنا بعض المقترحات لمن يهمه الامر، لتحقيق هذا الهدف الجوهري، ونعني به الحفاظ على قدسية زيارة الاربعين، ونقترح ما يلي:

1- عدم السماح لزج هذه الزيارة في تحقيق بعض الاهداف السياسية المكشوفة بغطاء ديني مكشوف.

2- الرفض البات لأي تجاوز على الحوزات العلمية او المؤسسات الدينية المختلفة التابعة لها.

3- الرفض القاطع لأي سلوك غوغائي ينم عن الجهل والتطرف.

4- عدم رفع صور بعض الشخصيات ذات الصبغة المزدوجة (سياسية دينية)، أثناء اداء مراسيم هذه الزيارة الدينية الخالصة.

5- مراقبة جميع السلوكيات التي تنطوي على تناقض مع الاسلام ومع قدسية زيارة الاربعين، ومنع اصحابها من القيام بها، كونها تتنافى مع اهداف الزيارة الاسلامية والانسانية.

6- محاسبة اي طرف كان مهما كانت صفته او انتماؤه، في حالة ارتكابه اساءة للزيارة أو للزائرين بأية طريقة كانت، وفق الضوابط والقوانين السارية في البلد.

7- اهمية تنظيم كل ما يتعلق بهذه الزيارة من اجراءات وتعليمات، وعدم اعتماد الاساليب العشوائية في ادارتها.

8- لا يمكن تبرير الاعمال التي تنطوي على تجاوزات بحجة (زيارة الامام الحسين)، فالامام الحسين عليه السلام لا يقبل تجاوز حرمة الزائرين ولا استثمار الزيارة لاغراض سياسية.

9- عدم اللجوء الى خلط الاوراق لكسب بعض الامور، مثل التأييد للقوى الاقليمية والمحلية واستغلال الظروف التي يمر بها العراق، بحجج لا علاقة لها بزيارة الاربعين وقدسيتها المشروطة.

10- لا شك ان الجهات التي تقوم بالاساءات ، سوف تتعرض هي نفسها لنتائج هذه الاساءات، لذا لابد ان تكون اجواء الزيارة ذات طابع دينيّ صرف.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا