السينما الايرانية.. تستقطب المشاهد العالمي بسحرها المحلي

مروة الاسدي

2016-07-11 06:09

تشهد السينما الايرانية المستقلة ازدهارا على رغم القيود الدينية والثقافية والسياسية الكثيرة، ما يتجلى خصوصا في الحضور الملحوظ لمخرجيها وممثليها في مهرجان كان الدولي للفيلم، وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية، يتعين استحصال السينمائيين على موافقة من السلطات على سيناريوهات افلامهم قبل المباشرة بالتصوير.

ومع أن اكثرية المخرجين تكيفوا مع هذه المحاذير، آثر البعض منهم المنفى بحثا عن حرية فنية اكبر، وحدث مؤسف تشهده السينما الايراني توفي عباس كيارستمي أحد اشهر المخرجين الايرانيين الحائز جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1997 عن فيلمه "طعم الكرز"، وكان كيارستمي جزءا من موجة جديدة من السينما الإيرانية بدأت في ستينات القرن العشرين واشتهر بقصصه الواقعية التي ركزت على حياة الأشخاص العاديين وكان واحدا من عدد قليل من المخرجين الذين بقوا في إيران بعد الثورة الإسلامية التي اندلعت في 1979، ورغم قصصه المحلية فقد تفاعل الجمهور العالمي مع أفلامه، ولم يُنظر أبدا إلى أفلامه- التي كثيرا ما تركزت حول الأطفال أو الإيرانيين الفقراء الذين يعيشون بالمناطق الريفية- على أنها أعمال سياسية صريحة لكن بعض السيناريوهات التي كتبها لتلميذه جعفر بناهي اعتبرت كذلك.

يرى المراقبون للشؤون الفنية في ايران ان سينما الدولة، وهي افلام تحظى بتمويل من السلطات، لا تتمتع بالحرية الفكرية والترفيه والاكشن الذي يعطيها نجاحا او ازدهارا على المستوى المحلي، في حين ان هناك قطاع مستقل يشهد ازدهارا، وفي دليل على هذا المنحى، تحقق السينما الايرانية المستقلة مجددا هذه السنة في كان حضورا لافتا خصوصا بفضل فيلم المخرج اصغر فرهادي "الزبون" الذي ينافس للفوز بجائزة السعفة الذهبية. كذلك يشارك فيلم "المعكوس" (وارونكي) للمخرج بهنام بهزادي في المنافسة عن فئة "نظرة ما".

ويتم أيضا التداول بإسمي ايرانيتين للفوز بجائزة افضل ممثلة هما غلشيفته فراهاني - التي اختارت العيش في المنفى - عن دورها في فيلم "باترسون" للمخرج الاميركي جيم جارموش، وترانه عليدوستي التي تؤدي دورا في فيلم "الزبون" لفرهادي.

وقد ساهمت الموهبة المميزة لفرهادي الذي نال تقديرا عالميا بفضل فيلمه "انفصال" عن قصة مؤثرة تم تصويرها في طهران بشأن عائلة في طور التفكك، في انطلاقة السينما الايرانية على المستوى العالمي خلال السنوات الاخيرة.

وكذلك ما يزيد من قيمة النجاحات السينمائية الايرانية وجود خطوط حمر دينية وسياسية وثقافية صارمة لا يمكن تجاوزها ووجوب حصول السينمائيين على موافقة من السلطات قبل التمكن من تصوير افلامهم.

ويرى السينمائيون ان الفن السابع واحد من أكثر الظواهر المدهشة وغير المتوقعة في المجتمع الإيراني، وبالنظر للضغوط التي يعيشها الشعب الإيراني فلا شيء يمكن أن يقاوم مثل السينما والفن لأن الوضع كان سيحتم القضاء عليه بشكل أو بآخر، لكن ما حدث كان العكس تماما وكان هذا ردا مبدعا على الضغوط والقمع، خصوصا انها عادت السينما الإيرانية إلى دائرة الضوء بعد أن حازت عدة أفلام مميزة تنقل واقع إيران على جوائز مرموقة في مهرجانات دولية، وهذا يعني ان مستقبل السينما بعدما وصل الى العالمية سيحظى بنجاحات كبيرة رغم كل القيود.

السينما الايرانية غزت العالم رغم القيود

اظهرت ردود الفعل الكثيرة على وفاة المخرج الايراني عباس كياروستامي عن 76 عاما في باريس المكانة المهمة التي اكتسبتها السينما الايرانية في العالم رغم القيود المفروضة على السينمائيين الذين اختاروا البقاء في ايران.

ففي مهرجان كان السينمائي الاخير اشار عباس كياروستامي الى انه في ايران "لدينا من جهة سينما الدولة التي تمولها السلطات ومن جهة اخرى السينما المستقلة التي تشهد ازدهارا"ن

وتأكيدا على كلامه فاز فيلم "البائع" لمواطنه اصغر فرهادي بجائزتين في مهرجان كان هما افضل ممثل الى شهاب حسيني وافضل سيناريو.

ووصف المخرج الاميركي المستقل جيم جارموش الذي استعان في فيلمه الاخير "باترسن" بالممثلة الايرانية كلشيفته فراهاني، السينما الايرانية "باحدى رياض السينما عبر العالم"، ورأى سكوت روكسبورو من مجلة "ذي هوليوود ريبورتر "التي تعنى بشؤون السينما ان سر نجاح السينما الايرانية هو انها تشكل "جسرا بين الغرب والعالم المسلم".

واوضح لوكالة فرانس برس "بالنسبة للجمهور الغربي تشكل السينما الايرانية مزيجا بين ما هو مألوف وما هو غريب"، واشار الى ان المخرجين في ايران "لا يمكنهم ان يتناولوا المسائل السياسية مباشرة لذا يركزون على القصص الشخصية ولا سيما قصص الاطفال" معتبرا ان القيود التي تفرضها السلطات صبت في الواقع في مصلحة الفنانين، واكد "بما ان اللغة المجازية تعتبر مشبوهة، تخصصوا بالواقعية القريبة من الطابع الوثائقي لكنها اخذت ايضا بعدا روحانيا اشبه بالخرافي".

وفاز جعفر بناهي الذي رعاه كياروستاكي، العام الماضي بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم "تاكسي" في حين ان حكما بالسجن عشرين عاما صدر في حقه في ايران مع منعه من تصوير الافلام بعدما انجز وثائقيا حول تظاهرات العام 2009 احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد.

وحكم على المخرج الشاب كيوان كريمي ب223 جلدة وبالسجن ست سنوات بتهمة اخراج فيلم حول رسوم الغرافيتي في طهران. وقد تكون حملة تضامن عالمية معه ساهمت في خفض عقوبته كثيرا. بحسب فرانس برس.

وفي الوقت عينه يتمتع الايرانيون باحدى اغنى الثقافات والتقاليد في العالم تعود جذورها الى الشعراء الفارسيين في القرون القديمة، وتبقى الفنون في قلب حياة الايرانيين اليومية.

وقال المخرج الايراني شهرام مكري لوكالة فرانس برس "قد نكون متخلفين في الكثير من الميادين (...) الا انه بامكاننا بالتأكيد ان نلفت انتباه العالم باسره في مجال الفن"، واضاف "اثبت كياروستامي كيف يمكن وضع الاهتمامات السياسية اليومية جانبا للتطرق الى مواضيع عالمية الطابع. ابتعد عن المسائل الهامشية وتجنب الحكم على الاخرين وركز على الفن والشعر والرسم. كان يعيش فقط في عالم الفن".

ورغم وجود مخرجين كبار عدة فان نجاح كياروستامي بالتحديد هو الذي الهم الفنانين الشباب للسير على خطاه. وقال اصغر فرهادي لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية "مما لا شك فيه انه مهد الطريق واثر في كثير من الناس"، وختم "لم يكن مخرجا فحسب، بل كان متصوفا عصريا في عمله وفي حياته الشخصية".

جائزة افضل ممثل في مهرجان كان

فاز الايراني شهاب حسيني بجائزة افضل ممثل في مهرجان كان عن دوره في فيلم "البائع" للايراني اصغر فرهادي فيما كانت جائزة افضل ممثلة من نصيب الفيليبينية جاسلين جوسه عن فيلم "ما روسا"، وقال الممثل البالغ 42 عاما "اشكر الله" على الفوز الذي اهداه الى الشعب الايراني. وهو من الممثلين المفضلين لاصغر فرهادي وسبق له ان صور مع المخرج الايراني في فيلم "انفصال" و"عن ايللي"، واضاف "اعرف ان والدي اينما وجد، في الجنة يشاركني هذه الامسية"، واوضح "هذه الجائزة ادين بها الى شعبي لذا اعيدها اليه من كل قلبي ومع حبي الكامل". بحسب فرانس برس.

وفي هذا الفيلم الطويل حول مأساة عائلية واجتماعية من الطبقة المتوسطة في ايران يقوم شهاب حسيني (42 عاما) مع ترانه علي دوستي بدور ممثلين متزوجين يواجهان احداثا وخيارات تقلب حياتهما الزوجية وهما يتدربان على مسرحية "موت بائع متجول"لارثر ميلر.

ويضطر عماد في الفيلم وهو استاذ جامعي وممثل الى مغادرة الشقة التي يقيم فيها مع زوجته في طهران بسبب اشغال تهدد المبنى، ولد الممثل في طهران في الثالث من شباط/فبراير 1974 واوقف دراسته الجامعية في علم النفس ليهاجر الى كندا، وسبق له ان فاز بجائزة الدب الفضي عن افضل ممثل في فيلم "انفصال" لاصغر فرهادي ايضا مع كامل الطاقم التمثيلي في الفيلم في مهرجان برلين العام 2011، وفازت النجمة الفيليبية جاسلين جوسه بجائزة افضل ممثلة في كان عن دورها في فيلم "ما روسا" للمخرج الفيليبين بريانتي مندوزا، وفي الفيلم الذي يشكل صرخة في وجه الفسادن تؤدي دور ربة عائلة متواضعة الحال تضطر الى جمع مبلغ كبير من المال لتجنب دخول السجن مع زوجها.

وهي تدير متجرا صغيرا في الحي الذي تحظى به باحترام كبير وتبيع فيه مادة كريستال التي تسمى مخدرات الفقراء، وعند توقيفها يروي الفيلم محاولاتها ومحاولات زوجها للخروج من مقر الشرطة الى حيث اقتيدا، وقالت الممثلة وقد غلب عليها التأثر لدى تسلمها الجائزة "لا اعرف ما اقول لقد تفاجأت كثيرا شكرا بريانتي مندوزا انه مخرج رائع وعبقري فعلي"، ولغرض الفيلم غاصت الممثلة بشكل متخف ليلا في الاحياء التي يصفها الفيلم للتعرف على اشخاص من اوساط ما روسا التي تؤدي دورها.

تبرير العنف من خلال مأساة عائلية

يصور المخرج الايراني اصغر فرهادي في فيلم "البائع" الذي عرض السبت في مهرجان كان، مأساة عائلية واجتماعية تدور وقائعها في بيئة من الطبقة الوسطى في ايران، البلد الذي يشتاق اليه حين لا يصور فيه، بحسب تعبيره.

وهي المرة الثانية التي يشارك فيها اصغر فرهادي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، بعدما رشح فيلم له بعنوان "الماضي" صور في فرنسا، الى جائزة السعفة الذهبية للمهرجان في العام 2013، ويقول المخرج في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لست انا من اختار اماكن التصوير، لكن القصص هي التي تفرض المكان"، واضاف "هذا يعني، انه رغم كل الصعوبات، انا اقر اني حين لا اصور في ايران، فاني اشتاق اليها".

وهو يرى ان التصوير في ايران "اقل تعقيدا في بعض المسائل، واكثر تعقيدا في مسائل اخرى"، فكلفة التصوير على سبيل المثال منخفضة في ايران، لكن الرقابة من السلطات تصعب بعض الامور، فالحرية في اختيار المواضيع "ليست مطلقة".

يروي اصغر فرهادي في فيلمه "التاجر" قصة شاب يدعى عماد وشابة اسمها رنا، وهما زوجان ممثلان يتمرنان على مسرحية في منزلهما، قبل ان يضطرا لمغادرة المنزل لكون بعض الاعمال الجارية في الجوار باتت تهدد المبنى بالانهيار، وينتقل الزوجان الى شقة جديدة لا يعلمان انها مملوكة لمومس، وفي احد الايام، يقتحم رجل الشقة بحثا عن المومس ويجد رنا في الحمام فيغتصبها، وتنقلب حياة الزوجين الممثلين بعد ذلك رأسا على عقب، بين رنا التي وقعت تحت صدمة ما جرى، وزوجها الذي لا ينفك عن التفكير بالانتقام العنيف.

يصور هذا الفيلم الطويل في بعض مشاهده تمرينا واداء لمسرحية، بحيث يمكن اظهار التناقضات بين شخصيات الفيلم والشخصيات التي يؤدونها في المسرحية، ويتناول مأساة اخلاقية واجتماعية مع شيء من النظرة من زاوية التحليل النفسي. ويستعين المخرج ايضا بعناصر درامية ليست غريبة عن اعماله، من الشخصيات التي تنتمي الى الطبقة المتوسطة، والخلافات العائلية، والمراقبة الدقيقة للعلاقات الانسانية والاجتماعية.

وشارك في "البائع" ممثلون طبعوا افلاما سابقة لاصغر فرهادي مثل شهاب حسيني الذي سبق ان ظهر في افلام مثل "انفصال"، والممثلة ترانة عليدوستي التي شاركت في ثلاثة افلام للمخرج منها "بخصوص ايللي".

ومن الامور التي يلقي عليها الضوء فيلم "البائع"، الانتقام الذي يحرك الزوج والذي يشعر انه محق فيه، ويقول المخرج "اعتقد ان هذا ما يجعل العنف خطيرا، وهذا ما يعاني منه العالم بأسره وليس فقط ايران"، ويضيف "احد اكبر المشكلات في العالم هو العنف، ولاسيما العنف الذي يراه مرتكبوه انه عنف مشروع"، وسبق ان نال اصغر فرهادي عددا كبيرا من الجوائر السينمائية، ففيلمه "انفصال" الذي عرض سنة 2011، حصد مجموعة كبيرة من الجوائز بينها "اوسكار" و"غولدن غلوب" لافضل فيلم بلغة اجنبية، و"سيزار" افضل فيلم اجنبي و"الدب الذهبي" من مهرجان برلين.

الفن شكل من أشكال المقاومة

قال المخرج الإيراني أصغر فرهادي المرشح للفوز بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "سيلزمان" إنه يرى الفن شكلا من أشكال المقاومة، ويركز الفيلم على زوجين يجدان الحياة الفكرية للطبقة المتوسطة المنتميان إليها تتمزق بعد تعرض الزوجة لهجوم في منزلها في طهران. ويحاول الاثنان مواصلة الحياة.

وبعد "سيبريشن" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي في أوسكار 2012 غاص فرهادي في الحياة اليومية في طهران التي تعاني من المضاربات في العقارات، وقال فرهادي لرويترز في مقابلة قبل عرض الفيلم في مهرجان كان "أكبر وأقدم علاقة في تاريخ البشرية هي العلاقة بين زوجين. علاقة الحب بين رجل وامرأة"، وأضاف قائلا "لكن رغم كونها (علاقة) قديمة وكلاسيكية ما زلنا نشعر بأن الكثير فيها لم يكتشف بعد لأنه بمجرد اجتماع رجل وامرأة تظهر كل المشكلات والصعاب من البداية وكأن أحدا لم يتعلم الدرس مما حدث في السابق".

وقال فرهادي "بسبب هذه الصعاب أشعر بأنها (العلاقة الزوجية) أثرى علاقة يمكن العمل عليها واستخلاص قصص منها"، وتعرض هذه الموضوعات وسيلة للمقاومة.

السينما المستقلة تحقق ازدهارا في ايران

تشير الاستاذة في جامعة سوربون الفرنسية انييس ديفيكتور المتخصصة في السينما الايرانية الى ان "التوزيع الكبير على مستوى العالم لهذا الفيلم وفر حضورا اكبر للسينما الايرانية التي انطلقت قبل سنوات من ذلك"، ونال فيلم "انفصال" الذي عرض سنة 2011 مجموعة كبيرة من الجوائز بينها "اوسكار" و"غولدن غلوب" لافضل فيلم بلغة اجنبية، و"سيزار" افضل فيلم اجنبي و"الدب الذهبي" من مهرجان برلين.

كذلك تم ترشيح فيلم اخر لفرهادي بعنوان "الماضي" لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 2013، وفي سنة 2015، فازت مخرجة ايرانية اخرى هي ايدا بناهنده بجائزة ضمن فئة "نظرة ما" في مهرجان كان عن فيلمها "ناهد" الذي عرض في عشرات صالات السينما في فرنسا واسبانيا واليونان.

أدت شركات توزيع، من قبيل "نوري بيكتشرز" التي تتخذ في فرنسا مقرا لها تحت إدارة كاتايون شهابي، دورا كبيرا في تعريف الساحة الدولية على هذه الأفلام، وباتت كاتايون شهابي الملقبة بـ "اللبوة" والتي تشارك هذه السنة في لجنة تحكيم مهرجان كان "خير مثال يجسد السينما (الإيرانية) المستقلة في الخارج"، على حد قول أنييس ديفيكتور.

وتدر هذه الأعمال السينمائية مزيدا من العائدات في إيران أيضا. فبين 20 آذار/مارس و20 نيسان/أبريل، حققت مبيعات شباك التذاكر حوالى 9 ملايين دولار من الإيرادات، اي أكثر من إجمالي العائدات المجمعة خلال الفترة 2013 -2014، ويسجل هذا الارتفاع بالرغم من القيود المفروضة على السينمائيين الإيرانيين، وأبرزهم جعفر بناهي، الذين يحظر عليهم التصوير في بلدهم أو حتى مغادرة أراضيه.

وفي كان هذا العام، طلب سينمائيون واختصاصيون في قطاع السينما "علنا من السلطات الايرانية العفو عن كيوان كريمي" السينمائي البالغ 30 عاما والمحكوم بـ223 جلدة والسجن مع النفاذ سنة واحدة، كذلك واجهت ممثلات ايرانيات مشكلات مع النظام من بينهن غلشيفته فراهاني التي قررت مغادرة ايران قبل سنوات.

هذه الممثلة التي كانت اول ايرانية تشارك سنة 2008 في انتاج سينمائي هوليوودي بعنوان "بادي اوف لايز" الى جانب ليوناردو دي كابريو، اثارت جدلا كبيرا في بلدها بسبب ظهورها عارية على صفحات مجلة فرنسية.

من ناحيتها واجهت ليلى حاتمي نجمة فيلم "انفصال" لفرهادي، انتقادات من جانب السلطات بعدما قبلت سنة 2014 رئيس مهرجان كان جيل جاكوب ما اضطرها الى الاعتذار، وقد ظهرت آمال بتوسيع هوامش الحرية في المجتمع الايراني بعد انتخاب المعتدل حسن روحاني سنة 2013 رئيسا للبلاد، غير أن انييس ديفيكتور تشير الى انه "من المبكر جدا التكهن في شأن تطور قطاع السينما في عهده على رغم تسجيل بعض مواضع التطور الايجابية للغاية".

سينمائيون يدعون طهران لإلغاء حكم الجلد بحق مخرج إيراني

دعا نحو 40 سينمائيا في بيان السلطات الإيرانية إلى إلغاء عقوبة الجلد الصادرة بحق المخرج كيوان كريمي، مشيرين إلى أن جرمة كريمي هي أنه "مارس مهنة السينما، وأظهر وجها للمجتمع الإيراني غير الوجه المقدم رسميا". وطالبوا حكومات العالم بالتدخل لدى السلطات الإيرانية لوقف هذا الحكم، طالب سينمائيون مشاركون في الدورة الـ69 من مهرجان كان السينمائي السلطات الإيرانية بإلغاء العقوبة الصادرة على المخرج كيوان كريمي بجلده 223 جلدة وسجنه عاما واحدا.

وجاء في بيان وقع عليه نحو 40 شخصا من الهيئات السينمائية الدولية أن "جريمة" المخرج "هي أنه مارس مهنة السينما، وأظهر وجها للمجتمع الإيراني غير الوجه المقدم رسميا"، وطالب الموقعون على البيان "كل الحكومات بالتدخل لدى السلطات الإيرانية" بشكل عاجل، وأضاف البيان "لا يمكن أن نقبل أن ينضم كيوان كريمي إلى لائحة طويلة من الفنانين والصحافيين والمواطنين الذين حرمتهم السلطات الإيرانية من حقوقهم وأحيانا من حياتهم، فقط لأنه قدم وجهة نظره الفنية والنقدية".

وكيوان كريمي مخرج إيراني كردي صدر عليه حكم بالجلد والسجن، لأنه أخرج وثائقيا عن اللوحات الجدارية السياسية في طهران، وكان 130 سينمائيا أصدروا بيان دعم لكيوان كريمي مطلع كانون الأول/ديسمبر، أعربوا فيه عن شعورهم بالصدمة إزاء هذا الحكم.

ومن بين الموقعين على البيان المخرج الإيراني جعفر بناهي، الحائز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الأخير عن فيلمه "تاكسي"، الذي صوره خلسة في شوارع طهران رغم المنع الذي تفرضه عليه السلطات، وقال كيوان كريمي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية "لا أريد أن أصور كبطل، ولا يعنيني كثيرا أن تشاهد أفلامي. السينما عندي قبل كل شيء هي ما يعطي الحياة معناها".

وشم على ذراع ممثلة ايرانية يثير جدلا في بلدها

الى ذلك اثارت ممثلة ايرانية شهيرة جدلا في بلدها بعد نشر صور اظهرت وجود وشم على ذراعها يدل على انها مناصرة لقضايا المرأة، وادت الممثلة، وتدعى ترانه عليدوستی، دورا في فيلم المخرج اصغر فرهادي الذي فاز بجائزة افضل سيناريو وافضل ممثل لشهاب حسيني في الدورة الاخيرة من مهرجان كان السينمائي.

وفي مؤتمر صحافي عقد في طهران بحضور المخرج والممثل بعد عودتهم من كان، ظهرت صورة التقطت للممثلة وجود وشم على ذارعها يصور قبضة داخل رمز الانثى، وقالت بعض وسائل الاعلام ان الصورة مركبة، فيما ذهبت وسائل اعلام اخرى الى اتهام الممثلة بانها مناصرة للقضايا النسائية، وهو صفة مكروهة في نظر المحافظين الايرانيين.

وذهب البعض حتى الى القول ان هذا الوشم يدل على انها مؤيدة للاجهاض المحظور في ايران، ووضعت الممثلة حدا للجدل قائلة في تغريدة على موقع تويتر "حافظوا على هدوئكم، نعم انا مناصرة للقضايا النسائية"، واضافت في تغريدة ثانية "المناصر للقضايا النسائية هو من يؤمن بالمساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين الجنسين، وما سوى ذلك امور تخص حياتي الشخصية ولا يتوقعن احد مني توضيحات حولها".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي