حوار سني شيعي في بيروت لاخماد التوتر المتأثر بالصراع في سوريا
وكالات
2014-12-23 09:14
بيروت (رويترز) - ينطلق الحوار بين تيار المستقبل السني وحزب الله الشيعي يوم الثلاثاء في محاولة لإخماد التوتر المذهبي المستفحل في البلاد على خلفية الحرب الدائرة في سوريا المجاورة منذ ما يقرب من أربع سنوات.
ويرتكز الحوار الذي سعى اليه رئيس البرلمان الشيعي نبيه بري على التهدئة السنية الشيعية بعيدا عن القضايا الخلافية وأبرزها قتال حزب الله في سوريا الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد.
وتعد الفجوة بين الجانبين واسعة حيث يتبادل كل من حزب الله وتيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري وحلفائه الاتهامات بجر البلاد الى مزيد من التدخل في الازمة السورية.
وأرسل حزب الله مقاتليه لمساعدة الاسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية في مواجهة المسلحين ومعظمهم من السنة مما أثار غضب الكثير من اللبنانيين السنة. كما وجد المسلحون الاسلاميون ملاذا آمنا في بعض المناطق التي تقطنها أغلبية سنية وخاضوا مرات عدة اشتباكات مع الجيش اللبناني.
وعطلت الازمة السياسية بين الفرقاء المتنافسين إنتخاب رئيس للجمهورية وأنقذت حكومة رئيس الوزراء تمام سلام التي تشكلت في فبراير شباط الماضي بمباركة إيرانية-سعودية البلاد من الوقوع في فراغ تام للسلطة. إلا ان الحكومة تكافح لاتخاذ قرارات أساسية فيما يعمل البرلمان بشق الأنفس.
ووصلت السياسة اللبنانية إلى طريق مسدود وسط مخاوف أمنية ناجمة عن تداعيات الحرب الأهلية في سوريا. وغالبا ما تشهد البلاد خلافات سياسية تكون إنعكاسا للمنافسة بين دول اقليمية أبرزها ايران والمملكة العربية السعودية ولهما تأثير حاسم في السياسة اللبنانية. وتوترت العلاقة بين طهران والرياض بعد ان دعمت كل منهما طرفا في الصراع السوري.
وقال حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله لجريدة الاخبار اللبنانية "مستعدون للحوار إما لتقريب وجهات النظر والوصول الى أرضية مشتركة وإما الى تنظيم الاختلافات على الأقل."
وحسب الخليل يتألف جدول الأعمال الذي تم التوافق عليه من أربع نقاط هي "تخفيف الإحتقان المذهبي والخطاب السياسي والإعلامي المتشنج ومكافحة الإرهاب وتفعيل عمل المؤسسات من حكومة ومجلس نيابي وكل مما من شأنه تيسير شؤون الناس ورئاسة الجمهورية."
ويجمع السياسيون اللبنانيون على ان مسألة الاتفاق على إنتخاب رئيس جديد للبلاد وهو الموقع الذي بقي شاغرا منذ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في مايو أيار الماضي يبقى صعبا.
واعتبر وزير السياحة ميشال فرعون أن هناك "أزمة ثقة بين الجانبين منذ سنوات...وفي الوقت نفسه يوجد توافق داخلي وإقليمي ودولي على حماية الإستقرار وخصوصا الأمن في لبنان والتشجيع على الحوار." وشدد على "وجود مخاطر أمنية على جهتي الحدود اللبنانية والسورية ... ومحاولة بعض القوى اللعب على الوتر السني - الشيعي ما يكفي لأن يحتم وجود خطوط تواصل دائمة بين حزب الله وتيار المستقبل بالرغم من كل الخلافات."
وربما كان هذا العام هو الاكثر توترا في لبنان حيث زادت السيارات الملغومة ومعارك الاسلحة وهجمات الصواريخ وأعمال الخطف التي لها جميعا صلة بسوريا.
ونفذ المتشددون السنة هجومين رئيسيين ضد الجيش اللبناني في الصيف الماضي. وأثار هذا انزعاج كثير من اللبنانيين الذين يخشون من ان الاحتكاك الطائفي المتفاقم يمكن أن يهدد السلام الذي كان ساريا الى حد بعيد بين السنة والشيعة والمسيحيين والطوائف الاخرى منذ الحرب الاهلية التي استمرت في الفترة بين عامي 1975 و1990.
لكن فرعون قال "طبعا لن يشمل هذا الحوار أمورا حكومية أو حتى تفاصيل أخرى لها صلة بالإستحقاق الرئاسي لأن الهدف هو إنشاء شبكة أمان أمام تفاقم الهواجس وليس إستفزاز أي فريق آخر وهو ما قد يحصل إذا توسع الحوار الى قضايا أخرى."
واستبعد نائب الجماعة الاسلامية في البرلمان عماد الحوت في حديث إذاعي "إمكان أن يوصل الحوار الى انتخابات رئاسية لأن المكون الاساسي وهو الطرف المسيحي يغيب عنه."
واعتبر ان "الحوار قد يهيئ الأجواء بانتظار كلمة سر اقليمية تأتي برئيس للجمهورية لان الفرقاء اللبنانيين سلموا الموضوع لمرجعياتهم الاقليمية والدولية وينتظرون الضوء الاخضر...ولا أفق لانتخابات الرئاسة قبل سبعة أشهر على الاقل موعد إنتهاء المفاوضات النووية الايرانية" في اشارة الى المفاوضات التي تجريها طهران مع القوى العالمية الست.