قبيلة في البيرو تفقد مناعتها بالانفتاح على العالم
وكالات
2015-03-22 04:03
ليما (أ ف ب) - باتت قبيلة ماشكو-بيرو التي تتكلم لغة غير معروفة تغامر خارج حدود منطقتها بسبب انزعاجها من النشاطات المنجمية ونزع اشجار الغابات .. ما يثير قلق الحكومة البيروفية التي تريد حمايتها.
هذه القبيلة مؤلفة من نحو 800 شخص وتعيش على الصيد والقطف وكانت لفترة طويلة معزولة عن العالم في محمية مادري دي ديوس في جنوب شرق البيرو.
الا ان هذه المنطقة القريبة من الحدود مع البرازيل تعج بمناجم الذهب غير المرخص لها التي اتت على 55 الف هكتار من الغابات. والبيرو هي اول منتج للذهب في اميركا اللاتينية والخامس في العالم.
هذا النشاط فضلا عن قطع اشجار الغابات بطريقة غير قانونية دفع افراد القبيلة الى مغادرة موطنهم الطبيعي.
وتوضح لورينا برييتو المسؤولة في مديرية الشعوب الاصلية المعزولة في وزارة الثقافة لوكالة فرانس برس "باتوا يخرجون من مناطقهم على الارجح بسبب وجود منقبين غير قانونيين وهجماتهم او بسبب اقامة قبائل جديدة في محيط المحمية".
وبدأت بوادر القلق في العام 2014 فقد خرجت مجموعة صغيرة من محمية مادري دي ديوس وبدأت التواصل مع سكان اخرين في المنطقة الذين راحوا يقدمون لافرادها الاكل فضلا عن السياح الذين كانوا يقدمون لهم الملابس.
هذا الانفتاح على العالم ليس بالنبأ السار على ما تؤكد لورينا برييتو اذ ان نظام المناعة لدى افراد هذه القبيلة وبسبب عزلتهم الطويلة، قد يكون ضعيفا جدا "امام الجراثيم التي يحملها الاشخاص الاخرون".
وقد تبدي القبيلة عدائية تجاه شعوب اصلية اخرى عندما تدرك انها لا تتكلم اللغة نفسها وعندما ترى حيوانات لا تعرفها مثل الكلاب.
وتقول ممثلة وزارة الثقافة "شوهدت مجموعة من قبيلة ماشكو-بيرو في كيبراد و يانياكو قرب جماعة شيبيتياري المحلية في المنطقة نفسها مما اثار قلق نحو 150 من شعوب ماشيغوينغا المحلية التي تعيش مبعثرة الان بين بلدات عدة".
في كانون الاول/ديسمبر 2014 ، اجتاح نحو 200 فرد من القبيلة مسلحين باقواس ورماح بلدتي مونتي سالفادو وبويرتو نويفو ما اضطر سكانهما الى التحصن مزودين باسلحة خشية وقوع هجوم.
وبعد ايام قليلة قامت الحكومة باجلاء سكان مونتي سالفادو البالغ عددهم 39 شخصا وسكان بويرتو نويفو الاثنين والعشرين في اجراء احترازي.
وبقي افراد القبيلة في المكان اسابيع عدة قبل ان يغادروا اخذين معهم المواد الغذائية والحيوانات.
واعتبر اتحاد السكان الاصليين في ريو مادري دي ديوس (فيناماد) ان هذا التوغل "يشكل تحركا يائسا لان قاطعي الاخشاب غير القانونيين يغزون اراضيهم وكذلك تجار المخدرات الذين جعلوا منها منطقة عبور لنقل المخدرات الى البرازيل".
ودان فيناماد ايضا الزيارات السياحية التي تنظم في المحمية والتي يتضمن بعضها لقاءات مع افراد هذه القبيلة.
واوضحت لورينا برييتو ان السلطات البيروفية تريد ان تفهم فعلا "لماذا يخرجون من منطقتهم المحمية". هل يفعلون ذلك سعيا وراء القوت؟ او هربا من المشاكل الناجمة عن النشاط المنجمي وقطع اشجار الغابات؟
وتبقى الضرورة الملحة في فهم هذه القبيلة فلغتها مجهولة. وتسعى الحكومة الى ايجاد مترجم في قبيلة ييني التي تفهم بعض الكلمات في هذه اللغة وكذلك في البرازيل حيث يعيش افراد اخرون من قبيلة ماشكو-بيكو.
وتوضح برييتو "نريد ان نعرف ان كان في صفوفهم مرضى او جرحى ينبغي علاجهم" مضيفة "لقد حضرنا فريقا مختصا في مجال الصحة في حال احتاجوا الى عناية".
وتؤكد "شعوب السكان الاصليين التي تقيم في عزلة لها حقوقها وهي محمية من قبل الامم المتحدة ومن بينها حق العيش في عزلة وينبغي على الدولة ان تحترم ذلك وتحميه".
ويقيم في منطقة مادري دي ديوس ما مجموعه اربعة الاف فرد من السكان الاصليين من بينهم ثلاثة قبائل معزولة هي ماتشيغوينغا (150 فردا) وناهوا (300) وماشكو-بيرو على ما تظهر تقديرات الوزارة.