أسباب وعوامل إنهيار الحكومات الظالمة
شبكة النبأ
2016-01-06 09:35
من المشكلات المزمنة التي تعاني منها بعض الدول الاسلامية، أن حكامها وصنّاع القرار فيها، لا يستفيدون من تجارب التاريخ البعيد والوسيط والقريب على حد سواء، فهؤلاء الحكام حتى وإن اطلعوا على التاريخ، فإنهم حتى لو فهموا حوادثه الجسام، وتجاربه في ادارة السلطة بطريقة ظالمة، تبقى غشاوة النظر تهيمن على عيونهم وبصائرهم وقلوبهم، بسبب مزايا السلطة والثروة والجاه، فهؤلاء مقتنعون بأن العرش حق لهم وحدهم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم.
فيتشبث هؤلاء بالسلطة، بعيدا عن الشورى، ومنهج الاستشارة، والدستور، ومبدأ التداول السلمي، والاحتكام الى صناديق الاقتراع باعتبارها صاحبة القول الفصل في تحديد الجهة التي تستحق الوصول الى السلطة، ومثالنا على هذا النوع من الحكومات التي تقوم على الاستبداد والظلم، حكومة النظام السعودي الملكي الوراثي، فعائلة آل سعود تؤمن بصورة قاطعة، أن حكمها للشعب السعودي حق حصري لها، ولا يحق لأحد كائن من يكون أن يفكر في منافستها على قيادة السعودية حتى لو تم ذلك عبر الانتخابات.
ولذلك يحارب حكام السعودية حرية الرأي، ومن يتكلم بما لا يتوافق ويؤيد سياسة الحكومة السعودية، فهو يستحق قطع الرأس حسب عرفهم السياسي، واقرب شاهد على هذه الهمجية السلطوية اقدام هذه الحكومة على اعدام رجل الدين الشيخ نمر النمر، وهو معارض بالكلمة السلمية لا أكثر، حيث أصدرت هذه السلطات حكم الاعدام به لمجرد أنه طالب باصلاح ادارة الدولة واطلاق الحريات والحقوق، لكن مثل هذا الكلام بنظر الحكومة المستبدة غير مسموح به ويستحق قائلة الاعدام لانه يتعرض على ادارة الحكومة للسلطة وللشعب، فهل هناك ظلم أكبر من هذا؟؟.
لقد تجاوز حكام السعودية وسلاطينها حتى الفراعنة في ظلمهم، كما أكد ذلك سماحة آية الله السيد "مرتضى الشيرازي" عندما قال في كلمته حول فاجعة اعدام الشيخ النمر: (قال الله العظيم: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ) واضاف سماحته: (لقد اتخذ الفراعنة في الأرض، على مر التاريخ، العلو، وهو التجبر والبغي، والاستعلاء والطغيان والعدوان منهجاً في الحكم واتخذوا من قتل الأبرياء وسفك الدماء واستعباد الناس وسيلةً وطريقة لمواجهة المؤمنين والمصلحين وكافة المستضعفين).
تاريخ صناعة الارهاب والتكفير
إن تاريخ آل سعود في حكم السعودية، ينطوي على أدلة وشواهد لا تحصى عن ظلمهم واستبدادهم، وتفوقهم في هذا المجال على الفراعنة في زمانهم، علما أنهم يقالون الناس بحجج الارهاب والتحريض على العنف، ولكن جميع الدلائل تؤكد ان حكومة آل سعود الراهنة والحكومات التي سبقتها، ضالعة في الارهاب، وهي التي أنشأت حواضنه وقدمت له الرعاية والتمويل والانتشار من اجل التخريب.
كما يؤكد ذلك سماحة السيد (مرتضى الشيرازي) في قوله: (آل سعود، تميزوا بين فراعنة التاريخ، بالفكر التكفيري وبالإرهاب الممتد على مساحة العشرات من الدول؛ أليسوا هم حواضن الفكر التكفيري الإرهابي الذي يكفرّ كل مسلم، وليس الشيعة فقط، بتهمة الشرك؟).
إن سياسة التكفير الذي يستند إليها النظام السعودي، لتبرير اصدار الاحكام ضد معارضيه، ليست جديدة، علما أنها مخالفة لجميع الشرائع السماوية والدينية وقوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان، فالاسلام يحث على مبدأ الشورى وهؤلاء الحكام أبعد ما يكونوا عن هذا المنهج، كذلك يحض الاسلام على حرية الراي والاختيار عندما يقول (لا اكراه في الدين)، وهذه مبادرة اسلامية واضحة تفتح الآفاق أمام حرية العقيدة في ظل الاسلام.
ومع كل هذه النصوص القرآنية التي لا تقبل الغموض واللبس، ومع تشجيع علماء ورجال الدين المعتدلين على سياسة الاعتدال، لكن قادة السعودية لا يروق لهم ذلك، بل لا يعترفون به، كونه في رأيهم يشكل تهديدا لركائز عرشهم، لهذا كل من يؤيد السلطة السعودية فهو ضديها ويشكل خطرا كبيرا عليها، لذا فإن أساليب التصفية والاعدام تطول كل من يجرؤ على الرأي المعارض، كما حدث لكثير من المعارضين للنظام السعودي، وآخرها تنفيذ الاعدام برجل الدين الشيخ النمر، على الرغم من كثرة المناشدات والطلبات العالمية الرسمية وسواها من حكومات ومنظمات وشخصيا لها وزنها العالمي الواضح.
كل هذا لم يردع آل سعود، ولم يجعلهم أقرب الى الحكمة والحنكة والاعتدال، فأصروا على غيّهم وظلمهم واستبدادهم، ونفذوا حكم الاعدام في رجل دين معارض لهم (الشيخ نمر النمر) الذي كان لا يمتلك أكثر من الكلمة المسالمة التي تطالب بالاصلاح.
وكما يقول سماحة آية الله السيد (مرتضى الشيرازي): (فقد امتدت يدهم الآثمة يوم أمس لتجري حكم الإعدام، ظلماً وبغياً وعدواناً واستكباراً في الأرض، على العلامة المجاهد الشهيد السعيد الشيخ نمر باقر النمر رضوان الله عليه مع ثلة من الأبرياء).
حلول لإسقاط حكومة الاستبداد
وهذه الخطوة التي تدل على الاستكبار والعنجهية والتمسك بالظلم والاستبداد كمنهج لحكام السعودية، تستدعي من المعنيين دراسة جذور هذا الاستبداد، وهذا الفكر المتحجر، فهو في الحقيقة يشكل ظاهرة غريبة، تقود هؤلاء القادة الى الانتحار السياسي والانهيار القريب جدا كما تشير دلائل عديدة، وعلى المعنيين دراسة تفوق حكام السعودية على الفراعنة في الاستبداد.
كما يؤكد ذلك سماحة السيد (مرتضى الشيرازي) عندما يقول: (علينا ان ندرس جذور هذه الظاهرة الغريبة وهي حكومة مجموعة من الفراعنة المستبدين على أرض الحرمين الشريفين وان نتناول بإيجاز بعض الحلول والمقترحات)، علما أن النص القرآني يأمر بالشورى، إذ يتساءل سماحته: (ألم يقل الله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)؟ وهل جاء آل سعود إلى الحكم بالشورى؟ وهل بقوا في الحكم بالشورى؟ أو بالنص الإلهي؟ لا هذا ولا ذاك؟ هذا حسب المنطق القرآني، واما حسب منطق العصر فهل جاءوا وبقوا في الحكم بالانتخابات؟ ثم: ألم يقل جل اسمه: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) و(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).
ولكن جميع الأسانيد المتوافرة، تؤكد اصرار آل سعود على منهج الاكراه، ونشر الفكر الارهابي، وعدم السماح بحرية الرأي، وعدم الموافقة على أي كلام لا يمجد بحكم هؤلاء وبشخصياتهم، لذلك فإن حكمهم قائم على العنف والتكميم والاقصاء، وهذه كلها علامات واضحة تدل على قرب انهيار هذه الحكومة الظلمة.
لذا يتساءل سماحة السيد (مرتضى الشيرازي) في كلمته المذكورة أعلاه: (أليس حكم آل سعود قائماً على الإكراه والقسر وسحق الحريات بل وتصدير الإرهاب إلى العالم؟ والكل يعلم بان حكام السعودية وعشرات المليارات من الدولارات من أموال المسلمين التي استأثر بها حكام آل سعود ظلماً وجوراً، كانت وراء تأسيس ودعم طالبان ثم القاعدة ثم داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية).
هل يصح التعامل بصمت مع مثل هذه الحكومات الظالمة؟ هذا التساؤل يتم طرحه على الرسميين كالحكومات في عموم دول العلم والمنظمات الرسمية (مجلس الامن والامم المتحدة)، وكذلك يتم طرحه على الاهليين، كالمنظمات الحقوقية المستقلة وسواها، هل يصح الصمت على جرائم هذا النظام؟ وما هي الحلول التي تكبح هذه السلطة الدموية عن الكف في ملاحقة الاحرار من رجال دين وفكر وساسة معارضين؟.
يطرح سماحة السيد (مرتضى الشيرازي) بعض الحلول، منها على سبيل (الإضرابات والمظاهرات السلمية الشاملة المستمرة والمتواصلة حتى تغيير هذا الحكم القبلي الطائفي الجائر وتفويض الأمور للناس، كل ذلك متزامنا مع حركة دبلوماسية نشطة ذكية متواصلة، وتحرك إعلامي واسع محلي وإقليمي ودولي، مكثف ومركز ومتموج).
مؤكدا سماحته: (أن العد التنازلي لنهاية حكم آل سعود الجائر وانهيار حكومتهم الظالمة قد بدأ منذ فترة من الزمن وقد تسارعت وتيرته أخيراً بعد العدوان الآثم على العديد من دول المنطقة. كما زادته سرعةً أحكام الإعدام الجائرة الأخيرة ومن قبل: التحريض الممنهج لقتل اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في العراق وفي مصر ونيجيريا وغيرها).