كوثر

فهيمة رضا

2016-04-04 12:56

تتنوع القصص والحكايات التي ترتجف لها الأبدان وتتقلب منها القلوب.. كثير من الناس، هجِّر وشرِّد داخل بلده، لا يوجد كلمات لتعبر عن مدى لوعة المصاب والمعاناة التي يتعرض لها هؤلاء الضعفاء الذين غدر بهم ساستهم!.

أطفال تفارق أرواحهم هذه الحياة البائسة من شدة الخوف!.

أب يعجز عن تهيئة المستلزمات الأولية للعيش.

ام تبكي على الحالة التي وصلت إليها عائلتها.. تبكي بسبب عجزها عن إشباع أطفالها...

الم وحسرة ونحيب على أماكن تركوها وبيوت أصبحت خربة..

رفعت يديها ومررتها على وجه ابنتها الجميلة، كالعادة تريد ان تتكلم معها، وتحكي لها حكاية لتنسيها الم الماضي، الحاضر.. وربما المستقبل ....لترسم لها صورة جميلة لحياة ليس لها وجود في العالم الخارجي او في (الواقع) لحظات من العيش الهانئ.

بينما كانت تمرر والدتها الحنونة يديها على وجهها أخذت تفكر، كاد يقترب يوم المرأة العالمية، ماذا اهدي لوالدتي؟

هل أهدي لها حلية من الذهب؟ ولكن نحن حائرين في لقمة عيش!

هل أهدي لها ورودا؟ لقد أصبحت حديقتنا رماداً!

لا يوجد في هذه الخربة شيء لأهديه لها..

وبينما كانت غارقة في الآمال والآلام، سألت لماذا يوم (ولادة الزهراء يوم المرأة)؟

قالت جبل الصبر :

كان الناس في بعض قبائل العرب يشعرون بالحزن اذا بُشِّروا بالانثى، وبعضهم يزعم انها تجلب العار!

كانت تنتهي حياة المرأة بموت زوجها، تحرق جسدها وهي حية، يا ترى أي الم كانت تتحمل المسكينة!

كانت تورث اذا مات زوجها، وتُعامل معاملة الجماد والحيوانات، لم تكن لها أية قيمة!.

والأصعب من هذا كله كانت تتحمل تسعة اشهر، انواع العذاب والصعوبات وبعد ذلك يذهب تعبها هدرا، كان يأتي زوجها القاسي يأخذ الطفلة المسكينة، ينبش لها قبرا ويضعها في احضان التراب، يدفنها وهي حية، لم ترى من الحياة شيئا...

ولكن لابد ان ينتهي كل شيء يوما ما..

ربما سيكون للأيام القاسية نهاية جميلة ...

عندما كان الجميع يستهزئ برجل يصبح لديه بنت، تغير نظام الحياة، ربنا غير المعادلة، في زمن كان الأكثرية فيه يعانون من الجفاف العاطفي، ولم يكن للانسانية معنى، بعد عناء طويل وُلدت كوثر لتملأ العالم خيرا كثيرا (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر)، أصبحت للمرأة مكانة عالية، توقف الظلم والقتل بولادتها..

قالت ماما.. ماما

ليتها تولد مرة اخرى لتوقف الدمار والحروب !

هل ستنتهي الحروب يوما؟

هل سنعيش حياة هادئة يوما؟

أتمنى ان تولد مرة أخرى لتشرق الشمس في حياتنا المظلمة..

تعبت من الهرب والهجر، لا توجد كلمات لأعبر بها عن مدى لوعة المصاب والمعاناة التي تعارضنا بها تعبت حقا ...

قالت: بالتأكيد، ان للكوثر ولدا سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، وُلد المهدي ع وسيجعل لأيامنا الصعبة هذه نهاية جميلة ان شاء الله (ونريد ان نمن على اللذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).

ذات صلة

أزمة البرود الجنسي: أسبابها وحلولهاالخطاب السياسي الإسلامي في العراق.. اضاءات في طريق التجديددفاع عن المثقفكيف أصبحت جامعة كولومبيا بؤرة للاحتجاجات في الجامعات العالمية؟الدولة من الريع الاستهلاكي الى الاستثمار الانتاجي