النبي محمد رحمة للعالمين.. ومخالفته هو الخسران المبين
علي ال غراش
2025-09-11 04:00
تهنئة بذكرى مولد سيد الخلق الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي هو هدى وعزة ورحمة للعالمين. بمولده الشريف (ص) ولد الخلق والخُلق العظيم الذي هو مستمد من عظمة الخالق (عز وجل). وتهنئة بذكرى مولد حفيده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).
رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث رحمة للعالمين وإنقاذا للبشرية، وعزة وشرفًا للمؤمنين، وكرامة لكل الإنسانية، وليعم العدل والخير والسلام على البشرية.
النبي الأكرم محمد (ص) بشير ونذير، ورحمة واسعة وشاملة وعظيمة للبشرية؛ ولكن أين الأمة التي تدعي الإنتماء له وبقية البشر منه؛ والسير على منهجه، والاستفادة من الرحمة المحمدية العظيمة، رحمة في الدنيا والآخرة؟
أين مواقف العزة والكرامة والشرف ونصرة المظلوم ورفض الظالم التي يتصف بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).. من قبل أمة تدعي الانتساب لمنهجه (ص)؟.
للأسف ان الكثير من أفراد الأمة التي تدعي الانتساب له لا علاقة لها به إلا بالاسم فقط، بينما هي بعيدة عن أخلاقه ومواقفه ومنهجه، في الحالة الإيمانية والعملية والواقعية.
أمة اختارت مخالفة مواقف النبي الأكرم (ص) والتحلي بأخلاقه الفاضلة؛ كالصدق والأمانة والوفاء والمروءة ونصرة المظلومين ومساعدة الفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام، والتواضع والعطف والعزة والهيبة والشجاعة والتقدم في صفوف القتال والدفاع.. !.
أمة للأسف اختارت الذل والضعف والهوان واتباع الهوى والشيطان والخسران واعداء الرسالات السماوية والأخلاقية والإنسانية، أمة ومن خلال حكامها أساءت بتعامل أفرادها للنبي الكريم (ص)، الذي وصفه الله (سبحانه وتعالى) بالعظمة فهو عظيم حسب مقاييس القرآن الكريم، عظيم في كل الجوانب ومنها الأخلاقية إذ قال تعالى في كتابه الحكيم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
ورغم المدح والثناء الإلهي بالخُلق المحمدي إلا هناك إصرار من قبل من يدعي الانتساب إلى رسالته الاسلامية بنسب أمور وأفعال إلى النبي الكريم (ص) تتنافى مع قوله تعالى له؛ بحجة أن فلان نقل ذلك في كتب الحديث الصحيحة!!.
غريب كيف يتم تصديق إنسان نقل أو نُقل عنه او يقال انه قال.. مقابل الحقيقة الظاهرة والواضحة في قول (عزوجل)، وأين العقول والقلوب الواعية والتفكير المنطقي الصحيح، والتعظيم للنبي الكريم (ص)!!.
متى يتم الحذف من الكتب (..) كل ما يتنافى مع مكانة ومقام وسمو حبيب الله محمد (ص) حسب المنهج القرآني؟.
الأمة والبشرية تعاني وتخسر بسبب تغييب حقيقة المنهج المحمدي الأصيل حسب الرؤية القرآنية، وحسب روايات وكلام عترته أهل بيته الطاهرة (عليهم السلام) فكلامهم هدى ونور. وقد حذر الرسول الأعظم (ص) من الابتعاد عن الثقلين وترك واحد منهما القرآن أو عترته أهل بيته، فالمصير هو الضلال والخسران والضياع، وذلك بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
ما أحوج البشرية وبالذات المسلمين إلى المنهج المحمدي الأصيل، والتحلي بأخلاقه العالية التي مدحه الخالق (عز وجل) في كتابه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وإلى صفاته العزة والبطولة والشجاعة والمروءة والأخوة إذ يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾. ومن أهم مراتب الأخوة الإيمانية والإنسانية نصرة الأخ وإفادته والاستفادة منه، فالأخوة أهم مشروع مفيد واستراتيجي على صعيد الفرد والمجتمع والوطن والأمة والإنسانية، وفي الدنيا والآخرة، حول ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخٍ يستفيده في الله".
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء".
وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "إستكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة".
وحول مكانة الأخوة وكيف تكون، يفصلها الإمام الصادق (ع) حفيد رسول الله (ص) الذي قال: "المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشّه، ولا يعده عدة فيخلفه".
أين هذه الأخوة الإيمانية الإسلامية والإنسانية من أفراد الأمة والبشر في هذا العصر؟.
البشر وخاصة العرب والمسلمين يعانون من أزمات خطيرة في هذا العصر.. وهم حتما بحاجة إلى تطبيق كلام سيد الخلق (ص) والتمسك بوصاياه فهو النجاة من الأزمات والكوارث.
لقد خسرت البشرية الكثير وما زالت بالتباعد عن المنهج النبوي والتمسك بالثقلين؛ كتاب الله وأهل بيته حسب قوله (ص): "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
في هذا الزمن رغم الصعوبات والتحديات والمخاطر التي تعاني منها الأمة والبشرية.. فقد ثبتت صحة مواقف من يتمسكون بالمنهج المحمدي الأصيل عبر التمسك بالثقلين-: الكتاب وعترة النبي الطيبين الطاهرين حسب وصيته (ص).
ماذا لو كل من ينتمي إلى الإسلام تبنى هذا المنهج المحمدي عبر التمسك بالكتاب والعترة؟.
حتما سينعم العالم بالرحمة والعدالة والسلام والأمان والخير والبركة والكرامة، فالكتاب والعترة؛ نجاة للمسلمين وللعالمين.
متباركين بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ