خديجة حبيبة النبي.. رمز الوفاء والشرف

علي ال غراش

2022-04-16 06:40

سلام على أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد -سلام الله عليها - زوجة الرسول الأعظم -صلى الله عليه واله وسلم-، وشريكته وحبيبته ومصدر سعادته والاطمئنان والأمان والسلام والدفء العاطفي والدعم والمساندة، وأم عياله وولده القاسم وابنته السيدة فاطمة الزهراء وجدة أحفاده -الأئمة الطيبين الطاهرين-، آمنت بالرسالة وساندت زوجها خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) وضحت بكل ما تملك لأجل خدمة الرسالة الإسلامية، ودعم زوجها سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

السيدة خديجة من أوائل الناس وأول النساء إيمانا بالرسالة المحمدية، وبيتها شهد نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه واله وسلم-، وشهد أول مكان لتأدية الصلاة لسنوات قبل الإعلان عن الرسالة الإسلامية، حيث لا يوجد على وجه الأرض من يصلي خلف النبي (ص) إلا السيدة خديجة والإمام علي عليهم السلام... واستمر ذلك لسنوات وهم يحافظون على سرية وكتمان العقيدة والرسالة الإسلامية إلى أن يأتي الأمر الإلهي بنشر والجهر بالدعوة.

حبيبة وشريكة النبي الأكرم

تقاسمت السيدة خديجة -عليها السلام- مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المعاناة والحصار والجوع رغم انها السيدة الأكثر ثراءا في المجتمع القرشي وخاصة في مكة المكرمة... وماتت في اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك من عام الحزن في شعب ابي طالب أثناء الحصار والجوع في السنة العاشرة من البعثة النبوية، ودفنت في مقبرة الحَجُون في مكّة المكرّمة، ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبرها، وكفنها برداء له، ثم برداء من الجنة.

حزن الرسول الأعظم (ص) والوفاء لها

وفاتها ألمت وأحزنت النبي الأكرم (ص) كثيرا؛ ومن شدة الحزن أطلق (ص) على ذلك العام بـ عام الحزن بسبب وفاة السيدة خديجة، ووفاة عمه الناصر والمساند والداعم والحامي "ابو طالب"، وبعد وفاتها تزوج الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم بالكثير من النساء ولكن لم يكن بمكانة خديجة العالية ليس بخير منها كما قال صلى الله عليه واله وسلم: «لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء»". حيث كان يثني عليها كثيرا ويذكرها ويذكر مواقفها العظيمة بفخر ويترحم عليها دائما.

شخصية قيادية

السيدة خديجة بنت خويلد -سلام الله عليها مدرسة في تحمل المسؤولية والقيادة والعمل والعطاء والتعاون والتضامن والتضحية والوفاء.

وما أحوج الإنسان وبالخصوص المرأة في هذا الزمن وهذا العصر.. إلى استحضار هذه الشخصية العظيمة السيدة خديجة (سلام الله عليها- لتكون قدوة وأسوة حسنة.

فهي من أفضل نساء الجنّة، قال رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله وسلم) : أفضل نساء الجنة أربع : خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمَّد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

اضاءات:

للسيدة خديجة مكانة عظيمة عند حبيبها، حبيب الله المصطفى محمد -صلى الله عليه واله وسلم- وعند الخالق سبحانه وتعالى.

السيدة خديجة جمعت الكمال في الشخصية الناجحة للإنسان.

القيادة، تحمل المسؤولية، الحكمة رجحان العقل، وكانت ثرية جدا، إذ كانت تتكون قافلة تجارتها العشرات من آلاف الجمال... ولديها مكانة شريفة ورفيعة في المجتمع ومنزل من أكبر وأعظم منازل مكة.

تحظى السيدة خديجة بجمال الروح العفة والشرف والطهر والنقاء والكرم والوفاء.. بالإضافة إلى الجمال الخارجي فهي من أجمل نساء الحجاز وأميرة مكة المكرمة.. جمعت كل الصفات لتكون محل رغبة عند الشرفاء لنيل شرف الزواج بها:

- من تملك هذه الصفات حتما فهي أمنية كل من يبحث عن الشرف والعز والفخر بالتقدم إليها و هذا طبيعي. وبذلك من الصعب الجزم بما جاء في بعض كتب التاريخ خول تأخر زواجها لعقود... أو القول بانها كانت متزوجة أو لديها بنات..؛ فهي ام سيدة نساء العالمين بضعة النبي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي طاهرة من أرحام مطهرة..

من المهم جدا مراجعة كتب التاريخ لمعرفة المزيد من المعلومات حول شخصية خديجة بنت خويلد تلك الشخصية العظيمة.

هناك تساؤلات تبحث عن إجابات صحيحة موثقة منها؟.

كيف كانت تعيش في ظل والديها، معلومات عنهما؟.

معلومات عن أفراد أسرتها أخوة وأخوات؟.

كيف أصبحت تاجرة وكيف كانت تدير تجارتها طوال تلك السنوات؟.

هل كانت متزوجة قبل النبي (ص) وهل لديها أولاد او بنات؟.

من هو زوجها اذا كانت متزوجة؟.

اذا هي لم تتزوج قبل الرسول الأعظم (ص) و هذا ما يعتقد به..، ما عمرها عند الزواج بالنبي الأكرم؟.

هل تزوجت بالرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم في سن أقل مما في كتب التاريخ، هل ممكن انها كانت في سن العشرين أو الثلاثين من عمرها (ع) من الرسول الأعظم (ص)؟.

كيف لـ امرأة غنية وذات نسب وشرف وجمال ومكانة في مجتمع عربي من عاداتهم الزواج المبكر.. لم تتزوج إلا متأخرة حسب ما جاء في بعض كتب التاريخ؟.

الشرف والكمال

لقد تحقق الكمال والرقي بمواصفات الخالق -عز وجل- بزواج السيدة خديجة من سيد البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه واله وسلم- وتملك قلبه لتكون الاحب إلى قلبه.. وتكون اما لولده وجدة لاحفاده.

فهي قدمت كل ما تملك ووهبته إلى زوجها الحبيب حبيب الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.

سلام على حبيبة وشريكة وام عيال الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم، والدة السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- وجدة الأئمة الأطهار عليهم السلام، السيدة خديجة بنت خويلد.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا