تكامل الحب فأصبح مودة: بعض مما قيل في سيد البلغاء

اخلاص داود

2021-05-04 03:57

كلما حلت علينا ذكرى شهادة الامام علي (عليه السلام)، امتلكتنا مشاعر الحزن والرهبة والهيبة في آن واحد، وتدفعنا احاسيس الفاجعة ونموذجية شخص الامام نادرة الوجود، ليعبر كلا منا بما يجول بخاطره لوصف فضائل ومكارم أخلاق الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

فقالوا عنه، لم تعرف الدنيا رجلاً امتاز بالإيمان والاخلاق بعد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم)، جوهرة فريدة لا يشبهها شبيه في اخلاقه وعدالته وإيثاره على كل شيء، وعظمة علي (عليه السلام)، لا يعرفها لا من في الأرض ولا في السماء فقط رب العرش العظيم، ففضائله ومناقبه أكثر من أن تحصى.

بعض مما قيل

إن مشاعر الانجذاب والحب الرباني لكمال الامام علي (عليه السلام) انغرست في قلوب محبيه، وأشعلت الفضول لمعرفة بعض من مناقب وفضائل ومكارم أخلاقه، وهو حب متوارث بالفطرة والغريزة مع تحكيم العقل والمنطق، وتكامل وأصبح مودة لتنير لنا درب القرب إلى الله تعالى.

وان الحديث عن علي بن أبي طالب عليه السلام طويل، لا تسعه الكتب والموسوعات، ولا تحصيه الأرقام والمعادلات، ومع كل ما ذكر هناك اقوال قيلت بحق سيد البلغاء تلون لنا مشاعر المودة والمحبة وتضيف قطرات مسك على عطر ذكراه الجميل في قلوبنا. ونستعرض بعض من جميل ما قيل وما كتب.

عبد الرحمن الشرقاوي: وفيه يقول: جسد رجل لم تعرف الإنسانية حاكماً ابتلي بمثل ما ابتلى به من فتن، على الرغم من حرصه على إسعاد الآخرين، وحماية العدل، وإقامة الحق، ودفع الباطل (1).

جبران خليل جبران: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الاقتراب ممسوس في ذات الله. ويقول: أنه أنبه عباقرة هذا العصر فإنه يرى العظمة متألقة في ثلاثة من البشر يمثلون الكمال الإنساني، هم (نبي الله عيسى (عليه السلام)، والنبي محمد (ص)، والأمام علي (عليه السلام) (2).

عباس محمود العقاد: آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصية النبيلة الذي يفض منها كل مغلق، ويفسر منها كل ما يحتاج إلى تفسير، وقد بلغت به نخوة الفروسية غايتها المثلى، ولاسيما في معاملة الضعفاء من الرجال والنساء، ولقد كان رضاه من الآداب في الحرب والسلم رضى الفروسية العزيزة من جميع آدابها ومأثورتاها(3).

طه حسين: كان الفرق بين علي (عليه السلام) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون(4).

بولس سلامة المسيحي المحبّ لأمير المؤمنين (عليه السلام) يتحدّث عن كمالاته التي جذبته إليه، فأحبه فيقول:

أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلق الرضيا

فإذا لم يكن علي نبياً فلقد كان خلقه نبويّا

يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي واخشعي إني أحبّ علياً (5)

.....................................
1- هو باحث ومفكر إسلامي كان قد ألف كتاباً عن الأمام علي (ع) أسماه (علي إمام المتقين) وفيه يتحدث المؤلف عن الشهيد الإمام علي بن أبي طالب تحت عنوان (جسد علي النبيل)
2- (حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام)
3- (مفتاح شخصية الإمام علي)
4- ( علي وبنوه : ص59)
5- (شبر، تسلية الفؤاد، بيروت، مؤسسة الوفاء، ص 75)

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي