ولاية العهد للإمام الرضا (ع): الدوافع والغايات
محمد طاهر الصفار
2019-07-15 04:50
اذا نظرنا برؤية ــــ ولو موجزة ـــــ الى تاريخ الخلفاء العباسيين ـــــ الذين سبقوا المأمون ـــــــ وصراعهم الدموي من أجل الحصول على كرسي الخلافة وتهالكهم عليه لوجدنا ان هناك اسباب ودوافع خطيرة كانت تهدد عرش المأمون جعلته يعقد ولاية العهد لرجل وقف هو وابوه وجده موقف المعارض لسياسة العباسيين الجائرة منذ اندلاع شرارتها الاولى.
فمن المعروف ان العباسيين وصلوا الى الخلافة عن طريق الدعوة لأهل البيت (ع) والبيعة (للرضا من آل محمد) واستغلوا تعاطف الناس مع مظلومية الائمة (ع) من قبل الأمويين وخاصة واقعة الطف الدموية وغيرها من المجازر التي ارتكبها الامويون بحق العلويين وقد بايع السفاح والمنصور محمد بن عبد بن الحسن العلوي مرتين مرة بالابواء وأخرى بالمدينة في جملة من بايعه ولولا اعطاء دعوتهم صبغة الثأر لأهل البيت والقيام لهم لما قامت للعباسيين قائمة.
فلما آلت الخلافة الى السفاح عمل كل ما بوسعه على استبعاد العلويين من كونهم هم (أهل البيت) و (العترة) ولصق هذه الصفة بالعباسيين وسخّر لدعايته هذه العمال والشعراء وغيرهم ولم تفارق هذه السياسة الخلفاء الذين جاؤوا بعده بل تعددت انشطتها وكثر محرفو الآيات من وعاظ السلاطين ومزيفو الحقائق من المؤرخين والشعراء وغيرهم وهذه السياسة لم تكن جديدة في تاريخ الخلافة فقد سبقهم الامويون اليها عندما حضر عشرة من أمراء الشام وحلفوا للسفاح انهم ما كانوا يعرفون أهل بيت للنبي (ص) غير بني أمية !!
ولازال هذا الامر مستمراً حتى الآن بعد أن تعددت وسائل الاعلام السمعية والمرئية والتي كثف فيها أحفاد هؤلاء جهودهم وحاولوا ما بوسعهم تزييف الحقائق لإبعاد أقرب الناس الى الرسول (ص) وإلصاق البعيد به، وهذا الحديث يجرنا الى موضوع لسنا هنا بصدده فله جذور تاريخية بدأت في السقيفة. واتبعته الحكومات التي تلتها.
وقد سلك بنوا العباس في خلافتهم نفس السياسة عندما استقرت لهم الخلافة وابعدوا العلويين عنها لكنهم لم ينسوا ان يلجؤوا الى العلويين كلما اضطرب عرشهم وتزعزع ملكهم وهذا الاسلوب اتبعه المأمون في عقد ولاية العهد للإمام الرضا (ع) وهو أحد الاسباب في ذلك كما ستأتي بقية الأسباب الأخرى.
فمنذ أن استولى العباسيون على زمام السلطة لم تفارقهم عقدة الحقد على العلويين فمارسوا أبشع الأساليب القمعية لإبادة العلويين عن بكرة أبيهم وفي عرض موجز لسياسة كل خليفة تجاه العلويين ــــ قبل المأمون ـــــ تتضح السادية التي جُبل عليها بنوا العباس وشغفهم بسفك الدماء.
فقد سلّط السفاح على العلويين جلاوزته لقتلهم وكان يضع عليهم الجواسيس والعيون، أما المنصور فقد اتبع سياسة هوجاء تجاه العلويين فكان يضعهم في الاسطوانات ويبنيها عليهم ويسمرهم في الحيطان ويتركهم يموتون جوعاً ثم يهدم المطبق على من تبقى منهم حياً وهم في أغلالهم الى الكثير من الاساليب البشعة، وتعد سياسة المنصور تجاه العلويين من أقبح صفحات التاريخ العباسي ومن أقسى فترات العلويين في عهدهم، أما المهدي فقد كان يتهم من يوالي أهل البيت بالإلحاد وهي ذريعة للإيقاع بهم وقتلهم، أما الهادي فقد عاش العلويون في عصره عصر رعب وكان يتشدد في طلبهم وقتلهم، أما الرشيد فليس أدل من قول الخوارزمي في وصف سياسته القمعية الدموية تجاه العلويين حيث قال: (الذي حصد شجرة النبوة واقتلع غرس الامامة) ومن أراد التوسع فليرجع الى كتاب (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصفهاني الذي نقل بعض جرائم العباسيين بحق العلويين لأن جرائمهم لا تعد ولا تحصى حتى قال الشاعر:
تالله ما فعلت أمية فيهم معشار ما فعلت بنوا العباس
وهذه الجرائم اعترف بها المأمون نفسه في الكتاب الذي أرسله الى العباسيين حيث قال: (حتى قضى الله بالأمر إلينا فأخفناهم وضيّقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم، ويحكم ان بني أمية قتلوا من سلّ سيفاً وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملاً، فلتسألن أعظم هاشمية بأي ذنب قتلت؟ ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء.. الخ)، ولم يكن المأمون بالذي يتفطّر قلبه ألماً على تلك المآسي التي حلّت بأهل البيت (ع) وهو يصف ما فعل أسلافه من جرائم بحق العلويين انما اقتضت سياسته أن ينتصر شكلياً للعلويين لأسباب سنوضحها فكانت رسالته تلك كلمة حق يراد بها باطل، ولكن ماهي الاسباب التي دعت المأمون لأن يمالئ العلويين ويشيد بفضلهم ويندد بالجرائم التي ارتكبت بحقهم ومن ثم يعقد ولاية العهد للامام الرضا (ع)؟ فلم يكن المأمون ذلك الزاهد بالخلافة وقد قتل من أجلها أخاه حتى يعقدها لألد خصومه كما انه لم يكن أفضل ممن سبقه من الخلفاء العباسيين في سياسته القمعية.
وفي استقرائنا للثورات العلوية وغيرها التي قامت ضد الخلافة العباسية واشتدت وقويت شوكتها في بداية عهد المأمون تتوضح اكثر الصورة التي آلت اليها الخلافة العباسية والتي كانت من جملة الاسباب التي دعت المأمون لعقد ولاية العهد للإمام الرضا (ع) ليحافظ على كرسي الخلافة.
فمن الطبيعي ان تواجه سياسة العباسيين القمعية سخط الناس وقيام الثورات وفي مقدمتها الثورات العلوية ففي عهد المنصور ثار ابراهيم قتيل باخمرى واخوه محمد ذو النفس الزكية ثم خرج عيسى بن زيد بن علي الشهيد وفي أيام الهادي خرج الحسين بن علي صاحب فخ وفي عهد الرشيد خرج يحيىقتيل الجوزجان وكل هذه الثورات الى جانب الثورات غير العلوية قد ضعضعت أركان الخلافة العباسية وازداد سخط الناس على سياستهم الجائرة في الحكم حتى قال الشاعر:
يا ليت ملك بني مروان دام لنا وليت ملك بني العباس في النار
وعند موت هارون تسلّم الامين الخلافة رغم ان هوى ابيه ان يتسلم المأمون الخلافة كما جاء في وصيته (ولولا أم جعفر ــــ يعني زبيدة ــــ وميل بني هاشم ــــ يعني العباسيين لقدمت عبد الله ـــــ أي المأمون ــــ عليه) والسبب في ميل العباسيين للأمين كون الامين ابن زبيدة حفيدة المنصور المرأة الاولى في البلاط العباسي وأخواله العباسيون حوله أما المأمون فأمه جارية فارسية شوهاء قبيحة اسمها مراجل وكان المأمون يُعيّر بها من قبل العباسيين انفسهم ومنهم الامين وله فيها أقذع الهجاء فكفة الأمين هي الراجحة وبقوة لتسلّم الخلافة بعد ابيه بعد ان وضع العباسيون الرشيد أمام الأمر الواقع وقد لعبت زبيدة دوراً كبيراً في إرساء قواعد الملك لابنها الامين وقد أيّدها الناس في ذلك إذ ان أهم سبب في سخط العرب على العباسيين هو تسليطهم العجم وتقديمهم عليهم بعد أن كانوا في دولة بني أمية هم أصحاب القوة والنفوذ وكان هذا سبباً مهماً في نفور الناس من المأمون وولائهم للأمين فالمأمون أمه فارسية وقد ماتت في النفاس فربّاه جعفر بن يحيى وكان فارسياً أيضاً كل هذه الامور جعلت موقفه حرجاً في مطالبته بالخلافة وفرصته في الوصول الى الحكم ضئيلة جداً ان لم نقل انها معدومة بل وهناك مؤشرات ودلائل تشير الى انه يمكن أن يصفى جسدياً من قبل أخيه الأمين ليؤمن عرش الخلافة.
وكان المأمون يدرك كل هذه الأمور لكن عزمه وتطلعه نحو الخلافة لا يقفان عند حد فثارت الفتن في عموم البلاد الاسلامية بين مؤيد للأمين ومناصر للمأمون وتعصب الفرس للمأمون والعرب للأمين وجرت بين الأخوين حروب طاحنة انتهت بقتل الامين وتربع المأمون على عرش الخلافة، لكنه كان عرشاً في مهب الريح تزعزعه الثورات والاضطرابات فثارت ثائرة الناس وسخطوا من المأمون بعد أن رأوا ظلمه وظلم عماله وجورهم ما يطول شرحه وكثرت الفتن وأصابت المجاعات الكثير من البلاد الاسلامية ووقع الموت فيها، ففي بغداد كان ابراهيم بن المهدي عم المأمون يرمي المأمون بأمه ويدعو العباسيين بالثورة عليه، وفي الكوفة خرج ابو السرايا بجيش كبير وأعلن الثورة، وخرج زيد بن موسى ومعه علي بن محمد بالبصرة، وفي مكة خرج محمد بن جعفر الملقّب بالديباج، وفي اليمن ابراهيم بن موسى بن جعفر، وخرج محمد بن سليمان العلوي في المدينة، وخرج جعفر بن محمد بن زيد بن علي، والحسين بن ابراهيم بن الحسن بن علي في واسط، وفي المدائن خرج محمد بن إسماعيل.
أما الثورات غير العلوية فقد ثار حاتم بن هرثمة في أرمينية، ونصر بن شبث ـــــ الذي استمرت ثورته لمدة اثنتي عشرة سنة ـــــ في سميساط اضافة الى الحركات الأخرى كحركة الزط، والخرمية، وثورة المصريين وغيرها ولكن هذه الحركات لم تكن ذات خطورة كبيرة كالتي تشكله الثورات العلوية كون القائمين بها ينتسبون الى الرسول (ص) ولكون المدن التي يقومون فيها بثورتهم حساسة وقريبة من مركز الخلافة.
في تلك الاوضاع الخطرة والحرجة كان كرسي الخلافة العباسية تتقاذفه الامواج في مهب الريح ولكن المأمون الذي عرف بدهائه ومكره لا يمكن أن يستسلم بهذه السهولة لهذه الثورات مهما بلغت ضراوتها ويترك الخلافة وقد قتل اخاه وخطط لسنوات طوال في سبيل الوصول اليها، لذا فقد اقتضت السياسة العباسية أن تشرك العلويين ألد خصوم العباسيين في الخلافة لإخماد الثورات العلوية وغيرها والحصول على شرعية للخلافة واكتساب ثقة الناس وامتصاص نقمتهم وهكذا تحتم على سياسة السيف والقمع والدم والتعذيب والتنكيل ان تخفي أساليبها الوحشية لفترة من الزمن لتحوك المؤامرات والدسائس للتخلص من مناوئيها بعد عجزها عن مقارعتهم في ميادين النزال.
فرأى المأمون ان يعقد ولاية العهد للإمام الرضا سيد العلويين لكي ينال تأييد الناس وترجع للخلافة قوتها ونفوذها كما أقام أسلافه خلافتهم بالدعاية للعلويين والبيعة (للرضا من آل محمد) فهو يعلم ما للإمام من قاعدة شعبية واسعة، وقوية وما يحظى به من تقدير واحترام من قبل مختلف شرائح المجتمع يقول الدكتور الشيبي: (ان الرضا لم يكن بعد توليه العهد امام الشيعة وحدهم وانما حتى أهل السنة والزيدية وسائر الطوائف الشيعية قد اجتمعت على امامته واتباعه والالتفاف حوله)، وهذا الكلام يؤكد مدى سخط الناس على سياسة العباسيين وميلهم للعلويين، والمأمون كان يعرف كل ذلك كما يعرف التفاصيل الدقيقة عن حياة الامام والتي كان ينقلها اليه العيون والجواسيس وقد أوضح أهدافه ومآربه من تقليده ولاية العهد للإمام الرضا (ع) في كتابه الذي أرسله الى العباسيين عندما سخطوا عليه من فعله فقال: (وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى فما كان ذلك مني الا ان اكون الحاقن لدمائكم والذائد عنكم باستدامة المودة بيننا وبينهم وهي الطريق اسلكها في اكرام آل أبي طالب ومواساتهم في الفيء بيسير ما يصيبهم منه) وقد فطن العباسيون الى هذه الحيلة لاحقاً كما يتضح من كتاب عبد الله بن موسى العباسي الذي أرسله الى المأمون يقول فيه: (وكنت ألطف حيلة منهم بما استعملته من الرضا بنا والتستر لمحننا تختل واحداً فواحداً منا... الخ).
واضافة الى الاهداف والمآرب التي ذكرناها والتي كان المأمون يسعى لتحقيقها من خلال تقليده ولاية العهد للإمام الرضا فقد كان يسعى لجعل الامام الرضا تحت المراقبة الشديدة وابعاده عن الناس والشيعة من أصحابه وخواصه وقطع صلاته معهم ليمهد بذلك الطريق الى التخلص من الامام.
وقد ضيق المأمون على الامام فكان لا يصل الى الرضا من يقصده من مواليه. والهدف الاهم من ذلك هو محاولة تسقيط الامام اجتماعياً وجعل الناس ينظرون اليه بأنه رجل دنيا بقبوله ولاية العهد وتشويه صورته التي ينظر بها الناس اليه. الى غيرها من الاهداف التي لم تكن خافية على الامام الرضا
فهو (ع) يعلم دخائل المأمون وما تنطوي عليه نفسه من الخبث بل لم تكن مآرب المأمون خافية على أكثر العلويين فكان جواب الامام الرفض القاطع ولم تفلح كل محاولات المأمون لثني الامام عن اصراره في الرفض، وقد تنوعت وتعددت محاولاته الا ان كل هذه المحاولات كانت تبوء بالفشل ورجع رسولاه الفضل والحسن ابنا الربيع وقد عجزا عن تنفيذ ما يطمح اليه ولما رأى المأمون ان الامام مصرٌ على الرفض لجأ الى اسلوب التهديد فأرسل رجاء بن أبي الضحاك ليأتي بالإمام من المدينة ليعقد له البيعة بالتهديد والاكراه وجرت بينهما محاورة كشف فيها الامام الرضا عما يضمره المأمون من عقد البيعة له فقال له: (اني لأعلم ما تريد) فقال المأمون وما أريد؟ قال (ع): (تريد بذلك ان يقول الناس ان علي موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه الا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة)، فغضب المأمون عندما واجهه الامام بهذه الحقيقة وقال: (بالله أقسم لئن قبلت بولاية العهد والا ضربت عنقك) فقال له الامام (على شرط اني لا آمر ولا انهي ولا أقضي ولا أغير شيئاً مما هو قائم على أصوله) فقبل المأمون بذلك.
لقد وضع الامام هذه الشروط لكي لا يتحمل شيئا من تبعات الحكم العباسي كما أوضح موقفه (ع) من قبوله بقوله (قد علم الله كراهيتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل أما علموا ان يوسف (ع) كان نبياً ورسولاً فلما دفعته الضرورة الى تولي خزائن العزيز (قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم) ودفعتني الضرورة الى قبول ذلك على اكراه واجبار بعد اشراف على الهلاك على اني ما دخلت في هذا الامر الادخول الخارج منه).
لقد كشف الامام الرضا في الفقرة الاخيرة من قوله انه خرج من العهد بمجرد وضعه للشروط التي اشترطها والعمل بها يعني انه لم يكن ضمن نظام السلطة الذي لا يمكن ان يتلاءم مع فكره وأخلاقه كما ان هناك نقطة أخرى لا تخفى على كل يعرف سياسة العباسيين القمعية لم يصرح بها الامام حرصا على عدم كشفها للجانب الآخر وتحمل تبعات ذلك واكتفى بدليل السوابق التاريخية على ايضاح موقفه وهي ان الامام لو رفض ولاية العهد فبغض النظر عن القتل الذي ينتظره فانه سوف يفتح باباً للقتل على أتباعه وأهل بيته والامام أحرص الناس على حقن الدماء فكان (ع) يوازن بين النتائج والمعطيات المترتبة على القبول والرفض فآثر القبول.
فعقدت ولاية العهد واقام المأمون احتفالا كبيرا بهذه المناسبة ذكرت تفاصيله اغلب المصادر ولكن المأمون سرعان ما أدرك تبعات مكره وخبثه فلم يكن الامام ذلك الرجل الذي يستطيع المأمون ان يحتويه ويستغله لأغراضه فانقلب السحر على الساحر وباءت كل محاولات المأمون لإخضاع الامام أو التقليل من شأنه بالفشل.
فكان يجمع أهل المذاهب المتعددة والاديان المختلفة ويبعث الى الامام ليناظرهم في محاولة منه لإظهار عجز الامام أمامهم فلا يرجعون الا وهم معترفين بفضل الامام وعلمه الالهي الذي يفوق ما عندهم من العلم وهذه المناظرات الكثيرة والطويلة اجمعت عليها كل المصادر ورغم الرقابة الصارمة التي وضعها على الامام وتقييد حريته وحركته، الا ان مظاهر الاحتفاء بالإمام في قصة صلاة العيد فاقت تصورات المأمون فلم يهدأ له بال حتى أمر بإرجاع الامام قبل أن يصلي خوفا من انقلاب الامر عليه بعد ان كبّرت مرو كلها بتكبيرة الامام وضجت بالبكاء وهم ملتفين حول ابي الحسن (ع) اذن فلا بد من القضاء على الامام هذا ما خطط له المأمون فدس اليه سما في عنب فمات الامام شهيدا ورغم حيطته وحذره وتكتمه على جريمته النكراء خوفا من اثارة الناس ضده الا ان امره افتضح وشاع الامر فخرج الناس يسبونه ويلعنونه وهم يبكون على امامهم.