لمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأكرم (ص)
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام تعزي العالم الإسلامي
شبكة النبأ
2018-11-07 11:31
حين كان العالم يغطُّ في ظلام دامس، هو ظلام الجهل، وتسلّط قانون الغاب على كل القوانين الإلهية والوضعية منها آنذاك، بزغ فجر جديد في رحلة الإنسانية الشاقة، وأضاء دهاليز النفوس المريضة، والعقول المعطوبة، ونظَّف القلوب المدججة بالضغائن والأحقاد، ورسم بداية جديدة لعالمنا، انطلقت شرارتها من غار صغير لجأ إليه خاتم الأنبياء، لكي يتلقٌى كلام الله الحكيم عبر الوحي، ومنذ تلك اللحظة بدأ عهد جديد وعصر آخر هو عصر النور المحمدي، حيث انطلقت الرسالة النبوية لترسم طريقا آخر للبشرية، هو طريق السلام والنور والعدالة.
وبعد أن أدت الرسالة النبوية ما عليها من واجبات إلهية، قدمت أعظم السبل النورانية لبني الإنسان، فتغّير وجه العالم، وحلت القلوب المُضاءة بالنور الرباني النبوي محل تلك القلوب القاسية، وصارت النفوس أكثر رحمة ورأفة بحامليها وأصحابها، وبدأت موجات النور الإلهي الجديد تكتسح كتل الظلام لتحيلها إلى ضوء قَلَبَ كيان الإنسان وأضاء الجادة الصواب أمام الركب البشري في الأرض كلها، واستمرت رحلة الضوء تقارع الظلام إلى يومنا هذا، وعرف الجميع ما هو الإسلام وماذا يريد للإنسان من مكانة عظيمة واحترام لا حدود له حيث خُلق الإنسان (في أحسن تقويم)، كل هذا جرى ولا يزال يجري من خلال الرسالة النبوية المحمدية التي حفظت قيمة البشر وجعلت الأرض أكثر عدلاً مما كانت عليه.
وإذ نعيش في هذه الأيام ذكرى وفاة سيد الكائنات وخاتم الأنبياء أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام تتقدم بأسمى آيات العزاء والمواساة إلى مقام صاحب الأمر والزمان الإمام المهدي (عج) ومراجع الدين العظام وعموم المسلمين في بلدان العالم في هذه الذكرى الأليمة، داعية من الله جلَّ وعلا أن يحفظ الأمة الإسلامية ومراجعها العظام، وأن يُكتَب لجميع الزائرين الكرام المتوجهين إلى مدينة النجف الأشرف لإحياء مراسيم هذه الذكرى، ما يستحقونه من جزاء وثواب، ولكل من أسهم في إظهار هذه الزيارة بما يليق بها من رهبة وإجلال مستمَد من رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، كما تتقدم مؤسستنا الثقافية الإعلامية بجزيل الشكر والتقدير والاحترام للأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها على ما تبذله من جهود كبيرة ومتقنة لحماية الزوار الكرام، والشكر موصول لأهالي النجف الكرام والمواكب والحسينيات والوزارات والمؤسسات المختلفة التي وضعت نفسها في خدمة نبي الرحمة وزواره الأجلاء الكرام.
آملين في الختام أن تكون هذه الذكرى حافزا كبيرا، مستثمَراً أفضل الاستثمار من قبل الجميع، للإسهام في خلق البيئة الملائمة لتطور الأمة الإسلامية، واستعادتها مكان الصدارة في البشرية، وهي التي كانت سبّاقة إلى ذلك، من خلال وحدة الكلمة والتماسك والثبات على سبيل الحق. نسأل الله التوفيق لنا ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.