السعودية متهمة بتمويل داعش والقاعدة

وكالات

2015-02-05 05:08

قال الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة الاندبندنت، إنه ربما يتعين على الغرب إعادة التفكير في علاقتهم مع السعودية على ضوء الشكوك المتزايدة بشأن دعم الرياض تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف فيسك أنه ربما يتعين على واشنطن إعادة حساب علاقتها مع المملكة العربية السعودية.

وأشار إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين منقسمتان بشأن دور السعودية في تأسيس العنف السلفي، إذ ترى الأولى المملكة قوة معتدل موالية للغرب بينما يشك البنتاغون في أن كل الطرق الإسلامية تؤدي إلى الرياض.

وأوضح الكاتب أن تحديد مَن يموّل تنظيم "الدولة الإسلامية" ومَن يجب أن يحمل مسؤولية بقائه يعتمد على قضية هل التنظيم ذاتي التمويل.

وقال إن الحكومات الغربية تحدثت بالتفصيل عن انتاج النفط في مناطق سيطرة التنظيم وكمية الأموال النقدية التي يفترض أن مسلحييه سرقوها من مصارف مدينة الموصل العراقية.

لكن تهريب الوقود ونهب الأموال لا يساعد على بقاء "دولة" إسلامية تسيطر على منطقة أكبر من بريطانيا، بحسب فيسك.

واختتم المقال بالتأكيد على أنه من المؤكد أن ملايين الدولارات تصل إلى أيدي التنظيم من خارج العراق وسوريا.

وقال إن السؤال الذي يجب طرحه: إذا كانت لا تأتي من السعودية أو قطر، فمن وراء هذا المال؟

وفي سياق متصل أبلغ عضو سابق في تنظيم القاعدة حكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 لمحامي ضحايا الهجمات إن أعضاء في العائلة المالكة في السعودية ساندوا هذا التنظيم المتشدد.

وأدلى العضو زكريا موسوي بهذه الأقوال في شهادة قدمها في محكمة مانهاتن الاتحادية يوم الثلاثاء محامون عن ضحايا الهجمات يتهمون السعودية في دعوى قضائية بتقديم دعم مادي لتنظيم القاعدة. بحسب رويترز.

وقال موسوي إن قائمة المانحين من أواخر التسعينات التي أعدها أثناء قيادة أسامة بن لادن للتنظيم حوت بعضا من "أشهر" المسؤولين السعوديين ومنهم الأمير تركي الفيصل آل سعود الرئيس السابق للمخابرات السعودية.

وقال موسوي -وهو مواطن فرنسي عمره 46 عاما أقر بأنه مذنب بتهم الإرهاب في عام 2005- "الشيخ أسامة كان يريد الاحتفاظ بسجل لمن قدموا أموالا لأنه .... من يجب الاستماع إليه أو من يساهم في الجهاد."

وقال موسوي إنه التقى في قندهار مع مسؤول من سفارة السعودية في واشنطن. واضاف موسوي قوله إنهما كانا من المفترض أن يذهبا إلى واشنطن معا لإيجاد مكان "مناسب لشن هجوم بصاروخ ستينجر" على طائرة الرئاسة الأمريكية.

وفي واشنطن قالت السفارة السعودية اليوم الأربعاء إن مزاعم موسوى تهدف فيما يبدو إلى تقويض العلاقات السعودية الأمريكية وتتناقض مع النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر في عام 2004 والتي تقول إنه لا دليل على تمويل السعودية للقاعدة.

وقال بيان السفارة السعودية "موسوي مجرم مختل قدم محاموه أدلة على أنه مختل عقليا. وليس لكلماته أي مصداقية."

وتم تقديم شهادة موسوي إلى المحكمة ردا على أحدث محاولة من جانب السعودية لتفنيد دعاوى بدأ تقديمها منذ أكثر من عقد.

وكان موسوي أدلى بهذه الأقوال في أكتوبر تشرين الأول في سجن يخضع لإجراءات أمن مشددة في فلورنس بولاية كولورادو المودع فيه موسوي منذ الحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2006. وكتب رسالة يعرض فيها الإدلاء بشهادته.

وتزعم أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 أن السعودية ومؤسسة خيرية تابعة للحكومة قدموا عن علم تمويلا وأشكالا أخرى من الدعم المادي لتنظيم القاعدة ساعدته على تنفيذ الهجمات.

ويتضمن المدعون أسر قرابة 3000 شخص لقوا حتفهم في الهجمات وشركات تأمين قامت بتغطية خسائر تكبدها اصحاب المباني ومؤسسات الأعمال.

وكان معظم منفذي هجمات 11 سبتمبر سعوديين خطفوا طائرات وصدموا بها برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والبنتاجون قرب واشنطن العاصمة وسقطت إحداها في حقل في بنسلفانيا.

وجاءت أقوال موسوي ضمن جلسة استماع في إطار التحقيق حول شكوى ضد السعودية تقدمت بها في نيويورك أسر لضحايا اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر.

وكان موسوي أقر بأنه أعد لهذه الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وهو يمضي عقوبته في سجن سوبرماكس بولاية كولورادو.

وأكد موسوي أن أموال السعوديين الأثرياء كانت "أساسية" بالنسبة إلى القاعدة أواخر التسعينات، لافتا إلى أن هذا المال كان يستخدم في شراء بنادق كلاشنيكوف ومعدات عسكرية ومواد غذائية وأيضا في دفع رواتب عناصر القاعدة. بحسب فرانس برس.

وفي هذه الشهادة التي سجلتها محكمة في نيويورك، أورد موسوي أن زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن طلب منه إعداد قاعدة معلومات حول كل من يمولون التنظيم الإرهابي، وأشار خصوصا في هذا السياق إلى الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، وإلى الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن.

وتحدث موسوي عن دفع مبالغ تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، مؤكدا أن "معظم المسؤولين الكبار القريبين من أسامة بن لادن كانوا يتحدرون من عائلات كبيرة في السعودية".

وكتب شون كارتر، الذي أدار قسما من جلسة استجواب موسوي، أن الأخير كان على اتصال بمسؤول ديني في السفارة السعودية في واشنطن "في شأن جهود القاعدة لشن هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية".

وأضاف كارتر أن موسوي "كان سيلتقي هذا المسؤول في واشنطن لتلقي مساعدته في مؤامرة لإسقاط طائرة (الرئيس الأمريكي) إير فورس وان".

ويجهد كارتر لإظهار دور السعودية في اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر.

وبين الشهود الذين أدلوا بأقوالهم أمام المحكمة السناتور السابق بوب غراهام الذي أكد "ثقته بوجود صلة مباشرة بين بعض إرهابيي 11 أيلول/ سبتمبر وحكومة السعودية"، الأمر الذي نفته السفارة السعودية في بيانها.

وشدد بيان السفارة على أن "اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر خضعت لتحقيق هو الأكثر دقة في التاريخ والخلاصات لا تظهر أي ضلوع للحكومة السعودية أو لمسؤولين سعوديين".

 

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي