تصاعد العنف في تركيا والثمن الباهظ للنفوذ
عبد الامير رويح
2016-08-27 07:58
تركيا التي كانت حتى وقت قريب داعم رئيسي لبعض المنظمات والجماعات الارهابية المتشددة في منطقة الشرق الأوسط، ومن أهمها تنظيم "داعش" الإرهابي وباقي التنظيمات الاخرى، أصبحت وكما يقول بعض المراقبين، هدفا جديدا لهذه الجماعات المتطرفة، التي فقدت في الفترة الاخيرة الكثير من قدرتها في سوريا والعراق، حيث تصدر الإرهاب بحسب بعض المصادر أجندة الحكومة التركية التي تواجه الكثير من التحديات والازمات، فقد سعت هذه الحكومة بعد ان عاد الإرهاب ليضرب مجددا العمق التركي مخلفا عشرات الضحايا، الى تشديد اجراءاتها الامنية في سبيل الحد من خطر الارهاب.
ويقول الخبراء إنه رغم إعلان أردوغان أن بلاده تدعم العمليات الحربية التي يقودها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إلا إن شكوكا تحيط بشأن تعاونه مع هذه المساعي الدولية. ويوضح الخبراء أن تعاون بلاده في مكافحة داعش يبدو محدودا، مشيرين إلى أن "أردوغان يبدو مهتما أكثر على وجه الخصوص بتطوير وتحقيق مصالحه السياسية المحلية على حساب مصالح البلاد، وذلك من خلال تعزيز دعمه بين القوميين الأتراك ومحاولة استمالتهم وليس هزيمة داعش.
وقال معارضون في وقت سابق، ان سياسة الحكومة الخارجية خلال السنوات الاخيرة لم تترك لها دولة صديقة، كما يتهمون أردوغان بأنه دفع البلاد إلى حافة الحرب مع 8 دول على الأقل، مشيرين كذلك إلى أن تركيا أصبحت مركز تدريب للمنظمات الإرهابية. ويعتبر خصوم أردوغان أن هذه المسائل تجعل الحكومة مسؤولة عن التفجيرات. كذلك يتهم المعارضون أردوغان والحكومة التركية بأنهم تسببوا في ضعف الجهاز الاستخباراتي على نحو واسع النطاق، فيما لم تعد على قدر مسؤولية اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة، من خلال عدم قدرتها على حماية مواطنيها.
تطهير الحدود
وفي هذا الشأن تعهدت تركيا بتطهير حدودها من متشددي تنظيم داعش بشكل تام بعد أن قتل انتحاري يشتبه بأنه على صلة بالتنظيم 54 شخصا بينهم 22 طفلا في حفل زفاف كردي. وهجوم مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا هو الأشد دموية في تركيا هذا العام. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن الهجوم نفذه انتحاري يتراوح عمره بين 12 و14 عاما مضيفا أن الأدلة الأولية تشير بإصبع الاتهام إلى داعش.
وأبلغ مسؤول أمني كبير أن العبوة المستخدمة هي من نفس النوع الذي استخدم في هجوم انتحاري في يوليو تموز 2015 في بلدة سروج الحدودية وفي التفجير الانتحاري الذي وقع في أكتوبر تشرين الأول 2015 مستهدفا تجمعا لناشطين مؤيدين للأكراد في أنقرة. وألقيت مسؤولية هذين الهجومين على داعش. واستهدف التنظيم التجمعات الكردية في مسعى فيما يبدو لتأجيج التوترات العرقية المستعرة بالفعل بسبب حملة التمرد الكردية المستمرة منذ فترة طويلة. وكان تفجير أنقرة هو الأعنف من نوعه في تركيا إذ قتل خلاله أكثر من مئة شخص.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن منطقة الحدود مع سوريا يجب "تطهيرها تماما" من مقاتلي التنظيم وإن أنقرة ستواصل دعم العمليات في المعركة ضد المتشددين. وقال قيادي كبير في المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة يستعدون لشن هجوم لاستعاد بلدة جرابلس السورية التي تقع على الحدود مع تركيا من قبضة داعش في خطوة من شأنها أن تبدد آمال الأكراد في توسيع نطاق سيطرتهم في المنطقة.
ومن المتوقع أن تشن جماعات المعارضة التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر هجوما على جرابلس من داخل تركيا خلال الأيام القليلة القادمة. وأظهرت لقطات تلفزيونية نحو عشر دبابات تركية جرى نشرها في بلدة تقع على بعد أربعة كيلومترات من بوابة الحدود قبالة جرابلس مباشرة. ولم يتضح منذ متى كانت الدبابات هناك. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن تركيا ستلعب دورا أكثر إيجابية في سوريا خلال الأشهر الستة القادمة لمنع تقسيم البلاد على أسس عرقية.
وقال تشاووش أوغلو إن تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش أصبحت "الهدف رقم 1" بالنسبة للمتشددين بسبب تحركاتها لوقف المجندين الذين يسافرون عبر تركيا ومنها عبر منطقة الحدود البالغ طولها 800 كيلومتر إلى سوريا للانضمام للتنظيم المتشدد. وبالنسبة لأنقرة فإن داعش ليست الخطر الوحيد الرابض عبر حدودها. وتشعر تركيا بالقلق أيضا من محاولة الأكراد السوريين مد سيطرتهم على طول الحدود المشتركة الأمر الذي قد يعطي زخما لتمرد الأكراد على أراضيها.
وقالت وكالة دوجان للأنباء إن عدد القتلى في تفجير غازي عنتاب ارتفع ليصل إلى 54 قتيلا بعد وفاة ثلاثة أشخاص آخرين. ويجري علاج 66 شخصا في مستشفى بينهم 14 في حالة خطيرة. وجاء الهجوم في وقت لا تزال فيه تركيا في حالة صدمة بعد أن نجت الحكومة من محاولة انقلاب من ضباط مارقين في الجيش. وتلقي تركيا مسؤولية محاولة الانقلاب على رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة. وينفي كولن هذا الاتهام. وذكرت السلطات التركية أنه جرى العثور على سترة ناسفة ممزقة في مسرح التفجير.
وأبلغ مسؤول أمني ثان أنهم يحققون في احتمال أن يكون المتشددون زرعوا المتفجرات في سترة المهاجم دون علمه أو علمها وقاموا بتفجيرها عن بعد أو أن طفلا معاقا ذهنيا جرى التأثير عليه لحمل العبوة وهو أسلوب تم اللجوء إليه في أماكن أخرى بالمنطقة. وقال المسؤول "ربما حمل شخص متفجرات دون أن يكون على علم بذلك أو ربما تم تفجيرها عن بعد" مضيفا أن البحث لا يزال مستمرا عمن يشتبه في أنهم متشددون ربما يكون لعبوا دورا في عملية الاستطلاع. بحسب فرانس برس.
وفي أحدث أعمال العنف بجنوب شرق تركيا قال مسؤولون إن اثنين من أفراد الأمن وخمسة من أفراد حزب العمال الكردستاني قتلوا في اشتباكات وهجمات بثلاث مناطق بشرق تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويشعر البعض في تركيا لاسيما في جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد أن الحكومة لم تبذل ما يكفي من الجهد لحماية مواطنيها من تنظيم داعش. وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إن حفل الزفاف كان لأحد أعضائه. وكان العريس من بين المصابين لكن العروس لم تصب بأذى.
نقطة ضعف
الى جانب ذلك وبعد شهور قليلة من بدء حضوره اجتماعات جماعة إسلامية متشددة في إحدى الضواحي الفقيرة باسطنبول توقف مراد كيبجاك (25 عاما) عن قراءة القرآن والصلاة في المسجد. وصم مراد أسرته الكردية المحافظة بالكفر وقال إن قتل أفرادها سبيل لدخول الجنة. وبعد قليل أرسل ما يفيد بسفره هو وطفله الصغير وزوجته إلى العراق للانضمام إلى تنظيم داعش. وفي منزله في حي (سلطان بيلي) على المشارف الشرقية لاسطنبول قال والده طاهر "أعطينا الشرطة أرقام الهاتف والأسماء وأرقام السيارات. قدمنا كل شيء. لكن شيئا لم يحدث." وأضاف أنه أبلغ عن سفر ابنه للعراق بعد أن زاد ارتياب الأسرة في تصرفاته.
وقصة مراد ابن الطبقة العاملة المتعلم الذي أخذ منحى سنيا متشددا في غضون بضعة شهور تبرز نقطة ضعف في تركيا في وقت تحاول فيه منع تنظيم داعش من تنفيذ هجمات. وعلى مدى عام شهدت تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم داعش في سوريا والعراق- العديد من الهجمات الانتحارية ألقيت المسؤولية فيها على التنظيم. وشددت قوات الأمن الإجراءات عند الحدود السورية ورحلت أو احتجزت آلاف المشتبه بهم في السنوات الأخيرة لكن خبراء في مجال الاستخبارات يقولون إن تركيا مثلها مثل كثير من البلدان الأوروبية تجد صعوبة في التصدي للتشدد في الداخل وللتعرف على أساليب التنظيم الجديدة والعمل على إحباطها.
وتساءل حلمي ديمير الباحث في معهد تيباف في أنقرة والمتخصص في أنشطة الجماعات المتطرفة قائلا "هل نحن مستعدون للهجوم المقبل؟ كلا للأسف." وأضاف "الأمر يحتاج مجموعة جديدة من الاستراتيجيات والتكتيكات ونحن نحتاج أن نفهم سبب سقوط هؤلاء الناس في دائرة التطرف... داعش لديها أساليب أيديولوجية قوية جدا. لا يمكنك أن تحارب مثل هذه الجماعات بالإجراءات العسكرية وإجراءات مكافحة الإرهاب وحدها."
وتشكلت خبرة تركيا في مجال مكافحة التشدد خلال قتالها حزب العمال الكردستاني الذي رفع السلاح عام 1984 مطالبا بحكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد. وفي عام 2012 انطلقت عملية سلام انهارت بعد ذلك.. وحتى ذلك الحين كانت معظم الحملة حملة عسكرية. لكن الأمر أكثر تعقيدا مع داعش. فهناك أقلية من شعب تركيا -ومعظمه من المسلمين السنة- متعاطفة مع فكر التنظيم إن لم يكن مع أساليبه كما تظهر العديد من استطلاعات الرأي.
وأظهرت دراسة أجراها معهد بيو ومقره الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في 11 دولة تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين أن ثمانية في المئة من الأتراك ينظرون لداعش نظرة إيجابية بينما قال 19 في المئة إنه لا رأي لهم. وحلت تركيا في المركز الخامس في أعلى مستوى للتعاطف مع التنظيم. وقال سليمان أوزيرين الخبير في مجال الإرهاب ورئيس معهد السياسة العالمية والاستراتيجية في أنقرة "هناك قطاع كبير من السكان في تركيا لا يعتبر داعش ولا النصرة من الجماعات الإرهابية. وهذا يظهر كيف يمكن أن تجد هذه الكيانات دعما."
ولم يخف مراد كيبجاك خططه للسفر إلى سوريا والالتحاق بالدولة الإسلامية كما قال والده حتى أنه كان يشيد بالتنظيم ويتحاور مع من يبدون تعاطفا معه. ومثل العديد من الأسر الأخرى قال الأب إن تحذيراته للسلطات لم تجد آذانا صاغية. وقال محمد (25 عاما) وهو من حي بيرم باشا الذي تقطنه الطبقة العاملة في اسطنبول "الشرطة تقول إن هؤلاء ذهبوا بمحض إرادتهم وإنهم يتمتعون بحرية السفر ومن ثم لا يمكنها منعهم." وأضاف أن أخاه سافر إلى سوريا للانضمام لداعش في 2013. وتابع محمد قائلا إن أخاه عاد منذ ذلك الحين مرتين وفي المرة الأخيرة سافر للعراق. ورفض ذكر اسمه كاملا لأن الأسرة تخضع للتحقيق.
وكانت تركيا تعزف في البداية عن الانضمام للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش قائلة إنه لا يمكن أن تكون هناك نهاية لحرب تهدد استقرار المنطقة دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومساندة من سيطيحون به. ويقول منتقدو تركيا إنها أبدت استعدادا كبيرا لدعم جماعات إسلامية متشددة تقاتل الأسد مما ساهم في تهيئة أجواء مكنت داعش من ترسيخ وجودها. وتنفي أنقرة هذا وتقول إنها سارعت بإعلان أن التنظيم منظمة إرهابية وإن خسارة تركيا ستكون الأفدح في حال اتساع نفوذ التنظيم. بحسب رويترز.
وتظهر وثائق أن الشرطة التركية كانت تراقب أنشطة أشخاص يشتبه أنهم من الأعضاء غير البارزين فيما يسمى الدولة الإسلامية منذ فترة ترجع إلى عام 2013. وقال آرون ستين الزميل بالمجلس الأطلسي إن السلطات لا تتدخل فيما يبدو في إطار استراتيجية للمراقبة تهدف لرصد الشبكة واستهداف قيادييها. وأضاف "الدروس المستخلصة تشير إلى أن مسؤولي مكافحة الإرهاب بحاجة لاتباع نهج أقوى بكثير في القضاء على الأشخاص متوسطي المستوى العاملين على استقطاب العقول داخل المجتمعات التركية المختلفة." وامتنع مسؤولون أتراك عن التعليق على العمليات التي تقوم بها أجهزة المخابرات.
عمليات خاصة
من جانب اخر وبالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية البرية للجيش التركي في جرابلس السورية آخر معاقل تنظيم "داعش" على الحدود، شن الأمن التركي سلسلة مداهمات في إسطنبول ضد عناصر التنظيم. وذكرت وكالة "الأناضول" أن وحدات تابعة لمديرية إسطنبول لمكافحة الإرهاب، داهمت شققا كثيرة بما في ذلك منطقة "بنديك" في الشطر الآسيوي من المدينة. وأوضحت الوكالة أن القضاء التركي أصدر سابقا مذكرات اعتقال بحق عدد كبير من الأشخاص المشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش".
الى جانب ذلك تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بأن بلاده "ستقدم كل اشكال الدعم" من اجل طرد مسلحي داعش من بلدة جرابلس السورية الحدودية. وأدلى الوزير التركي بذلك على خلفية تقارير تحدثت عن تحشد معارضين سوريين موالين لتركيا على الحدود قبيل انطلاقهم في عملية عسكرية ضد التنظيم المذكور. وقال جاووش أوغلو "سنقدم كل اشكال الاسناد لعملية جرابلس"، واعدا بالمساعدة في تطهير البلدان المجاورة لتركيا من التنظيم. وقال وزير الخارجية التركي للصحفيين في انقرة "لا نريد ان يكون لداعش وجود في سوريا او العراق."
وكانت القوات التركية قصفت في وقت سابق مواقع للتنظيم المذكور في سوريا بالمدفعية، وذلك في اعقاب الهجوم الانتحاري الذي استهدف عرسا في بلدة غازي عنتاب السبت والذي اسفر عن مقتل اكثر من 50 شخصا. وعرضت شبكات التلفزة التركية صورا لدروع الجيش وهي تنتشر قرب الحدود السورية.
وفي مقابلة اجرتها معه شبكة ان تي في الخاصة، قال نائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن تركيا تراقب عن كثب التطورات على الجانب السوري من الحدود مضيفا ان انقرة تنظر الى الموقف على انه "قضية امن قومي." وقال "ما قلناه منذ البداية إن سقوط بلدة مثل جرابلس بأيدي التنظيم امر لا يمكن لنا قبوله." وفي وقت لاحق، طلبت الشرطة التركية من سكان بلدة قرقامش القريبة من الحدود مع سوريا اخلاءها، وذلك بعد سقوط قذائف فيها. وقالت شبكة سي ان ان ترك إن قذيفتي هاون سقطتا في البلدة الواقعة مقابل بلدة جرابلس السورية. ورد الجيش التركي على اطلاق القذيفتين بقصف مواقع لتنظيم داعش داخل الحدود السورية.
على صعيد متصل كشفت صحيفة تركية ان الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا اعتداء مطار اسطنبول خططوا لاحتجاز عشرات المسافرين رهائن، قبل تفجير شحناتهم الناسفة. وقتل 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 260 بجروح في اعتداء انتحاري ثلاثي استهدف مطار اتاتورك الدولي باسطنبول. وافادت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة ان المهاجمين استطلعوا المكان وارادوا في الاصل اخذ عشرات المسافرين رهائن قبل تنفيذ مجزرة، لكنهم اضطروا الى بدء الهجوم مسبقا بعد الاشتباه بهم. واضافت ان حصيلة المجزرة كانت لترتفع بشكل كبير لو لم يعترض شرطي المهاجمين على مدخل القاعة، لافتة الى ان "المعاطف التي ارتدوها لاخفاء شحناتهم الناسفة اثارت انتباه المدنيين وشرطي".
وفي تسجيلات فيديو نشرتها وسائل اعلام تركية نقلا عن كاميرات المراقبة في المطار بدا ثلاثة رجال يرتدون سترات داكنة اللون واعتمر اثنان منهما قبعة. وبعد توقيف 13 شخصا في اسطنبول بينهم تسعة اجانب، وتسعة اخرين في محافظة ازمير الغربية بدأت التفاصيل تتضح بشأن الانتحاريين، وهم روسي واوزبكستاني وقرغيزي بحسب السلطات التركية التي حملت تنظيم داعش المسؤولية ولو انه لم يتبن الهجوم.
كذلك افادت صحيفة "حرييت" ان الانتحاريين الثلاثة استأجروا شقة في منطقة فاتح التي يكثر فيها السكان السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والاردنيون، ودفعوا مسبقا 24 الف ليرة تركية (حوالى 7500 يورو) لمدة عام. كما نشرت الصحيفة شهادات عدد من سكان الحي. وروت جارة اقامت في الشقة فوقهم لم ترهم اطلاقا، انها اشتكت لدى مختار الحي من انبعاث روائح كيميائية من الشقة المؤجرة بعد منتصف الليل، لكنه احالها "الى البلدية". وتابعت "اتت الشرطة لرؤيتي بعد الهجمات...كنت اعيش فوق القنابل". بحسب فرانس برس.
كذلك اشارت حرييت الى سمكري عرفت عنه بالاحرف الاولى هو الوحيد الذي لمح الانتحاريين. فقبل يومين من الهجوم جاءه رجل يطلب تصليح صنبور مياه. وقال "كان يتكلم التركية بلكنة. اصطحبني الى شقته...حيث غيرت الصنبور. رأيت ثلاثة اشخاص، كانا اشبه بلصوص".