أفغانستان وطالبان.. سلام مأمول أم حرب وشيكة؟
عبد الامير رويح
2016-04-11 01:45
على الرغم من التحركات والجهود المستمرة التي تقوم بها بعض الدول من اجل تقريب وجهات النظر بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، من خلال اجراء محادثات السلام مباشرة تهدف الى إنهاء حالة العنف والحرب المستمرة، لا تزال حركة طالبان المتشددة تواصل هجماتها القتالية في سبيل الحصول على مكاسب سياسية وعسكرية جديدة، وانهارت العام الماضي جهود محادثات السلام بعد تداول معلومات عن وفاة مؤسس حركة طالبان وزعيمها الملا محمد عمر، مما أدى إلى حدوث انقسامات عميقة داخل الحركة بين مؤيد للمحادثات ورافض لها الأمر، الذي سرع من فشلها وظهور بعد الانشقاقات في الحركة انضمت إلى داعش، تلك التطورات ايضا دفعت قادة الحركة الى اجراء جديدة بهدف الحفاظ على وحدة صفها، ويرى بعض الخبراء ان حركة طالبان اصبحت اليوم وبسبب فشل الحكومة الأفغانية في مواجهة الكثير من الملفات الداخلية لا سيما في ما يتعلق بالأمن والاقتصاد اكثر قوة، الامر الذي قد يمكنها من فرض شروطها ومطالبها والحصول على تنازلات مهمة، ففي وقت سابق وكما تنقل بعض المصادر قدمت حركة طالبان مجموعة من المطالب، كشرط للمشاركة في المحادثات منها حذفها من القائمة السوداء الخاصة بالتنظيمات الإرهابية بالأمم المتحدة، والاعتراف الرسمي بمكتبها السياسي، والإفراج عن السجناء السياسيين، وتعديل بعض بنود الدستور الأفغاني، الخاصة بالحياة الاجتماعية والدينية وغيرها من الامور الاخرى.
ولطالما أكد مراقبون أن المحادثات بين كابول وحركة طالبان تواجه مأزقًا وتصل في أوقات كثيرة إلى طريق مسدود منذ بدايتها؛ نظرًا لمطالب الحركة، إلَّا أن هناك من يعتقد أن فرص نجاح المباحثات في الوقت الراهن كبيرة، لاسيما أنه من الممكن تقديم الجانبين بعض التنازلات في مطالبهم مقابل إحراز مكاسب أخرى، فمن ناحية بدأت تشعر الحكومة الأفغانية والحركة بأن ظهور تيارات تكفيرية وإرهابية جديدة على الساحة الأفغانية؛ مثل داعش في الأوان الأخير يعتبر تهديدًا حقيقيًّا للجميع، وأن الأوضاع تتطلب الآن تقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاقيات، لذا يساعد هذا العامل في التصالح مع الحكومة الأفغانية، وإنهاء الصراع لمواجهة تنظيم داعش الذي بدأ يتمدد على حساب حركة طالبان.
أمر آخر يعزز هذا الحديث، وهو التقارب الراهن في العلاقات الأفغانية الباكستانية، فمنذ إعلان باكستان وأفغانستان، أنهما سيعقدان اجتماعات مع الصين والولايات المتحدة في عام 2016 الجاري لحلحلة الأزمة، يتزايد الحديث عن قرب تحقيق انفراجة حقيقية بين الحركة والحكومة، وفي ضوء ذلك عقد رئيس أركان الجيش الباكستاني رحيل شريف، مع الرئيس الأفغاني لقاءً منذ أشهر في محاولة لتقريب وجهات النظر في هذا الملف. تساهم الرغبة الباكستانية في إنهاء الصراع بأفغانستان من أجل ضمان الحدود والأمن بينهما في فرص نجاح المحادثات، خاصة مع تمدد التنظيمات الإرهابية وارتفاع موجة الإرهاب في هذه المنطقة، ولعل ما يبرز دور باكستان بالمصالحة أن إسلام آباد واحدة من ثلاث دول اعترفت بحكم طالبان لأفغانستان بين 1996 و2001، وطالما واجهت اتهامات أفغانية بأنها تدعم مقاتلي طالبان وتقدم ملاذًا لهم.
يبدو أن اللاعبين الإقليميين باتوا على قناعة بضرورة دفع المفاوضات إلى الأمام، فهناك رغبه إيرانية في ضبط الحدود مع أفغانستان، لاسيما أنها متضررة من تهريب السلاح والمخدرات من أفغانستان إلى إيران، كما دفع دخول روسيا على خط الأزمة وعلاقاتها مع الحكومة الأفغانية الولايات المتحدة إلى حث حلفائها على ضرورة إنهاء الصراع الدائر في أسرع وقت، بدلًا من سيطرة موسكو على هذا الملف ضد مصالح واشنطن، الأمر الذي سارع من جلوس طالبان على طاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق سلام، إضافة إلى ظهور الصين في المباحثات الجارية؛ من أجل ضمان حماية أراضيها من توغل الجماعات المتطرفة على الحدود.
لماذا اختير ابن الملا محمد عمر؟
فيما يخص اخر تطورات هذا الملف فقد قال المتحدث باسم حركة طالبان قاري يوسف أحمدي إن الحركة اختارت ابن الملا محمد عمر المؤسس الراحل للحركة لرئاسة لجنة عسكرية كما اختارت عمه عضوا في مجلس شورى الحركة المسؤول عن صنع القرارات. وقال المتحدث إنه تم استدعاء الملا محمد يعقوب الابن الأكبر للملا عمر وعمه الملا عبد المنان إلى مجلس شورى الحركة أو مجلس القيادة. ومن المرجح أن يؤدي تعيين اثنين من أقرب أقرباء مؤسس الحركة إلى تعزيز موقف الزعيم الحالي لطالبان أختر منصور الذي مازال يواجه معارضة من بعض الفصائل داخل الحركة بعد توليه الزعامة في العام الماضي.
واختير يعقوب الذي مازال اسم أسرته يحتل مكانة مرموقة بين أعضاء الحركة رئيسا للجنة العسكرية لطالبان لخمسة عشر إقليما أفغانيا. وقال أحمدي "قبلا مسؤولياتهما الجديدة وشرعا في ممارسة عملهما." ويأتي ضم الرجلين لمجلس شورى الحركة بعد قرابة سبعة أشهر من تخليهما عن اعتراضهما على زعامة منصور في أعقاب التأكد العام الماضي بأن الملا عمر توفي قبل عامين تقريبا وتم التعتيم على نبأ وفاته.
وقال عضو في مجلس شورى طالبان طلب عدم الافصاح عن هويته "عرض منصور منذ وقت طويل مناصب رفيعة وعضوية المجلس على الملا عبد المنان والملا يعقوب. لكن تعيينهما رسميا تم بعد موافقة مجلس الشورى." وقال مسؤولون في طالبان في العام الماضي إن أفرادا من أسرة الملا عمر طالبوا في البداية بمنح يعقوب زعامة الحركة لكنهم وافقوا على إعلان الولاء لمنصور الذي ظل نائبا للملا عمر لفترة طويلة بعد موافقته على قائمة مطالبهم. بحسب رويترز.
وأثار التعيين المفاجئ لمنصور استياء شديدا بين بعض المتشددين الذين يعتقدون أنه خدع الحركة فيما يتعلق بوفاة الملا عمر كما يعتقدون أيضا أنه يخضع لسيطرة باكستان. وأشارت تقارير واسعة الانتشار في العام الماضي إلى تعرض منصور لإصابة بالغة في تبادل لإطلاق نار مع خصومه لكن طالبان نفت صحة هذه التقارير وبثت تسجيلا صوتيا قالت إنه لمنصور لتثبت عدم تعرضه لأي أذى.
ضغوط باكستانية
في السياق ذاته قال اثنان من المسؤولين إن مسؤولين باكستانيين هددوا بطرد حركة طالبان الأفغانية من قواعدها في باكستان إذا لم تشارك في محادثات السلام التي كان من المقرر أن تجري لكن المتشددين رفضوا طلب إسلام أباد الأمر الذي أثار الشكوك في مدى نفوذها عليهم. وقال عضو في المجلس الأعلى لطالبان إن المجلس عقد اجتماعا في مكان لم يكشف عنه بعد اللقاءات السرية مع المسؤولين الباكستانيين وأجرى تصويتا كانت نتيجته رفض المحادثات التي كانت مقررة في أوائل مارس آذار مع الحكومة الأفغانية.
وبدلا من ذلك بدأ مقاتلو الحركة يتدفقون من جديد على أفغانستان للمشاركة في هجوم فصل الربيع الذي يتوقعون أن يكون ضاريا ومن المنتظر أن يبدأ قريبا. ويمثل نفوذ باكستان على المقاتلين حجر الزاوية في خطة السلام التي وضعتها أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين على مدار الشهور القليلة الماضية لوضع نهاية للحرب الدائرة في أفغانستان منذ 15 عاما.
وقال مسؤول باكستاني في إسلام أباد إن ما أحرزته حركة طالبان مؤخرا من نجاح في ساحة القتال داخل باكستان غير المعادلة. وقال المسؤول وهو ضابط جيش متقاعد تربطه صلة وثيقة بالمحادثات "لم يعودوا بحاجة لقواعد باكستان مثلما كان الحال من قبل ولذلك إذا هددت باكستان بطردهم فلن يكون لذلك نفس الأثر." ويسلم مسؤولون أفغان وغربيون بأن المقاتلين انتزعوا مناطق نفوذ جديدة إن لم يكن السيطرة الكاملة من أيدي قوات الأمن الأفغانية منذ سحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها معظم الوحدات القتالية من أفغانستان في نهاية عام 2014.
وقال مايكل كوجلمان من معهد وودرو ويلسون في واشنطن "طالبان ليس لديها حافز يذكر للخروج من ساحة القتال الآن في ضوء المكاسب الأخيرة والمكاسب المرجح أن تتحقق في الأشهر القليلة المقبلة. وفي الواقع ماذا يدعوك للتراجع وأنت متفوق؟" وقال نفيس زكريا المتحدث باسم وزارة الخارجية في باكستان إنه لا علم له بلقاءات مع طالبان لكنه أضاف "في العادة لا نعرف من قابل من" في مبادرة السلام التي لها حساسيتها وتتم على مستوى عال.
غير أن أعضاء في الحكومة الأفغانية في كابول أبدوا تشككهم في تأكيدات باكستان. وقال عضو في مجلس الوزراء بأفغانستان مرددا صدى ما قاله عدد من المسؤولين في لقاءات في كابول "صدق باكستان وإخلاصها فيما يتعلق بعملية السلام الأفغانية كانا دائما موضع تساؤل." وتوجه للجيش الباكستاني منذ مدة اتهامات برعاية طالبان كوسيلة لتعزيز وضعها في التنافس الإقليمي مع الهند.
غير أن المسؤولين الباكستانيين ينفون هذا الاتهام ويصرون على أن الحكومة والجيش يسلمان بأن الحرب الأفغانية تهدد أمن البلاد. وقال عضو في مجلس الشورى وهو مجلس قيادة طالبان -الذي يقيم أغلب أعضائه في باكستان وأفغانستان لكنهم يتنقلون أيضا بين قطر والإمارات- إن ممثلي المسلحين التقوا في إسلام أباد مع مسؤولين باكستانيين. وأضاف "طلبوا من مندوبينا أن يأتوا بالمزيد من صانعي القرارات في الاجتماع التالي.. للقاء المسؤولين الأمريكيين والأفغان. هذا ما يحلمون به لكنهم لن يتمكنوا من رؤية قادتنا الكبار."
وقال مسؤول أمني باكستاني رفيع مطلع على المحادثات "لا أعتقد أن المحادثات قد انتهت لكن من المؤكد أنها ابتليت بمرض خطير." وأضاف "فعلنا ما بوسعنا... لكن النفوذ لا يعني السيطرة. فقد ولت تلك الأيام منذ وقت طويل." وكان لدى المصدر من حركة طالبان معرفة بالاجتماع الذي تم مع المسؤولين الباكستانيين في إسلام أباد لكنه لم يشارك فيه. وقد حضر الاجتماع التالي لمجلس طالبان للبت في أمر الانضمام لمحادثات السلام. بحسب رويترز.
ويضم معسكر المؤيدين للمحادثات أنصار زعيم حركة طالبان الاسمي الملا أختر منصور -الذي يعتقد أنه يختبئ في باكستان بعد إصابته في نزاع على القيادة قبل عام وترددت أنباء عن وفاته- ومنافسه الرئيسي هو الملا محمد رسول الذي يعتقد أنه يعيش في أفغانستان. وقال عضو مجلس طالبان "أشعر شخصيا أن الملا منصور وبعض القيادات الأخرى يؤيدون محادثات السلام ولا يريدون إغضاب باكستان... لكن لا يمكنهم أخذ قرارات دون موافقة الأعضاء الآخرين في مجلس الشورى." وفي العلن تعرب الحكومتان الأفغانية والباكستانية عن آمالهما أن تتمكن الأطراف من بدء محادثات السلام قبل هجوم الربيع المعتاد الذي تشنه طالبان. غير أن قادة طالبان قالوا إنهم يركزون بعد قرار المجلس على بدء موسم القتال السنوي على أمل السيطرة على مزيد من الأراضي.
هجمات مستمرة
على صعيد متصل فجر انتحاري نفسه في محكمة بشمال غرب باكستان ما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل وقد تبنت حركة طالبان الهجوم انتقاما لتنفيذ حكم باحد الاسلاميين. ووقع التفجير في مجمع المحكمة بمدينة شقدار في ساعة الذروة تزامنا مع وصول المحامين والاداريين الى المجمع. وقال فايز خان وهو ضابط شرطة في المنطقة "قتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص حتى الان وجرح 21 اخرون". واكد سهيل خالد، قائد شرطة منطقة شارسده حيث توجد شقدار، العملية الانتحارية موضحا ان اثنين من القتلى هما ضابطان. واضاف "حسب الروايات الاولية فان انتحاريا دخل الى المجمع وحاول ضابط في الخدمة قطع الطريق عليه لكنه فجر نفسه".
وتبنى فصيل من حركة طالبان يعرف باسم جماعة الاحرار العملية مؤكدا انها تاتي انتقاما بعد شنق ممتاز قادري الذي يعتبر بطلا في بعض دوائر المحافيظن لانه قتل عام 2011 حاكما يؤيد اصلاح قانون التجديف المثير للجدل. ونفذ حكم الاعدام شنقا بقادري وهو قرار اعتبر "لحظة حاسمة" لباكستان حيث تتهم السلطات باستمرار بانها متساهلة مع المتطرفين. وشارك في جنازته حوالى مئة الف شخص.
واوضحت حركة طالبان ايضا انها استهدفت المحكمة في وقت يعزز فيه القضاء الباكستاني "القوانين المناهضة للاسلام"، حسبما اعلن متحدث باسم الحركة هو احسان الله احسان. وبثت محطات التلفزيون صور الضحايا الذين نقلوا الى المستشفى بعيد الانفجار. يشار الى ان شقدار قريبة من منطقة محمد وهي احدى المناطق القبلية السبع التي تتمتع بحكم نصف ذاتي وتقع على الحدود مع افغانستان وكانت معقلا للقاعدة وطالبان. وشنت اسلام اباد هجوما عسكريا على المناطق القبلية عام 2014 ما ادى الى مقتل الاف المتطرفين المسلحين حسب الجيش. ولجأ قسم منهم الى افغانستان وقد تحسن بعدها الوضع الامني في باكستان بشكل كبير. ولكن المتمردين المرتبطين ب "تحريك سني" ما زالوا يشنون هجمات منتظمة من افغانستان. وتقع شقدار على بعد 30 كلم الى غرب شارسده حيث هاجمت حركة طالبان جامعة نهاية كانون الثاني/يناير ما ادى الى سقوط عشرات القتلى.
الى جانب ذلك قام مقاتل من حركة طالبان اندس في صفوف شرطة ولاية اروزغان الواقعة في جنوب افغانستان، بتخدير عشرة من زملائه وقتلهم في ثاني هجوم "من الداخل" خلال ايام. وبعد ذلك، استولى المهاجم على اسلحة الشرطيين وفر من مركز الشرطة في منطقة شينارتو في ولاية اروزغان حيث تقوم الشرطة بالبحث عنه. ويندرج الهجوم في اطار الحملة غير المسبوقة التي تشنها حركة طالبان في الشتاء على الرغم من تزايد الضغوط لاستئناف عملية السلام بين الحكومة الافغانية والمتمردين.
وقال الناطق باسم حاكم الولاية دوست محمد نياب ان "تحقيقاتنا كشفت ان الرجل تعاون مع طالبان وقام بتخدير زملائه وقتلهم بينما كانوا غائبين عن الوعي ثم سرق اسلحتهم وهرب". واكد نائب قائد شرطة الولاية رحيم الله خان حصيلة الهجوم وقال ان "عملية مطادرة للقبض عليه بدأت". واعلنت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن الهجوم الذي سمح للمتمردين كما قال، بالاستيلاء على الموقع المتقدم الذي قتل فيه العسكريون. بحسب فرانس برس.
وغالبا ما تلجأ طالبان الى هذه "الهجمات من الداخل" التي يطلق فيها شرطي او جندي النار على زملائه. وشكلت هذه الهجمات مشكلة كبيرة خلال وجود قوات حلف شمال الاطلسي التي قاتلت طالبان لسنوات الى جانب القوات الافغانية. وانهت قوات الحلف عملياتها القتالية في كانون الاول/ديسمبر 2014. ووقع هجوم مماثل في الولاية اسفر عن مقتل تسعة شرطيين. وقال متحدث باسم الحاكم ان اربعة شرطيين كانوا "يتعاونون" مع طالبان قتلوا رفاقهم اثناء نومهم. ويحاول عناصر طالبان الانتشار في اروزغان وتثبيت وجودهم في هذه الولاية النائية الواقعة في جنوب افغانستان.
من جانب اخر حذرت حركة طالبان الأفغانية وسائل الإعلام من ترويج ما وصفته بالخلاعة والثقافة الغربية وذلك بعد يوم من إعلان الحركة مسؤوليتها عن قتل سبعة صحفيين في أكبر قناة تلفزيونية بالبلاد. ونددت حكومات ومنظمات لحقوق الإنسان ووسائل إعلام منافسة بالهجوم الانتحاري الذي نُفذ بسيارة ملغومة في كابول ووصفته بأنه هجوم على حرية الصحافة. وقالت طالبان إنها استهدفت تلفزيون (طلوع) أكبر محطة تلفزيونية خاصة في أفغانستان لأنها تروج دعاية للجيش الأمريكي وحلفائه.
وقالت في بيان إنها هاجمت التلفزيون "لأنه يروج للخلاعة والإلحاد والثقافة الغربية والعري... كان موظفوه معادين للجهاد وللإسلام دربتهم مخابرات أجنبية تعمل لصالح الأمريكيين." وكانت الحركة هددت صراحة العام الماضي باستهداف المحطة بعدما نقلت مزاعم عن قيام مقاتلي الحركة بعمليات إعدام واغتصاب وخطف خلال معركة للسيطرة على مدينة قندوز. ورغم دحض بعض تفاصيل هذه التقارير تصر المحطة التلفزيونية على أنها تحرت الدقة في نقل كل جوانب القتال بما فيها منح المتحدثين باسم طالبان حق الرد.
وذاع صيت (طلوع) التي كانت أول قناة إخبارية على مدار الساعة في أفغانستان في نقل الأخبار بسرعة ومصداقية وسط مناخ إعلامي متغير ينشط فيه العشرات من الصحف ومحطات الإذاعة ومواقع الانترنت. وقالت طالبان إنها لا تستهدف وسائل الإعلام تحديدا ضمن حملتها المتنامية لكنها قالت إن على وسائل الإعلام الأخرى الابتعاد عن نهج طلوع. وقال سعد محسني مالك محطة طلوع وأكبر قطب إعلامي في البلاد في بيان إن الصحفيين الذين قُتلوا كانوا يعملون لدعم حرية التعبير في أفغانستان.