بإنتظار توزيع كؤوس الشهادة!

زاهر الزبيدي

2016-03-27 11:00

رياضيون شباب كانوا ينتظرون توزيع الكؤوس في احد ملاعب مدينة الحلة الجمعة الماضية، دخل بينهم شيطان الارهاب ليفجر نفسه في أجسادهم ويمنحهم كؤوس الشهادة بدل من كؤوس الدنيا الصدئة.. أعلن الحداد في المحافظة وانتكست قلوب أهلها في ثاني ضربة مؤلمة توجهها العصابات الجرمية الى أجساد أبنائها فقبلها نذكر سيطرة الآثار والتي راح ضحيتها 100 من ابنائنا بين شهيد وجريح وخلال أقل من شهر.

لن تستطع الجهات الامنية من إعادة حساباتها بعد حادثة سيطرة الآثار لتمنع ما حدث بعدها في الملعب وسوف لن تستطيع ذلك لكوننا لا نعتمد خطط واضحة ولا نمتلك التقنيات الحديثة في الكشف عن المتفجرات ولا حتى إستخبارات قادرة على درء التفجيرات في مهدها وقبل أن يخرج الانتحاريون ليصلوا الى هذا التجمع من الشباب.

الإرهاب لا ينتظر أو يهدأ أو تستكين شيطانية مع أوقات غفلتنا فهو يستغلها لغرض التخطيط والتهيئة لضرب مواقع جديدة أكثر إيلاماً، والتجمع لأبنائنا في الملعب كأن مؤلماً حاله حال التفجيرات التي تحدث في كل بقاع العراق وكلها تأخذ منا الامل والشعور بالهدوء والامن، علينا أن لا تهدأ لنا سريرة حتى القضاء على كل خلاياه النائمة.

لنستغل الزيارات الدولية للعراق والتفاعل الدولي مع قضية موتنا لنضع حداً له، دولياً زيارة الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون الذي دعا العالم الى الوقوف مع العراق في حربه على الارهاب عسى أن يعيننا ذلك على إيجاد مساعدة دولية متميزة في مجال أجهزة الكشف عن المتفجرات ووضع خطط ستراتيجية للحد من تأثيراتها الكبيرة على أرواح ابناء شعبنا، وإنسانياً في تغريدة على تويتر Pray for iraq "صلي من اجل العراق" تم إطلاقها بعد تفجير الملعب تدعوا العالم للصلاة من اجل خلاص العراق وشعبه من الارهاب تبع تلك التغريدة، خلال ساعات، ملايين التغريدات والتعليقات في فيسبوك وتويتر حتى أن مواطناً مكسيكياً كان تعليقه مؤلماً بعض الشيء حيث قال فيه "عدد القتلى في العراق ربما اكثر ممن قتلوا في بروكسل، لماذا لم نر الوان علم العراق في صوركم الشخصية فيما وضع شخص اخر علم العراق، صورة شخصية له وكتب "عن الانسانية اتحدث".

كم نحن بحاجة الى الانسانية لتقف معنا جميعها في تلك الحرب عسى أن تحصل على تجود به من منح ومساعدات لوجستية تعيننا على تجاوز تلك المرحلة الصعبة من حياتنا ونحن نشهد عمليات قتل كبيرة لا يمكن تصويرها إلا كإبادة جماعية فالشهر الماضي لوحده ضحى العراق بـ 7500 شهيد وجريح من أبناء شعبه، مجازر ترتكب بحقنا وما ارتكب في المراحل السابقة في حال لايمكن السكوت عليه.

لما حدث في الملعب وما قبله ؛ على أحد ان يتحمل المسؤولية الكاملة عنه وليبدأ القادة الامنيين في تحديد اسباب الخرق ومعالجاته مستقبلاً أو ليتخلوا عن مسؤولياتهم وتركها لمن يقدر على أن يتجاوز معنا تلك الصدمات المتتالية بحلول جذرية.. الرحمة لأبطال كؤوس الشهادة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي