مكافحة تنظيم داعش في الشرق الأوسط وافريقيا

باسم حسين الزيدي

2016-02-03 01:50

قال وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني، خلال اجتماع روما الخاص بالتحالف الدولي، وضم 23 دولة مشاركة في قتال تنظيم داعش في سوريا والعراق "نعرف اننا نواجه منظمة مرنة جدا وقادرة على التخطيط بطريقة استراتيجية لذلك لا نقلل من اهمية ذلك"، فيما أشار خبراء عراقيين إن "مقاتلي (داعش) أصبحوا متمرسين في الحرب الدفاعية ويعملون على نشر فكرهم من أوروبا إلى شمال أفريقيا".

هذا الخوف من التنظيم المتطرف وعدم الاستهانة بقدراته الهجومية او الدفاعية في سوريا والعراق وصولا الى شمال افريقيا واوروبا، جاءت بعد نقاشات مستفيضة بين دول شاركت في التصدي لخطر تمدد تنظيم داعش الى أراضيها، وأخرى تمكن التنظيم من السيطرة على جزء من أراضيها او نفذ هجمات إرهابية داخل حدودها عبر عمليات مباشرة من قبل عناصر تنتمي للتنظيم او عبر هجمات "الذئاب المنفردة" من المتعاطفين مع الفكر المتطرف.

النقاشات تناولت سبل استمرار الزخم العسكري في سوريا والعراق لإنهاء تواجد التنظيم هناك، وتحديدا في "الرقة" السورية "والموصل" العراقية، لإنهاء اسطورة وجود "دولة إسلامية" تسيطر على مساحات واسعة من أراضي البلدين، إضافة الى خطر يهدد ليبيا، في حال تمكن تنظيم داعش من تثبيت جذوره فيها، خصوصا وهي (ليبيا) تعيش فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية في ظل فراغ أمني خلفه سقوط النظام قبل خمس سنوات والتنازع على السلطة من بعده، سيما مع وجود ميليشيات متطرفة قسمت البلاد الى جهتين متنازعتين.

ورغم الإنجازات مهمة التي تم تحققيها في العراق ضد تنظيم داعش (استعاده 40% من الأراضي التي يسيطر عليها) وفي سوريا أيضا (حوالي 20% من الأراضي)، الا ان انتقال العناصر المتطرفة الى مناطق أخرى يضاعف الشعور بالمسؤولية من قبل المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والسريع للقضاء على تنظيم داعش ومنعه من التمدد او الانتقال الى مناطق أخرى يمكن ان يعيد نشاطه الإرهابي فيها من جديد... وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالقول "علينا الدفع قدما باستراتيجية نعرف انها مجدية وان نفعل ذلك بلا تردد، حتى لا نعطي داعش مهلة للتجمع مجددا ولا مكان يجري اليه ولا ملاذا آمنا ليختبئ فيه".

الضربات التي تلقها تنظيم داعش في الأشهر القليلة الماضية كانت مهمة جدا، سواء على صعيد اضعاف بنيته الاقتصادية او استهداف العشرات من قادة التنظيم، ام على مستوى استعادة الأراضي التي سيطر عليها عام 2014 خصوصا في العراق، لكن الأهم من ذلك كله هو انهاء العمل الذي تعاونت فيه جميع الأطراف المحلية والدولية، من خلال بحث طريقة استعادة مدينتي الموصل والرقة والتوافق عليها من قبل جميع الأطراف المتحالفة.

كما ان استعادة هاتين المدينتين الاستراتيجيتين ينبغي ان يتم بالتزامن مع خطط مشتركة لاحتواء خطر التنظيم في ليبيا ومنع تنفيذ خططه بالتمدد شرق وغرب افريقيا وتمكنه من ضرب اوربا في عقر دارها، حيث تمكن بالفعل من تنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا وتركيا وبلجيكا، فيما هدد بريطانيا واسبانيا ووسط اوربا من هجمات مرعبة تفوق هجمات تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة الامريكية في الحادي عشر من سبتمر عام 2000، وهو امر طبيعي يدعو التنظيمات المتطرفة الى التوسع والبحث عن طرق بديلة كلما تعرضت للمزيد من الضغوط، وكما عبر عنها وزير الخارجية الايطالي بالقول "اذا كنا نحتاج الى مزيد من الحظر والتيقظ فلاننا نعرف انه بقدر ما يتعرض داعش للضغط في معاقله فانه سيسعى لمواصلة نشاطاته الارهابية في اماكن أخرى، نحن نشهد تجدد نشاطه في ليبيا وافريقيا جنوب الصحراء".

وللنجاح في مهمة مكافحة التطرف، ينبغي توحيد جهود المجتمع الدولي في سوريا والعراق وليبيا ومنع أي ملاذ امن للتنظيم يمكن ان يعزز فيه وجوده مستقبلا.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا