بريطانيا.. في مرمى الارهاب الكامن

عبد الامير رويح

2016-01-12 10:19

جلاد داعش الجديد الذي ظهر مؤخرا في شريط لعملية إعدام خمسة اشخاص بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، لا يزال محط اهتمام إعلامي وشعبي واسع خصوصا في بريطانيا التي انشغلت بتحديد شخصية هذا الجلاد الملثم حيث تزايدت الشكوك بشأن إمكانية أن يكون، هو المواطن البريطاني سيدهارتا دهار الذي فر إلى سورية أواخر عام 2014، وتعكف أجهزة الأمن البريطانية، على تحديد هوية الملثم ذي اللكنة البريطانية الذي ظهر في آخر تسجيل مصور لتنظيم داعش، يهدد فيه المملكة المتحدة، ويتوعد بهجمات إرهابية فيها، وتحلل الأجهزة الأمنية أصوات مئات البريطانيين الذين تركوا البلاد وتوجهوا للانضمام الى التنظيم الإرهابي.

وذكرت شبكة "بي بي سي" أن المشتبه به الرئيسي في الفيديو "الدعائي" للتنظيم الارهابي هو البريطاني "سيدهارتا دهار"، بينما ذكرت شبكة "آي تي في" إن شقيقة "دهار" ووالدته أكدتا أنه ليس الرجل الملثم الذي هدد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وأوضح مصدر رسمي لشبكة "بي بي سي"، أن "دهار" كان مصدر التحقيقات في التسجيل المصور، الذي أبرز مقتل خمسة رجال ادعى أنهم جواسيس يعملون لصالح بريطانيا. وقال المصدر: "العديد من الناس يعتقدون أنه هو إلا أنه لا يوجد تأكيد حول ذلك بعد". وكان سيدهارتا دهار، المعروف أيضا باسم "أبو رميثة"، قد هرب من بريطانيا عام 2014 بينما كان مفرج عنه بكفالة. واعتقلت السلطات الرجل، وهو من منطقة "والثامستو" في شرق لندن للاشتباه في تشجيعه على ارتكاب أعمال ارهابية، إلا أنه سافر إلى سوريا بعد الإفراج عنه بكفالة.

هذه الحادثة وكما يقول بعض المراقبين اثارت الذعر في المجتمع البرطاني الذي بات يخشى من اتساع رقعة العمليات الارهابية من قبل المتطرفين في ظل تفاقم الأزمات والمشكلات العالمية، خصوصا وان الاجهزة الامن البرطانية قد حذرت من وقوع هجمات كبيرة قد ينفذها انصار تنظيم داعش، وهو ما اكده الاستخبارات البريطانية "أم آي 5" أندروا باركر في وقت سابق. حيث قال، إن تنظيم داعش المتطرف يخطط لتنفيذ هجمات لايقاع اكبر عدد من الضحايا في البلاد، مشيرا إلى أن التهديدات الإرهابية التي تواجه البلاد هي الأخطر منذ عقود. وأشار إلى أن التهديد الإرهابي الذي تواجهه بريطانيا هو الأعلى منذ 32 عاما. وكشف المسؤول الأمني أنه جرى إحباط 6 مؤامرات إرهابية خلال العام الماضي.

وقال باركر إن بلاده تواجه تهديدا ثلاثي الأبعاد، ويتمثل في تهديدات داخلية، وأخرى قادمة عبر الإنترنت، فضلا عن ازدياد الملتحقين البريطانيين بصفوف المتطرفين في سوريا، والتي يتابعها جهاز "أم آي 15"، وتفيد الأرقام الرسمية بأن أكثر من 800 بريطاني توجهوا للقتال في سوريا والعراق، خاصة في مناطق خاضعة لتنظيم "داعش"، عاد منهم نحو 300 شخص. وستزيد قدرة الإرهابيين على الفرار والتمَّلص من قبضة الشرطة والأجهزة الأمنية البريطانية، وكما تنقل بعض المصادر الضغوطات على الحكومة لتشديد مراقبة الأفراد الذين ينوون السفر إلى سوريا، لا سيّما بعد تسلّل المواطن البريطاني سيدهارتا ذر من المملكة المتحدة للانضمام إلى تنظيم "داعش" بالرغم من أنّه كان تحت المراقبة للإشتباه به بارتكاب جرائم إرهابية.

متشدد بريطاني

في هذا الشأن أوردت وسائل إعلام البريطانية أن المقاتل المتشدد الذي ظهر في تسجيل مصور يوثق مقتل خمسة أشخاص اتهمهم تنظيم داعش بأنهم جواسيس للغرب ربما كان أحد سكان لندن ويعرف باسم "سيد" وكان يبيع في مرحلة ما من حياته بيوتا تستخدم في الملاهي للعب أطفال. وتعرفت وسائل الإعلام على سيدارتا دار المتحدث باسم التنظيم الذي ظهر في التسجيل المصور الأخير الذي نشرته داعش مشيرة إلى أنّه غادر بريطانيا متوجها إلى سوريا بينما كان حرا بكفالة إثر اعتقاله للاشتباه بعضويته في جماعة محظورة وتشجيع الإرهاب.

ويظهر في التسجيل أيضا طفل يرتدي رباط رأس أسود وملابس عسكرية وهو يهدد بالانجليزية "بقتل الكفرة هناك." وتعرف صانداي دير وهو أحد سكان لندن من أصل نيجيري على الطفل بأنه حفيده عيسى البالغ من العمر أربعة أعوام. وقال دير لوسائل الإعلام البريطانية إن ابنته التي نشأت في بيئة مسيحية متدينة كانت تحمل اسم جريس قبل أن تعتنق الإسلام وتغير اسمها إلى خديجة ثم تصطحب ابنها عيسى المولود في لندن معها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش.

وأعاد التسجيل المصور إلى الذاكرة جون الجهادي وهو عضو بريطاني في التنظيم ظهر في عدد من التسجيلات المصورة التي قتل فيها رهائن قبل أن يُقتل هو نفسه كما يُعتقد في غارة العام الماضي. ودار يعرف بلقب "أبو رميثة" وهو أحد أهم المقاتلين البريطانيين في التنظيم وأحد مساعدي أنجم شوداري الداعية الإسلامي الأشهر في بريطانيا الذي يُتوقع أن تبدأ محاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب.

وكان دار يدين بالهندوسية قبل أن يعتنق الإسلام وغالبا ما تواجد في تظاهرات نظمتها جماعة "المهاجرون" التي حظرت لاحقا وكان يتكلم عبر الإعلام دعما للقضايا الإسلامية المتطرفة. ومنذ مغادرته بريطانيا سُلط الضوء بصورة أكبر على دار الذي كان ينشر التسجيلات المصورة على الإنترنت تشجيعا للحياة في كنف داعش.

بدورها كانت خديجة دير من أهم المروجين للتنظيم وكانت تنشر صورا لها على وسائل التواصل الاجتماعي مع طفلها وهما يصوبان المسدسات نحو الكاميرا. ويعتقد أن دير تطرفت عبر اتصالها بأشخاص عبر الانترنت وغادرت لندن إلى سوريا عام 2012 مع عيسى الذي كان في ذلك الحين رضيعا. وبعد أن شقت طريقها إلى المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش تزوجت من جهادي من أصل سويدي يطلق على نفسه اسم أبو بكر ويُعتقد أنه قد قُتل.

وظهر الثنائي معا في تسجيل مصور في سوريا عام 2013 وهما يتبادلان المزاح عمن يملك رشاش من نوع "ايه.كي 47" أفضل من الثاني. كما قدّم سيل من التسجيلات المصورة لدار فكرة عن نظرته إلى العالم. وفي تسجيل له بحسابه على موقع "يوتيوب" اسمه "جمال الشريعة والخلافة" قال "لقد نشأت في الغرب وعشت طوال حياتي في المملكة المتحدة وشهدت ما يمكن للديمقراطية أن توفره وبصراحة تامة كانت ظالمة تماما."

وقالت شقيقته كونيكا لوسائل الإعلام البريطانية إن الرجل في الفيديو يبدو تمام مثل شقيقها مكررة آراء آخرين كانوا يعرفونه جيدا. لكن لم تتمكن كونيكا أو الخبراء الأمنيين من تأكيد شخصيته بشكل حاسم. ويحلل مسؤولون في المخابرات البريطانية الفيلم وقال مصدر أمني إنهم لم يصلوا بعد إلى استنتاج بشأن هوية الرجل. وقال المسؤولون البريطانيون إن ما يصل إلى 800 بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا بعضهم للانضمام إلى التنظيم كما عاد نصفهم إلى الوطن في حين يعتقد أن 70 منهم قد قتلوا.

وفي التسجيل المصور ومدته عشر دقائق يهدد الرجل الملثم الذي يتكلم بلهجة بريطانية واضحة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل إطلاق النار على أحد الجواسيس المزعومين في الرأس. وقال روب ليش الذي تعرف على دار بينما كان يعد فيلما وثائقيا عن أخيه غير الشقيق الذي سُجن بتهم تتعلق بالإرهاب عام 2013. وأشار إلى ان المقاتل الذي ظهر في التسجيل يبدو بهيئته وصوته كأنه دار الذي وصفه بأنه لم يبد إطلاقا كشخص عنيف بل كان ودودا دوما. بحسب رويترز.

وذكرت الصحف البريطانية أن دار كان يبيع البيوت المطاطية القابلة للنفخ المخصصة للأطفال ومن عشاق نادي أرسنال لكرة القدم وفرقة نيرفانا لموسيقى الروك. وفي أحد التسجيلات المصورة على حسابه على يوتيوب ينأى دار بنفسه إلى حد ما عن مقتل البريطانيين والأمريكيين الذين ذبحهم جون الجهادي. وقال دار "لا أريد أن أرى جيمس فولي أو ستيفن سوتلوف أو ديفيد هاينز آخرين ولكن للأسف نظرا للطريقة التي يتعامل بها الأوروبيون والغرب في الأمور وسياساتهم مثل شن الغارات والتدخل في الخلافة لا أرى نهاية لهذا الأمر."

اجراءات ضعيفة

الى جانب ذلك قال مشرع بريطاني معارض إنه بعد هروب متشدد بارز يشتبه بأنه يقاتل مع تنظيم داعش من بريطانيا أرسلت الشرطة خطابا إليه تطالبه بتسليم جواز سفره. وعلى الرغم من أنه لم يتم رسميا تأكيد أي صلة إلا أن المتشدد الملثم الذي ظهر وهو يقتل خمسة رجال في تسجيل مصور دعائي للتنظيم من المعتقد أنه سيدارتا دار وهو لندني كان يبيع بيوتا مطاطية للأطفال.

وواجهت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي استجوابا حول ما إذا كان دار قد تسلل من البلاد في 2014 بينما كان مفرجا عنه بكفالة تحت رقابة الشرطة بعد القبض عليه للاشتباه بالانتماء إلى جماعة محظورة وتشجيع الإرهاب. وقال أندي بورنام المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الظل لحزب العمال المعارض في البرلمان "حتى إذا كان قد تم إتباع الإجراءات الصحيحة فإنني لدي أدلة على أنها كانت ضعيفة جدا."

واضاف بورنام أن لديه نسخة من خطاب أرسل إلى دار يحدد شروط الكفالة بما في ذلك تسليم وثائق السفر الخاصة به والذي أرسل بعد أسابيع من مغادرة المتشدد البلاد. وقال بورنام انه في أحد الخطابات تم حث دار على الاتصال بالشرطة هاتفيا لشرح ظروفه التي تغيرت. بحسب رويترز.

وقال بورنام "من الواضح أن السيد دار غادر هذا البلد قبل فترة طويلة من إرسال هذا الخطاب. وكما قلت وبصرف النظر عن الأشخاص الموجودين في الفيديو فإن هذا الشخص على وجه التحديد فر سرا وعلى وزيرة الداخلية تقديم إجابات." وقالت ماي التي رفضت التعليق على التكهنات بشأن هوية المتشدد ذو اللكنة البريطانية في التسجيل المصور إن بريطانيا شددت ضوابط الخروج من البلاد وإن القرار بشأن الإفراج بكفالة عن مشتبه به هو مسألة إجرائية.

من جانب اخر قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن مقطع فيديو بثه تنظيم داعش ليس سوى دعاية "يائسة" من التنظيم الذي يعاني التراجع. وقال كاميرون "هذه أشياء يائسة من التنظيم الذي يرتكب بالفعل أكثر الأعمال خسة وحقارة ويمكن للناس رؤية هذا مرة أخرى اليوم." وأضاف "هذا تنظيم يخسر أراضي.. ويفقد مكاسب.. لن ترهب بريطانيا مثل هذه الأعمال الإرهابية فقيمنا أقوى بكثير من قيمهم. ربما يستغرق الأمر وقتا طويلا جدا لكنهم سيُهزمون." وفي أحدث المعارك بالعراق تراجع تنظيم داعش كثيرا ليخرج من الرمادي في أكبر انتصار للقوات العراقية العام الماضي.

قالت متحدثة باسم كاميرون إن بريطانيا تدرس الفيديو وإن رئيس الوزراء قد أحيط علما بالأمر. ولم تكن المتحدثة تعلم إن كان كاميرون شاهد الفيديو بنفسه. وقالت المتحدثة "يذكرنا هذا بوحشية داعش وبما يواجهه العالم من خلال هؤلاء الإرهابيين. ليست هذه سوى أداة للدعاية وينبغي التعامل معها في هذا الإطار." وحين سُئلت إن كان الرجال الذين ظهروا في التسجيل جواسيس بالفعل رفضت المتحدثة التعليق على شؤون تخص المخابرات لكنها قالت إن الدعاية السابقة للتنظيم لم تكن جميعها حقيقية.

الجماعة المحظورة

في السياق ذاته وإذا تأكد أن أبا رميساء المولود في بريطانيا هو الشخصية الرئيسية في أحدث فيديو لتنظيم داعش فسيكون بذلك هو الأخير في طابور طويل من المتشددين الذين ينتمون لجماعة محظورة تقول السلطات إنها تفرخ فرائس سهلة لمن يعملون على تجنيد الجهاديين. وأسس الداعية الإسلامي المولود في سوريا عمر بكري جماعة المهاجرون في أوائل التسعينيات ودعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا. وصدر قرار بحظر الجماعة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب عام 2010.

وقال قادة الجماعة إنهم لا يدعمون العنف ويتصرفون بموجب "عقد أمان" يلزم المسلمين في الدول غير الإسلامية بالخضوع للسلطات. وأصبحت الجماعة معروفة في وسائل الإعلام البريطانية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة إذ أصدرت منشورات تشير إلى خاطفي الطائرات على أنهم "الرائعون التسعة عشر".

وعقدت الجماعة اجتماعات منتظمة في شرق لندن وكانت تنظم المظاهرات من حين لآخر أمام مكتب رئيس الوزراء في شارع داوننج ستريت لمطالبة الحكومة بتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية. ونفي بكري إلى خارج بريطانيا عام 2005 بعدما شن أربعة شبان بريطانيين مسلمين تفجيرات انتحارية في شبكة النقل بالعاصمة البريطانية فقتلوا 52 راكبا. وبكري مسجون الآن في لبنان.

ورغم عدم تأكيد مسؤولية جماعة المهاجرون عن أعمال عنف بعينها فإن 23 من بين 51 هجوما شنها متشددون أو مخططا لهجوم في بريطانيا من أواخر التسعينيات إلى 2013 كان من أطرافها أشخاص كانوا في وقت ما مرتبطين بالجماعة وذلك وفقا لدراسة أجراها رافايلو بانتوتشي مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مؤسسة أبحاث مقرها لندن.

وأضاف "إذا نظرت إلى كل من ينطلقون ويحاولون تفجير القنابل أو ينخرطون في نشاط إرهابي فستجد أن كثيرين للغاية منهم كانوا في وقت ما في ماضيهم منخرطون في الجماعة." لكن بانتوتشي مؤلف دراسة "نحب الموت كما تحبون الحياة" التي تسلط الضوء على المتشددين في ضواحي بريطانيا قال إنه لا يعني بذلك أن كل أعضاء المهاجرون يميلون للعنف.

وأضاف أن الكثير ممن أدينوا فيما بعد باتهامات الإرهاب كانوا قد أنهوا بالفعل اشتراكهم في الجماعة بعدما ضاقوا ذرعا لأنها لا تتحرك وتركز على الاحتجاجات. وأشار إلى قضية قائد خلية سجن في عام 2007 لأنه دبر لتفجيرات في أهداف ببريطانيا حيث رصدت تسجيلات للشرطة تصريحات له يسخر فيها من المهاجرون رغم انخراطه الشديد في صفوف الجماعة في السابق. وقال بانتوتشي "إنه تنظيم صوته عال جدا والقادة على وجه التحديد صوتهم عال جدا لذا يجذبون الانتباه." وأضاف أن المتشددين استخدموا المجتمع المحيط بالمهاجرون "كبيئة صيد جيدة للمجندين المحتملين."

قال آدم دين الذي كان عضوا في جماعة المهاجرون حتى عام 2003 تقريبا ويعمل الآن كبيرا للباحثين في مؤسسة كويليام الفكرية المناهضة للتطرف إن الجماعة منحت الشبان المسلمين الغاضبين المحرومين قناة للتعبير عن عواطفهم. وأضاف "ما يفعلونه هو أنهم يضفون صبغة دينية على هذه المظالم ويصيغونها بتعبيرات إسلامية ووهابية فيظن هذا الشخص أنه يخدم الله عندما يرتكب عملا إرهابيا."

ومن بين الأسماء المرتبطة بالجماعة أبو حمزة المصري الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة العام الماضي لاتهامات تتعلق بالإرهاب وكذلك مايكل أديبولاجو الذي قتل جنديا بريطانيا في أحد شوارع لندن عام 2013. وحكم على شاب يبلغ من العمر 19 عاما اعتنق الإسلام ويدعى بروسثوم زياماني بالسجن لمدة 22 عاما في مارس آذار بعد إدانته بالتخطيط لذبح جندي واعتقل مسلحا بسكين طوله 30 سنتيمترا ومطرقة ملفوفين براية عليها كتابات إسلامية. بحسب رويترز.

وبعد صدور الحكم قال القاضي تيموثي بونتيوس إن أعضاء جماعة المهاجرون مسؤولون عن اعتناق زياماني الفكر المتشدد وأضاف "لا يساورني الكثير من الشك ... في أنه وقع تحت التأثير الضار لمتعصبين من المهاجرون كانوا أكبر كثيرا منه في السن واتبعوا الأيديولوجية المتشددة قبله بوقت طويل." ومنذ حظر الجماعة يعمل أعضاؤها تحت مسميات أخرى مثل (اسلام فور يو كيه) و(مسلمون ضد الصليبيين) لكن الحكومة البريطانية حظرتها كلها وغيرها بصفتها مسميات مختلفة لتنظيم واحد. وقال دين إن التنظيم أصبح أكثر تشددا بمرور الوقت. وأضاف "لم نكن مؤيدين للإرهاب. لكن مثل هذه القيود لم تعد قائمة ... تغيرت الأمور الآن وأصبحت آراؤهم أكثر تشددا."

شبكة للاحتيال وغسل الأموال

على صعيد متصل اوقفت الشرطة البريطانية تسعة اشخاص في قضية احتيال وغسيل اموال بعد تحقيقات بحثا عن أنشطة ارهابية كشفت عن نقل اموال مثير للشبهة لحساب شخص سافر الى سوريا. وقالت الشرطة ان الشبكة استحصلت على مليون جنيه استرليني (1,4 مليون يورو) عن طريق الاحتيال من خلال استهداف كبار السن والاكثر ضعفا في جنوب بريطانيا عبر الادعاء بإبلاغهم عن حصول احتيال مصرفي ثم اقناعهم بدفع مبالغ نقدية "لحماية اموالهم".

وقال ريتشارد والتون رئيس وحدة مكافحة الارهاب في شرطة العاصمة "كشفنا عملية الاحتيال بعد ان كشف تحقيق منفصل عن الارهاب عن عمليات دفع اموال مثيرة للشبهة لحساب مصرفي لشخص يعتقد الآن انه سافر الى سوريا". وتوصلت الشرطة الى ان زعيم الشبكة يدعى مخزوم ابو قار وكان يدير عمليات الاحتيال من حساب في شمال لندن. ووجهت الى عناصر الشبكة تهم غسيل الاموال او التآمر للقيام بعمليات احتيال وهم ينتظرون محاكمتهم. ولم تكشف الشرطة ان كان اي من هؤلاء سافر الى سوريا او ان كان صاحب الحساب المشتبه به لا يزال هناك. وتعمل الدول التي تحارب تنظيم داعش في سوريا والعراق على تتبع وقطع مصادر تمويل التنظيم.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا