التطرف والتطرف المضاد.. يضع داعش في قلب اسيا
عبد الامير رويح
2016-01-03 08:03
اكدت العديد من التقارير تزايد اعداد المؤيدين لـ "داعش" في عدد من دول العالم ومنها قارة افريقيا واسيا، التي تعج بالكثير من التوترات والمشاكل والازمات، هذا بالإضافة الى انتشار الحركات والتنظيمات المسلحة التي تتبنى الفكر المتشدد، وهو ما قد يساعد التنظيم الذي يمتلك قدرات دعايته ووسائل تأثير خطيرة لتجنيد المقاتلين في بناء قواعد جديدة في بعض الدول.
وقد كشف تنظيم «داعش» الارهابي في وقت سابق وكما نقلت بعض المصادر، عن أسماء الدول التي يسعى للسيطرة عليها خلال الفترة المقبلة، وإعلانها إمارات وولايات تابعة للتنظيم، حيث تضمنت الخريطة التي أعلن عنها التنظيم, جميع الدول العربية ونحو نصف الدول الأفريقية ودولا في أوروبا من بينها اسبانيا و25 بالمائة من مساحة قارة آسيا، يشار الى ان تنظيم داعش الارهابي ينشر بين حين واخر خريطة جديدة عن دولته المزعومة ويوسع حدودها في خطوة يرى المحللون انها تهدف الى رفع المعنويات واستقطاب الانصار.
في هذا الشأن قال وزير دفاع سنغافورة نج إنج هين إن بلاده ترى أن التشدد الإسلامي يمثل "خطرا واضحا وحاضرا" على آسيا لا سيما الخطر الذي قد ينجم عن ترابط جماعات أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش. وبعد توقيع اتفاق تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة يشمل التشدد العابر للحدود قال نج إن تبادل المعلومات المخابراتية يمثل عاملا مهما في التعامل مع هذه القضية. وقال في ندوة بواشنطن "نعتبر تهديد الإرهاب المتشدد خطرا واضحا وحاضرا في منطقتنا."
وقال نج إنه خلال السنوات الثلاث الاخيرة تجاوز عدد المتعاطفين مع داعش عدد مؤيدي تنظيم القاعدة خلال سنوات تأثيره العشر. وأضاف أن إندونيسيا جارة سنغافورة أفادت بسفر ما يزيد على 500 من مواطنيها للقتال في سوريا والعراق وإن نحو 150 ذهبوا من ماليزيا بينهم عدد من عناصر القوات المسلحة. وقال أيضا إن عددا من الأشخاص سافروا من سنغافورة. وقال نج "والمقاتلون العائدون بايعوا داعش بمهمة إنشاء خلافة إسلامية في منطقتنا من العالم. "لديهم متعاطفون: لديهم مقاتلون أجانب مدربون ولديهم الحافز والوسائل ولديهم رؤية مشتركة. لذلك ننظر لهذا التهديد باهتمام شديد."
وقال نج إن عناصر من الجماعة الإسلامية -جناح للقاعدة خطط لهجمات في سنغافورة منذ بدء الألفية الثالثة- بايعوا داعش وكذلك جماعة أبو سياف في الفلبين. وقال "كثيرون ممن اعتقلوا من أعضاء الجماعة الإسلامية لا يزالون موجودين وسيطلق سراحهم قريبا من السجن ولديهم بالفعل صلات بخلايا من الجماعة الإسلامية. وقال "لذلك فالخطر هو أن يتشكل ارتباط بين هذه الجماعات الفضفاضة لتصبح قوة تهدد أمننا ورفاهيتنا." وقال وزير العدل الأسترالي مايكل كينان في سنغافورة في وقت سابق إن على أستراليا ودول جنوب شرق آسيا مضاعفة الجهود لتبادل المعلومات المخابراتية وضمان عدم تعرض المنطقة لهجمات على غرار ما حدث في باريس.
على صعيد متصل قال نور جزلان محمد نائب وزير الشؤون الداخلية في ماليزيا إن منطقة جنوب شرق آسيا تواجه تهديد وقوع هجمات مستوحاة من أسلوب تنظيم داعش "لتعظيم (شأن) الإرهاب" معبرا عن مخاوفه من عودة المقاتلين الذين تمرسوا في المعارك في سوريا لشن هجمات شبيهة بالتي حدثت في العاصمة الفرنسية باريس. وفي سبتمبر أيلول أحبطت الشرطة الماليزية مخططا لتفجير عبوات ناسفة في منطقة بوكيت بنتانج السياحية النابضة بالحياة. كما شملت المخططات الأخرى التي أحبطتها قوات الأمن الماليزية في الآونة الأخيرة خططا لشن هجمات على معسكرات للجيش وسرقة أسلحة.
وقال محمد في مقابلة "أعتقد أن الوضع في باريس يمكن أن يزرع هنا في جنوب شرق آسيا حيث توجد أرض خصبة أيضا لتجنيد مثل هؤلاء الناشطين الذين سيتلقون توجيهات من سوريا لشن هجمات." وأضاف "إنهم يأملون في أن تعظم مثل هذه الهجمات من شأن الإرهاب وبالتالي تجتذب المزيد من الناس للانضمام إلى قضيتهم" مشيرا إلى أن مراكز الترفيه السياحية في المنطقة هي الأهداف المفضلة لمثل هذه الهجمات.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 500 إندونيسي وأكثر من 40 ماليزي وخمسة سنغافوريين توجهوا للمشاركة في القتال في سوريا والعراق في حين اعتقل المئات قبل أن يتمكنوا من مغادرة البلاد. وفي ماليزيا اعتقل نحو 150 مشتبها بهم بالإرهاب منذ صعود نجم تنظيم داعش عام 2013. وقال نور جزلان "لقد شددنا نظام المعلومات الأمنية عند مراكز الهجرة لنتأكد من عدم دخول أجانب مثيرين للشبهة إلى البلاد وتنشيط وحدة مكافحة الإرهاب على المستوى المحلي." ويخشى المسؤولون والخبراء الأمنيون أن يكون المسلحون الماليزيون المتشددون في جنوب الفلبين بصدد توحيد المجموعات في ماليزيا وإندونيسيا والفلبين لتشكيل فرع محلي لتنظيم داعش.
ومن المحتمل أن تستخدم الجماعة الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي نفذت تفجيرات بالي عام 2002 التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص لبناء هذه الشبكة. وتنشط الجماعة الإسلامية في إندونيسيا لكنها تنشر خلايا لها في باقي دول جنوب شرق آسيا كما تعمل مجموعات أخرى من الجماعات الإسلامية الأصغر حجما مثل أبو سياف على نطاق محلي أكثر في المنطقة. بحسب رويترز.
وقال نور جزلان "هذه الجماعات تبحث عن تنظيم حاضن لها والدولة الإسلامية تتحول إلى ذلك التنظيم بالنسبة إلى المجموعات اليائسة والمشتتة بغية الاجتماع سوية." وقالت سيدني جون مديرة معهد تحليل سياسات النزاع وهي خبيرة إقليمية في شؤون الإرهاب إن مؤيدي تنظيم داعش من الإندونيسيين والفلبينيين يضغطون بشكل متزايد لإعلان ولاية تابعة للتنظيم في جنوب شرق آسيا تقع ضمن نطاق سلطتها إندونيسيا والفلبين وماليزيا وسنغافورة. وقالت "حتى الآن كان الإرهابيون الإندونيسيون المحتملون غير مؤهلين في حين كان نظراؤهم الفلبينيون مهتمين إلى حد كبير بالمال." وأضافت "إذا وفد عدد من الخبراء ذوي الخبرة العائدين من سوريا لتدريب المجموعات المحلية فهذا سيغيّر قواعد اللعبة".
ايران وتايلاند
في السياق ذاته نقلت وسائل اعلام ايرانية رسمية عن وزير المخابرات محمد علوي قوله ان ايران اعتقلت أكثر من 40 شخصا يشتبه انهم متشددون سعى نصفهم الى السفر الى العراق وسوريا. والجماعات المتشددة التي تقاتل في سوريا والعراق مثل داعش هي جماعات سنية متشددة تناصب ايران العداء.
وقال علوي إن عمليات الاعتقال جرت في اقاليم شمالية هي جلستان ومازندران وطهران إضافة إلى اقليم خوزستان في الجنوب واقليم سيستان وبلوجستان في الشرق. ونقلت هيئة اذاعة الجمهورية الاسلامية الايرانية عنه قوله "المعتقلون مرتزقة من بعض الدول الرجعية في المنطقة" دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وقالت ايران في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي انها اعتقلت باكستانيين وأفغانا واتهمتهم بالتخطيط للانضمام الى تنظيم داعش. وجاءت الاعتقالات الاخيرة قبل حلول اربعينية الامام الحسين في الثاني من ديسمبر كانون الاول. وتكثف إيران عادة إجراءات الأمن قبل أسابيع من هذه المناسبة.
من جانبه قال مدير الانتربول في تايلاند انه لا يوجد خطر "ذو مصداقية" أن يشن أعضاء في تنظيم داعش هجوما بعد أن حذرت المخابرات الروسية من أن عشرة سوريين من أتباع التنظيم المتشدد دخلوا البلاد. وجاء في وثيقة للفرع الخاص في الشرطة التايلاندية سربت الى وسائل التواصل الاجتماعي أنها تلقت تحذيرا من جهاز الأمن الاتحادي الروسي من دخول عشرة سوريين لهم صلة بتنظيم داعش تايلاند في الفترة من 15 الى 31 اكتوبر تشرين الاول لاستهداف المصالح الروسية.
وبعد التأكيد على صحة الوثيقة شددت تايلاند اجراءات الامن حول الاهداف المحتملة ومنها مدينتا باتايا وبوكيت التي يعيش فيهما أعداد كبيرة من الروس. ودعا المسؤولون الى الهدوء. وقال مدير الانتربول في تايلاند الميجر جنرال ابيتشارت سوريبونيا ان الانتربول والفرع الخاص يبحثان عن معلومات مخابراتية لكن لا يوجد تهديد بهجوم له مصداقية في تايلاند. وأعلنت تايلاند انها تبحث عن أربعة سوريين مكثوا في البلاد بعد انتهاء تأشيرة دخولهم لكنها لم تلمح إلى أنهم يشكلون تهديدا أمنيا. بحسب رويترز.
ونفت الشرطة في وقت لاحق صلة ثلاثة من الأربعة بداعش ولم تعلق على الرابع. وبدأت روسيا حملة جوية في سوريا في نهاية سبتمبر ايلول. وأعلنت ولاية سيناء التي تدين بالولاء لداعش مسؤوليتها عن اسقاط طائرة ركاب روسية في سيناء المصرية في اكتوبر تشرين الاول ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان هناك ما بين 700 و1000 مقاتل اسلامي أجنبي في المنطقة. وقال جيريمي دوجلاس الممثل الاقليمي للمكتب في المنطقة "هناك صلة مؤكدة بين جنوب شرق آسيا وسوريا" وأضاف أن تايلاند تحتاج للتعاون مع جيرانها لمواجهة هذا التهديد. وتابع "من الممكن جدا أن ينتقل المقاتلون الأجانب عبر بانكوك من وإلى الشرق الأوسط."
إندونيسيا
من جانب اخر حذرت أستراليا على لسان نائبها العام، جورج برانديس، من أن تنظيم "داعش الارهابي" يعمل من أجل إقامة "خلافة بعيدة" في إندونيسيا، الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم. وكان النائب العام الأسترالي عقد لقاءات مع وزراء إندونيسيين بحضور أعضاء في الحكومة الأسترالية، وقادة الشرطة ومسؤولي الأمن. وصرح إثرها لصحيفة "ذي استراليان" إن "تنظيم داعش لديه طموحات بتعزيز وجوده وحجم نشاطه في إندونيسيا بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء".
وأوضح أن التنظيم الجهادي "أعلن نيته إقامة مناطق خلافة خارج الشرق الأوسط، في الواقع ولايات تابعة للخلافة وحدد إندونيسيا هدفا لطموحاته". وقالت "ذي استراليان" إن السلطات الأسترالية تعتقد أن فرصة نجاح تنظيم "داعش" في مساعيه ضئيلة لكنها تشعر بقلق كبير من تمكنه من إقامة معقل له في الأرخبيل، ما يسمح له بشن هجمات على الغرب والمصالح الأسترالية في البلدين. بحسب فرانس برس.
وصرح وزير العدل الأسترالي مايكل كينان أن "صعود تنظيم داعش في الشرق الأوسط كان أمرا زعزع أمن أستراليا وأمن إندونيسيا ويزعزع أمن أصدقائنا وشركائنا وخصوصا هنا في هذه المنطقة" تصريحات النائب العام الأسترالي جاءت بعد إعلان شرطة جاكرتا أنها أحبطت هجوما انتحاريا في جاكرتا وأقفت عددا من الإسلاميين المتطرفين المرتبطين بتنظيم "داعش". في السياق ذاته قالت الشرطة الإندونيسية إن بعض الإندونيسيين الذي ألقي القبض عليهم بعد بلاغات بأنهم يخططون لشن سلسلة من الهجمات في إندونيسيا تلقوا أموالا من سوريا مما يعزز الأدلة بوجود صلات لهم بالتنظيم. وقال مسؤولون إن المداهمات في خمس مدن في أنحاء جزيرة جاوة والتي اُعتقل خلالها تسعة أشخاص وصودرت خلالها معدات لتصنيع القنابل قد تكون أحبطت خططا لاستهداف احتفالات رأس السنة.
وذكرت الشرطة أنها ما زالت في حالة تأهب مسلطة الضوء على المخاوف من عودة هجمات المتشددين التي ينفذها إندونيسيون عادوا من القتال مع تنظيم داعش المتشدد في سوريا. وقال أنتون تشارليان المتحدث باسم الشرطة في مؤتمر صحفي "تلقوا تحويلات مالية... لهم صلات بسوريا. "المعلومات التي جمعناها حتى الآن هي أن لهم صلات بتنظيم داعش... حصلوا على أموال من شخص كبير في التنظيم يعمل كمنسق لربط داعش بإندونيسيا."
وأفادت تقارير اعلامية أن بعض الرجال كانوا يخططون لشن هجمات في جاوة وجزيرة سومطرة المجاورة تستهدف الشيعة الذين يمثلون أقلية في إندونيسيا. وقال تشارليان إن المتشددين كانوا يخططون على ما يبدو لتنفيذ هجمات في أماكن عامة وعلى مسؤولين حكوميين ومن الشرطة "ومن يُعتبرون أعداء لتنظيم داعش" لكنه لم يذكر أي تفاصيل. وعثر المسؤولون في أحد المنازل التي داهمتها الشرطة في جاوة الوسطى على مواد لتصنيع القنابل وتعليمات وكتيبات جهادية وخريطة لجاكرتا والكترونيات.
وقالت صحيفة جاكرتا جلوب اليومية على موقعها على الإنترنت إن شرطة مكافحة الإرهاب صادرت مواد لتصنيع القنابل و"كتيبات جهادية" وعُثر على مواد كيماوية وأسلحة مدفونة أسفل شجرة في أحد الأماكن التي داهمتها الشرطة في مدينة سولو. ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة الجنرال بدر الدين حياتي قوله إن المداهمات التي استهدفت القبض على المشتبه بهم ونفذت بعد تلقي معلومات مخابراتية من مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي والشرطة الاتحادية الاسترالية.
وقالت الصحيفة إن المشتبه بهم كانوا يخططون لشن تفجيرات تستهدف الشيعة في جاوة وسومطرة. وبشكل منفصل قالت الشرطة إنه جرى اعتقال أربعة رجال للاشتباه في أنهم خبراء في الأسلحة والاستراتيجية في الجماعة الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في جاوة الشرقية. وقال بودي هيردي سوسيانتو قائد شرطة موجوكيرتو في جاوة الشرقية لتلفزيون مترو "كانت لديهم خطط بتنفيذ عمليات في عيد الميلاد ورأس السنة."
الصين
من جانب اخر قالت وسائل إعلام رسمية إن مسؤولا صينيا شجب الدلاي لاما لدعوته إلى الحوار مع متشددي تنظيم داعش قائلا إن ذلك يوضح أن الزعيم الروحي للتبت "متعاطف" مع التنظيم. وكانت صحيفة لا ستامبا الإيطالية نقلت عن الدلاي لاما قوله إن الحوار مع تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق مهم من أجل إرساء السلام.
ونقلت صحيفة جلوبال تايمز الصينية المملوكة للدولة عن تشو وي تشوان رئيس لجنة الشؤون العرقية والدينية في أكبر هيئة استشارية بالبرلمان الصيني قوله "إنه (الدلاي لاما) يقول اسمعهم وافهمهم واحترمهم مما يوضح أنه يتعاطف أو يؤيد تنظيم داعش." وأضاف أن سبب تعاطف الدلاي لاما يرجع إلى حقيقة أنه "لم يتخل أبدا عن العنف في حياته السياسية." ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الدلاي لاما كما لم يرد سكرتيره تينزين تاكلها على هاتفه المحمول.
الى جانب ذلك ذكرت صحيفة أن شابا صينيا سافر إلى سوريا للانضمام إلى الأكراد في قتالهم تنظيم داعش ليصبح أول مواطن صيني يعرف إقدامه على مثل هذه الخطوة. ونشرت صحيفة هواشي متروبوليتان ديلي على موقعها الإلكتروني مقابلة مع شقيقة الشاب التي ناشدته العودة. وينتمي الشاب بان يانغ لعائلة مزارعين في منطقة جبلية في إقليم سيتشوان في جنوب البلاد وسافر إلى سوريا متنقلا عبر تايلاند وتركيا ولبنان في سبتمبر أيلول أو نحو ذلك وانتهى به الأمر بالقتال إلى جانب ميليشيا كردية.
وقالت أخته بان شياو لان للصحيفة إن أبويهما المسنين لا يعرفان أين تقع سوريا ولم يسمعا بتنظيم داعش وعبرت عن قلقها على سلامته. ونقلت عنها الصحيفة قولها له "عد بسرعة." وأبلغ يان يانغ موقع إذاعة بي.بي.سي باللغة الصينية أنه يقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية. وكتب بان على حسابه على موقع (ويبو) أنه نادم على حديثه مع بي.بي.سي إذ قد يتسبب باستهداف تنظيم داعش للصينيين في الشرق الأوسط. بحسب رويترز.
وكتب بان "أظنني فعلت فعلة غبية حقا... أعيش أو أموت.. لا يهم" مشيرا إلى أن التنظيم المتشدد تابع أيضا تقرير بي.بي.سي. وأضاف "هناك الكثير من أبناء وطني في العراق والشرق الأوسط. لا أريد أن أعرضهم للانتقام. أنا آسف. رأسي يؤلمني فعلا. لا أريد أن يتأذى أبرياء بسببي." وأظهرت صفحة بان على (ويبو) صوره وهو يحمل أسلحة بينها قاذفات صواريخ. ولم تورد الصحيفة أي تفاصيل عن عرق الشاب أو دينه لكن يبدو من خلال اسمه ومسقط رأسه في مقاطعة سيتشوان أنه من اغلبية الهان. وذكرت بي.بي.سي أن بان تأثر بقصة بريطاني من أصل صيني انضم إلى جماعة كردية تقاتل داعش. وقال لهيئة الإذاعة "ينبغي أن يقدم الناس على أفعال مثيرة... وعني أنا.. ما أستطيع فعله هو حمل سلاح وخوض الحرب."
داغستان
على صعيد متصل تبنى تنظيم داعش في بيان اطلاق النار الذي ادى الى مقتل شخص وجرح 11 آخرين بالقرب من موقع سياحي في جمهورية داغستان الروسية في القوقاز. وقال التنظيم في بيانه المنشور على حسابات جهاديين على موقع توبتر "تمكن جنود الخلافة بفضل الله من شن هجوم على منطقة يتواجد بها عدد من ضباط المخابرات الروسية في مدينة ديربينت جنوب داغستان". واكد البيان ان "ضابط مخابرات روسيا قتل وجرح عدد آخر"، بينما "عاد جنود داعش الى مواقعهم سالمين".
وكان مجهولون فتحوا النار على مجموعة اشخاص بالقرب من اسوار قلعة ديربينت المدرجة منذ 2003 على لائحة التراث الانساني، ما ادى الى مقتل شخص واحد وجرح 11 آخرين. وقال مصدر روسي مطلع ردا على سؤال لوكالة الانباء العامة "ريا نوفوستي" ان منفذي اطلاق النار الذين لاذوا بالفرار هم ثلاثة مقاتلين يتحدرون من ديربينت، وكانوا مسؤولين عن هجمات بينها خصوصا اطلاق النار على موظفين في وزارة الحالات الطارئة الروسية.
وقال مصدر مطلع آخر لم يكشف اسمه للوكالة ان القتيل وأحد الجرحى على الاقل يعملان في جهاز الامن الروسي (اف اس بي). وتحولت جمهورية داغستان الروسية المحاذية للشيشان الى بؤرة للمتطرفين الاسلاميين وتندلع فيها مواجهات متقطعة بين مقاتلين وقوات حفظ النظام. وقتل ما لا يقل عن 118 شخصا في داغستان بين كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر في مواجهات، بحسب موقع "قوقازي اوزل" الاخباري الذي يتابع انشطة المقاتلين في القوقاز الروسي. بحسب فرانس برس.
وفي نهاية حزيران/يونيو، بايعت حركة التمرد المسلح الاسلامي في القوقاز الروسي داعش في فيديو نشر على الانترنت. وفي تشرين الاول/اكتوبر، دعا زعيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ابو محمد الجولاني الجهاديين في القوقاز لمساعدة الجهاديين في سوريا من خلال ضرب اهداف روسية، وذلك بعد بدء موسكو حملة غارات جوية على سوريا تستهدف "الارهابيين" ودعما للنظام السوري. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن ان احد اسباب حملته العسكرية الجوية في سوريا يكمن في ان الالاف من مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة يحاربون في صفوف تنظيم داعش، مقدرا عددهم بحوالى سبعة الاف.