أمريكا وداعش.. حرب واحدة ومصالح متعددة

عبد الامير رويح

2015-08-09 01:12

يرى الكثير من الخبراء ان الحرب التي دخلتها الولايات المتحدة الامريكية تحت مسمى القضاء على الارهاب، وخصوصا ضد تنظيم داعش الارهابي الذي يعده البعض صنيعة امريكية بامتياز، دخلت منعطفا جديد وحساس بعد ان تجاوزت عصابات التنظيم الخطوط الحمراء المرسومة حتى باتت تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة وهو ما اجبرها على تغير خططها السابقة كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان الادارة الأمريكية بعد التوسع والانتشار العالمي الكبير لتنظيم داعش تواجه تحديات وتهديدات كثيرة، ربما تستمر لسنوات طويلة خصوصا وان هذا التنظيم الارهابي يمتلك قدرات وامكانات اعلامية ومالية هائلة، استطاع من خلالها كسب المزيد من المقاتلين في العديد من الدول ومنها امريكا وهو ما قد يمكنه من نقل المعركة الى داخل اراضيها. وقد قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال ريموند أوديرنو، إنه يعتقد بأن هزيمة تنظيم "داعش" قد يستغرق "عشرة إلى عشرين سنة"، وذلك أبعد مما يتوقع البيت الأبيض. وأضاف بأن هزيمة التنظيم "تتجه لأن تأخذ وقتا أطول" مما كان يعتقد الكثيرون، وأضاف بأنه لاحظ بأنها تحتاج إلى أكثر من العمليات العسكرية لهزيمة التنظيم، مشيرا إلى الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي نحتاجها لمواجهة تحدي "داعش".

من جانب اخر وكما تنقل بعض المصادر الاعلامية فقد ارتفع عدد المقاتلين الأجانب بصفوف الجبهات المتقاتلة في النزاع القائم بسوريا لأكثر من 25 ألف مقاتل، حسب آخر تقييم لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، وقال براين هيل، المتحدث باسم المكتب، إن هذا الرقم هو ارتفاع من شهر مايو/أيار الماضي، وكانوا حينها 22 ألف و500 مقاتل. وذكر التقييم أن 4500 من أولئك المقاتلين هم من الغرب، ويُعتبر هذا ارتفاعاً من آخر تقييم، يوم كانوا حينها 4 آلاف مقاتل، هذا ويشمل ذلك العدد 250 مقاتلاً من الولايات المتحدة، وهو أيضا ارتفاع من التقييم الأخير الذي قدرهم بحوالي 180 مقاتل. يدخل في ذلك العدد كل من: الأميركيين الذين ذهبوا للقتال، والذين هم موجودون في تلك المنطقة، والذين توقفوا من السفر إلى هناك، والذين رجعوا إلى الولايات المتحدة. وأضاف هايل بأن تقدير الولايات المتحدة يقول إن عدد المقاتلين الأجانب بصفوف تنظيم "داعش" ارتفع من مجرد العشرات إلى المئات. هذا وقالت الولايات المتحدة إن 20 أمريكيا لقوا حتفهم في سوريا بعد السفر إلى هناك، ولكن هايل قال إن كل تلك الأرقام تعد مجرد تقديرات في أحسن الأحوال.

تحقيقات وإحباط هجمات

على صعيد متصل قال مسؤول كبير في وزارة العدل الأمريكية إن السلطات بالولايات المتحدة تجري مئات التحقيقات المتصلة بمكافحة الإرهاب في الولايات. وقال جون كارلين مساعد وزير العدل المسؤول عن إدارة الأمن القومي بالوزارة إن السلطات الاتحادية في الأسبوعين الأخيرين فقط قامت بعشرة اعتقالات تتصل بمكافحة الإرهاب. وأشار مسؤول أمريكي ثان الى أن المحققين يعتقدون أن بعض هذه القضايا تنطوي على مخططات فعلية لشن هجمات لكنه لم يذكر تفاصيل.

وقال كارلين الذي شملت زيارته لبريطانيا مشاورات مع مسؤولي أمن بريطانيين إن تنظيم داعش"يريد أن ينفذ أفراد هجوما في الولايات المتحدة ويبذل كل ما في وسعه لمحاولة تحقيق هذا الهدف." وقال كارلين إنه خلال الأشهر الستة الماضية لاحظ المحققون الأمريكيون تغيرا في أساليب داعش. وبات التنظيم شديد البراعة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه رسائل عالية الأهمية لتجنيد عناصر جديدة وتستهدف جمهورا من الشباب.

وقدر المسؤول أن 60 في المئة من الجمهور المستهدف في الخامسة والعشرين من العمر أو أقل وأن مجموعة لا بأس بها من هؤلاء الشباب دون سن 21 عاما وأن هناك الكثير من القصر. وقال كارلين إن نسبة الأمريكيين الذين يسافرون لينضموا لهذه الجماعات مقارنة بإجمالي عدد سكان الولايات المتحدة أصغر كثيرا من الإحصائيات المماثلة الخاصة بدول أوروبا. ويقدر مسؤولون أمنيون أوروبيون أن 700 مقاتل محتمل سافروا من بريطانيا وحدها لينضموا إلى جماعات متشددة في الشرق الأوسط وافريقيا وأن ما يصل إلى نصفهم عادوا إلى البلاد.

في السياق ذاته قال رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي إن السلطات الأمريكية أحبطت مخططات لشن هجمات في الولايات المتحدة في يوليو تموز. وأبلغ كومي الصحفيين أن أكثر من عشرة أشخاص اعتنقوا فكر تنظيم داعش المتشدد عبر الانترنت اعتقلوا خلال الأسابيع الماضية. وقال "أعتقد أن عملنا أحبط جهودا لقتل الناس خلال يوليو على الأرجح." ولم يذكر تفاصيل عن عدد المخططات التي تم الكشف عنها أو أهدافها.

على صعيد منفصل قال مصدر بجهاز الأمن القومي إنه تم إحباط عدة مخططات وضعها متعاطفون مع تنظيم داعش لشن هجمات في الخارج في الأيام القليلة الماضية. وكان مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووزارة الأمن الداخلي قد اصدرا تنبيها لأجهزة إنفاذ القانون بتوخي اليقظة تحسبا لشن هجمات. وقال مصدر أمني أمريكي ثان إن بعض من ألقي القبض عليهم كانوا يتواصلون مع التنظيم باستخدام بيانات مشفرة. بحسب فرانس برس.

وضغط مكتب التحقيقات الاتحادي على شركات التكنولوجيا لإلغاء التشفير الذي يوفر حماية لخصوصية المستخدمين ولا تستطيع أجهزة إنفاذ القانون اختراقه. وقال كومي إن عشرات الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يشتبه بأنهم وقعوا تحت تأثير متشددي داعش قد تواروا عن الأنظار بسبب البيانات المشفرة.

تكثيف الحملة

من جانب اخر اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان التحالف الدولي بقيادة واشنطن "يكثف" حملته للتصدي لتنظيم داعش في سوريا، محذرا بان المعركة ستستغرق وقتا. وتحدث اوباما مع الصحافيين بعد لقاء في البنتاغون مع كبار القادة العسكريين واعضاء فريقه للامن القومي خصص لبحث جهود التصدي للتنظيم الجهادي الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.

ونفذ التحالف الذي تقوده واشطن غارات جوية غير مسبوقة على الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا، ملحقا اضرارا بالبنى التحتية التي يستخدمها جهاديوه. واكد الرئيس الاميركي "اننا نكثف جهودنا ضد قواعد التنظيم في سوريا. وستواصل ضرباتنا الجوية استهداف منشآت النفط والغاز التي تمول العديد من عملياتهم". وتابع "اننا نستهدف قيادة داعش في سوريا وبناها التحتية، صميمها الذي يضخ المال والدعاية الى افراد حول العالم".

لكنه حذر من ان المعركة ستتخللها "انتكاسات" على الارجح. وقال"لن تكون الحملة سريعة بل ستكون بعيدة الامد"، معتبرا ان مقاتلي تنظيم داعش "انتهازيون" و"ماهرون". وتابع انه "في الكثير من مناطق سوريا والعراق ترسخوا بين المدنيين الابرياء. وسيستغرق اقتلاعهم وقتا. وكحال اي جهد عسكري، ستكون هناك فترات تقدم انما كذلك انتكاسات". واشار الى ان التحالف نفذ اكثر من خمسة آلاف غارة جوية في العراق وسوريا مؤكدا انها مكنت من القضاء على "آلاف المقاتلين بينهم قادة كبار في التنظيم ". واضاف انه ينبغي بذل جهود اضافية لتدريب القوات الحكومية ومقاتلي العشائر في العراق، والمعارضين السوريين المعتدلين.

واعلن عن غارات الائتلاف في الرقة بعد ان بث تنظيم داعش شريط فيديو يظهر مراهقين ينفذون عملية اعدام لـ25 جنديا سوريا في مدرج اثري في مدينة تدمر السورية. وفي وقت سابق افاد وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الغارات الاميركية لا تستهدف بشكل خاص شخصيات معينة في التنظيم الجهادي، بل ترمي اولا الى دعم تقدم القوات الكردية و"الحد من حرية تحرك داعش".

وتخوض القوات الكردية منذ اشهر معارك ضارية ضد التنظيم الاسلامي المتشدد. واضاف اوباما "في السنة المنصرمة شهدنا كيف انه يمكن صد تنظيم داعش حين يكون هناك شريك فاعل على الارض"، مشيرا خصوصا الى استعادة مدينة تكريت في العراق نهاية آذار/مارس. وبعد عام على سيطرة مقاتلي التنظيم على مساحات كبرى في العراق تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها صعوبات في ترجيح كفتهم من خلال غارات عملية "العزم الصلب". بحسب فرانس برس.

وتكلف العمليات يوميا 9,2 مليون دولار وبلغت كلفة الحملة 2,91 مليار دولار منذ 18 حزيران/يونيو بحسب وزارة الدفاع. واكد اوباما ان "نقاط الضعف الاستراتيجية لتنظيم داعش باتت حقيقية"، مذكرا بان عناصره لا يحظون بدعم اي دولة وان "وحشيتهم توجد رفضا حقيقيا بين السكان الذين يتحكمون فيهم".

الى جانب ذلك أعرب قادة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عن ثقتهم في أن برنامج تدريب وتسليح القوات العراقية والمعارضة السورية، سيساعد في هزيمة تنظيم "داعش"، وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى الانتصار على التنظيم، مضيفا أنها مهمة أيضا للحفاظ على استمرار خسارة التنظيم. وقد خضع نحو 10 آلاف عنصر من القوات العراقية لبرنامج التدريب في مناطق مختلفة بالعراق، بينهم 500 عنصر من القبائل السنية في محافظة الأنبار حيث خسرت القوات العراقية مدينة الرمادي في مايو/أيار الماضي.

وفي، سوريا تم تدريب أقل من 100 عنصر من قوات المعارضة المعتدلة، رغم أن الهدف هو تدريب 3 إلى 5 آلاف عنصر خلال 3 سنوات. وأقر مسؤولو البنتاجون انهم واجهوا صعوبات كبيرة في تجنيد الأشخاص المناسبين من المقاتلين هناك. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي: "نحتاج شركاء معتدلين ولهم مصداقية على الأرض". وأضاف: "لن نختصر في عملية الفحص لأن ذلك سيعرض قواتنا للخطر، ويهدد العملية بأكملها". وتوقع ديمبسي أن ينضم مزيد من العناصر السورية إلى التدريب بعد انتهاء شهر رمضان.

اتهامات واعتقالات

من جانبها قالت وزارة العدل الأمريكية إن شابا من ولاية نورث كارولاينا اتهم بمؤامرة مزعومة لشراء بندقية نصف آلية كان ينوي استخدامها في قتل أمريكيين تعبيرا عن مساندته لتنظيم داعش. وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام للمقاطعة الغربية في نورث كارولاينا إن جاستين نوجان سوليفان (19 عاما) من مورجانتون في نورث كارولاينا سيمثل في محكمة اتحادية في تشارلوت وسوليفان متهم بالشروع في تقديم دعم مادي لداعش وبتهمتين تتصلان بالأسلحة.

وجاء في وثائق القضية أن سوليفان الذي وصف نفسه بأنه اعتنق الإسلام كان تحت أعين ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي بعد ان تحدث والده إلى الشرطة في أواخر أبريل نيسان ليبلغهم أن ابنه يحاول حرق مقتنيات بوذية في منزله في عمل يستلهم فكر داعش فيما يبدو وأن أسرته تخشى مغادرة المنزل.

وجاء في الدعوى أن سوليفان تآمر مع ضابط متنكر من مكتب التحقيقات الاتحادي لشراء بندقية نصف آلية في متجر للأسلحة وقال للضابط "الحرب هنا." ثم طلب من الضابط أن يرسل إليه كاتم صوت لأنه ينوي تنفيذ "اغتيالات طفيفة على سبيل التدريب قبل الهجوم الكبير" ويعتزم إرسال فيديو بما سيفعله إلى داعش. وقال المدعون إنه اعتقل في منزله بعد أن تسلم كاتم الصوت عبر البريد. وفي الأشهر الأخيرة شهدت الولايات المتحدة موجة اعتقالات معظمها لشبان تآمر كثير منهم لتنفيذ "هجمات منفردة" تعبيرا عن المساندة داعش. وقال مسؤولون اتحاديون إنهم يجرون تحقيقات في قضايا مماثلة في كل الولايات الخمسين.

على صعيد متصل اعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ان رجلا كان يقدم نفسه على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على انه من انصار تنظيم داعش اوقف في الولايات المتحدة واتهم بانه كان ينوي استخدام حقيبة ظهر مفخخة. وكان هارلم سواريز (23 عاما) من سكان كي ويست في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) يكتب على فيسبوك رسائل متطرفة. وقد اتصل مستخدم آخر لفيسبوك بالشرطة بعدما حاول سواريز على حد قوله تجنيده لتنظيم داعش، حسبما ورد في محضر الاتهام.

وقال سواريز لمحادثه "ساستخدم حقيبة الظهر (...) هذا اكيد، ساستخدم حقيبة الظهر"، في اشارة الى قنبلة في حقيبة للظهر كان تحدث عنها سابقا. ويبدو انه دفع اموالا لشخص ما لصنع قنبلة يتم تفجيرها عن طريق الهاتف، كان ينوي زرعها على شاطئ ثم تفجيرها عن بعد. وقال لمحادثه على الهاتف "ليس علي سوى الاتصال بالرقم ثم سيحدث ذلك (...) انفجار هائل". بحسب فرانس برس.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي ان سواريز ادرج على لائحة التفضيلات لديه على فيسبوك صفحات مؤيدة لجهاديين. كما طلب على الانترنت شراء رشاش كلاشنيكوف ايه-كي 47. ويبدو ان سواريز حاول ايضا الاتصال مباشرة بالتنظيم في سوريا لكنه لم يتلق اي رد.

في السياق ذاته القت السلطات الاميركية القبض على رجل يبلغ من العمر 42 عاما في نيويورك قالت انه بايع تنظيم داعش وسافر مرتين الى تركيا، متهمة اياه بمحاولة دعم التنظيم المتطرف. ويواجه عرفات ناجي، المتحدر من مدينة لاكاوانا في ولاية نيويورك (شمال شرق) قرب الحدود الكندية، عقوبة السجن لمدة 15 عاما. واشارت وزارة العدل الاميركية الى ان ناجي اشترى معدات قتال، وسكينا وساطورا، وذهب مرتين الى تركيا، عامي 2012 و2014، في محاولة للقاء اعضاء من التنظيم الجهادي.

ونبه قريب لناجي السلطات في 28 اب/اغسطس 2014 الى مواقفه المناصرة للجهاد، واخبرهم بالخلافات الناتجة عن قناعاته هذه مع محيطه. وابلغ هذا المقرب السلطات في كانون الاول/ديسمبر 2014 واذار/مارس 2015، ان عرفات ناجي كان يخطط للعودة قريبا الى تركيا واليمن، وبانه يؤيد ممارسات التنظيم، بما في ذلك قتل الرجال والنساء والاطفال الابرياء. وناجي متهم بمحاولة تقديم دعم مادي لتنظيم داعش، المصنف ارهابيا من قبل الولايات المتحدة.

اجراءات ومطالب

من جهة اخرى تبنى مجلس النواب الأمريكي إجراء لسحب جوازات سفر الأمريكيين المرتبطين بـ"منظمات إرهابية أجنبية"، القانون الرامي لمنع عودة الأفراد الذين يتحركون بمفردهم بعد الخضوع لتدريب على أيدي مجموعات كتنظيم "داعش" في سوريا إلى الولايات المتحدة. والإجماع كان كبيرا لدرجة أنه تم تبني النص دون تصويت بعد مناقشة دامت 15 دقيقة. وعلى مجلس الشيوخ أن يصوت على النص.

ويجيز مشروع القانون لوزير الخارجية الأمريكي سحب جواز السفر وليس الجنسية من أي أمريكي مرتبط بمجموعة تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. والقانون الأمريكي الحالي يسمح بسحب جواز السفر لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو السياسة الخارجية لكن تطبيقه على المجموعات الجهادية يخضع للتأويل وفقا للنائب إد رويس، ويوضح النص أن الإجراء موجه بوضوح إلى الأمريكيين المرتبطين بشكل ناشط بمجموعات متطرفة.

وكان مدير الاستخبارات جيمس كلابر رأى في شباط/ فبراير أن 180 أمريكيا، من أصل 3400 مقاتل أجنبي غربي، توجهوا أو حاولوا التوجه إلى سوريا حيث أعلن تنظيم "داعش" الخلافة في مناطق تمتد إلى العراق. وقال النائب تيد بو "هؤلاء الخونة الذين انقلبوا على الأمريكيين والتحقوا بصفوف جيوش أجنبية إرهابية أو متطرفة يجب أن يحرموا من حق العودة إلى الولايات المتحدة إلا في أصفاد". ويجوز للأمريكيين الذين تسحب جوازات سفرهم أن يقدموا استئنافا إداريا.

الى جانب ذلك وجد مركز لاستقبال اللاجئين في ولاية إيداهو الأمريكية المحافظة نفسه محورا لحملة من مجموعة تسعى لإغلاقه معللة ذلك بمخاوف من أن المهاجرين الذين يستضيفهم المركز ربما يكون بينهم إسلاميون متطرفون. وتأتي الحملة في ظل تزايد الاحتجاجات وحملات الدعاية المعادية للإسلام في الولايات المتحدة بما في ذلك تجمع ضخم في وقت سابق خارج مسجد بولاية أريزونا شهد انتقاد أكثر من 200 محتج بعضهم مسلح للإسلام والنبي محمد.

وتشكلت المجموعة في إيداهو في الآونة الأخيرة ويعتزم أعضاؤها القيام بحملة طرق للأبواب لتقديم معلومات بهدف حشد التأييد من أجل إغلاق المركز في منطقة توين فولز. وقالت المجموعة إنها تشعر بالقلق لأن المركز سيستقبل سوريين تشردوا بسبب الحرب الأهلية في بلادهم وربما لم يخضعوا لفحص ملائم من الحكومة الأمريكية للتأكد من أنهم لا يمثلون خطرا أمنيا. بحسب رويترز.

وقال ريك مارتن وهو رئيس ما يسمى بلجنة إغلاق مركز كلية جنوب إيداهو للاجئين في منطقة بول الزراعية المحافظة "استقدام السوريين ومعظمهم ذوو خلفية إسلامية ربما يفتح الباب لإرهابيين يتظاهرون بأنهم لاجئون." وتابع "لسنا ضد اللاجئين المشروعين. ينبغي أن يعاملوا بكرامة واحترام. لكن سيكون سهلا على أي شخص الكذب بشأن خلفيته".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي