نساء داعش... قوة ناعمة بعقيدة متطرفة
شبكة النبأ
2014-12-22 09:52
ابتكر تنظيم ما يعرف (الدولة الإسلامية/ داعش) الكثير من الاساليب الجديد، كمنظمة جهادية تتبنى الفكر المتطرف وتنفذه بوسائل العنف وبث الرعب والترهيب، وكان لاستخدام النساء كسلاح مزدوج (بين تجنيد النساء للعمل ضمن صفوف داعش وسبي النساء وسوقهن كإماء وجواري لعناصر التنظيم) أثر واضح في كسب المزيد من المقاتلين عن طريق استخدام النساء في الترغيب لإغراء المتطرفين في الانظام الى صفوف داعش، كما كان هناك اعتماد كبير على النساء الغربيات ومدى معرفتهن للغات الأجنبية، فضلا عن استخدامهن لمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت الأخرى، في تجنيد العشرات من النساء والرجال القاطنين في الدول الغربية، من خلال شبكات جهادية سرية ما رست التبشير والتجنيد للخلافة الإسلامية التي يزعم التنظيم تطبيقها في سوريا والعراق، واسفرت هذه المحاولات عن انضمام الالاف من اكثر من 50 جنسية (غير العربية) للمشاركة في القتال مع تنظيم داعش.
وتناولت صحيفة (الفاينانشال تايمز) البريطانية الحديث عن مئات النساء المسلمات من دول غربية توجهن إلى سوريا للزواج من مسلحي تنظيم الدولة، وهن من يشكلن الآن تلك "القوة الناعمة" للتنظيم، واستخدم التنظيم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل جذب متعاطفين وبناء صورة للتنظيم على أنه إحياء لنظام العدل الإسلامي، منهن، أم معاوية التي ترسل تغريداتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بلغة إنجليزية ترجح أنها بريطانية، وصلت حديثا إلى الرقة، عاصمة دولة الخلافة التي أنشأها التنظيم، وقد أرسلت تغريدة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول تقول إنها أخيرا وصلت إلى "دار الإسلام"، بالرغم من الغارات الأمريكية، وتقول إنها تشعر أنها لم تعش يوما في الغرب، وتشير إلى أنها محاطة بعدد كبير من الأوروبيين والبريطانيين، هؤلاء النساء وجمهورهن من المعجبات في الغرب يشكلن ما تطلق عليه (ساشا هافليسك) مديرة مركز الحوار الاستراتيجي ومركزه لندن وصف "ثقافة جهادية فئوية" تساهم الإنترنت في خلقها، وترى أن تجنيد هؤلاء النساء مفيد لتنظيم الدولة، لأنه يظهر أن النساء في الغرب اخترن نمط الحياة هذا وفضلنه على الحرية التي يتمتعن بها في الغرب.
ويحاول تنظيم داعش شرعنه عملة الجهادي وكل ما يرتبط به من اعمال جنسية تستخدم فيه النساء كوسيلة لإغراء الرجال المقاتلين عبر سبي النساء من المدن والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وعمليات الاغتصاب الجماعي، وما بات يعرف أيضا بـ(جهاد النكاح)، كما شكل كتائب خاصة من النساء لإجبار الفتيات على نظام داعش الاجتماعي الخاص، إضافة الى مراقبة تحركاتهن وانزال العقوبة بحق المخالفات، وزاد خطر انضمام النساء الغربيات الى صفوف التنظيم في الآونة الأخيرة، مما حدا بالمسؤولين الغربيين فرض المزيد من القيود على حرية انتقال النساء، وبالأخص المراهقات منهن، واللاتي يكن اكثر عرضة للقبول بالمغامرة من غيرهن.
نساء بفكر ارهابي
فيما اختفت إيمان مصطفى البُغا أستاذة أصول الفقه والاقتصاد الإسلامي في جامعة الدمام في السعودية، وانضمت لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل في سوريا، بحسب ما أوردت صحيفة الحياة، ونقلت الصحيفة عن المهندس ابراهيم الخالدي المتحدث باسم الجامعة قوله إن الأستاذة إيمان مصطفى البُغا استقالت لأسباب غير معروفة، ونقلت الصحيفة عن إيمان قولها على صفحتها على فيس بوك إنها في شمال سوريا، وجاء في صفحتها على فيسبوك "منذ أن قرأت مآسي المسلمين، كنت داعشية التفكير والمنهج، أنا داعشية قبل أن توجد داعش"، في إشارة إلى التسمية السابقة لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، وأضافت "وأعرف من وقتها أنه لا حل للمسلمين إلا في هذا الجهاد"، وتسعى السعودية إلى منع الشباب من الالتحاق بالجماعات الجهادية بعد أن استقطب النزاع في سوريا مئات السعوديين، وأصدر الملك السعودي عبد الله في شباط/فبراير مرسوما يقضي بفرض أحكام بالسجن تصل إلى 20 عاما على السعوديين الذين يسافرون إلى الخارج للقتال، وقالت الصحيفة إن إيمان كانت تتقاضى راتبا ضخما في الجامعة، وكانت معروفة بـ"تشددها الديني". بحسب فرانس برس.
كما كانت قبل سفرها مع أفراد أسرتها قبل أيام "تعتلي منابر التجمعات النسائية، وتمارس الخطابة كـداعية حول الجهاد والولاء والبراء في تجمعات تُعقد في المنطقة الشرقية"، بحسب الصحيفة، وأقرت جامعة الدمام بأن إيمان، السورية الجنسية، استقالت من الجامعة، وعن أسباب اختفائها قالت إيمان على الفيس بوك في 14 تشرين الأول/أكتوبر "غبت عنكم لأنني كنت أبحث عن كهف آوي إليه للنطق بكلمة الحق"، وأضافت "تركت جامعتي، وسيارتي الفارهة، ومنزلي الواسع، وراتبي الضخم لأتخلص من الالتزام بقوانين الطّغاة (الآثمة) كاتمي أنفاس الحق لتبقى الأمة في هوانها"، وأكدت "نحن بحاجة إلى علماء استشهاديين، يتركون الحياة الرغيدة ليقيموا الحجة على المسلمين، ومن فعل هذا هو مليكي الشيخ أسامة بن لادن، ترك بلايينه من أجل أن يحرضنا على الجهاد في سبيل الله وأقام في الكهوف"، وأضافت "تركت راتبي الضخم، والتحقت بخدمة الأمة الإسلامية لمحاربة الطغاة"، ونقلت صحيفة الحياة عن الخالدي قوله إن "الجامعة حريصة على طلابها وطالباتها من جميع الأفكار والأساليب التي تشكّل خطورة عليهم وعلى المساس أو التشكيك في عقائدهم، أو حتى التقاليد والعادات التي أكدتها الشريعة السمحة والسنة النبوية الشريفة"، وقالت الصحيفة إن إيمان أمضت عدة سنوات تدرس في الجامعة في أصول الفقه والاقتصاد الإسلامي.
من جانب اخر أفادت وكالة أنباء الإمارات أن امرأة قتلت مدرسة أمريكية استلهمت "فكرا إرهابيا" عبر الإنترنت ولكن محققين لم يتوصلوا إلى وجود صلات لها بجماعات متشددة، ويندر الهجوم على الغربيين في الإمارات العربية المتحدة ولكن مخاوف تتصاعد عقب سلسلة من الهجمات في السعودية وبعد تحذير صدر في اكتوبر تشرين الأول من دعوة وجهها منتدى جهادي على الإنترنت إلى شن هجمات على مدرسين أمريكيين في المنطقة، وقالت الشرطة إنها اعتقلت مواطنة إماراتية بعد طعن معلمة في روضة أطفال اسمها إيبوليا رايان وهي أم لتوأمين وذلك في مرحاض في مركز تسوق في أبوظبي، وقالت الشرطة إن المرأة مجهولة الهوية وضعت أيضا قنبلة خارج منزل طبيب مصري أمريكي في الإمارات قبل ساعتين من جريمة القتل، وأضافت الشرطة أن القنبلة تم تفكيكها بسلام، ونسبت الوكالة إلى مصدر أمني قوله إن التحقيق مع المرأة أظهر "أن الجرائم التي ارتكبتها تعتبر بوازع شخصي وعملا إرهابيا فرديا ولم يتبين حتى الآن ارتباط الموقوفة بأي من التنظيمات الإرهابية أو الحزبية"، وتابع المصدر أن "الموقوفة قامت في الآونة الأخيرة بالتردد على بعض المواقع الإلكترونية الإرهابية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية والتي أدت بدورها لاكتساب الموقوفة للفكر الإرهابي ودراسة آلية صنع القنابل المتفجرة"، وأشار إلى أن المتفجرات التي ضبطتها الشرطة أظهرت أنها من النوع البدائي، وقالت الوكالة إن التحقيقات أظهرت أيضا أن المرأة كانت تخطط لقتل أمريكي ولكنها كانت تبحث عن أجنبي لمهاجمته عشوائيا، واردفت "وبناء علي ما ذكر فإن الجرائم التي ارتكبتها الموقوفة تعتبر بوازع شخصي وعملا ارهابيا فرديا لا يتصل بأي تنظيم إرهابي حتي الآن"، وصورت الكاميرات الأمنية المشتبه بها في مركز التسوق مرتدية نقابا أسود وقفازات، وأدت موجة من الهجمات على غربيين في السعودية المجاورة إلى إثارة مخاوف هناك من أن تكون هذه الهجمات بداية لحملة "مبادرات فردية" يقوم بها جهاديون متشددون، وحث أنصار تنظيم الدولة الإسلامية المسلمين على مهاجمة الغربيين ردا على الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية، وشاركت الإمارات العربية المتحدة في الحملة الجوية. بحسب رويترز.
داعشيات من الغرب
بدوره قال مسؤولون أمريكيون ان المانيا رحلت الى الولايات المتحدة ثلاث فتيات من دنفر اختفين وقالت تقارير انهن في طريقهن الى تركيا التي تعتبر معبرا هاما للأجانب الذين يريدون ان يحاربوا في صفوف الاسلاميين المتشددين في سوريا، وقالت اذاعة صوت أمريكا ان احدى الفتيات أبلغت السلطات الالمانية انهن كن في طريقهن الى تركيا، ورفض مسؤولون أمريكيون القول عما اذا كانوا يشتبهون في وجود صلة بين الفتيات والمتشددين في المنطقة، واكتفت متحدثة باسم مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي (إف.بي.آي) في دنفر بالقول انه تم اعادة الفتيات القصر الى ذويهن وان مكتب التحقيقات ساعد في اعادتهن الى الوطن، وأكدت شرطة الحدود الالمانية احتجاز ثلاثة مواطنين أمريكيين في مطار بفرانكفورت بقصد الحماية بناء على طلب الاهل والقنصلية الامريكية وان الثلاثة عادوا طواعية الى الولايات المتحدة. بحسب رويترز.
فيما تمثل الفتاة الهولندية التي ساعدتها أمها على العودة من سوريا أمام محكمة هولندية للاشتباه في أنها هددت الأمن القومي لبلدها، واعتقلت الفتاة التي تسمى عائشة والبالغة من العمر 19 عاما عندما عادت إلى مدينتها ماستريخت، ويُعتقد أن عائشة التي اعتنقت الإسلام في الآونة الأخيرة سافرت من هولندا إلى مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا والمصنف على أنه تنظيم إرهابي، بغية الزواج من مسلح، وقد ساعدتها أمها مونيك على العودة إلى بلدها وأحضرتها معها، وعائشة من الفتيات والنساء الأوروبيات القلائل اللواتي ذهبن خلال الأشهر الماضية إلى العراق وسوريا، ويعتقد أن بعض الفتيات سافرن إلى هناك لأسباب إيديولوجية في حين ذكرت تقارير أخرى أن أخريات سافرن إلى هناك بغية الزواج من مسلحي تنظيم الدولة، والتحق آخرون بالعراق وسوريا بهدف القتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وستحدد جلسة المحكمة خلف أبواب مغلقة المدة التي ستظل فيها عائشة رهن الاعتقال.
ومن المتوقع أن يطالب الادعاء العام بتمديد فترة اعتقال عائشة حتى يتاح له فحص الأدلة التي بحوزته، وقال مسؤولون قضائيون إن المحكمة ستعقد جلسة عامة للنظر في قضيتها في غضون أشهر، ومنعت عائشة من التواصل مع أفراد أسرتها (باستثناء أمها) ووسائل الإعلام، وكانت وسائل إعلام هولندية قالت إن عائشة غادرت هولندا في فبراير/شباط الماضي بهدف الزواج من عمر يلماز الذي ينحدر من أصول تركية والذي خدم في السابق في الجيش الهولندي، ويصف يلماز نفسه بأنه عامل إغاثة ومدرب ومقاتل لكن لا يعرف على وجه الدقة مع أي مجموعة يقاتل، وقال يلماز إنه تزوج من عائشة بعدما قُتِلَ مسلح آخر كانت تنوي الزواج به، وأضاف يلماز قائلا "لم ينجح الزواج، انفصلنا، ذهبت إلى سبيلها وذهبت إلى سبيلي"، وذهبت مونيك (أم عائشة) إلى الحدود التركية السورية بهدف إنقاذ ابنتها وإعادتها إلى بلدها مخالفة بذلك نصائح الحكومة الهولندية، وهناك تقارير متضاربة بشأن إن كانت مونيك قد دخلت إلى سوريا أم أنها تسلمت ابنتها عند الحدود التركية السورية.
كما حكمت محكمة كينغستون (غرب لندن) على ربة منزل ووالدة لستة اطفال اقرت بالترويج للجهاد على شبكات التواصل الاجتماعي، بالسجن خمس سنوات وثلاثة اشهر، واقرت رونا خان بالذنب في 31 تموز/يوليو باربع تهم وجهت اليها تتعلق "بنشر رسائل ارهابية" بين تموز/يوليو وايلول/سبتمبر 2013، بحسب النيابة، ونشرت خان البالغة 35 عاما على حساب في موقع فيسبوك باسم "خولة خطاب" رسالة الى "اخواتها" المسلمات لدعوة اقاربهن الذكور الى المغادرة للقتال "حبا بالله"، الى جانب صورة سترة محشوة بالمتفجرات يمكن استخدامها في هجوم انتحاري، واوضحت النيابة ان خان طلبت من احدى صديقاتها على فيسبوك نشر مقالة حول الهجمات الانتحارية، كما انها نشرت مقالة تتضمن ارشادات حول اعداد اطفال صغار للجهاد وشجعت "اخواتها" على قراءته، واعربت على فيسبوك انها تحلم باليوم عندما ستتمكن من ارسال ابنها البالغ 8 سنوات الى الجهاد، وصرح رئيس قسم مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية ريتشارد ويلسون "نسعى الى جعل الانترنت مكانا اكثر عدائية للإرهابيين، العقوبة الصادرة تذهب في هذا الاتجاه".
منشور جديد لـداعش
من جانب اخر، هل يجوز للمسلمين سبي واحتجاز النساء والأطفال من غير المسلمين؟، الإجابة هي "نعم"، بحسب منشور جديد وزعه مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على عدد من المساجد بمدينة الموصل، شمالي العراق، وهل يمكن "وطء" النساء والفتيات من غير المسلمات، حتى وإن كن مازلن في مرحلة الطفولة؟، الإجابة أيضاً "نعم"، وهل يمكن بيعهن أو منحهن كهدايا للغير؟، لا تختلف إجابة هذا السؤال عن غيره من الأسئلة، التي تضمنها منشور بالتنظيم المتشدد المعروف باسم "داعش"، وفوجئ المصلون في المدينة العراقية، التي تخضع لسيطرة داعش، بعشرات المسلحين من عناصر التنظيم يقومون بتوزيع المنشور الجديد عقب صلاة "المغرب"، وجاء المنشور الملون في شكل أسئلة وأجوبة حول سبي النساء ووطئهن جنسياًن وأكد ثلاثة شهود عيان، أن منشور داعش أصاب السكان بـ"الصدمة"، وذكر أحدهم أن "الناس بدأوا يتجمعون في مجموعات صغيرة، للحديث عن هذا المنشور"، وأضاف: "الناس في حالة صدمة، لكن لا أحد يمكنه أن يفعل شيئاً". بحسب سي ان ان.
ويبدو أن المنشور قد جرت طباعته في وقت سابق من أكتوبر/ تشرين الأول، أو نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، حيث بثه تنظيم داعش على أحد المواقع التابعة له، إلا أن الجدل احتدم حوله مجدداً، بعد نشره على موقع "معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية"، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وفكرة قيام مسلحي داعش باختطاف وبيع واغتصاب النساء والأطفال، قد لا تشكل مفاجأة للكثيرين، حيث ظهرت مثل هذه الأفكار منذ بدء التنظيم المتشدد حملته للتوسع في سوريا والعراق، ومنها قصص مفزعة رواها عدد ممن ينتمون للأقلية "الأيزيدية" في شمال العراق، ومما كشفت عنه تلك الروايات، عمليات قتل وتعذيب مدنيين أبرياء، ليس لسبب إلا لأنهم يرفضون الانضمام لداعش، أو لرفضهم القوانين التي يفرضها التنظيم، ويقول إنها تستند للشريعة الإسلامية، ومنها تشريع يجيز لمسلحيه قتل الصحفيين وموظفي وكالات الإغاثة باسم الدين، إلا أنه من النادر أن يصدر التنظيم منشوراً ملوناً في شكل أسئلة وأجوبة، تتضمن فتاوى تجيز اختطاف النساء والأطفال، باعتبار أنهم "سبايا"، بل ويشرع ممارسة عناصر الجنس معهن، على اعتبار أنهن "ملك أيمانهم"، وكذلك يسمح لهم ببيعهن أو تقديمهن كـ"هبة" للغير.
ويبدأ داعش منشوره بسؤال: "ما هو السبي؟"، ليجيب بأنه "ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب"، وأكد في الإجابة على سؤال آخر "جواز سبي الكافرات كفراً أصلياً، كالكتابيات والوثنيات"، إلا أنه لفت إلى اختلاف العلماء في "سبي المرتدة"، أي التي ارتدت عن الإسلام، وعن شروط "وطء السبية"، أو "الأمة"، من قبل مالكها، ذكر المنشور، المنسوب لداعش، أنه "إذا كانت بكراً فله أن يطأها مباشرةً، أما إذا كانت ثيباً فلابد من استبراء رحمها"، أي الانتظار عليها حتى تحيض مرة واحدة على الأقل، وذلك للتأكد من أنها غير حامل، وفي سؤال آخر: "هل يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم؟"، جاءت الإجابة: "يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء، فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء"، إلا أن المنشور لم يتضمن معايير تبين كيف يمكن أن تكون الطفلة صالحة أو غير صالحة لمواقعتها جنسياً، كما جاء في الإجابة على سؤال آخر، أنه "يجوز الجمع بين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك"، وتضمن المنشور أسئلة وإجابات أخرى حول "شرعية" ضرب "الأمة"، وبيعهن وأهدائهن للغير، وقواعد خروجها على "الرجال الأجانب" دون حجاب.
توقيف زوجة البغدادي
فيما اصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف وجاهية في حق الزوجة السابقة لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابي بكر البغدادي التي كانت اعتقلت في وقت سابق، بتهمة انتمائها الى "تنظيم ارهابي"، بحسب ما ذكر مصدر قضائي، وفي المقابل، طلب القضاء العسكري "ترك" زوجة القيادي في التنظيم الجهادي ابي علي الشيشاني التي اوقفت بدورها قبل مدة، لكنها سلمت الى الامن العام اللبناني للتدقيق في اوراقها قبل الافراج عنها، وقال المصدر "اصدرت قاضية التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا مذكرة توقيف في حق مطلقة ابي بكر البغدادي سجى الدليمي بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي"، وكانت الدليمي اوقفت لدى مرورها على حاجز امني في شمال لبنان مع اولادها الثلاثة، بينهم ابنة البغدادي، وصدرت مذكرة توقيف مماثلة غيابية في حق زوجها الحالي الفلسطيني الجنسية ويدعى كمال خلف. بحسب فرانس برس.
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق اوضح ان الدليمي "تزوجت ثلاث مرات: المرة الأولى من شخص عراقي من حاشية النظام السابق ولها منه ولدان، ومنذ ست سنوات، تزوجت من ابي بكر البغدادي لمدة ثلاثة أشهر وانجبت منه فتاة، وهي الآن متزوجة من فلسطيني وهي حامل منه"، وتقول السلطات اللبنانية ان توقيف الدليمي جاء على خلفية الاشتباه باتصالات تقوم بها وارتباطات لها مع "مجموعات تكفيرية"، وافاد المصدر القضائي من جهة ثانية ان "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر أمر بترك على العقيلي، زوجة انس شركس (ابو علي الشيشاني)" بعد ان تبين ان "ليست لديها اي نشاطات مشبوهة"، وكانت العقيلي اوقفت مع ولديها، وهما ولدا الشيشاني، في منطقة اخرى شمالية اثناء وجودهم في منزل مع اهلها اللاجئين من سوريا، واودع الاولاد كلهم في مركز عناية بالأطفال، وبعد توقيف المرأتين، اقدمت جبهة النصرة التي تحتجز مع تنظيم الدولة الاسلامية مجموعة من الجنود وعناصر الامن اللبنانيين على قتل احد المحتجزين لديها في سوريا، ما اثار غضبا وتوترا في البلاد، وتقدمت "هيئة العلماء المسلمين" بمبادرة تطالب بالأفراج الفوري عن النساء والاطفال مقابل الدخول في وساطة مع الخاطفين لوقف عمليات القتل، وخطف العسكريون اثر معركة وقعت في منطقة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين داخل البلدة في مطلع آب/أغسطس، وقتل الخاطفون اربعة منهم حتى الآن، ولا يزالون يحتجزون 25.