الحرب في اليمن: كارثة لا تطاق ولا رابح فيها
عبد الامير رويح
2019-08-04 06:29
تطورات عسكرية مهمة تشهدها الحرب في اليمن يمكن ان تسهم وبحسب بعض المراقبين، في تعقيد الوضع في هذا البلد الذي يعاني مشكلات وازمات متفاقمة بسبب استمرار الحرب والتدخلات الخارجية، خصوصا وان الهجمات الاخيرة التي نفذتها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والتي اعتمدت اساليب جديدة في حربها ضد قوات التحالف العربي، يمكن أن تسهم ضياع الجهود والتحركات الدولية الخاصة بارساءعملية السلام وتحقيق الاستقرار، وكثف الحوثيون في الفترة الاخيرة الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن سعودية، ويرد التحالف بضربات جوية على مواقع عسكرية حوثية معظمها حول صنعاء. وتسببت الحملة العسكرية السعودية بدمار كبير في مختلف أرجاء اليمن الذي كان يعتبر من أفقر الدول حتى قبل انطلاق حملة القصف الجوي إضافة إلى أزمة انسانية حادة.
وفيما يخص اخر تطورات هذه الحرب فقد هاجم انصار الله بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة عرضا عسكريا لقوات الحزام الأمني في معسكر الجلاء بمنطقة البريقة بعدن، وأسفر القصف عن مقتل وجرح العشرات بينهم القائد البارز منير اليافعي (أبو اليمامة)، وفقا لوزارة الداخلية اليمنية. كما استهدف هجوم متزامن بسيارة ملغمة مركز شرطة حي الشيخ عثمان الخاضع بدوره لقوات الحزام الأمني، مما أسفر عن مقتل 13 شرطيا. وتبنى الهجوم تنظيم داعش الذي قال إن المنفّذ يدعى "عقيل المهاجر" .
كما تعرضت قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات في جنوب اليمن في وقت سابق وكما نقلت بعض المصادر، لهجوم دام جديد وأكدت مصادر رسمية في محافظة أبين الساحلية (جنوب شرق اليمن) أن عشرين من قوات الحزام الأمني قتلوا وأصيب أكثر من عشرة آخرين في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أن لهم صلة بتنظيم القاعدة على معسكر ومواقع لقوات الحزام بمديرية المَحفد. واستخدم المسلحون صواريخ وقنابل يدوية وتمكنوا من اقتحام المعسكر والسيطرة عليه لبضع ساعات قبل أن يتدخل طيران التحالف السعودي الإماراتي، وفقا لمصادر أمنية بمحافظة أبين التي تقع شرق العاصمة المؤقتة عدن.
وقالت مصادر أمنية يمنية إن بعض المهاجمين قتلوا وانسحب آخرون عقب تدخل طيران التحالف، ووفق مسؤول أمني، مشيرة إلى أن مسلحي القاعدة استغلوا الهجومين اللذين استهدفا أمس قوات الحزام الأمني في عدن.
هجمات جديدة
هاجم مسلحو الحوثيين في اليمن عرضا عسكريا قرب مدينة عدن، وقتلوا أكثر من 32 شخصا. ونقلت وسائل إعلام موالية للإمارات عن مصادر طبية قولها إن عدد القتلى تجاوز 45 شخصا. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن أحد الهجومين، وهو الذي استهدف معسكر الجلاء، وهو معسكر لقوات الحزام الأمني التي تساندها الإمارات. ووصفوا الهجوم بأنه عملية "مشتركة" بين وحدات الصواريخ وجماعات الطائرات بلا طيار.
وأفادت تقارير بأن الهجوم وقع خلال عرض في احتفال بتخريج دفعة من العسكريين. ويقول محلل شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، ألن جونستون، إن شهود عيان قالوا إن صوت انفجار سمع خلف منصة مشاهدة العرض. ثم شوهد بعض الجنود وهم يبكون على جثة شخص يعتقد أنه قائد كبير. واتهمت الحكومة اليمنية وحلفاؤها السعوديون إيران بأنها تقف وراء الهجوم. ونددت الحكومة اليمنية بالانفجارين، وقالت إن في تزامن الهجمات مؤشرا إلى أن من نفذها جهة واحدة.
واتهم رئيس وزراء اليمن، معين عبد الملك سعيد، وسفير السعودية لدى اليمن، في تغريدات منفصلة على تويتر إيران بالوقوف وراء الهجوم على العرض العسكري الذي أعلن الحوثيون المسؤولية عنه، وكذلك المسؤولية عن تفجير آخر استهدف مركزا للشرطة في المدينة الساحلية الخميس، قالت مصادر أمنية إنه تم بسيارة ملغومة. وعلى الرغم من اصطفاف الإيرانيين مع الحوثيين، فإنهم ينفون ضلوعهم في الحرب الأهلية في اليمن.
وتقول مصادر حركة الحوثيين إن صاروخا باليستيا، وطائرة بلا طيار استخدما في الهجمات. ويظهر فيديو نشر على الإنترنت يصور المكان في أعقاب الهجمات بعض الجثث منتثرة على الأرض، وبعض الجنود المذهولين وهم يحاولون بطريقة محمومة مساعدة الجرحى. وقيل إن قائدا رفيع المستوى، يدعى منير اليافعي، كان بين القتلى. ونقلت بعض المصادر عن شاهد قوله: "وقع الانفجار خلف المنصة التي أقيم فيها الاحتفال في معسكر الجلاء العسكري في منطقة البريقة في عدن ... مجموعة من الجنود كانت تبكي عند جثة يعتقد أنها للقائد".
وكان اليافعي قد نزل للتو من المنصة لتحية أحد الضيوف عندما وقع الانفجار. وكانت أعلام اليمن الجنوبي السابق وأعلام الدول الرئيسية في التحالف ترفرف بينما كانت الفرقة العسكرية تنتظر لتبدأ العزف. ويقول الحوثيون إن العرض كان جزءا من استعدادات القوات الموالية للحكومة لشن اعتداء جديد على المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو الحركة شمال عدن. وكان هجوم انتحاري قد وقع في وقت سابق على مركز للشرطة، في حي الشيخ عثمان في عدن، قتل فيه ثلاثة ضباط على الأقل. وقالت وسائل إعلام إماراتية، نقلا عن مصادر طبية، إن 17 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم الانتحاري.
وقد تدخل التحالف، الذي يدعمه الغرب، بقيادة السعودية والإمارات في اليمن عام 2015 في مسعى لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة بعدما أطاح بها الحوثيون من صنعاء في أواخر عام 2014. وتسيطر حكومة هادي على عدن. ويسيطر الحوثيون، الذين يقولون إنهم يثورون على الفساد، على العاصمة ومعظم المناطق الحضرية الرئيسية.
داخل العمق السعودي
على صعيد متصل أكدت جماعة الحوثي سيطرتها على 15 موقعا في جنوب السعودية، وهو ما نفاه التحالف السعودي الإماراتي، في حين عرضت الجماعة صورا لصاروخ باليستي قصفت به مدينة الدمام أمس، وبررت هجومها على قوات تدعمها الإمارات في عدن. وفي مؤتمر صحفي قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة سيطرت على 15 موقعا للجيش السعودي في جازان ونجران بجنوب السعودية، مضيفا أن استهداف قاعدة خميس مشيط أصابها بالشلل بنسبة تفوق 60%.
ونفى مصدر رسمي في التحالف السعودي الإماراتي ما وصفه بادعاء الحوثيين سيطرتهم على مواقع في نجران وجازان، مؤكدا أن الحوثيين يتكبدون كل يوم الهزائم والانكسارات في مختلف جبهات القتال ولهذا يلجؤون لاختلاق الأكاذيب، بحسب تعبيره. وأشار المصدر إلى أن الجيش اليمني بمساندة التحالف أصبح على عمق عشرات الكيلومترات في صعدة وحجة. من جهة أخرى، عرض المتحدث العسكري باسم الحوثيين صورا لصاروخ "بركان ثلاثة" الذي استهدف موقعا عسكريا سعوديا "مهما" في الدمام، مؤكدا أن الصاروخ مصنّع محليا وأنه من أهم أسلحة الردع الإستراتيجي التي تستخدم في إطار "الرد المشروع على العدوان بحق الشعب اليمني".
ولفت سريع إلى توسيع نطاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي يملكها الحوثيون، بحيث تسمح بضرب عدة أهداف في وقت واحد "في عمق دول العدوان". وأعلن المتحدث العسكري تنفيذ أربع عمليات صاروخية ضد تجمعات للجيش السعودي وقوات التحالف، مشيرا إلى أن العمليات جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق وبتعاون من داخل السعودية. وعلى الصعيد الداخلي، قال سريع إن الهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء في العاصمة المؤقتة، التابع لقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات، جاء بعد رصد استخباراتي دقيق وتعاون من جهات في عدن.
واتهم سريع السعودية بعدم احترام تفاهمات المناطق الآمنة في منطقتي منبه وآل ثابت بمديرية قطابر الحدودية شمالي محافظة صعدة قرب الحدود معها. ولفت إلى أن قوات التحالف السعودي الإماراتي شنت 407 غارات على مختلف المحافظات اليمنية الشهر الماضي.
كما أعلن المتحدث باسم قوات الحوثيين في اليمن عن إطلاق صاروخ بالستي من طراز بدرF، معسكرا للجيش السعودي قبالة نجران، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفه. وأكد المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع أن الصاروخ البالستي أصاب هدفه بدقة عالية، منوها إلى أن هذه الضربة "أتت بعد عملية استخباراتية دقيقة لتجمعاتهم"، مضيفا أن الضربة "أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف العسكريين السعوديين والمرتزقة".
كما أكد سريع أن ضرب المعسكر يعتبر عملية استباقية كون "قوى العدوان كانت تجهز للزحف والتصعيد باتجاه مواقع قواتنا في الحدود". وأعلن الحوثيون تطور غير مسبوق، عن "استهداف موقع عسكري سعودي في مدينة الدمام على ساحل الخليج شرقي السعودية بصاروخ بالستي". وأعلنت القوات التابعة للحوثيين عن استهدافها لمن وصفتهم بـ "مرتزقة سودانيين" بشمال غربي اليمن، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وأوضح متحدث باسم القوات التابعة للحوثيين، أن 14 سودانيا قتلوا وأصيب 9 آخرون بجروح إثر "استهداف تجمعاتهم في معسكر مستحدث في الطينة غرب حيران قبالة جازان"، حسبما نقلت عنه قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين. وأضاف المتحدث أن عملية استهداف السودانيين تمت بعد "عملية استخباراتية دقيقة ونفذت بعدد من صواريخ الزلزال والكاتيوشا". كما تحدثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن تصدي قواتهم لزحف لقوات التحالف العربي في محور عسير، وتكبيدهم "خسائر في الأرواح".