في ليبيا: حرب استنزاف مفتوحة النهاية
عبد الامير رويح
2019-07-04 04:30
تطورات متسارعة تشهدها الساحة الليبية بسبب استمرار الحرب الاهلية واتساع رقعة المعارك بين الاطراف المتصارعة، المدعومة من دول وجهات خارجية مختلفة تسعى الى تحقيق مصالحها الخاصة في هذا البلد المهم، ويرى بعض المراقبين ان قوات المشير خليفة حفتر التي خسرت مؤخراً قاعدتها الخلفية في غرب ليبيا والتي تمثلت في مدينة غريان، وتركت وراءها جرحى ومركزا للقيادة وأسلحة وذخيرة، وبعضا من طموحات. ستعمل على اعتماد خطط وطرق جديدة في القتالوخسرت هذه القوات غريان بالسرعة نفسها التي سيطرت فيها عليها بداية نيسان/ابريل، وكانت قد حوّلتها إلى مركز عمليات ونقطة انطلاق لمشروع السيطرة على طرابلس، على بعد حوالي ألف كيلومتر من بنغازي، المعقل الأساسي في الشرق.
وكانت غريان تمثّل نقطة انطلاق لطموحات خليفة حفتر، رجل الشرق الليبي القوي، بعد تقدّمه في جنوب البلاد وإطلاقه في بداية نيسان/ابريل هجوماً يهدف للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة. وبعد خسارة المدينة، توعد العسكري المدعوم خصوصا من دولة الإمارات العربية ومصر، بـرد قاس. و قال تقرير تايمز البريطانية إن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر نقل المعركة من العاصمة الليبية إلى حقول النفط، بعد فشل هجومه على طرابلس. كما انه هدد باستهداف مصالح بعض الدول في ليبيا ومنها تركيا، التي يتهمها حفتر بمساعدة ودعم خصومة والاشتراك في المعارك الاخيرة.
وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، إن تركيا أصبحت ملاذا آمنا لكثير من العناصر المطلوبة للقوات الليبية. وأضاف المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن "تركيا تقاتل بقوة على طرابلس لأنها خسرت القاهرة والسودان". وتابع قائلا: "تركيا فشلت وستنتهي".
وشدد المسماري في تصريحاته على أن تركيا تشكل خطرا على الأمن القومي العربي وليبيا خصوصا، مردفا: "لدينا علاقات جيدة مع الشعب التركي وتصرفات أردوغان سبب التوتر". وأفاد المتحدث بأن القيادة السياسية والجيش يدرسان الرد على تهديدات تركيا. وصرح المسماري بأن القوات الليبية حددت أهدافا سيتم قصفها بمحيط طرابلس وغريان وككلة، مطالبا المواطنين بالابتعاد عن مناطق تمركز المليشيات.
مواصلة القتال
في مستودع مليء بقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والبنادق في مدينة مصراتة الليبية، تصبب العمال عرقا في حرارة الصيف وهم يقومون بتثبيت مدفع مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة. إنهم يستعدون للدفاع عن طرابلس، على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق، في مواجهة القائد العسكري خليفة حفتر، الذي أعلن نفسه خصما للإسلاميين وشن هجوما مباغتا ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس.
وفي بادئ الأمر، بوغتت الجماعات المسلحة في غرب ليبيا من جرأة هجوم حفتر ثم حسنت التنسيق بينها واستعانت بأسلحة استخدمتها في الانتفاضة ضد معمر القذافي عام 2011 من أجل تجهيز مقاتليها. وسمحت الفوضى في البداية لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها حفتر، والمتحالفة مع حكومة موازية في شرق ليبيا، بالوصول إلى الضواحي الجنوبية لطرابلس.
لكن منذ ذلك الحين، تمكن المدافعون الذين ينتمون إلى مصراتة وطرابلس من صد هجوم حفتر، حتى استعادوا بعض الأراضي. ويتوقع دبلوماسيون غربيون حربا طويلة، ربما حتى نهاية العام، إذ يبدو أن الطرفين يثقان في قدراتهما ويتمتعان بدعم من قوى أجنبية لا تضغط من أجل وقف إطلاق النار. وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى تعطيل تدفق النفط وزيادة الهجرة عبر البحر المتوسط، وهو سيناريو كابوس للدول الأوروبية لا سيما بعدما باتت ليبيا المسار الرئيسي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وفي الوقت الراهن، يبدو أن الطرفين عازمان على الحل العسكري. ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في طرابلس إن تركيا زودت المدافعين عن طرابلس بطائرات مسيرة وعربات مدرعة. ويقولون إن هذا ساعد في عمل توازن مع إمدادات سابقة للجيش الوطني الليبي من مصر والإمارات. وقد تكون الروح القتالية في مصراتة، المعقل الرئيسي المناوئ لحفتر، بالغة الأهمية إذ تتم أكبر عملية تعبئة منذ عام 2011 عندما ساعدت المدينة في الإطاحة بالقذافي.
وترك آلاف المقاتلين وظائفهم ليهرعوا إلى جبهة طرابلس، مدعومين بالنساء اللائي يطهين الوجبات ورجال الأعمال الأغنياء وفنيي إصلاح السيارات مثل الحاج سعدون والعاملين في ورشته. وقال سعدون وهو يقف بينما كان واقفا في ورشته ”أنشأت هذه الورشة في 2011 خلال الثورة ولم تتوقف مطلقا. لقد طورت المهارات (الخاصة بالسلاح) منذ ذلك الحين“. وكانت اثنتا عشرة شاحنة تحمل مدافع متوقفة في الخارج تنتظر الإصلاح والصيانة.
ويتولى العاملون في الورشة صيانة نحو عشر شاحنات يوميا، فيصلحون ما عليها من مدافع أو ألواح معدنية واقية. وليست الجماعات المسلحة وحدها هي التي تدعم سعدون— فصندوق التبرعات عند مدخل ورشته يساهم فيه رجال الأعمال والسكان لتمكينه من تصريف أموره وإعانته على مصاعب الحياة.
وتحوي ورشته كميات من بنادق قديمة منهوبة من ترسانات القذافي وهي الآن مخزنة لاستخدامها قطع غيار. ومن الأسلحة يوجد صندوق ذخيرة يحمل اسم ”الجماهيرية“ وهو الاسم الذي كان القذافي يطلقه على ليبيا. ويشكل مقاتلو مصراتة القوة الرئيسية التي تدافع عن طرابلس، حيث الجماعات المسلحة أقل تنظيما وأكثر قابلية لتغيير الولاء. فالمجموعات الكبرى في طرابلس لم تستنفر كل طاقتها ضد حفتر، سعيا فيما يبدو لإبقاء خياراتها مفتوحة.
ويقول مقاتلو مصراتة إن جماعات طرابلس تفتقر ”لروح مصراتة“ التي تجلت في 2011 عندما حاصر القذافي المدينة ثلاثة أشهر. ويميل أهل مصراتة لاعتبار حفتر، وهو قائد عسكري سابق في جيش القذافي، نسخة من الحاكم المستبد الراحل. وخاضت قوات مصراتة بالفعل حربا ضد حفتر عام 2014 عندما وجه الجيش الوطني الليبي ضربات عسكرية لوقف تقدم قوة المدينة صوب طرابلس، التي كانت تسيطر عليها آنذاك حكومة متحالفة مع حفتر.
لكن هذه المرة لم يرسل حفتر، الذي يرى نفسه حصنا واقيا من الإسلاميين، طائرات لقصف مطار مصراته ومينائها ومصنع الصلب بها، وهو ما اعتبره بعض الدبلوماسيين علامة على رغبته في إبرام اتفاق مع المصراتيين في النهاية. وفي حين تشتهر المدينة بجماعاتها المسلحة والإسلاميين، فإنها أيضا موطن لرجال الأعمال الذين أثرى كثير منهم في ظل النظام القديم وبها أكبر ميناء ليبي وشركات للصلب ومنتجات الألبان تخدم البلد بأكملها.
وتشعر مصراتة بوطأة أزمة اقتصادية: فعلى سبيل المثال أصبحت البنوك الأجنبية مترددة في إصدار خطابات ائتمان لمصنع الصلب، وفقا لما أعلنه رئيسه محمد الفقيه. لكن ذلك لم ينل من عزيمته وقال ”إن شاء الله سننهي الهجوم الهمجي للمجرم حفتر“. ويستبعد غيره من الزعماء المحليين إجراء محادثات سلام مع حفتر. وقال محمد رائد، وهو مشرع ورئيس شركة النسيم لمنتجات الألبان، التي يحصل منها المقاتلون على الآيس كريم (البوظة) ”لم يعد الاتفاق مكننا مع حفتر. وحتى لو فقدنا 100 ألف (مقاتل) فسنواصل القتال“. وأضاف ”لدينا أكثر من 30 ألف مقاتل في مصراتة لكننا لم نرسل سوى ستة آلاف حتى الآن“.
ويقدر الدبلوماسيون عدد المدافعين عن طرابلس بثلاثة آلاف، وهو عدد مماثل للذين أرسلهم الجيش الوطني الليبي. وقال دبلوماسي إن ألفا فقط على خط القتال والبقية في قواعد أمامية. ويرفض كلا الجانبين وقف إطلاق النار. ويقول مسؤولو مصراتة إن قواتهم ستحاول استعادة ترهونة، وهي بلدة واقعة إلى الجنوب الشرقي من طرابلس ويسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. ويجند حفتر قوات هناك. بحسب رويترز.
وقال رائد ”إذا سقطت ترهونة فساعتها سيكون حفتر قد خسر الحرب“. وعزز الجيش الوطني الليبي مواقعه قرب مدينة سرت في وسط ليبيا، والتي يسيطر عليها مقاتلو مصراتة. وقالت حليمة تريم التي ترأس جمعية خيرية في مصراتة ”كل يوم يعد 150 إلى 200 امرأة وجبات لدعم ثوارنا (مقاتلينا) بالوجبات والكعك... نفعل ذلك من أجل وطننا“.
المصالح التركية
الى جانب ذلك توعد المشير خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية في ليبيا، بعد تلقيه ضربة موجعة في إطار هجومه على طرابلس، متهماً أنقرة بتقديم الدعم العسكري لخصومه قوات حكومة الوفاق الوطني. وأمر الرجل القوي في شرق ليبيا قواته بضرب السفن والمصالح التركية ومنع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على الرعايا الأتراك في ليبيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري.
وتتهم قوات المشير حفتر التي تشنّ منذ قرابة ثلاثة أشهر هجوماً للسيطرة على طرابلس، تركيا بدعم خصومها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والتي تتخذ من العاصمة مقراً لها. واتّهم المسماري أنقرة بالتدخّل "في المعركة مباشرةً: بجنودها وطائراتها وسفنها". ووفقًا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط.
وتدعم أنقرة قوات حكومة الوفاق الوطني رغم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ ثورة 2011 التي أدت إلى سقوط نظام معمّر القذافي. وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخراً أن بلاده توفّر أسلحة لحكومة الوفاق الوطني بموجب "اتفاق تعاون عسكري" بين أنقرة وطرابلس. وفي 19 حزيران/يونيو، اعتبر إردوغان أن الدعم العسكري التركي سمح لطرابلس بـ"استعادة توازن" الوضع مقابل قوات حفتر، التي تحظى بدعم الإمارات ومصر.
وتأتي تهديدات المشير حفتر لتركيا غداة استعادة القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني السيطرة على مدينة غريان التي تُعتبر قاعدة عمليات حفتر التي أطلق منها في الرابع من نيسان/أبريل الهجوم على العاصمة، على بعد ألف كيلومتر من معقله بنغازي (شرق). وبعد تقدّم سريع من شرق وجنوب البلاد، سيطر حفتر على غريان في الثاني من نيسان/أبريل قبل إطلاق بعد يومين هجومه على طرابلس. إلا أن قوّاته تعثّرت على أبواب العاصمة في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق إلى حين سقوط غريان. ولم تتحرك خطوط المواجهة إلا قليلاً على الأرض.
وتوعّد حفتر بـ"ردّ قاس". واتهم خصومه خصوصاً بتصفية عناصر من قواته كانوا مصابين في مستشفى المدينة، الأمر الذي نفاه مسؤولون محليون وحكومة الوفاق. ومنذ خسارتهم غريان، شنّت قوات حفتر غارات جوية عدة على هذه المدينة الواقعة على بعد مئة كيلومتر نحو جنوب غرب طرابلس. أما قوات حكومة الوفاق التي تسعى إلى قطع خطوط الإمدادات عن القوات الموالية لحفتر، فقد شنّت هجوماً على السبيعة، على بعد أربعين كيلومتراً جنوب طرابلس، وتحدّثت عن تحقيق خرقً.
إلا أن المسماري أشار إلى أنه تمّ صدّ الهجوم متحدثاً عن "معركة عنيفة جداً". واتّهم تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق الوطني في استعادة السيطرة على مدينة غريان عبر تأمين غطاء جوي لها. وقال المسماري في بيان إنّ الأوامر صدرت "للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب داخل المياه الإقليمية، وللقوات البرية باستهداف كافة الأهداف الاستراتيجية التركية". وأضاف "تُعتبر الشركات والمقرّات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية (في ليبيا) أهدافاً مشروعة للقوات المسلّحة". بحسب فرانس برس.
وأشار إلى أنه سيتم "إيقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية". وتسيّر شركات ليبية رحلات جوية منتظمة إلى تركيا انطلاقاً من مطارَي معيتيقة في طرابلس ومصراتة (غرب). ولم يوضح المسماري كيف ستتمكن قواته من فرض حظر طيران في منطقة غير خاضعة لسيطرتها. ويتبادل المعسكران الاتهامات باللجوء إلى مرتزقة أجانب وبتلقي دعم عسكري من الخارج. وتقيم تركيا علاقات جيدة مع حكومة الوفاق الوطني خصوصاً على الصعيد التجاري. وهي إحدى الدول النادرة التي أعادت فتح سفارتها في طرابلس منذ إغلاق البعثات الدبلوماسية عام 2014 جراء أعمال العنف.
صواريخ أميركية
في السياق ذاته أعلنت الولايات المتّحدة أنّها تتحقّق من صحّة معلومات بشأن العثور في مدينة غريان الليبية على أربعة صواريخ أميركية مضادّة للدروع من طراز "جافلين" تركتها وراءها قوات المشير خليفة حفتر لدى انسحابها من كبرى مدن الجبل الغربي. وكانت صحيفة نيويورك تايمز أفادت أنّ قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً عثرت داخل قاعدة عسكرية كانت تستخدمها قوات حفتر في مدينة غريان (حوالى مئة كيلومتر جنوب غرب طرابلس) على أربعة صواريخ من طراز جافلين.
ونشر "المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب" التابع لحكومة الوفاق صوراً تفيد بأنّ ملكيّة الصواريخ تعود إلى الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما هو مدوّن على صناديقها. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية طالباً عدم نشر اسمه "نحن نأخذ على محمل الجدّ كل المزاعم المتعلقة بسوء استخدام معدات دفاعية أميركية المنشأ. نحن على علم بهذه التقارير ونبحث عن معلومات إضافية". وأضاف "نتوقّع من جميع المستفيدين من عتاد دفاعي أميركي المنشأ التزام تعهّدات الاستخدام النهائي الخاصة بهم".
وبحسب "عملية بركان الغضب" فقد تم العثور على الصواريخ الأربعة عندما استعادت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني مدينة غريان الاستراتيجية في هجوم مفاجئ. واوردت نيويورك تايمز أنّ الكتابات المدوّنة على صناديق هذه الصواريخ تشير إلى أنّها بيعت إلى الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة، في 2008. وأكّدت الصحيفة أنّه في حال ثبت أنّ هذه الصواريخ بيعت أو أعطيت لقوات حفتر، فإن ذلك يشكّل انتهاكاً لشروط البيع وكذلك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية الدول الإقليمية الثلاث الرئيسية الداعمة لحفتر في مواجهة قوات حكومة الوفاق المدعومة أساساً من تركيا وقطر. وبحسب الصحيفة النيويوركية فقد تمّ العثور في ليبيا أيضاً على طائرات مسيّرة هجومية صينية الصنع. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنّ واشنطن تدعم الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة "للمساعدة في تجنّب مزيد من التصعيد ورسم طريق للأمام يوفر الأمن والرخاء لجميع الليبيين". بحسب فرانس برس.
وأضاف "ندعو جميع الأطراف للعودة بسرعة إلى الوساطة السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة والتي يتوقّف نجاحها على وقف لاطلاق النار في طرابلس وحولها". وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.