إستراتيجيات التوريط
الشباب الاوربي في بيوت العناكب
د. حسن السوداني
2018-03-07 06:11
تمهيد:
ما الذي يدفع الشباب الأوربي بما يمتلكه من عوامل الاستقرار والآمان والرفاهية إلى الالتحاق بالمنظمات الإرهابية وتحديدا بأكثرها دموية ووحشية (تنظيم داعش الإرهابي)؟
سؤال غالبا ما رددته وسائل الإعلام الأوربية بعد كل حادثة إرهابية تصاب بها الدول الأوربية! وذات السؤال يردده اغلب الناس بالبلدان العربية بعد ان تتناقل وسائل إعلام بلدانهم أخبار العمليات الانغماسية التي ينفذها أجانب جاؤوا من بلدان يحلم الكثيرون العيش بها؟ ومن يتابع الإجابة عن تلك التساؤلات فسيجدها تدور في فلك من التهويمات اللغوية التي تحاول ان تضع الغرابيل بوجه الشمس الساطعة!! فمنها من يلقي باللائمة على المهاجرين باعتبارهم المعين الذي لا ينضب بتزويد تلك المنظمات الإرهابية بالعديد من المقاتلين ومنها من يلقي باللائمة على اسر أولئك المقاتلين وثقافتها المحدودة.
ولكي نسبر غور الحقائق ونبتعد عن التكهنات لابد من دراسة أوضاع البيئات الاجتماعية التي خرج منها هؤلاء وهل ساهمت تلك الدول بدفعهم للانحراف والتورط؟ ام ساهم إعلام تلك المنظمات الإرهابية في نصب شراك التوريط؟ ام هو إخفاق الإعلام الوطني في إيصال الرسالة التي تفكك شفرات الإرهابيين وتخيب مسعاهم؟ كيف أسهمت الإخفاقات الإعلامية في توريط الشباب الأوربي وادخله إلى المصائد المهلكة؟ أسئلة تحاول هذه الدراسة الإجابة عنها بصورة مكثفة.
المشكلة:
وفقا لتصريحات المسؤولين الأوربيين في وسائل الإعلام الأوربية ووفقا لما قدّرته دراسة أجرتها “King's College London” البريطانية ان نحو خُمس عدد مسلحي داعش في الموصل، البالغ عددهم 3700 شخص تقريبًا، هم من مواطني أوروبا الغربية أو المقيمين فيها، ووفقا لدراسات منشورة اخرى ان الكثير من نسب الملتحقين بهذا التنظيم كان من حصة البلدان الاسكندينافية فقد أعلنت الدنمارك ان حصيلة المقاتلين الملتحقين بصفوف داعش تتخطى 2000 مقاتل أما بقية الدول الأوربية فالأعداد فيها تثير الغثيان فعلا ! ففي فرنسا وحدها تجاوز الرقم 1700 مقاتل وبريطانيا 800 مقاتل ويقدر عدد المنضمين من ألمانيا بـ750 مقاتل و450 بلجيكي و300 مقاتل سويدي و150 مقاتل اسباني وأعداد متباينة من هولندا واليونان والنرويج.(1)
ويؤكد السويديون من سياسيين وموظفين حكوميين ورجال البوليس والمخابرات ان الأعداد المعروفة والمتداولة في أجهزة الإعلام السويدي عن السويديين الملتحقين بالمنظمات الإرهابية في مناطق الاشتباك العراقية والسورية قد تجاوز ال300 سويدي، ووفقا لتصريحات وزير العدل السويدي أندريس إيجيمان أن إجمالي عدد المواطنين السويديين الذين تأكد مقتلهم خلال مشاركتهم في القتال في صفوف تنظيم داعش بلغ 32 سويدي(2)، كما ان أن جهاز المخابرات السويدية أكد أيضا نفس الرقم الذي أعلنه الوزير خلال مقابلة صحفية، كما أعلن مدير جهاز الاستخبارات السويدي أندرش ثورنبيري، أن هناك عناصر ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في السويد، لهم النية والقدرة على تنفيذ هجمات إرهابية في البلاد، وعبّر عن خشيته من انضمام 300 عنصر يحمل الجنسية السويدية أو مقيم فيها إلى التنظيم المذكور، وأن ما لا يقل عن 104 منهم عادوا إلى السويد بعد مشاركتهم في القتال.
تفسير المشكلة:
قبل سبع سنوات من تاريخ كتابة هذا الدراسة لم تكن السويد تطفو أخبارها (الداكنة) على سطح التداولات الإخبارية في العالم غير ان عام 2010 شهد حادثاً إرهابياً صادما عندما قام تيمور عبد الوهاب العبدلي وهو يحمل الجنسية السويدية ومولــــود بالعراق بتفجير قنبلتين في وسط استكهولم. وكان تيمور قد تطرف عندما كان يعيش في لوتون ببريطانيا وهي منطقة تنتشر بها مناخات التطرف. ومن ذلك التاريخ بدأت الأوساط الاجتماعية ومنابرها الصحفية تتحدث عن وصول الأفكار المسمومة إلى النسيج الداخلي السويدي.
بالرغم من وجود محاولات (إرهابية) سبقت هذا التاريخ منذ جريمة اغتيال رئيس وزراء السويد أولف بالما في 28 فبراير 1986 واغتيال وزيرة الخارجية السويدية انا ليند في الحادي عشر من سبتمبر 2003 إلا ان تلك الحوادث ظلت في طي الأسباب الغامضة ولم تكشف السلطات السويدية الأسباب الحقيقية التي كانت وراءها وربما اكثرها غرابة هو ما قاله ميهايلو ميهايلوفيتش قاتل انا ليند بان دافع الكراهية هو الذي وكزه لارتكاب تلك الجريمة البشعة!!
حادثة تيمور الإرهابية قد حرفت أنظار المجتمع إلى المارد الإسلامي الذي بدأت أولى أبخرته بالظهور من قمقم المساجد والجمعيات والتجمعات ذات الخلفية الإسلامية وبدا مصطلح (فوبيا الإسلام) تتداوله الصحف أكثر من ذي قبل، غير ان سقوط مدينة الموصل العراقية وإعلان إبراهيم عواد إبراهيم البدري الملقب بابي بكر البغدادي عن تأسيس دولة الخلافة الداعشية وتوحد الكثير من المنظمات الإرهابية تحت عباءة التنظيم الجديد وما رافقه من بث مصور لبسط نفوذه على مساحات واسعة من العراق وسورية قد سارع بظهور أخبار كثيرة في الصحف الأوربية عن بدء التحاق الكثير من شباب تلك البلدان بصفوف التنظيم الجديد.
أسباب انضمام الشباب الأوربي للتنظيمات الإرهابية ومرتكزات التوريط:
يستبعد بعض المحللين من خارج المجتمع الأوربي ان تكون أسباب انتماء الشباب الأوربي للتنظيمات الإرهابية هي أسباب اقتصادية ويعزون ذلك لفكرة التكافل الاجتماعي التي تتبناها معظم الدول الأوربية، غير ان الباحث ومن خلال إقامته لأكثر من عقدين داخل هذا المجتمع يعد العامل الاقتصادي احد أسباب ذلك الانتماء فالبرغم من ان تلك الإحصائيات المنشورة لا تشير الى انه هؤلاء هم اوربيون أصليون ام بالاكتساب من خلال الإقامة الا أن أكثر المؤشرات تؤكد ان اغلب هؤلاء هم من ذوي الأصول الأجنبية وهم يعانون من نوع من أنواع التمييز العنصري بسبب أسمائهم وسحنهم وانحداراتهم العرقية.
وبدأت هذه الظاهرة تبرز بشكل جلي من خلال أحداث مناطق روغسفيد وسكوغوس وهوسبي وفروينغن، يوردبرو وهاغسيترا في العاصمة السويدية ستوكهولم التي يعتبر معظم سكان تلك المناطق من ذوي الخلفيات الأجنبية. وعرفت أحداث الشغب تدخل قوات الشرطة بعنف وتلفظهم بكلمات عنصرية ضد الشبيبة، حسب ما صرحت به منظمة "ميغافونين لتحقيق العدالة الاجتماعية"(3)، ولم تتوقف هذه الاحداث على العاصمة بل تعدتها الى مدن لينشوبنك واوربرو أيضا، وبالرغم من ان شرارة الاحداث انطلقت بسبب مقتل رجل كبير في السن (69 سنة) على يد الشرطة السويدية لعدم امتثاله لأوامرها فان ذلك لم يكن السبب الوحيد لقيام تلك الإعمال بل الشرارة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات الشبابية بسبب البطالة المستشرية في أحياء المهاجرين وعدم قدرة الدولة في معالجة الأمر، وهو ما استدعى اتا مارغريت ليف، من حزب اليسار المعارض ان تقول في صحيفة «سفينسكا داجبلادت»، لقد «فشلنا في إعطاء الكثيرين في الضواحي أملاً بالمستقبل» في حين اكدت الباحثة في جامعة ستوكهولم، إيفا اندرسون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ.) أن "خطر أعمال الشغب أكبر في المناطق المعزولة حيث يعيش الكثير من الأفراد على الإعانات".(4)
وذات الامر تكرر في فرنسا التي عاملت المحتجين بطريقة قاسية جدا فقد (أثار نيكولا ساركوزي جدلا باستخدامه لغة متشددة، كوصفه مثيري الشغب بأنهم "حثالة" وقوله إن العديد من الضواحي تحتاج إلى "تنظيف صناعي".
وإذا تخطينا العاملين الاقتصادي والعنصري فان السلطات الاوربية تعاني من مشكلة التأكد من القادمين الجدد اليها من مناطق النزاعات وعدم القدرة على تمييز البريء من المجرم الا في حدود ضيقة جدا فالجميع يدلي بشهادته إلى موظف الهجرة المسؤول على ملف المهاجرين من خلال سرد قصته مع الدكتاتوريات التي أتى هاربا من طغيانها والبعض من هؤلاء غالبا ما يكونون من ادوات تلك الدكتاتوريات وسياطها الموجعة على ظهور الأبرياء، ويمكن سرد الكثير من الحكايات عن مقابلة الأبرياء لجلاديهم على ارض البلدان الاوربية في مناسبات متعددة، بمعنى اخر ان قدرة السلطات الاوربية في تدقيق هوية القادمين لا تسعفها في تحديد مكامن الخطر الحقيقية مما يتيح للكثير من العاملين في حقل الإرهاب أن يعيد نشاطه وخلاياه بعد تمكنه قانونيا من البقاء في هذه الدولة، وما يؤكد ظهور هذه الحقيقة هي رفع أعلام تنظيم داعش في الكثير من تلك البلدان وفي اكثر من مناسبة والتراشق اللفظي بين الفرقاء الإسلاميين على منابر الجوامع والجمعيات الإسلامية والتحريض على قتل الآخر، وقد كشفت جريمة الاعتداء على مقر مؤسسة الدر في الحادي عشر من أكتوبر 2016 والتي تبنى تنظيم داعش العملية عبر وسائله الإعلامية عن استعداد بعض أعضاء التنظيم المقيمون في السويد على تنفيذ العمليات الإرهابية حين يطلب منهم ذلك، فضلا عن ذلك أن اغلب أعمار الملتحقين في مع التنظيمات الإرهابية هم من الشباب وهذا يعني استثمارا للطاقة الفائضة التي يختزنوها والتي لا تصرف هنا بطريقة سليمة من خلال العمل او الالتحاق بالمؤسسات الفنية والثقافية والرياضية التي يمكن ان تحول تلك الطاقات الى نتاج نافع لهم ولمجتمعهم.
وفي ذات السياق لم تجري عمليات تأهيل للقادمين من مناطق النزاع والمشتركين في العمليات العسكرية فغالبا ما يقوم هؤلاء بعدم التخلي عن آرائهم المتشددة وممارساتهم وعدم قدرتهم على الاندماج مولدين بيئات شبه منعزلة لا يلتقون فيها الا بأمثالهم من المتشددين فضلا عن فشل سياسات الاندماج التي تتعبها الحكومات الاوربية وإعلانها هذا الفشل في مناسبات متعددة.
الامر الثالث الذي يسهم بدرجة كبيرة في عمليات التوريط هو ما يعرف بالتمزق الهوياتي فالجيل الثاني والثالث من العرب المهاجرين للدول الأوربية يعاني من ضياع في الهوية بدرجة عالية تؤشر خطرا داهما على اهليهم ولقمة سائغة للتنظيمات الإرهابية، فمعظمهم يعانون من فقدان اللغة الام وضياع هوياتهم الثقافية التي اتو منها وفي دراسة للباحث محمد مصباح في معهد تشاتام هاوس البريطاني، يقول فيها "الجيل الثالث من المهاجرين اليوم في أوروبا يعانون من تمزق هوياتي كبير، مشيرا إلى أن الجيل الثاني عرف توجه عدد منه إلى أفغانستان إبان نشاط تنظيم القاعدة في عهد أسامة بن لادن، ويقول أيضا "لكن الجيل الجديد بات يعيش تمزقاً هوياتياً كبيراً، وهذا يسهل تورطه في أعمال إرهابية يتبناها تنظيم داعش".(5)
وتؤشر إحصائيات سويدية إلى حالات من الانفصال الأسري بين صفوف المهاجرين العرب بأرقام مخيفة تترك اثأرا كبيرة على تربية الأبناء الذي يعيشون حالة من الضياع بين الأم والأب والثقافة الأوربية فضلا عن الانفصال اللغوي، ولعل حادثة مقتل احد الشباب العراقيين في مدين مالمو السويدية تكشف عن انفصال اسري مبكر عاشه الشاب منذ طفولته جعلته عرضة لعصابات المخدرات التي أودت بحياته بطريقة مأساوية، وهو ما تؤكده الدراسة للباحث الذي فات ذكره بالقول "تكون هذه الفئة عادةً هشة من الناحية الاجتماعية والثقافية، ومعرفتها الدينية سطحية"، وأضاف أن "تفسير ظاهرة تورط الشباب في أعمال إرهابية لا يرتبط بأبعاد دينية أو أيديولوجية، ولكن بالأساس بالبعد الشبابي والهوياتي".
الأمر الرابع والمسكوت عنه كثيرا في العراق هو الإخفاق الكبير في الإعلام الوطني العراقي في مواجهة ماكنة الإعلام الداعشية والتخبط الكبير الذي وقعت فيه في تناولها لموضوعات الإرهاب واستراتيجياته واعتمادها الكبير على آليات غير مؤثرة ومنها (البرامج الحوارية، تقارير المراسلين من الجبهات، النشرات الإخبارية المتعددة، مقالات الصحف المتلفزة) وهي آليات غالبا ما تفقد ميزة التشويق في المتابعة وتثير الملل من تكرار نفس الوجوه التي تكرر نفس التحليلات دون الاعتماد على معطيات دقيقة! ولم يستطع الإعلام المرئي العراقي من تقديم معادل صوري مناسب يرجح كفته على ماتبثه الآلة الإعلامية للتنظيمات الإرهابية التي تعتمد الإثارة التي تقترب من أفلام الرعب والاكشن التي تحظى بمشاهدات ومتابعات كبيرة حتى بعد وصول أخبار عن كيفية تصوير تلك الأفلام المشينة وطريقة تصويرها لم يستطع الإعلام الحكومي من استثمار تلك المناسبات لدحض افتراءات الإعلام الإرهابي، كما يمكن ان نسجل بدراسة أخرى حجم الإخفاق في الإعلام الوطني في استثمار لحظة الفوز في التأثير على معنويات التنظيم او حواضنه الإرهابية ليس في الداخل فقط وإنما في العالم اجمع أيضا (السبق الإعلامي أنموذجا)
هذه العوامل (الاقتصادية والعنصرية وضياع الهوية وإخفاق الإعلام الوطني) تعد المرتكزات الرئيسية من وجهة نطر الباحث في عمليات التوريط التي يقع فيها الشباب في أوربا والتي لم تأخذ حقها من البحث والدراسة والمعالجة.
اين سيذهب العائدون؟
قيل قديما في الأمثال الدارجة ان "لا دخان بلا بنار" ويرى الباحث في سياق تماشيه مع نفس المثل السابق ان "لا إرهابيين بلا حواضن" ويمكن ان تفسر كلمة الحواضن هنا وفقا للتقسيمات التالية:
1- المناخات الفكرية التي دفعت هؤلاء الى الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية (العائلة، الأصدقاء، المدرسة... الخ).
2- أشخاص معبئون بأفكار متشددة يؤسسون جمعيات (ثقافية) بالظاهر لكنها تمارس نشاطا دينيا تقدم محاضرات وغالبا ما تكون مغلقة على عدد محدود من مرتاديها! وهو ما يتفق مع نظرية سثرلاند في الاختلاط التفاضلي وتبين كيفية انتقال السلوك الإجرامي عن طريق التعليم من الآخرين أو من خلال الاحتكاك بالمنحرفين في تعلم الأشكال الإجرامية والبواعث والمبررات التي تشجع على ارتكاب الجريمة من خلال علاقات شخصية وثيقة بين الأفراد المنحرفين.
وتقوم النظرية على عدة فرضيات منها:
أ- أن السلوك الإجرامي مكتسب بالتعلم.
ب- يتعلم الفرد السلوك الإجرامي عن طريق التفاعل مع أشخاص آخرين.
ج- تتم عملية تعلم السلوك الإجرامي في إطار علاقات أولية حميمة وتستفيد هذه الفكرة من دور وسائل الإعلام في إحداث الجريمة. (6)
3- الطموحات الشبابية المنفلتة للعب دور يتصف بالمغامرة والجنون لدى الكثير من الشباب.
4- التفكك الأسري في العوائل المهاجرة وكثرة حالات الطلاق المستشرية فيها وترك الشباب دون رعاية ومراقبة يسهم بالتحاق هؤلاء بتلك التنظيمات.
5- وسائل الإعلام الفضائية التي تدعو للطائفية والكراهية وما تنقله من صور مرعبة عن بعضها البعض تتصف بالكثير من التزييف والمراوغة والكذب.
6- قلق الهوية الذي يعاني منه المغتربون عموما وضياعها وسط تمسك الجيل الاول منهم بهويته الأصلية وتراوح الجيل الثاني بين هويتين غير واضحتي الملامح.
هذه النقاط ويمكن إضافة الكثير لها ستكون ملاذا ينتظر هؤلاء في حالة عودتهم مجددا الى اوربا ويمكن ان تكون فاعلة في دفعهم مجددا لارتكاب أخطاء مماثلة. ويفسر السلوكيون الجدد الظاهرة الإجرامية على أساس أنها استجابة نمطية داعمة للتوتر والقلق الناتج عن استمرار مشاعر الإحباط وقد فسر مورر MAURER الجريمة على أنها استجابة لسوء عملية التطبيع الاجتماعي وإلى الفشل في تعلم القيم وفي امتصاص عوامل الضبط الاجتماعي وعيوب في نمو الضمير.(7)
الحلول:
يرى الباحث ان وضع وصفة ناجعة لمعالجة انحراف هؤلاء يعد من الامور الصعبة جدا الا ان ترك المسببات دون علاج سيؤدي حتما لتولد ظواهر اخرى وفي اوقات اخرى ولذلك يقترح الباحث ما يلي:
1- التدقيق في سجلات القادمين لاوربا من مناطق التوتر وعدم ترك المجرمين ممن تلطخت ايديهم بالجرائم طلقاء في هذا المجتمع الامن.
2- معالجة موضوع الطلبات المتأخرة للاجئين الجدد والتأكد من عنواناتهم وحقيقة سكنهم فيها كونهم لقمة سائغة لدى التنظيمات الإرهابية التي تفكر باستغلال أوضاعهم الصعبة وتنظيمهم في عمليات إجرامية(سطو، قتل، سرقات، اغتصاب.. الخ)
3- تشديد الرقابة على الخطاب الديني في أماكن ودور العبادة للديانات المختلفة ومحاسبة مطلقي الكراهية في الخطابات الدينية باعتبارهم خطرا على المجتمع.
4- التعامل مع بلاغات المواطنين من قبل الأجهزة الأمنية بصورة أكثر جدية.
5- زيادة أماكن تزجية الفراغ في مناطق المهاجرين.
6- زيادة فرص العمل وخاصة لدى أبناء المهاجرين الشباب وعدم تركهم يعانون البطالة المزمنة.
7- عدم تهويل الأحداث الصغيرة التي يرتكبها المهاجرون من قبل وسائل الإعلام وإظهارهم بطريقة غير لائقة وزيادة نقمة المجتمع السويدي عليهم.
8- إخضاع العائدين من المقاتلين في التنظيمات الإرهابية الى رقابة مشددة مع تأهيل خاص يثبت فيه هؤلاء تركهم لتلك الأفكار وعدم عودتهم لها تحت أي سبب كان.