داعش في اسيا: فقاعة مؤقتة أم تهديد جاد؟

عبد الامير رويح

2018-01-24 04:30

بعد الهزائم الكبيرة التي مني بها تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق، سعى هذا التنظيم الارهابي الخطير الى البحث عن أماكن أخرى لكي يعلن ولايته عليها، الأمر الذي دفعه وبحسب بعض المصادر، للتوجه إلى دول جنوب شرق آسيا لينشر أفكاره المتطرفة هناك بحثا عن حواضن خصبه له في الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة. ويرى بعض الخبراء ان الفلبين تحولت إلى معقل جديد لهذا التنظيم الذي استطاع ان يجد حواضن خصبه له في هذه البلاد، كما شن تنظيم داعش الإرهابي هجمات عدة في إندونيسيا في الأعوام الماضية، ووقعت هجمات في ماليزيا وبنجلادش، وتبنى المسؤولية عنها، فضلًا عن الهجمات المستمرة التي يشنها التنظيم في سنغافورة والفلبين.

ويؤكد المراقبون أن توسع وتمدد هذه التنظيمات المتطرفة في بلدان جنوب شرق آسيا ترجع لعدة أسباب، أولها أن أغلب من التحقوا للقتال في صفوف داعش بسوريا والعراق وليبيا واقتنعوا بأفكاره المتطرفة كانوا من تلك المناطق، خاصة أن نحو ألف شخص غادروا جنوب شرق آسيا إلى جبهات القتال في سوريا والعراق للانضمام في صفوف تنظيم داعش، كما أن استغلال التنظيم للأوضاع السائدة من خلافات وانقسامات قومية ودينية، وطائفية وعرقية والاستفادة من خواء السيطرة الأمنية، لحكومة مركزية، أو ضعفها في أكثر من دولة كان سببًا بارزًا في اختيار جنوب شرق آسيا.

ويعمل التنظيم على استغلال بيئات تحتضن منذ عقود عشرات التنظيمات المتطرفة، كجماعة أبو سياف في الفلبين وشبكة مجاهدي شرق إندونيسيا، ويستغل التنظيم، أيضا، تراجع دور تنظيم القاعدة، لا سيما في أفغانستان وباكستان، حيث أعلن عن إنشاء ولاية خراسان، في وقت سابق، وبايع قادة منشقون عن حركتي طالبان باكستان وطالبان أفغانستان زعيم داعش، أبو بكر البغدادي.

كما يستغل التنظيم مشاكل الإقليات الإسلامية في هذه المناطق بالقارة الآسيوية للتحريض على رد الفعل، إما من خلال تنظيمات محلية أو من خلال ما يسمى بالذئاب المنفردة، التي تتحرك بشكل معزول، ويلعب التنظيم أيضا على التناقضات التي يجدها في عدد من المجتمعات وسط وشرق آسيا كي يجند أتباعا له ويوسع انتشاره الجغرافي.

إندونيسيا

في هذا الشأن ذكر متحدث باسم الشرطة الإندونيسية أن السلطات اعتقلت تسعة رجال يشتبه بأن لهم صلات بشبكة متشددة موالية لتنظيم داعش وبتخطيطهم لسلسلة هجمات على مواقع الشرطة. وتجد شرطة مكافحة الإرهاب صعوبة في احتواء زيادة التحول إلى التطرف في الآونة الأخيرة في أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين في العالم بإيعاز من داعش. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على ثمانية رجال في إقليم رياو وعلى تاسع في إقليم سولاويسي الجنوبية. وثمة مزاعم بأن لهم صلات بأبرز شبكة إندونيسية متشددة وهي جماعة أنصار الدولة الموالية لداعش.

وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية ريكوانتو عن الرجال الذين اعتقلوا في رياو ”كانوا يخططون لهجمات على مراكز الشرطة من مستوى الأحياء حتى مستوى الأقاليم“. وأضاف أن الرجال يشتبه بانضمامهم إلى معسكر تدريب في إقليم مجاور حيث تعلموا إطلاق النار وإعداد القنابل. وعادة ما تكثف شرطة مكافحة الإرهاب في إندونيسيا عمليات المراقبة والمداهمات قرب نهاية العام حيث أحبطت مؤامرات لمتشددين يستهدفون احتفالات العام الجديد والمقاصد السياحية الشهيرة. بحسب رويترز.

وتشتبه السلطات بأن هناك مئات المتعاطفين مع داعش في إندونيسيا سافر بعضهم إلى سوريا للقتال إلى جانب التنظيم. وهناك مخاوف متزايدة بشأن عودة المتشددين الذين اكتسبوا صلابة من القتال مع فقد داعش أغلب أراضيها في الشرق الأوسط. وقتل أربعة أشخاص عندما شن متشددون مرتبطون بالتنظيم هجوما بالأسلحة والقنابل في قلب العاصمة جاكرتا في 2016.

الفلبين

الى جانب ذلك خاضت القوات الفلبينية حرب مدن شرسة مع فلول تحالف من المتشددين الموالين لتنظيم داعش في حين يسعى الجيش لإنهاء أكبر أزمة أمنية تشهدها البلاد منذ سنوات. ويقاتل عدد يقدر بنحو 30 شخصا، بعضهم مسلحون وبعض أفراد أسرهم، متحصنين بمبنى من طابقين قرب بحيرة لاناو في مدينة ماراوي ويبدو أنهم مستعدون للقتال حتى الموت وفقا لما ذكره نائب قائد العمليات.

وقال الكولونيل روميو براونر في مؤتمر صحفي ”هناك مبنى واحد وهم بداخله“ وأضاف ”أعتقد أن هؤلاء من قرروا القتال حتى النهاية لأنهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا سيدخلون الجنة“. وقال براونر إن الجنود يستخدمون مكبرات الصوت لحثهم على الاستسلام. وقال إنهم لا يعرفون أعداد القتلى والأحياء داخل المبنى. وفاجأ حصار ماراوي الفلبين وأثار مخاوف أوسع نطاقا من أن يكون أنصار تنظيم داعش قد تعلموا كيفية الانتشار في المناطق المسلمة الفقيرة في جزيرة مينداناو واستخدام الغابات والجبال كمنصات لشن هجمات.

وتعززت هذه المخاوف بقدرة المتمردين في ماراوي على تجنيد شبان للقتال وجمع مخزونات ضخمة من الأسلحة وتحمل هجوم بري وغارات جوية على مدى خمسة أشهر أدت إلى تدمير المدينة. وحقق الجيش مكسبا كبيرا بقتله إسنيلون هابيلون أمير التنظيم في جنوب شرق آسيا وعمر الخيام ماوتي زعيم جماعة ماوتي المتشددة. وقال الجيش إن من المرجح مقتل قيادي آخر من المتمردين يحتمل أن يكون ممول العملية وهو الماليزي محمود أحمد. بحسب رويترز.

وقال براونر إن السلطات تعتقد أن عناصر أجنبية موجودة ضمن المجموعة التي مازالت تقاتل ومن الواضح أن هناك فراغا في القيادة الآن. وأضاف ”في هذه المرحلة لا نعرف من هو القائد فعلا“. وتابع ”قواتنا الحكومية ستحاول بذل ما في وسعها لإنهاء القتال “. وبدأت القوات انسحابا تدريجيا وقد تسمح السلطات قريبا لبعض السكان بالعودة إلى ديارهم التي لم تدمرها الحرب التي أدت إلى نزوح 300 ألف شخص على الأقل. وقتل أكثر من ألف في الصراع أغلبهم من المتشددين. وتفيد تقديرات الحكومة أن إعادة إعمار المدينة سيتكلف 50 مليار بيزو (971 مليون دولار) على الأقل.

سنغافورة

على صعيد متصل قالت حكومة سنغافورة إن الشرطة اعتقلت رجلا يشتبه في أنه كان يخطط للانضمام إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش في الفلبين وامرأة كانت على تواصل مع مسلحين أجانب. وزاد القلق في سنغافورة، التي تعد أكثر الدول استقرارا في جنوب شرق آسيا، من مخاطر تبني أقليتها المسلمة للفكر المتشدد. وقالت الحكومة في وقت سابق إنه جرى فرض قيود على حركة 14 شخصا على الأقل من المواطنين الذين تبنوا الفكر المتشدد أو تم احتجازهم بموجب قانون أمن داخلي جديد منذ 2015 وذلك في زيادة واضحة عن 11 حالة مشابهة في الفترة بين 2007 و2014.

وجرى تحديد هوية الرجل المعتقل واسمه عمران قاسم ويبلغ من العمر 34 عاما. وقالت وزارة الداخلية إنه حاول أن يجد طريقة للسفر إلى سوريا والانضمام إلى مسلحي التنظيم مرتين على الأقل وإنه استعد لمهاجمة أعضاء في القوات المسلحة السنغافورية. وقالت الوزارة في بيان صحفي إن المعتقل حاول في الآونة الأخيرة الانضمام إلى مسلحين سيطروا على مدينة ماراوي في الفلبين هذا العام. ويأتي اعتقال عمران نتيجة لمعلومات تلقتها الشرطة من ”أشخاص مقربين منه“.

وأطلقت السلطات حملة لتشجيع العائلات والأصدقاء والجيران على الإبلاغ عن أي شخص يخشون من أنه عرضة لتبني الفكر المتشدد. أما المرأة المحتجزة فتعرف باسم شاكيرا بيجام بنت عبد الوهاب وهي مساعدة إدارية تبلغ من العمر 23 عاما وثاني امرأة سنغافورية تحتجز للاشتباه بتبنيها الفكر المتشدد. وتقول الوزارة إن شاكيرا كانت على تواصل مع عدة مقاتلين أجانب منذ 2013. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة ”أظهرت شاكيرا ميولا للقيام بسلوك خطر مما يجعلها ضعيفة أمام التأثير السلبي ومحاولات التجنيد من قبل الإرهابيين الذين ينتمون لمجموعة تشكل خطرا أمنيا على سنغافورة“. واعتقلت الشرطة في يونيو حزيران الماضي شرطيا مساعدا وعاملة في مجال رعاية الأطفال كان كلاهما مشتبها بتبني الفكر المتشدد.

المال ودخول الجنة

من جانب اخر وعندما شاهد جليل المقاتل الإسلامي الذي لم يزل في سن المراهقة قائده يحمل رأس أحد جيرانه أدرك أن الوقت قد حان للهرب من مدينة ماراوي. روى جليل ابن السابعة عشرة أنه صادف جماعة من أقرانه المقاتلين بقيادة زعيم المتمردين عبد الله ماوتي بعد مرور ستة أيام على احتلال المدينة وكان بينهم طفل بدا في العاشرة من عمره. وكانوا يهللون لقطع رأس مسيحي من الحي الذي يعيش فيه جليل متهم بأنه جاسوس.

وقال جليل مشترطا عدم الكشف عن بقية اسمه لحمايته من أي محاولة للانتقام منه ”كان عبد الله ماوتي يمسك برأس الرجل وكان يهتف الله أكبر“. وأضاف ”كانوا يرددون الهتاف وراءه. وعند ذلك أدركت أن علي أن ألوذ بالفرار. لم أرد أن أشارك في ذلك“. وجليل واحد من مئات الشبان المسلمين الذين استمالهم أتباع تنظيم داعش في جزيرة مينداناو التي ينتشر فيها الفقر في جنوب الفلبين وتخشى حكومات في جنوب شرق آسيا أن تصبح معقلا إقليميا للتنظيم المتطرف بعدما فقد مناطق نفوذه في سوريا والعراق. ويقول روميل بانلاوي المدير التنفيذي لمعهد الفلبين لبحوث السلام والعنف والإرهاب إن الأجانب الذين يعملون لتجنيد أنصار ينشطون في مينداناو منذ سنوات غير أن الدعاية الفعالة من جانب تنظيم داعش وصعود نجم أسرة ماوتي المتشددة أدى إلى زيادة كبيرة في أتباع التنظيم.

وقال بانلاوي الذي يتابع عملية التعبئة في مينداناو من خلال مرشدين وتقارير استجواب الشرطة للمسلحين ”عملية التجنيد تحدث الآن بسرعة كبيرة جدا. أصبحوا متمرسين. وهم منظمون خطيرون للجماهير ومتعهدون خطيرون لتوريد المجندين“. واعتبرت مدارس عادية ومدارس إسلامية بل ومراكز رعاية اليوم الواحد ذات الميول المتطرفة مراكز للتجنيد. ويقول الكولونيل روميو براونر المتحدث باسم الجيش إن السلطات تعمل مع المعلمين الدينيين لإبعاد الآراء المتطرفة عن المساجد والمناهج الدراسية.

غير أن بعض القادة الإقليميين وضباط الجيش يقولون إن الجهود ضعيفة لأسباب منها أن المتطرفين لديهم أموال كثيرة يستميلون بها الشباب إلى صفوفهم. وقال جليل إن انخراطه في صفوف المتشددين بدأ عندما كان في الحادية عشرة في مسجد ببلدة بياجابو الريفية الواقعة على مسافة 20 كيلومترا من ماراوي حيث أقنعه إمام المسجد بالانضمام إلى 40 من الصغار في معسكر للتدريب مقابل وجبات ومبلغ 15 ألف بيزو (294 دولارا) في الشهر.

وشارك في تدريبات يومية على السلاح والقتال وحضر دروسا دينية. وأضاف أنه طرد من هذا البرنامج بعد ثلاثة أشهر فحسب عندما كشف عن تفاصيل شبكته خلال استجواب وهمي. وعلى مدى ست سنوات لم يسمع جليل شيئا عن مجنديه غير أنه في اليوم السابق على حصار ماراوي سمع طرقا على الباب. وفي الخارج وقف شاب في سن المراهقة وخلفه شاحنة بيك أب تقل عشرة آخرين من الصغار. وقال ”عرفتهم. كانوا زملائي في التدريب. وقالوا لي ‘عدت‘ الآن للخدمة“.

وتمثل القرى المنتشرة التي توجد فيها مساجد متداعية وبيوت خشبية وطرق ترابية ممتدة عبر غابات مينداناو وجبالها أرضا خصبة لتجنيد الصغار الذين لم يتلقوا تعليما وتحويلهم إلى متطرفين في معسكرات بعيدة عن أعين السلطات. واكتشف الجيش واحدا من معسكرات التدريب تلك في بياجابو بعد معركة استمرت ثلاثة أيام سقط فيها 36 قتيلا من جماعة ماوتي بعضهم أجانب وأحدهم إمام مسجد. وكان ذلك قبل شهر واحد من حصار ماراوي.

وتحدثت رويترز مع اثنين في سن المراهقة من ذلك المعسكر قالا إنه تم إغراؤهما بالمال وبالزواج ووعود بدخول الجنة بعد الموت. واشترط الاثنان عدم الكشف عن هويتهما لأن السلطات ليست على علم بنشاطهما الذي قال الاثنان إنه توقف بموت الإمام. ولم يتسن التحقق من صحة روايتهما. وقال أحدهما وهو في سن الثامنة عشرة ”تدربنا على كيفية تفادي الحواجز الأمنية. وتدربنا على نصب الكمائن والتحرك دون صوت“. ووصف كيف تعلم هو وآخرون تفكيك البنادق وصنع القنابل والقتال المتلاحم. أما الآخر الذي كان في التاسعة عشرة واسمه فيصل فقال إن الإمام كان ينظم دروسا لتحفيظ القرآن في أكواخ صغيرة في الغابة بينما كان أجانب لم تكن جنسياتهم معروفة له يدربونهم على محاربة الكفار. وأضاف ”قال الإمام لنا أننا سنكافأ بالزواج من أي بنت جميلة نرغب في الزواج منها“.

وتقول الحكومة إن الشبان الفقراء غير المتعلمين فريسة سهلة في إقليم مينداناو المسلم المتمتع بالحكم الذاتي الذي يضم خمس مقاطعات من 27 مقاطعة في مينداناو. وفي 2015-2016 شهد إقليم مينداناو المسلم أدنى معدل للقيد في المدارس الثانوية وأعلى معدل تسرب من التعليم وفقا لبيانات وزارة التعليم. وأوضحت البيانات أن 32.4 في المئة فقط من شباب الإقليم مسجلون في المدارس بالمقارنة مع المتوسط العام البالغ 68 في المئة على مستوى البلاد. ويعيش حوالي نصف الأسر في الإقليم في فقر إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن دخلها يقل عن الحد الأدنى الحكومي للدخل الشهري البالغ 9064 بيزو (177 دولارا) وذلك بالمقارنة مع المتوسط العام البالغ 16.5 في المئة. وفي لاناو دل سور حيث تقع مدينة ماراوي يعيش 66.3 في المئة من الأسر في فقر.

لكن ليس كل المستهدفين من الفقراء وغير المتعلمين من أبناء الريف. فشباب المدن والطلبة من بين أهداف القائمين على التجنيد الذين تغلغلوا في المدارس والجامعات وأتقنوا التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي سواء لنشر دعاياتهم أو لرصد المرشحين لاعتناق الأفكار المتشددة بين المسلمين في مينداناو المعروفين باسم شعب مورو. وقال بانلاوي إن أبرز المستهدفين من ينشرون تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي عن التهميش الاقتصادي والاجتماعي أو الظلم التاريخي.

ومن الموضوعات الساخنة اتفاق السلام الذي أبرمته جبهة مورو الإسلامية للتحرير الانفصالية مع الحكومة التي وعدت بجعل إقليم مينداناو المسلم منطقة حكم ذاتي يطلق عليها اسم بانجسامورو (شعب مورو) إلا أن تلك الخطة تعثرت بسبب تأجيلات وانعدام الثقة. وقال مهاجر إقبال كبير مفاوضي الجبهة إن المتطرفين يستغلون خيبة أمل الناس في خطة بانجسامورو ويروجون للعنف وذلك بالتركيز على بعض آيات القرآن. وقال ”نراقبهم لكن لأن السرية تكتنف التجنيد ليس بوسعنا أن نفعل كل شيء“.

وقال بانلاوي إن المتطرفين مطلعون على التكنولوجيا التي يستخدمها تنظيم داعش في الشرق الأوسط لتتبع غرف الدردشة على مواقع مثل فيسبوك وتلجرام واكتشاف المرشحين المناسبين والتحري عن شبكاتهم من الأصدقاء. ومن بين القائمين على عملية التجنيد اندونيسيون وماليزيون ”شديدو الإلحاح“. وتركز الحكومة على استمالة قلوب شعب مورو وعقوله بقدر ما تركز على المعركة العسكرية الدائرة في ماراوي وتكاد تكمل شهرها الرابع.

ويحاول المتشددون التأثير في الرأي العام بمقاطع فيديو غير مباشرة تحتفي بانتصارهم على ”الصليبيين“ الذين يقولون إنهم يدمرون بيوت المسلمين وأعمالهم في ماراوي بالمدفعية والضربات الجوية. ويقول الجيش إنه اكتشف أن بعض الأطفال النازحين من ماراوي يبدون إعجابا شديدا بالمتشددين. وأرسل الجيش بعض مجنداته لإرشاد الأطفال في مخيمات الإخلاء والتعرف على من اعتنقوا آراء متطرفة. وقال جليل إن حافزه في البداية كان الخطب الحماسية التي ألقاها عبد الله ماوتي وشقيقه عمر الخيام. لكن الدماء التي سالت بعد ذلك روعته. وقال ”لا أستطيع نسيان ما شاهدته. فعلى ناصية كل شارع كانت الجثث ملقاة مسيحيون ومسلمون“.

وفي الليلة التي شهد فيها جليل عملية الإعدام هجر موقعه حيث كان يقوم بحراسة جسر وركب دراجة نارية مسافة 50 كيلومترا لتفادي حواجز الجيش الأمنية. وسلم نفسه للشرطة بعد ذلك بأسبوعين. وقال ضابط سابق في المخابرات العسكرية تتبع أسرة ماوتي إن الجيش استهان بها واعتبرها جماعة ضعيفة. غير أن الأسرة أظهرت قدرتها على إعادة تجميع صفوفها وستقوى شوكتها على الأرجح بفضل توفر المال بحوزتها والاحترام الذي تحظى به بين الشبان المحليين بعد استعادة ماراوي وذلك بشغل الأماكن التي خلت بمقتل مئات المقاتلين. وقال الضابط إن أسوأ السيناريوهات أن ينجو الشقيقان ماوتي. وأضاف ”نشاط التجنيد سيكون هائلا. يوجد كثيرون من الطلبة المعجبين بهما إعجابا شديدا.“

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي