التطرف الفكري اسباب انتشاره
د. تاڤگه احمد مرزا
2017-04-15 05:59
يُمكن تعريف التطرف الفكري:
بأنه سلوك عدواني، بالقول أو الفعل، تجاه الآخر، وهذا الآخر قد يكون آخر سياسيا أو ثقافيا.
كما يجد العنف جذوره الأولى في منظومة من المعطيات الثقافية والاجتماعية والسياسية.
التزاوج بين العنف والتطرف الفكري، أولد نهجاً إقصائياً، لا يقتصر على عدم الاعتراف بالآخر، بل يدعو إلى محاربته.
إن خطورة هذا التزاوج تتمثل في قدرته الفائقة على دفع الدول والشعوب إلى جحيم الحروب الأهلية، على النحو الذي شهدته ايرلندا حتى وقت قريب، وذلك الذي عاشته أوروبا ما قبل معاهدة وستفاليا.
أن لدى الفرد أساس ثقافة الأنا وإقصاء الآخر.
وبنظرة سريعة للتأريخ البشري، ومدى فلسفته في استمرار الحياة هناك مراحل ومواقف مهمة فمثلا:
لدى (ماكس فيبر) مفهوم العنف السياسي وجذوره الأساسية، إجمالاً يعود الى البعد المرتبط بالدولة الوطنية.
ولدى الفيلسوفة الألمانية (حنة آرندت) اهتمام خاص بتحليل ثقافة العنف في المجتمع، ورأت أنها نقيض المجتمع المدني.
كما كرست (آرندت) الكثير من مقاربتها لما اصطلحت عليه بالدولة التوليتارية، الستالينية على وجه الخصوص.
وفي المجمل، لدى (آرندت) نتاج فكري ذا صلة بالسياق الاجتماعي والسياسي للعنف.
وكانت الفلسفة الغربية قد تفرعت إلى فلسفة (ديكارت) و(باسكال)، الأول مادياً، والثاني روحانياً.
أما لدى (جان جاك روسو) "الحضارة الزائفة" كانت سائدة في عصره، فقد قضت تلك الحضارة على عفوية الإنسان ونزعته الفطرية والإنسانية.
وقال الفيلسوف (كانت) جملته الشهيرة: "إن (روسو) هو(نيوتن) العالم الأخلاقي". بمعنى أن روسو حاول صنع ثورة أخلاقية في حياة الغرب لا تقل أهمية عن الثورة التي أحدثها نيوتن في علم الفيزياء.
وفي العام 1993 أصدر (دريدا) كتاباً بعنوان "أشباح ماركس" هاجم فيه نظرية (فرانسيس فوكوياما) عن نهاية التاريخ.
عموما أن مظاهر التطرف الفكري يعود الى عدة أسباب منها (التعصب والتشدد في الرأي، التعامل بخشونة، سوء الظن بالآخرين، العزلة في المجتمع...) يبلغ التطرف في أعلى الهرم عندما يستبيح هدر الدم والمال والروح الآخر لدى المتطرف الى نهج عادى ويبيح ممارسته بكل برودة.
ولا ننسى هناك عدة اشكال للتطرف الفكري لدى الشباب من أهمها (التطرف الفكري والديني والمظهري)، وبالمقابل هناك أشكال أقل تطرفا وشيوعا لدى الناس عامة منها (التطرف الأخلاقي والتطرف السياسي والتطرف الاجتماعي والوجداني نتيجة عدم تحقيق العدالة الاجتماعية).
تبدأ أولى مشكلات الى عدم وجود ثقافة التعايش وقبول الآخر واحترام خصوصياته.
الخطوة الثانية عدم معرفة الجهات المحرضة على سيادة الانقسامات الرأسية، القبلية والعرقية والطائفية.
المؤسسة التربوية في أي مجتمع لها دور محوري في تحديد اتجاهات التنشئة الفكرية والاجتماعية وبلورة مساراتها.
مفهوم عمل المجتمع المدني لازال في بداياتها الاولية بشكل لايرتقى الى الهدف المطلوب وهو انتشار العمل الجماعي وتكوين مراكز صنع القرار الذي يُعد اللبنة الأولى، والحجر الأساس، لأي مشروع نهضوي وطني. وأية تنمية ناجعة ومستديمة.
ان هذه المظاهر لها صلة وثيقة وآثار اجتماعية خطيرة في أي مجتمع وله مردودات خطرة وغير عقلانية في سياق النسيج المجتمعي.