معركة الموصل: إرهاب يتلاشى وعوائل تبحث عن ضفة آمنة
عبد الامير رويح
2017-03-12 06:30
تواصل القوات العراقية المشتركة انتصاراتها المستمرة في معارك غرب الموصل، ضد عصابات تنظيم داعش الارهابي الذي يعاني من انتكاسات وهزائم كبيرة أمام الهجمات المتكررة منذ بدء العملية العسكرية التي تهدف الى تحرير آخر أكبر معاقل التنيم في البلاد. حيث ويواجه تنظيم داعش وكما نقلت بعض المصادر، هجمات متزامنة في العراق وسوريا وهو ما يضاعف الضغط على المتطرفين، والتي اجبرت زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الى الهروب من الموصل تاركاً قيادة المعركة بيد قادة محليين للدفاع عن الموصل.
وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن البغدادي كان في الموصل في مرحلة ما قبل الهجوم، وغادر قبل أن يتم عزل الموصل عن تلعفر الواقعة إلى الغرب من المدينة. وأضاف أن التنظيم خسر ما نسبته 65 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها في 2014 وقرابة نصف المقاتلين. كما دفعت المعارك التي تشهدها الموصل إلى نزوح أكثر من 215 ألف شخص، وفقاً لـ «منظمة الهجرة الدولية»، عاد البعض منهم بعد فترة إلى منازلهم. وأشارت المنظمة إلى أن حوالى 50 ألفاً من هؤلاء النازحين هم من سكان الجانب الغربي من المدينة.
ولكن هذا العدد يمثل جزءاً صغيراً من قرابة 750 ألف مدني ما زالوا تحت سيطرة المتطرفين في الجانب الغربي من الموصل. وكانت الخارجية الأميركية أعلنت عن اجتماع يعقد في واشنطن للدول الـ 68 المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم في 22 آذار (مارس) الجاري من أجل تسريع الجهود الدولية الهادفة إلى هزم المتطرفين في العراق وسورية، ويرى بعض المراقبين ان ما يعيق حسم المعركة هو وجود اعداد كبيرة من السكان، سعى تنظيم داعش لاستخدامهم كدروع بشرية في هذه المعركة.
وفيما يخص بعض تطورات هذا الملف فقد اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العراق سيواصل ضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا وفي بلدان مجاورة بعد موافقتها. وأضاف العبادي "احترم سيادة الدول وحصلت على موافقة سوريا لقصف مواقع الإرهابيين التي كانت ترسل لنا سيارات مفخخة."
وكان العبادي أعلن في 24 فبراير شباط أول ضربة جوية عراقية داخل الأراضي السورية حيث جرى استهداف مواقع داعش ردا على تفجيرات في بغداد. وقال العبادي "لن أتردد في ضرب مواقع الإرهابيين في دول الجوار وسنستمر بمحاربتهم." وقال إن إجمالي الضرر الذي لحق بالممتلكات والبنية الأساسية الناجم عن تنظيم داعش حوالي 35 مليار دولار. وفقد التنظيم المتشدد معظم المدن العراقية التي سيطر عليها في شمال وغرب العراق عامي 2014 و2015 ويواجه الآن هجوما مدعوما من الولايات المتحدة على آخر معاقله الرئيسية وهي مدينة الموصل. ويسيطر التنظيم أيضا على أجزاء في سوريا.
انتصارات مستمرة
من جانب اخر استعادت القوات العراقية المبنى الحكومي الرئيسي في المدينة وفرع البنك المركزي والمتحف الذي دمر المتشددون تماثيل وقطعا أثرية فيه قبل ثلاث سنوات. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية إن فريقا تابعا للقوة اقتحم المجمع الحكومي لمحافظة نينوى وقتل عشرات من مقاتلي تنظيم داعش.
والمباني الحكومية المدمرة في الموصل لا يستخدمها التنظيم المتشدد غير أن السيطرة عليها ما زالت تمثل نصرا رمزيا في معركة استعادة آخر معقل رئيسي لداعش في العراق. ويقتصر وجود المتشددين حاليا على النصف الغربي من الموصل ذي الكثافة السكانية العالية. وسافر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالطائرة إلى الموصل لزيارة الجنود المشاركين في العملية العسكرية.
وقال العبادي للتلفزيون العراقي عند وصوله للموصل "لا محالة من هزيمة داعش والعراقيون سيخرجون مرفوعي الرأس من هذه المعارك." وبدأ جهاز مكافحة الإرهاب العراقي التوغل في النصف الغربي من المدينة وهو ساحة القتال الأخيرة والأكثر حساسية في الحملة المستمرة منذ خمسة أشهر تقريبا نظرا لكثافة السكان المدنيين الذين يعيشون في شوارعها الضيقة. وكان الجهاز قد تزعم الهجمات التي ساعدت في استرداد شرق الموصل.
في السياق ذاته تواصل قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية المعارك ضد تنظيم داعش في الجانب الغربي من الموصل لاستعادة آخر معاقل الجهاديين في البلاد. وبدأت القوات العراقية في 19 شباط/فبراير، عملية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من الموصل ثاني مدن في البلاد. وقال اللواء الركن معن السعدي قائد العمليات الخاصة الثانية لقوات مكافحة الارهاب، ان "قواتنا اقتحمت حي العامل الاولى وتواصل الان القتال في هذا الحي".
واضاف أن "حوالى 50 % من هذا الحي اصبح تحت سيطرتنا" متوقعا استعادته خلال الساعات القليلة القادمة. ولعبت قوات مكافحة الارهاب والرد السريع دورا بارزا في المعارك التي نفذت لاستعادة السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل، وحاليا خلال العملية التي تدور لاستعادة غربي المدينة.
واشار السعدي الى ان "قوات الرد السريع وصلت الى حافة المدينة القديمة" حيث تنتشر مباني وطرق ضيقة ومباني متلاصقة، ما يرجح أن تكون المعارك فيها الاكثر صعوبة. في غضون ذلك، تواصل قوات مكافحة الارهاب الانتشار في مناطق الى الغرب من مواقع الرد السريع، تخوض مواجهات باتجاه الشمال. بحسب فرانس برس.
وبدأت القوات العراقية بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية واسعة بمشاركة عشرات آلاف المقاتلين في 17 تشرين الاول/اكتوبر، لاستعادة السيطرة على الموصل . وتمكنت القوات الامنية خلال الفترة الماضية بدعم من التحالف الدولي، من استعادة أغلب المناطق التي سيطر عليها الجهاديون بعد هجومهم الشرس عام 2014.
شهر واحد
من جانب اخر قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق إن القوات العراقية تهدف إلى طرد مسلحي تنظيم داعش من غرب الموصل في غضون شهر رغم أنها تخوض قتالا صعبا في مناطق ذات كثافة سكانية عالية. وتواجه القوات العراقية في توغلها في الشطر الغربي من الموصل مقاومة عنيفة على نحو متزايد من مسلحي التنظيم الذين يستخدمون السيارات الملغومة والقناصة في الدفاع عن آخر معاقلهم الكبرى في العراق.
وكانت العملية العسكرية التي شنتها القوات العراقية لاستعادة شرق المدينة في منتصف أكتوبر تشرين الأول بدعم تحالف تقوده الولايات المتحدة قد استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر. وبدأ الهجوم لاستعادة السيطرة على غرب الموصل قبل ثلاثة أسابيع. وقال الفريق الأول طالب شغاتي "رغم القتال العنيف ... فنحن نمضي قدما بإصرار لإنهاء المعركة على الجانب الغربي خلال شهر."
وتفوق مدينة الموصل بكثير من حيث الحجم أي مدينة أخرى خضعت لسيطرة التنظيم في دولة الخلافة التي أعلنها في الأراضي الخاضعة له في العراق وسوريا. وتقهقر التنظيم وتقلصت الأراضي التي يسيطر عليها في البلدين في حربه في مواجهة ثلاث قوى منفصلة تدعمها الولايات المتحدة وتركيا وروسيا تتقدم صوب الرقة معقله في سوريا.
وقال الفريق عبد الأمير رشيد يار الله قائد الحملة العسكرية إن قوات مكافحة الإرهاب استعادت حيي المعلمين والسايلو. وداخل المدينة تقاتل قوات مكافحة الإرهاب إلى جانب الشرطة الاتحادية وقوة الرد السريع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والتي استعادت السيطرة على منطقة المباني الحكومية ومتحف الموصل.
وقالت الفرقة التاسعة بالجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي إنها قطعت الطريق الرئيسي بين المدينة ومعقل التنظيم في تلعفر باتجاه الغرب لتضيق الخناق على المدينة. وما من شك في أن القوات العراقية ستنتصر في النهاية على المتشددين إذ تفوقهم عددا وعدة لكن من المتوقع أن يلجأ التنظيم إلى أساليب حرب العصابات القديمة حتى بعد خسارة الموصل.
وفقد التنظيم معظم المدن التي سيطر عليها في شمال العراق وغربه عامي 2014 و2015. وفي سوريا قالت القوات السورية التي تدعمها الولايات المتحدة إنها تتوقع الوصول إلى مشارف مدينة الرقة التي ما زالت تحت سيطرة داعش في غضون أسابيع قليلة. وقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية، هي الشريك الأساسي للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في سوريا. وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن وحدة من مشاة البحرية الأمريكية انتشرت لمساعدة الحملة.
وفي الموصل يفر المدنيون بأعداد أكبر مع اقتراب القتال من المدينة القديمة المكتظة بالسكان مما دق ناقوس الخطر من عدم قدرة المخيمات على استيعاب المزيد من النازحين بعد أن أصبحت شبه ممتلئة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 40 ألف شخص فروا من القتال والمصاعب في الأيام العشرة الماضية مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من الموصل منذ بدء الحملة إلى أكثر من 215 ألفا. بحسب رويترز.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السكان إلى البقاء في منازلهم وحث في الوقت نفسه المنظمات الإنسانية والوكالات الحكومية على تكثيف جهودها لمساعدة عشرات الآلاف من الفارين. وقبل نحو ثلاث سنوات أعلن زعيم داعش أبو بكر البغدادي "خلافته" من على منبر مسجد النوري الكبير في الموصل. وقال مسؤولون عراقيون وأمريكيون إن البغدادي، وهو عراقي اسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، ترك معركة الموصل لقادة العمليات وانتقل إلى مكان ناء، هو في الأغلب منطقة صحراوية، في محاولة للهرب من المراقبة.
هروب البغدادي
على صعيد متصل يعتقد مسؤولون أمريكيون وعراقيون أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ترك معركة الموصل لقادة العمليات وأتباعه المخلصين وأنه يختبئ الآن في الصحراء حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة. ومن المستحيل التأكد من مكان اختباء البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق عام 2014.
غير أن مصادر مخابرات أمريكية وعراقية تقول إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم. وقد ثبت أن البغدادي هدف مراوغ فنادرا ما يستخدم وسيلة اتصال يمكن مراقبتها وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
وتضيف المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أنه يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة له لا بين المقاتلين في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال. وكان التنظيم يحكم في ذروة قوته قبل عامين أكثر من مليوني شخص في المناطق الخاضعة له في شمال سوريا وعبر مدن وقرى على امتداد واديي نهر دجلة ونهر الفرات حتى مشارف العاصمة العراقية بغداد.
وبدأت القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة عملية قبل خمسة أشهر لاستعادة السيطرة على الموصل التي يزيد حجمها أربع مرات على الأقل على أي مدينة أخرى خضعت لسيطرة التنظيم. وتعد هذه العملية أكبر معركة يشهدها العراق منذ اجتياح القوات الأمريكية له عام 2003 وقد سارت ببطء لأسباب منها بقاء مئات الألوف من السكان المدنيين معرضين للأذى.
وتشير مصادر المخابرات إلى انخفاض حاد فيما ينشره تنظيم داعش على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره دليلا على أن البغدادي وحاشيته يزدادون عزلة. ولم يصدر البغدادي نفسه رسالة مسجلة منذ أوائل نوفمبر تشرين الثاني بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل عندما دعا أنصاره لقتال "الكفار" وإراقة دمائهم أنهارا.
ومنذ ذلك الحين تتحدث بيانات متفرقة من التنظيم عن هجمات يشنها مفجرون انتحاريون في مواقع مختلفة بالعراق وسوريا لكنها لا تعلق أهمية خاصة على الموصل رغم كون المدينة الساحة الرئيسية للقتال. ولم يصدر عن البغدادي أو أي من مساعديه المقربين تعليق على سقوط الشطر الشرقي من المدينة في يناير كانون الثاني.
وقد تراجع تدريجيا وجود التنظيم على شبكة تلجرام للتواصل الاجتماعي بعد أن أصبحت الشبكة منصته الرئيسية لإطلاق البيانات والخطب. ويقدر التحالف أن نشاط التنظيم على تويتر تقلص بنسبة 45 في المئة منذ 2014 مع تجميد حساباته على تويتر التي يبلغ عددها 360 ألفا حتى الآن وإغلاق الحسابات الجديدة خلال يومين في العادة.
ويقول هشام الهاشمي مؤلف كتاب "عالم داعش" الذي صدر بالانجليزية إن أكثر من نصف الستة آلاف من مقاتلي التنظيم الذين تركوا للدفاع عن المدينة قتلوا. ويبدي القادة الأمريكيون تفاؤلهم ويقولون إن معركة تحرير المدينة أصبحت الآن في مرحلة متقدمة. فقد قال البريجادير جنرال ماثيو آيلر من سلاح الجو الأمريكي في مطار غرب القيارة جنوبي الموصل "انكشفت اللعبة" وأضاف أن بعض مقاتلي التنظيم من الأجانب يحاولون مغادرة المدينة.
وقال إن من تركوا لمواصلة القتال وأغلبهم من العراقيين يبدون "مقاومة عنيفة للغاية" على المستوى التكتيكي لكنهم لا يشكلون الآن قوة متكاملة إذ دمرت ضربات التحالف الجوية مراكز القيادة والسيطرة والسيارات الملغومة ومخابئ الأسلحة. وأضاف "لقد خسروا هذه المعركة وما تشهدونه الآن عملية تأخير (لحسمها)."
ورغم أن فقد السيطرة على الموصل ستضع نهاية فعلية لحكم التنظيم في الأراضي العراقية فإن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين يستعدون لتحول التنظيم إلى العمل السري وخوض تمرد مثل تلك التي أعقبت غزو العراق. وسينتهي وجود دولة الخلافة ككيان دولة بسقوط الرقة التي تعد العاصمة الفعلية للتنظيم في سوريا ربما في وقت لاحق من العام الجاري.
ومدينة الرقة أصغر كثيرا من الموصل غير أن شن عمليات عسكرية تستهدف التنظيم في سوريا أكثر صعوبة منه في العراق لأن أعداء التنظيم الكثيرين في سوريا انشغلوا بقتال بعضهم بعضا في حرب أهلية منذ عام 2011. ومع ذلك واجه التنظيم انتكاسات في سوريا خلال العام الأخير في مواجهة خصومه الثلاثة الرئيسيين الفصائل المسلحة العربية والكردية المدعومة من الولايات المتحدة والجيش السوري الذي تدعمه روسيا والمعارضة السورية التي تدعمها تركيا.
وقال الميجر جنرال روبرت جونز نائب قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم "إن حتمية تدميرهم أصبحت في الواقع مسألة وقت" وأضاف أن قيادة التنظيم تركز الآن على البقاء في الأساس. وكان آخر تقرير رسمي عن البغدادي من الجيش العراقي في 13 فبراير شباط عندما قال الجيش إن طائراته الحربية من طراز إف-16 نفذت غارة على منزل من المعتقد أنه كان يجتمع فيه مع قادة آخرين في غرب العراق قرب الحدود السورية.
ويقول الهاشمي إن البغدادي، العراقي الجنسية واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، يتنقل في منطقة نائية صحراوية تقطنها عشائر سنية من العرب إلى الشمال من نهر الفرات. وتمتد المنطقة من مدينة البعاج في شمال غرب العراق إلى مدينة البوكمال السورية الحدودية على نهر الفرات. وقال الهاشمي "هذه منطقتهم التاريخية وهم يعرفون الناس هناك وتضاريس الأرض ومن السهل الحصول على الطعام والماء والبنزين كما أن رصد الجواسيس أسهل" منه في المناطق المزدحمة.
وقد شكلت الحكومة الأمريكية قوة مشتركة لاقتفاء أثر البغدادي تضم أفرادا من قوات العمليات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية وغيرها من وكالات المخابرات الأمريكية بالإضافة إلى الاستعانة بأقمار تجسس.
غير أن مصادر مخابرات أمريكية تقول إن البغدادي وعى فيما يبدو الدرس من عملية قتل أسامة بن لادن عام 2011 وأصبح يعتمد على نقل الرسائل باستخدام عدة مبعوثين لا مبعوثا واحدا على عكس ما كان يفعله بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة. كما أنه يبدل السيارات خلال رحلاته وهو درس تعلمه من الهجوم الذي وقع بطائرة بلا طيار عام 2011 وقتل فيه أنور العولقي أحد قيادات التنظيم في اليمن. بحسب رويترز.
ولم يعلن البغدادي على الملأ تعيين من يخلفه غير أن مصادر مخابرات عراقية تقول إن من المعروف أن إياد العبيدي الشهير أيضا باسم فاضل حيفا ضابط الأمن من عهد صدام حسين هو النائب الفعلي للبغدادي. ويقول خبراء أمنيون عراقيون إن أكثر من 40 من قيادات التنظيم قتلوا في ضربات جوية للتحالف لكن من المرجح أن يستمر التمرد حتى إذا تمت السيطرة على الموصل وقتل البغدادي ومعاونوه. وقال فاضل أبو رغيف الخبير الأمني العراقي المتخصص في شؤون التنظيم "سيظهر قادة آخرون لأن هيكل التنظيم مازال قائما".