وقف لإطلاق النار في غزة

مجموعة الازمات الدولية

2024-06-12 05:40

يُعدُّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة أفضل – وربما آخر – أمل، سواءٌ لإنهاء حرب غزة أو لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع في وقت قريب. ينبغي على قادة إسرائيل وحماس قبول الاتفاق.

لقد وصلت الجهود التي بذلها وسطاء مصريون، وقطريون وأميركيون من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلى لحظة مفصلية حاسمة. يقترب المقترح الموضوع على الطاولة أكثر من المقترحات التي سبقته من تجاوز النقاط العالقة الرئيسية فيما يتعلق بوقف دائم لإطلاق النار، تطالب به حماس وترفض إسرائيل الالتزام به. 

ينص الاتفاق المقترح على هدنة فورية وتبادل جزئي للرهائن/الأسرى، تتبعها محادثات بشأن الحكم والأمن في قطاع غزة. رغم أن الاتفاق المقترح لا يرضي أياً من الطرفين على نحو كامل، من غير المرجح أن يظهر أي اتفاق أفضل منه في وقت قريب من شأنه أن ينهي القتال الذي دمر قطاع غزة ويؤمِّن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

 إضافة إلى ذلك، كلما استمرت الحرب لمدة أطول، كلما تفاقمت مخاطر أن تؤدي التوترات على الحدود الإسرائيلية–اللبنانية، أو بين الولايات المتحدة والمجموعات المدعومة من إيران في مناطق أخرى، إلى إطلاق تصعيد إقليمي يمكن أن يجر واشنطن وطهران أكثر إلى الصراع. ينبغي على إسرائيل وحماس قبول الاتفاق المطروح كضرورة إنسانية، ولأن أياً من الطرفين لا يستطيع تحقيق نصر إستراتيجي، ولأن كلا الطرفين تجاوزا منذ أمد بعيد نقطة العائدات المتضائلة للصراع. لم يؤدِّ استمرار الحرب إلى تدمير حماس كما تسعى إسرائيل لفعله ولا إلى تقوية يد حماس، ناهيك عن تحسين الآفاق المستقبلية للفلسطينيين. لا يضمن استمرار الحرب سوى المزيد من المعاناة لشعب بأمسِّ الحاجة للخلاص.

ثلاث مراحل، وكثير من الأسئلة

لم تُنشر التفاصيل الكاملة للاتفاق المطروح علناً بعد، لكن جرى تداول خطوطه العريضة على نطاق واسع؛ وهي تعتمد النموذج الذي قُدم في مقترح الوسطاء السابق في مطلع أيار/مايو، في مسودة قبلتها حماس، ولو مع بعض التحفظات، ورفضتها بعد ذلك حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يبدو أن النسخة الجديدة، التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب له في البيت الأبيض في 23 أيار/مايو، تترك بعض العناصر الرئيسية دون تغيير: وقف لإطلاق النار على ثلاث مراحل، يتكون كل منها من خطوات تفضي مجتمعة إلى إنهاء الحرب.

في المرحلة الأولى، ومدتها ستة أسابيع، تسحب إسرائيل قواتها من جميع “المناطق المأهولة” في قطاع غزة. وتطلق حماس سراح الرهائن الإسرائيليين المدنيين، والجرحى وكبار السن. كما تسلِّم رفات بعض الرهائن المتوفين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح قائمة متفق عليها تضم مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما تسمح إسرائيل أيضاً بعودة المدنيين الفلسطينيين المهجرين إلى بيوتهم، بما في ذلك في شمال قطاع غزة، وتسمح بدخول وتوزيع المزيد من السلع والوقود إلى القطاع. وسيتبع الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية محادثات بين إسرائيل وحماس. الأمر الجوهري هو أن المقترح ينص على أن يستمر وقف إطلاق النار طالما استمر الطرفان في التفاوض، حتى لو تجاوز ذلك الأسابيع الستة المحددة.

تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بمن فيهم الجنود، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. عند تلك النقطة، يتحول وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى إلى وقف دائم للأعمال القتالية. وفي المرحلة الثالثة، تسلِّم حماس رفات آخر الرهائن المتوفين. كما يتم تخفيف حدة نظام الاستيراد، مع رفع إسرائيل حصارها لتمكين حركة الأفراد ودخول السلع مع الشروع في عملية شاملة لإعادة الإعمار.

يُعدُّ البند المتعلق بـ “وقف دائم للأعمال القتالية” في المرحلة الثانية التعديل الأكثر أهمية على المقترح السابق، الذي كان قد اكتفى بالإشارة إلى مجرد “فترة مستدامة من الهدوء“. يسعى الاتفاق إلى جسر الفجوة التي تسببت في انهيار المفاوضات السابقة، أي بين مطلب حماس بأن يكون وقف إطلاق النار دائماً وموقف إسرائيل بألَّا يكون كذلك. منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، صرح القادة الإسرائيليون على نحو متكرر بأنهم ما يزالون ملتزمين بتدمير حماس (أو على الأقل قدراتها العسكرية وقدرتها على الحكم) على المدى البعيد. لقد كان وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس في حكومة الحرب والمؤسسة العسكرية أكثر من مستعدين لوقف القتال، مؤقتاً على الأقل، من أجل استعادة الرهائن، رغم أن ذلك الموقف تعيقه حقيقة أن لنتنياهو مصلحة شخصية في رفض الدخول في اتفاق لوقف إطلاق النار لأن من شبه المؤكد أن يعني ذلك فقدانه للسلطة. وقد كانت حماس، من جهتها، غير مستعدة لتسليم الرهائن، ولا سيما الضباط العسكريين الذي تعتبرهم أوراق مساومة رئيسية مقابل أي شيء أقل من ضمانات صريحة بأن يكون وقف إطلاق النار دائماً.

لقد حاولت إدارة بايدن، بمقترحها الجديد، تهدئة الطرفين. فهي تطرح وقفاً فورياً للأعمال القتالية؛ وآلية للمحافظة على وقف إطلاق النار إذا استمرت المفاوضات على التنفيذ بنية طيبة؛ ووقفاً دائماً للأعمال القتالية بصفته نهاية المرحلة الثانية. يمكن قراءة ذلك التتابع من جانب حماس على أنه يحقق وقفاً دائماً للقتال. ويمكن قراءته من قبل إسرائيل على أنه يحفظ لها بعض المجال للمناورة للعودة إلى الأعمال القتالية. بتشجيع كل طرف على التسامح حيال حالات الغموض التي تجعل الاتفاق مقبولاً من الطرف الآخر، تبعث واشنطن برسالة إلى حماس تعلن فيها عن تعهدها باستمرار وقف إطلاق النار إذا قبلت الحركة بالاتفاق، بينما تطمئن إسرائيل بأنها حتى وإن ثبت الاتفاق وترسَّخ وقف دائم لإطلاق النار، فإن حملتها العسكرية جعلت حماس غير قادرة على إعادة شن هجوم من النوع الذي شنته في 7 تشرين الأول/أكتوبر. ثمة اعتقاد ضمني في المقاربة الأميركية بأن وقفاً فعالاً لإطلاق النار سيوفر حوافز للجانبين، ويولِّد زخماً ويرفع تكاليف إفشال الاتفاق.

لكن حتى لو وقَّع الطرفان على الاتفاق، فإن مواقفهما الإقصائية المتبادلة ستجعل الاتفاق هشاً ومشروطاً؛ إذ سيكون تحقيق هدفه الرئيسي، المتمثل بوقف إراقة الدماء وإعادة الرهائن إلى بيوتهم، مشروطاً بإكمال المرحلة الأولى والتفاوض على المرحلة الثانية. يعد غياب التفاصيل في المقترح فيما يتعلق بالشروط والآليات، ربما حتى في النص الكامل غير المنشور، موطن قوته وضعفه في الوقت نفسه. يرى الوسطاء أن الغموض ضروري للحصول على موافقة الطرفين وإنهاء حرب تدمِّر غزة وسكانها، وتقوض مكانة إسرائيل الدولية وتخاطر بحدوث تصعيد إقليمي أوسع. لكن عدم الوضوح حيال النزاعات الأكثر استقطابا يقذف تلك القضايا فعلياً إلى المفاوضات في المرحلة الأولى.

من المتوقع أن تكون المفاوضات حافلة بالتوتر. على سبيل المثال، فإن ما يشكل “انسحاباً إسرائيلياً كاملاً” من جميع “المناطق المأهولة” في قطاع غزة سيكون عرضة للتفسير، ما يعني أن تفاصيل حتى المرحلة الأولى من الاتفاق غامضة. كيف ستُرسَّم المناطق التي تنسحب منها إسرائيل؟ هل ستقوم إسرائيل بتوغلات في هذه المناطق، كما قال ضباط الجيش إنها ستستمر في فعله بعد الحرب؟ ومن سيكون المستهدفون في مثل تلك العمليات؟ يفترض على نطاق واسع أن إسرائيل ستستمر في ملاحقة قيادة حماس العليا، لكن سيكون لمدى اتساع طريقة تفسير ذلك أثر على استدامة وقف إطلاق النار.

سيتطلب الوصول إلى المرحلة الثانية وتجاوزها معالجة الأسئلة التي تشكل تحديات أكبر، والمتمثلة في مسألتي الحكم والأمن في قطاع غزة بعد الحرب. حالما يتم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، يُفترض أن تزداد المساعدات الإنسانية على نحو كبير وتبدأ بعض أعمال إعادة الإعمار، رغم أنه ما يزال من غير الواضح ماهية المواد التي ستسمح إسرائيل بإدخالها. لا يعالج المقترح الوضع السياسي لقطاع غزة بعد انتهاء الأعمال القتالية أو ما إذا كانت إسرائيل ستحتفظ بأنظمتها للسيطرة المادية والإدارية على القطاع. إنه لا يعالج الكيفية التي ستُحكم بها غزة بعد الحرب، ناهيك عمن سيحكمها، ولا السؤال الجوهري المتعلق بدور حماس المستقبلي. كما أنه لا ينص على عملية يمكن أن تحسم هذه الأسئلة. لكن محاولة حل هذه المسائل قبل أن يحين وقتها، سيستبعد حدوث وقف فوري للقتال.

يجري التركيز الآن على ما إذا كانت تطمينات واشنطن ستقنع الخصمين بالمضي قدماً. على الجانب الإسرائيلي، أخذ قرار الرئيس الأميركي بإصدار بيان علني يعرض فيه الخطوط العريضة للمقترح، ويقول إن إسرائيل كانت قد قبلته، أخذ نتنياهو على حين غرة ووضعه في موقف حرج. يُذكر أن الولايات المتحدة أبلغت السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مايكل هيرتزوغ، وغالانت وغانتس بالنقاط الرئيسية في خطاب بايدن قبل ساعة ونصف فقط من إلقائه. بدا أن ملاحظات نتنياهو الأولية تتحوط للأمر، دون رفض المقترح أو إنكار أن إسرائيل كانت قد وافقت على صيغته، بل قدمت تفسيره الواسع بأنه سيسمح لإسرائيل بالاستمرار في مسعاها لتحقيق الأهداف الرئيسية للحرب في تدمير حماس وقدرتها على الحكم في قطاع غزة. سواء كانت تصريحاته تهدف إلى إدارة السياسة الداخلية أو تقويض الدبلوماسية الجارية، فإنها عززت شكوك حماس بشأن النوايا الإسرائيلية.

لقد حرصت حكومة الحرب على عدم الكشف عن النص الكامل للمقترح – الذي يُذكر أنه يتكون من أربع صفحات ونصف – خشية أن يحاول المفسدون، ولا سيما أولئك الذين يتموضعون على يمين نتنياهو، تقويضه. في حين يبدو أن نتنياهو يمتلك الأصوات اللازمة في الائتلاف للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الإسرائيليين تفضل اتفاقاً بشأن الرهائن، فإن اثنين من وزرائه من اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، هددا بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا مضى قدماً، الأمر الذي سيسرِّع انهيار الحكومة، ويجبر نتنياهو إما على تشكيل ائتلاف بديل مؤقت أو ترك منصبه وإجراء انتخابات.

بالنسبة لحماس، فهي تصر حتى الآن على تقديم ضمانة صريحة ومسبقة على أن يكون إنهاء الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة نتيجة نهائية للعملية المقسمة إلى مراحل. رحبت ببيانات بايدن، وتستمر في الترحيب بها، لكنها قالت إنها لن توافق على نص يبتعد عنها؛ مؤكدة أن المقترح، الذي سمَّته حماس “الورقة الإسرائيلية ... لا يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، بل وقفاً مؤقتاً، كما أنه لا يربط على نحو وثيق بين المراحل الثلاث المنصوص عنها“. كما دعت حماس بايدن إلى “ضمان موافقة حكومة الاحتلال على [تصريحاته] وأن ينعكس ذلك في نص الاتفاق“. وتجادل حماس أنه استناداً إلى تجاربها السابقة فإنه حالما يبدو أن الحرب انتهت، حتى وإن كان ذلك مؤقتاً، سيخف الضغط على إسرائيل وإدارة بايدن، وستتوقف العملية، وسيُنسى قطاع غزة – المدمَّر – مرة أخرى وستُستأنف العمليات العسكرية الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، في حين أعطت بيانات حماس الأخيرة الأولوية لانسحاب إسرائيلي كامل ووقف دائم لإطلاق النار، فإن كبار مسؤولي الحركة ادّعوا أن المقترح الأخير يفرض قيوداً غير مقبولة على إطلاق سراح الأسرى البارزين سياسياً ويصر على إرسال كثيرين منهم إلى المنفى.

حان وقت التوصل إلى اتفاق

بعرض الخطوط العريضة للمقترح علناً، اكتسب بايدن قدراً كبيراً من المصداقية الشخصية لقدرة إدارته على التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر. ومن غير المرجح أن يتمكن من استعمال سلطته في اندفاعة كبيرة أخرى لإنهاء الحرب قبل الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر. ويبدو أن هدفه يتمثل في حرمان إسرائيل وحماس من مجال للتفاوض، ويجعل من الصعب على أي من الطرفين أن يقول لا. ومن أجل منح القوة لتحركه، وزعت الولايات المتحدة مشروع قراراً بشأن وقف إطلاق النار في مجلس الأمن لحشد الدعم الدولي للمبادرة.

ينبغي على رئيس الوزراء نتنياهو أن يقبل مقترح بايدن – الذي بذلت الولايات المتحدة جهداً في جعله غامضاً بما يكفي بالنسبة له ولكي تدعمه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية – وتجنب إطلاق تصريحات علنية تفيد بعكس ذلك. بالنسبة لإسرائيل، فإن هجومها المستمر منذ ثمانية أشهر أبرز الواقع الذي يدعو إلى التبصر بحكمة وهو أنها لم تتمكن من توجيه ضربة إستراتيجية حاسمة لحماس. كما لا يقوض المجهود الحربي الإسرائيلي قوة حماس كحركة سياسية؛ بل على العكس، فإن شعبيتها ارتفعت في الضفة الغربية وغيرها. ستبقى بعض ملامح سلطة حماس في قطاع غزة مستمرة في المستقبل المنظور؛ وتتمثل الطريقة الوحيدة في تخفيفها، إذا كان ذلك ممكناً، في السياسة بشكل رئيسي.

 إن استمرار الحرب سيحدث المزيد من الدمار للبنية التحتية المدنية والمزيد من الأضرار لمكانة إسرائيل الدولية، وليس الضربة القاسية التي تأمل بتوجيهها إلى حماس. كما سيعني ذلك استمرار، وربما تصعيد، حرب الاستنزاف المكثفة مع حزب الله على الحدود الإسرائيلية–اللبنانية، التي يمكن أن تخرج بسرعة عن نطاق السيطرة، والتي أدت إلى نزوح عشرات آلاف الإسرائيليين (وعدد أكبر منهم من اللبنانيين). إن وضع حد للقتال في قطاع غزة ضروري لوقف هذه التبادلات. سيوقف حزب الله نيران صواريخه فقط عندما يتم التوصل إلى مثل هذا الوقف لإطلاق النار. ويمكن للهدوء الذي من المتوقع أن ينشأ أن يسمح للسكان على جانبي الحدود بالعودة.

بالنسبة لحماس، ففي حين أن الحركة لا تعوِّل كثيراً على إشارة الولايات المتحدة إلى أنها تدعم وقفاً دائماً لإطلاق النار، فإنها أثبتت أنها تستطيع تحمل هجوم إسرائيل، لكن من غير المرجح أن تحقق أي شيء أكثر من انتصارات تكتيكية على نطاق محدود في منطقة لا تستطيع حمايتها ولا السيطرة عليها على نحو كامل. إن الاستمرار في المسار الراهن على أمل الحصول على ثمن أعلى من إسرائيل بقتل وجرح جنودها، واستنزاف مواردها، وتقويض التصورات عن قوتها العسكرية، وتلطيخ سمعتها الدولية وتقويض علاقتها بالولايات المتحدة من غير المرجح أن يوفر اتفاقاً أفضل، بينما سيفرض المزيد من المعاناة والدمار على قطاع غزة. 

يشمل الاتفاق المقترح تنازلاً مهماً من إسرائيل، استناداً إلى المقترح الذي تم نقله – يستمر وقف إطلاق النار الذي يتم التوصل إليه في المرحلة الأولى طالما استمرت المفاوضات بنية طيبة. إنها فرصة لوقف طويل للأعمال القتالية سيحمِّل كثير من الفلسطينيين حماس مسؤولية إضاعتها. علاوة على ذلك، إذا رفضت حماس المقترح الحالي، من شبه المؤكد أن تحمِّل إدارة بايدن المسؤولية أيضاً للحركة عن انهيار المباحثات، ومع اقتراب تشرين الثاني/نوفمبر، سيزداد احتمال أن تتخلى عن جهودها وتترك إسرائيل لاتباع منطقها الخاص في الحرب.

سيكون قبول الطرفين لاتفاق وقف إطلاق النار مجرد بداية لمحادثات صعبة تتطلب دبلوماسية نشطة تبذلها الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، وضغط ودعم من آخرين، لتسوية ما تبدو حتى الآن خلافات لا يمكن تسويتها والاستمرار في التفاوض. لكن رفضاً للخطة المقترحة سيجعل الترتيبات لليوم التالي أكثر تعقيداً مما هي أصلاً. الأفضل هو وقف القتال الآن وإجراء نقاشات جدية بشأن ما سيحدث تالياً بدلاً من تأجيل جردة حساب لا مفر منها مرة أخرى بينما يُقتل، في هذه الأثناء، آلاف المدنيين الفلسطينيين الآخرين، ويموتون جوعاً، ويهجَّرون ويفقَرون، وتتلاشى الآمال باستعادة الرهائن أحياء.

https://www.crisisgroup.org/

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي