المسنون في العالم: كيف ستتحول التركيبة السكانية في العقود المقبلة؟

مروة الاسدي

2016-12-03 06:34

تتجه بلدان العالم نحو الشيخوخة بوتيرة متسارعة، لا سيما بلدان القارة العجوز وبعض البلدان الاسيوية كاليابان، حيث باتت الشيخوخة السريعة مشكلة عالمية لها اثارها الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية السكانية، لذا فأن العالم يحتاج الى بذل قصارى الجهود بغية الاستعداد لمواجهة تأثير زيادة عدد السكان من المسنين، لاسيما في الدول النامية، وهذا تحول ديموغرافي يمثل تحديا هائلا لانظمة الرفاهية والتقاعد والرعاية الصحية في العديد من البلدان، اوروبا مثلا

ترتفع في بلدان الاتحاد الأوروبي أعداد المسنين بشكل متزايد، في ظاهرة تعزى خصوصا إلى ارتفاع أمد الحياة المتوقع، ويسجل أمد الحياة لمواطني الاتحاد الأوروبي ازديادا من دون أن يترافق ذلك بالضرورة مع تحسن صحتهم، على ما أظهر تقرير مشترك أصدرته الأربعاء منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي والمفوضية الأوروبية ويتضمن دعوة إلى تحسين إمكانية الحصول على الخدمات الطبية.

ولا يزال ما يزيد عن نصف مليون شخص من القوى العاملة يموتون بسبب أمراض مزمنة سنويا، ما يكبد الاقتصاد الأوروبي خسائر قدرها 115 مليار يورو لناحية الإنتاجية المفقودة، كذلك يتكبد الاتحاد الأوروبي نفقات باهظة على المساعدات الاجتماعية المتصلة بالمسائل الصحية (الأمراض القلبية الوعائية والمشكلات التنفسية والسكري والمشكلات النفسية): إذ إن ما معدله 1,7 % من إجمالي الناتج المحلي سنويا يذهب للمخصصات العائدة لحالات فقدان القدرة على العمل أو الإجازات الناجمة عن المرض، أكثر منها لمخصصات البطالة، وتضم فرنسا راهنا أكبر عدد من المسنين الذين تخطوا المئة من العمر في أوروبا، متقدمة على اسبانيا وإيطاليا، لأسباب عدة أبرزها أنها بلد ذو كثافة سكانية هي من الأعلى وأن الأجل المتوقع للنساء الفرنسيات مرتفع.

على الصعيد نفسه، يزداد عدد المسنين في صفوف السكان اليابانيين بشكل اعتبرته السلطات العامة مقلقا بعدما نشرت النتائج النهائية للاحصاء السكاني الاخير الذي يظهر ان عدد من تجاوزوا الخامسة والسبعين اكبر ممن هم دون الخامسة عشرة.

من جانب آخر، تسعى العديد دول العالم الى زيادة اهتماماتها بالمسنين ودعمهم وتقديم كافة احتياجاتهم من خلال تطبيق بعض الدراسات والابحاث العلمية التي قد تسهم بتقليل معاناتهم خصوصا تلك المتعلقة بعدم الاهتمام وغيرها، كما ان هذه الشريحة، قد اصبحت ايضا محط اهتمام خاص من قبل العديد من المؤسسات الاعلامية التي سعت الى نقل كافة الاخبار والتقارير المتعلقة بكبار السن.

ومن اهم الدراسات هي دراسة جديدة تشير إلى أن وجود شخص ما يتحدث إليه الإنسان ويدعمه معنويا له صلة بتراجع خطر الإصابة بجلطة دماغية والخرف لدى كبار السن، وأشارت نتائج قُدمت في 16 ابريل نيسان في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض العصبية في فانكوفر في كولومبيا البريطانية بكندا إنه على الجانب الآخر فإن العزلة الاجتماعية ربما يكون لها صلة بتراجع مستويات "مصل عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ" والمرتبط بدوره في تزايد خطر الإصابة بجلطة دماغية والخرف.

فيما أفادت دراسة أخرى أنه كلما زاد إحساس كبار السن تجاه أنفسهم بأنهم "عجائز" أو أكبر من أعمارهم الحقيقية زادت احتمالات تدهور الإدراك في السنوات التالية، بينما تقول دراسة جديدة إن كبار السن الذين لديهم موقف إيجابي بشأن الشيخوخة ربما يكونون أكثر تكيفا مع التوترات، في تجربة مختلفة وبمجرد ضغطة على زر يتحول شاب في كامل صحته عمره 34 عاما ممن يرتادون المتاحف ويدعى (أوجو دومونت) إلى رجل مسن مضطرب الحركة يبلغ من العمر 85 عاما يعاني من إعتام عدسة العين والجلوكوما علاوة على طنين الأذن.

على صعيد ذي صلة، توفيت عميدة سن البشرية سوزانا موشات جونز في نيويورك عن 116 عاما وباتت الايطالية ايما مورانو التي تصغرها باربعة اشهر تحمل هذا اللقب، من جانب مختلف، ليس بوسع الروبوت دينسو الذي يتولى رعاية المسنين في تايلاند أن يتابع تناول المسن علاجه والاتصال بذويه عبر مكالمات هاتفية بالفيديو فحسب وإنما يمكنه أيضا أن يمارس معه التدريبات الرياضية بل ويسليه أيضا بمهاراته في الغناء بطريقة الكاريوكي.

تزايد عدد المسنين في القارة العجوز

سجل معدل عدد المسنين في الاتحاد الأوروبي ارتفاعا ملحوظا، خاصة من تجاوزوا سن الثمانين. وارتفعت نسبتهم في 2015 بـ5.3 بالمئة، وفق ما أظهرت إحصاءات نشرها المكتب الأوروبي للإحصاء، فقد ارتفعت نسبة من هم فوق سن الثمانين عاما في أوروبا من 4 % في العام 2005 إلى 5,3 % في العام 2015، أي شخص واحد من كل عشرين شخصا، وبشكل عام، تسجل في أوروبا أعلى معدلات المسنين فوق سن الثمانين، وخصوصا في إيطاليا حيث يشكلون 6,5 % من السكان، واليونان (6,3 %)، أما النسب الأدنى في أوروبا فتسجل في إيرلندا وسلوفاكيا (3,1 %). بحسب فرانس برس.

وفي أوروبا عموما، كان يمكن لأي مسن في الثمانين من عمره أن يأمل بتسع سنوات وستة أشهر إضافية من الحياة في المتوسط، في العام 2014، في مقابل ثماني سنوات وخمسة أشهر قبل عشر سنوات، في فرنسا، يمكن لمن بلغ الثمانين أن يأمل بالعيش 11 عاما إضافيا، لتكون فرنسا المتقدمة أوروبيا في هذا المجال، أما في بلغاريا مثلا، فإن من بلغ الثمانين لا يأمل بأن يعيش أكثر من سبع سنوات إضافية، في المعدل.

كما أظهر تقرير صادر عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي والمفوضية الأوروبية ارتفاعا في معدلات أعمار سكان الاتحاد الأوروبي حيث تضاعفت نسبة من تزيد أعمارهم عن 65 عاما منذ عام 1960، ولكن ذلك لا يعني تحسن صحتهم، حيث ما زال الملايين منهم يعانون من أمراض مزمنة، فقد ارتفعت نسبة السكان الذين يزيد عمرهم عن 65 عاما في الاتحاد الأوروبي من أقل من 10 % سنة 1960 إلى ما يقرب من 20 % في 2015 على أن تقارب هذه النسبة 30 % بحلول 2060.

ويتخطى أمد الحياة المتوقع في 18 بلدا من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (سلوفينيا هي البلد الوحيد من أوروبا الشرقية التي ينطبق عليها هذا الأمر) الـ80 سنة، غير أن هذا الأمر لا يمثل بالضرورة مؤشرا إلى تمتع السكان بصحة جيدة وفق التقرير الذي أشار إلى أن 50 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي يعانون أمراضا مزمنة.

وانتقد المفوض الأوروبي للصحة فيتينيس أندريوكايتيس في تصريحات أوردها البيان تسجيل "وفاة عدد كبير من الأشخاص سنويا جراء أمراض يمكن تفاديها مرتبطة بعوامل خطر مثل التدخين والبدانة"، وفي الاتحاد الأوروبي، لا يزال المدخنون يمثلون ما نسبته واحد من كل خمسة أشخاص كما أن 16 % من البالغين يعانون البدانة في مقابل 11 % سنة 2000، ولا تزال البدانة تمثل مع التناول المفرط للكحول مشكلة تكتسي "أهمية متزايدة" في بلدان عدة في الاتحاد الأوروبي، وأشارت المفوضية الأوروبية في بيان إلى أن شيخوخة السكان وازدياد معدلات الأمراض المزمنة بالإضافة إلى القيود المفروضة في الميزانية تجعل "من الضروري" إجراء تغيير في آلية تقديم خدمات الرعاية الصحية. بحسب فرانس برس.

وتطرقت في هذا الإطار إلى تطوير خدمات الصحة عبر الإنترنت إضافة إلى تقليص فترات الاستشفاء وترشيد النفقات على الأدوية، واستحوذت النفقات على الصحة سنة 2015 على 9,9 % من إجمالي الناتج المحلي في الاتحاد الأوروبي في مقابل 8,7 % سنة 2005.

عدد المسنين يزداد بشكل مقلق في اليابان

يزداد عدد المسنين في صفوف السكان اليابانيين بشكل اعتبرته السلطات العامة مقلقا بعدما نشرت النتائج النهائية للاحصاء السكاني الاخير الذي يظهر ان عدد من تجاوزوا الخامسة والسبعين اكبر ممن هم دون الخامسة عشرة.

في السابق كان العمر الذي يؤخذ كمرجع للمقارنة فوق الخامسة والستين الا ان عدد هؤلاء يتجاوز منذ سنوات عدد الاطفال. والان وحتى بعد رفع العمر الى 75 عاما لا يزال عدد من هم دون الخامسة عشرة اقل اذ تمثل الفئة الاولى 12,8 % والفئة الثانية 12,6 %. ويمثل من هم فوق الخامسة والستين 26,6 % من مجمل سكان اليابان فيما تزيد نسبتهم عن 30 % في 12 من 47 منطقة في البلاد. بحسب فرانس برس.

ووردت هذه البيانات في احصاء شامل للسكان اجري العام 2015 في اليابان شمل الاجانب كذلك. ويميل عدد السكان الاجمالي الى التراجع مع 127,09 مليون نسمة في 2015 في مقابل 128,06 مليونا قبل خمس سنوات. وبلغ عدد الاجانب 1,75 مليون نسمة في اليابان اي 1,38 % من عدد السكان الاجمالي، واعربت حكومة شينزو ابي عن ادراكها للمشكلة الديموغرافية الخطيرة التي تواجهها اليابان.

من أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة؟

أفادت دراسة حديثة أنه كلما زاد إحساس كبار السن تجاه أنفسهم بأنهم "عجائز" أو أكبر من أعمارهم الحقيقية زادت احتمالات تدهور الإدراك في السنوات التالية، ومن بين نحو ستة آلاف مواطن أمريكي من كبار السن تمت متابعتهم على مدار فترة تراوحت بين عامين وأربعة أعوام فإن من شعروا بأنهم أكبر من سنهم في البداية كانوا أكثر عرضة بنسبة 18 في المئة للإصابة بضعف الإدراك وأكثر عرضة بنسبة 29 في المئة للإصابة بالخرف مقارنة بنظرائهم الذين شعروا أنهم أصغر. بحسب رويترز.

وقال الباحثون في دورية (جيرونتولوجي) إن المشاركين في الدراسة المصابين بالاكتئاب ولا يمارسون الرياضة عند تقييم أنفسهم كانوا يميلون إلى الشعور بأنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية في البداية، وكتب يانيك ستيفان من جامعة مونبيلييه في فرنسا وزملاؤه قائلين إن هذا يتماشى مع أبحاث سابقة تشير إلى وجود صلة بين الاكتئاب والخرف.

وقال إريك فوجلسانج وهو باحث بمجال علم الاجتماع في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو ولم يشترك في وضع الدراسة "إذا مارست أنشطة تجعلك تشعر بأنك شاب مثل التمارين الرياضية وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة أو الاستمتاع بهواية فإن هذا قد يحميك من تدهور الذاكرة"، وتابع قوله "الأساس هو اتباع نمط حياة صحي بما في ذلك أن يكون لديك شغف تجاه الحياة".

الشيخوخة والمواقف الايجابية

قالت جينيفر بلانجير المشاركة في دراسة حديثة وهي من جامعة نورث كارولاينا في رالي إن "أبحاثا سابقة وجدت بشكل عامل نفس الشيء وهو أن الموقف الأكثر إيجابية مفيد، "الناس الذين يتخذون مواقف إيجابية يقل لديهم احتمال دخول المستشفى ومن المتوقع أن يعيشوا فترة أطول"، وتناول الباحثون 43 بالغا تراوحت أعمارهم بين 60 عاما و96 عاما للرد على أسئلة بشأن خبرتهم مع الشيخوخة بوجه عام مثل الشعور الآن بأنه أكثر أو أقل فائدة عما كان أصغر في السن أو ما إذا كان أكثر أو أقل سعادة. بحسب رويترز.

وبعد ذلك أكمل الباحثون استبيانات على أساس يومي لمدة ثمانية أيام سألت عن أحداث مرهقة ومشاعر سلبية مثل الخوف وسرعة الانفعال أو الحزن، ومثلما ورد في دورية طب الشيخوخة فإن الأشخاص الذين كانت مواقفهم أكثر إيجابية بشأن الشيخوخة كانوا يميلون للتحدث عن حالات عاطفية متوافقة طوال فترة الثمانية أيام بغض النظر عن عوامل التوتر، ولكن الانفعالات تذبذبت بين الأشخاص الذين كانت مواقفهم أكثر سلبية وذلك اعتمادا على عوامل التوتر لديهم، وقالت بلانجير إنه بالنسبة للبالغين الأكثر سنا غالبا ما يتركز التوتر على العلاقات مع العائلة أو الأصدقاء في حين يكون مرتبطا بالعمل بشكل أكبر بالنسبة للبالغين الإصغر سنا، وأضافت إن كل وظائف شرايين القلب تكون أسوأ في الأشخاص الذين تكون ردود أفعالهم على التوتر أكثر سلبية، وقالت إن "الإعلام يقدم وجهة نظر مشوهة للشيخوخة ويسخر من القصور الذهني والبدني"، وقالت إنه غالبا ما يكون كبار السن في حقيقة الأمر أكثر سعادة بحياتهم من الأشخاص في سن العشرينات أو الثلاثينات في ضوء خبرتهم الحقيقية في الحياة والوقت لتطوير علاقات حقيقية.

ابتكار بدلة تجعل من يرتديها يشعر بإحساس يحاكي المسنين

بمجرد ضغطة على زر يتحول شاب في كامل صحته عمره 34 عاما ممن يرتادون المتاحف ويدعى (أوجو دومونت) إلى رجل مسن مضطرب الحركة يبلغ من العمر 85 عاما يعاني من إعتام عدسة العين والجلوكوما علاوة على طنين الأذن.

لقد تطوع دومونت في مركز (ليبرتي) العلمي الأسبوع الماضي كي يرتدي هيكلا عظميا خارجيا (اكسوسكيليتون) يتم التحكم فيه عن بعد من خلال الكمبيوتر لضعضعة المفاصل وإضعاف حاستي السمع والبصر علاوة على الشعور بكل ما يحسه المسنون وذلك قبل عشرات السنين من بلوغه أرذل العمر، يستخدم دومونت سماعات أذن لكتم الصوت وإضعاف حاسة السمع ونظارات للرؤية لا تسمح سوى بالإبصار الثانوي الضعيف كما لو كان يعاني من اعتلال أنسجة العين فيما تم تصميم مفاصل البدلة بحيث تحاكي تيبس الحركة وخشونتها لشخص يعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي.

تزن هذه البدلة 18 كيلوجراما ما يعطي الإحساس الذي ينتاب كبار السن بعدم قدرة الجسم على تحمل وزنه، وبذل دومونت جهدا بالغا وبدا لاهثا على جهاز رياضي للمشي فيما كانت تعرض أمامه مقاطع فيديو بعنوان "السير على الشاطئ" وزادت دقات قلبه من 81 إلى 100 في الدقيقة الواحدة وعمد مراقبو التجربة إلى زيادة إحساسه بالألم من خلال الضغط على أزرار وروافع على لوحة تحكم مرتبطة بالكمبيوتر الذي يحمله في حقيبة على ظهره. بحسب رويترز.

وقال دومونت الذي يعمل في مجال التصوير ويعيش في حي بروكلين القريب من مدينة نيويورك "لا أدري كيف يمكنني التركيز وكل ما كنت أصبو إليه هو الذهاب إلى الفراش"، وقامت مؤسسة (جينوورث) المالية للتأمين بالتعاون مع شركة (أبلايد مايندز) للهندسة والتصميم بهذه التجربة في أحد المعارض حتى يدرك الزوار بالفعل ما يعانيه المتقدمون في السن من مصاعب، وسردت كانديس هامر ممثلة شركة (جينوورث) إحدى تجارب هذه البدلة قائلة إن الهدف منها هو حشد التعاطف والوعي بالتحديات التي يواجهها المسنون في حياتهم اليومية ومنها تيبس المفاصل الذي يحول دون أن يتمكن الشخص من إحضار الأشياء من على الأرفف مثلا فضلا عن محاولة التحدث مع شخص في مطعم يضج بحالة من الصخب فيما يكون يعاني من حالة عصبية تسمى فقدان القدرة على النطق والكلام.

وفاة عميدة البشرية الاميركية وحلول ايطالية مكانها

كانت جونز ولدت في السادس من تموز/يوليو 1899 في ولاية الاباما (جنوب الولايات المتحدة). وهي اخر اميركية مولودة في القرن التاسع عشر على ما اوضح لوكالة فرانس روبرت يونغ مدير مركز الابحاث التابع للمجموعة الاميركية "جيرونتولجي ريسيرتش غروب" الذي يحصي كبار المعمرين في العالم، وتوفيت الخميس عند الساعة 20,36 في دار للمسنين في بروكلين، وباتت عميدة سن البشرية الان الايطالية ايما مورانو المولودة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1899 على ما اكد يونغ. وهي الشخص الاخير المعروف في العالم المولود في القرن التاسع عشر.

وكانت مورانو منذ تشرين الثاني/نوفمبر عميدة سن اوروبا. وهي عملت في قطاع النسيج حتى سن الخامسة والسبعين وعاشت الجزء الاكبر من حياتها في بلدة فيربانيا في منطقة بييمونتي. وحتى العام الماضي كنت تعيش بمفردها في شقة من غرفتين، وهي شهدت انتقال ايطاليا من الحكم الملكي الى الحكم الجمهوري وحربين عالميتين، وبعد وفاة طفلها البالغ سبعة اشهر انفصلت عن زوجها الذي كان يضربها العام 1938 ولم تتزوج مجددا.

واوضحت العام الماضي لصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية "لم اكن اريد ان يسيطر علي اي شخص" عازية سر عمرها المديد الى هذا الامر، وهي الكبرى بين ثمانية اشقاء وشقيقات وهي عزت ايضا سر عمرها الطويل الى تناولها يوميا على مدى سنوات بيضيتين نيئتين وثالثة مسلوقة وهي حمية نصحها بها طبيب عندما كانت في العشرين من العمر لمكافحة فقر الدم، اما سوزانا موشات جونز فكانت حياتها مختلفة فهي حفيدة عبيد وولدت في عائلة تعاني الفقر المدقع من عشرة اطفال في الاباما. وكان والدها يعمل في قطف قطن. وقد غادرت الى نيويورك العام 1922 حيث كانت تعتني باطفال ومن ثم الى كاليفورنيا في الاربعينيات على ما اوضح يونغ قبل ان تعود الى الاباما وتنتقل منها مجددا الى نيويورك. بحسب فرانس برس.

واضاف ردا على سؤال حول سر عمرها هذا "كانت تحب البيض والبايكن والنوم مطولا ولم تكن تدخن او تشرب الكحول وقد تزوجت (لسنوات قليلة) الا انها لم تنجب اطفالا"، وقد دخلت موسوعة غينيس للارقام القياسية كعميدة سن البشرية في تموز/يوليو 2015، ولا تزال الفرنسية جان كليمان اكبر معمري العالم اذ انها توفيت عن 122 عاما و164 يوما في آرل في جنوب فرنسا العام 1997.

مع زيادة المسنين في تايلاند.. شركات تراهن على زيادة الطلب على الروبوت والحفاضات

بحلول نهاية 2016 سيصبح نحو 15 في المئة من سكان تايلاند البالغ عددهم 68 مليون نسمة فوق سن الستين. وتتوقع الحكومة أن تصل هذه النسبة إلى 20 في المئة بحلول 2020 لتضيف ضغوطا على قطاع الرعاية الصحية المضغوط بالفعل.

وقال تشاليرمبون بونوتوك الرئيس التنفيذي لشركة "سي تي آسيا روبوتكس" إن "الأطباء والممرضين استقبلوا دينسو استقبالا إيجابيا لأنه يساعدهم على متابعة المرضى"، وأضاف أن شركته تلقت ألف طلب من تايلاند واليابان للحصول على الروبوت الذي يبلغ ثمنه 85 ألف بات (2445 دولارا)، ويقول البنك الدولي إن اتجاه السكان في تايلاند نحو الشيخوخة يأتي مع ارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم إلى جانب التنمية الاقتصادية التي تجاوزت الدول المجاورة، وتقدر الحكومة أن الأسر تنفق نحو ثلث دخلها على رعاية ذويها المسنين وتقدر شركة كيه.جي.أي سيكيورتيز أن الإنفاق على الرعاية الصحية سيصل إلى سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2026 مقابل 4.5 في المئة في 2015.

ومن ثم تستعد صناعة الأدوية والرعاية الصحية في تايلاند التي يبلغ حجمها أربعة مليارات دولار لزيادة في الطلب على منتجات رعاية المسنين وعلى الأطباء والممرضين ومقدمي الرعاية الطبية بالإضافة إلى أسرة المستشفيات ودور المسنين.

وتقوم شركات بناء المنازل مثل سينا ديفيلوبمنت ونوساسري بإضافة مواصفات جديدة لاستيعاب المستأجرين المسنين مثل إقامة أرصفة منحدرة لمستخدمي المقاعد المتحركة والأبواب المنزلقة ومفاتيح النور التي تعمل باللمس وشبكات الإنذار في حالات الطواريء، وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة سينا إن "الزبائن المسنين يشكلون نحو عشرة في المئة من قاعدة زبائننا، "هذا يمكن أن يرتفع بسهولة إلى 15 في المئة أو أكثر خلال السنوات المقبلة"، وفي منتجات العناية الشخصية شهدت شركة دي.إس.جي انترناشيونال التايلاندية لصناعة الحفاضات زيادة في مبيعات حفاضات البالغين 30 في المئة هذا العام وتتوقع نموا كبيرا خلال السنوات الخمس المقبلة حسبما قال الرئيس التنفيذي لعمليات الشركة. بحسب رويترز.

ومن الشركات الأخرى التي شهدت فرصة في هذا التغير السكاني شركة سامافان هيلث للتوريدات الطبية والتي تبيع مع شركة أبيكس ميديكال التايوانية حشايا لمنع قرح الفراش بالإضافة إلى أجهزة للتنفس للمساعدة في النوم.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا