ما أثر وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين؟

أوس ستار الغانمي

2024-11-16 05:44

أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نوعاً من الروتين اليومي لجميع أفراد الأسرة، وبشكل خاص للمراهقين والأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة، ولا شك في أن شبكات التواصل الاجتماعي، حتى لو كانت افتراضية، تلعب دوراً مهماً في تنمية الوعي الوجداني للمراهقين، من خلال دعمهم نفسياً واجتماعياً، وربطهم بأفراد أسرتهم وذويهم في أماكن مختلفة.

وعلى الرغم من أن معظم الدراسات التي تناولت ظاهرة وسائل التواصل، ركزت بشكل أساسي على التأثير السلبي لها على المراهقين، فإن تأثيرها الإيجابي أيضاً لا يمكن إنكاره، أو التقليل من أهميته.

تواصل اجتماعي

أحدث دراسة في هذا المجال نُشرت في مجلة طب الأطفال (journal Children) في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، قام بها باحثون من البرتغال عن السلوك الصحي لدى الأطفال في سن المدرسة (Health Behavior in School-aged Children)، وهي عبارة عن مسح يتم إجراؤه في البرتغال كل 4 سنوات منذ عام 1998، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وقد أوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي -على تنوعها- لا تعدو كونها مجرد وسيلة يمكن التحكم فيها، واستخدامها بشكل جيد أو صحي أو بشكل مدمر يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل أي تطور حدث قبل ظهور الإنترنت.

أما الخوف من الآثار السلبية -على الرغم من أنه مفهوم تماماً ومبرر- فربما يكون مبالغاً فيه، ويخلق نوعاً من الترهيب للأطفال والمراهقين، يجعلهم مهيئين نفسياً للتعامل مع هذه التطبيقات بتوجس يؤدي إلى وقوعهم ضحايا بالفعل للتأثير النفسي السلبي.

قام الباحثون بإجراء الدراسة على 7643 طالباً من المدارس الإعدادية والثانوية، تراوحت أعمارهم بين 11 و13، وأيضاً 15 و18 عاماً. وبناءً على نتائج الاستطلاع المتعلقة بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات رئيسية: الأولى الأقل متابعة واعتماداً على هذه الوسائل، والثانية مجموعة الاستخدام المعتدل، والثالثة مجموعة الاستخدام المفرط والاعتماد الكبير.

وتم سؤال الطلاب عن عدد ساعات النوم ونوعيته، وعن وجود صعوبات في النوم المتواصل من عدمه، وأيضاً عن معدل ممارسة الرياضة بشكل يومي، ولأي فترة زمنية، وعادات تناول الطعام، وإذا كان المراهق بمفرده أم مع الآخرين، وهل يدخل في نقاش مع أفراد العائلة والأصدقاء؟ وحب المدرسة والأنشطة الموجودة فيها، بجانب الدراسة، وتم سؤالهم عن شعورهم بالتوتر والقلق وإمكانية ممارسة عنف لفظي أو فعلي في حالة الغضب.

جوانب صحية وسلوكية

أظهرت النتائج أن المراهقين الذين يعتمدون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقضون وقتاً أطول في متابعتها، يعانون من صعوبات في النوم، ولديهم مشاكل في التواصل مع الآخرين، ويعانون من عدم التوافق مع الأهل والأصدقاء، وفى الأغلب يمارسون سلوكيات عنيفة، ومعظمهم لديهم علاقات سيئة مع المعلمين في المدرسة، ويفضلون قضاء الوقت مع الأصدقاء على الإنترنت أكثر من اللقاءات الحقيقية.

كانت الفتيات الأكثر اعتماداً على وسائل التواصل الاجتماعي، بخلاف الذكور، وأيضاً كان المراهقون أصحاب الفئة العمرية الأكبر، هم الأكثر قضاءً للوقت على تلك الوسائل من الأطفال، وفى الأغلب كانوا أكثر ميلاً إلى السلوكيات المضرة بالنفس، مثل التدخين، وشرب الكحوليات، واستخدام الأدوية المحظورة.

في المقابل كان المراهقون أصحاب الحد الأدنى من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في حالة نفسية أفضل، وتمتعوا بعلاقات قوية وحيوية مع عائلاتهم وأصدقائهم، ولم يعانوا من الأرق، كما كانوا أكثر قدرة على التحكم في المشاعر السلبية، مثل الغضب والتوتر، فضلاً عن صحة عضوية جيدة، وممارسة نشاط بدني لفترات أطول وبانتظام، وكانت علاقاتهم جيدة بالمعلمين، واستمتعوا بقضاء الوقت في متابعة المواقع الإلكترونية المختلفة.

أكدت الدراسة وجود كثير من العوامل التي تلعب دوراً في المدى الذي تؤثر به وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين، منها عوامل خارجية، مثل البيئة المحيطة التي تشجع على الانفتاح على الآخر، والتعامل معه من دون تنمر أو أحكام مسبقة، وأيضاً الدعم النفسي من الآباء والأقران، سواء زملاء المدرسة أو أفراد العائلة. وهناك العوامل الخاصة بكل مراهق، مثل الفروق الفردية في جنس الطفل، ومعدل النشاط البدني له، وحالته النفسية، والضغوط التي يتعرض لها، بجانب الصحة العضوية أيضاً، والعيوب الجسدية الظاهرة، والمستوى المادي والاجتماعي للأسرة.

أوضحت الدراسة أن طريقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تحدد أثرها على المراهق، بمعنى الوقت المنقضي على هذه المنصات، ولأي مدى يمكن اعتبار التعامل معها سلوكاً إدمانياً، أم هي مجرد وسيلة ترفيه وتواصل إنساني، من حيث زيادة عدد الساعات بشكل متواصل يومياً، وعدم القدرة على الاستغناء عن هذه المنصات، والشعور بالتعاسة في حالة عدم التمكن من مطالعتها لسبب أو لآخر، وأيضاً إذا كانت هذه الوسائل تؤثر على الحياة الحقيقية للطفل، بمعنى انعزاله عن المجتمع المحيط به بشكل كامل، وعدم التفاعل مع الآخرين إلا من خلال وسائل التواصل، مثل التهنئة أو المواساة، وعدم وجود أصدقاء حقيقيين.

نصحت الدراسة المراهقين بضرورة الحفاظ على التوازن، بين متابعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والأنشطة الترفيهية الأخرى، لضمان الصحة النفسية والعقلية، وعدم الاعتماد على علاقات افتراضية بديلة عن العلاقات الحقيقية. وأكد الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون سلوكاً صحياً، إذا كان مصحوباً بوسائل حماية معينة، مثل العلاقات الإيجابية مع أفراد العائلة والمدرسين والأصدقاء. ونصحت الدراسة الآباء بضرورة توفير الدعم النفسي للمراهق، وقضاء وقت كافٍ مع أطفالهم، ومتابعة أخبارهم، وتناول الطعام بشكل جماعي، كلما أمكن ذلك للحفاظ على الصحة النفسية للمراهق. بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

ما هو التأثير؟

يشير مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي إلى مواقع الإنترنت والتطبيقات التي يمكنك استخدامها لمشاركة محتوى أنشأته. وتتيح لك وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا الرد على المحتوى الذي ينشره الآخرون. وقد يتضمن ذلك الصور أو النصوص أو التفاعلات أو التعليقات على منشورات الآخرين وروابط المعلومات.

وتساعد المشاركة على الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الأشخاص على البقاء على اتصال بالأصدقاء أو التواصل مع أشخاص جدد. وقد يكون ذلك أكثر أهمية للمراهقين مقارنةً بالفئات العمرية الأخرى. فالصداقات تساعد المراهقين على الشعور بالدعم وتؤدي دورًا في تشكيل هويتهم. لذا، من الطبيعي أن نطرح أسئلة عن مدى تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين.

تُمثل وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية للمراهقين.

فما مقدار هذا الجزء؟ يقدم لنا استبيان أُجري عام 2022 على مجموعة من المراهقين في عمر 13 إلى 17 عامًا فكرة عن الأمر. بناءً على 1300 إجابة تقريبًا على الاستبيان، وُجِد أن 35% من المراهقين يستخدمون على الأقل واحدة من بين خمس منصات لوسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من عدة مرات يوميًا. وكانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخمسة هي: YouTube و TikTok و Facebook و Instagram و Snapchat.

لا تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في جميع المراهقين بالطريقة نفسها. ويرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بآثار صحية وغير صحية في الصحة العقلية. وتختلف هذه الآثار من مراهق لآخر. تعتمد آثار وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة العقلية على عوامل مثل:

ـ المحتوى الذي يشاهده والأنشطة التي يقوم بها عبر الإنترنت.

ـ مقدار الوقت الذي يستغرقه عبر الإنترنت.

ـ العوامل النفسية، مثل مستوى النضج وأي حالات مرتبطة بالصحة العقلية موجودة مسبقًا.

ـ ظروف الحياة الشخصية، بما في ذلك العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

إليكَ المزايا والعيوب العامة لاستخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب نصائح للآباء.

وسائل التواصل الاجتماعي المفيدة

تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب إمكانية إنشاء هويات عبر الإنترنت والدردشة مع الآخرين وتكوين شبكات اجتماعية. ويمكن أن توفر هذه الشبكات فرصة للمراهقين للحصول على الدعم من أشخاص آخرين لديهم هوايات أو تجارب مشتركة. وهذا النوع من الدعم خاصة قد يساعد المراهقين الذين:

ـ يفتقدون إلى الدعم الاجتماعي في الواقع أو يشعرون بالوحدة.

ـ يمرون بوقت عصيب ومسبب للتوتر.

ـ ينتمون إلى مجموعات تتعرض للتهميش عادةً، مثل الأقليات العرقية ومجتمع الميم وذوي القدرات المختلفة.

ـ يعانون من حالات مَرَضية طويلة الأجل.

أحيانًا، تساعد وسائل التواصل الاجتماعي المراهقين على:

ـ التعبير عمَّا بداخلهم.

ـ التواصل مع مراهقين آخرين على النطاق المحلي ومن تفصلهم عنهم مسافات طويلة.

ـ تعلم كيف يواجه المراهقون مواقف الحياة الصعبة وحالات الصحة العقلية.

ـ الاطلاع على منتديات الدردشة الخاضعة للإشراف أو المشاركة فيها، حيث تشجع على التحدث بصراحة عن موضوعات مثل الصحة العقلية.

ـ طلب المساعدة أو الرعاية الصحية لأعراض حالات الصحة العقلية.

هذه التأثيرات الصحية لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعد المراهقين بشكل عام. وقد تساعد أيضًا المراهقين المعرضين للاكتئاب على البقاء على تواصل مع الآخرين. وقد يساعد المحتوى الفكاهي أو المسلي لوسائل التواصل الاجتماعي المراهق الذي يواجه صعوبات في التعامل مع يوم صعب.

أضرار وسائل التواصل الاجتماعي

قد يسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي آثارًا سلبية على بعض المراهقين، فقد:

ـ تؤدي إلى التشتيت عن أداء الواجبات المنزلية وممارسة التمارين والمشاركة في الأنشطة العائلية.

ـ تؤثر على جودة النوم.

ـ تؤدي إلى معلومات منحازة أو غير صحيحة.

ـ تصبح وسيلة لنشر الشائعات أو مشاركة معلومات شخصية أكثر مما ينبغي.

ـ تؤدي ببعض المراهقين إلى تكوين آراء غير واقعية عن حياة الأخرين أو هيئتهم الجسدية.

ـ تعرِّض بعض المراهقين لمحتالين على الإنترنت يمكن أن يحاولوا استغلالهم أو ابتزازهم.

ـ تعرِّض بعض المراهقين للتنمر الإلكتروني، ما قد يؤدي إلى زيادة احتمالات التعرض لمشكلات الصحة العقلية كالقلق والاكتئاب.

علاوة على ما تقدم، فإن أنواعًا معينة من المحتوى المرتبط بخوض المخاطر والمنشورات أو التفاعلات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بإلحاق الأذى بالنفس، وربما الموت في حالات نادرة.

ترتبط مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي بعدة عوامل منها على سبيل المثال مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون على هذه المنصات.

ففي دراسة أُجريت على اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا في الولايات المتحدة، ثبُت وجود ارتباط بين قضاء ثلاث ساعات يوميًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين زيادة احتمال التعرض لمشكلات الصحة العقلية. وقد استندت هذه الدراسة إلى بيانات جُمعت في عامَي 2013 و 2014 من أكثر من 6500 مشارك.

تناولت دراسة أخرى أيضًا بيانات عن أكثر من 12 ألف مراهق في إنجلترا تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عامًا. وتوصل الباحثون إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث مرات يوميًا ينبئ بضعف الصحة العقلية للمراهقين ورفاههم.

مع ذلك، لم تُشر كل الدراسات إلى وجود ارتباط بين الوقت الذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي وبين مخاطر الصحة العقلية التي قد يتعرضون لها.

يمكن أن تحدد طبيعة استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مدى تأثيرها. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبب مشاهدة أنواع معينة من المحتوى زيادة مخاطر الصحة العقلية التي قد يتعرض لها المراهق. ويمكن أن تشمل هذه الأنواع محتوى يقدم ما يلي:

ـ أفعال غير قانونية.

ـ إيذاء للنفس أو الآخرين.

ـ التشجيع على عادات مرتبطة باضطراب الشهية، مثل إفراغ الأمعاء والأكل الانتقائي.

قد تكون هذه الأنواع من المحتوى أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين الذين يعانون بالفعل مشكلات صحية عقلية. يمكن أيضًا أن يؤدي التعرض للتمييز أو الكراهية أو التنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.

كما أن المعلومات التي يختار المراهقون مشاركتها عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بأهمية كبيرة.

تتسم عقلية المراهقين بكثرة اتخاذ القرارات قبل التفكير فيها أولاً. ولذلك قد ينشر المراهقون أشياء في لحظات غضبهم أو حزنهم، ويندمون عليها فيما بعد. ويُطلق على هذا التصرف النشر تحت الضغط.

كما أن المراهقين النشطين في نشر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي عرضة لنشر صور جنسية أو مواد شخصية للغاية عنهم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعرضهم للتنمر أو التحرش أو حتى الابتزاز. بحسب موقع “مايو كلينك”.

نصائح لحماية من أخطار

التشجيع اليقظ

أوصى التقرير بتشجيع الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، على الاستفادة من الوسائط الأكثر توفيرا لفرص الدعم الاجتماعي. حيث تشير البيانات إلى أن المراهقين الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الاكتئاب أو الشعور بالوحدة، قد يستفيدون من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشرط أن تخضع للتحكم والمراجعة.

كذلك يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تشجع المراهقين على اتباع الآراء والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية للآخرين، مما قد يعزز النشاط الإيجابي أيضا خارج عالم الإنترنت. وقد تكون وسائل التواصل مفيدة من الناحية النفسية، عندما يشعر المراهقون بالتردد أو عدم القدرة على المناقشة مع أحد الوالدين.

الكشف عن أي علامات خطر

يوصي التقرير بأمور يجب على الآباء الانتباه لها عندما يراقبون استخدام أطفالهم لهذه الوسائط. منها فحصهم بشكل روتيني، للتأكد من عدم وجود علامات على أي استخدام يمكن أن يتسبب في حدوث أضرار نفسية، قد تكون أكثر خطورة بمرور الوقت، مثل تأثر النوم والنشاط البدني والمدرسي، أو الأنشطة الأخرى المهمة للنمو. مع ضرورة مراقبة مدى الصعوبة التي قد يبديها الأطفال للانفصال عن وسائل التواصل، وهل يكذبون حتى يتمكنوا من الاستمرار في البقاء عليها، أو لا.

المراقبة في مرحلة المراهقة المبكرة

لأن وضع الحدود المناسبة أمر بالغ الأهمية، وخصوصا في مرحلة المراهقة المبكرة (من 10 إلى 14 سنة)؛ ينصح التقرير بمراقبة البالغين في هذه المرحلة الدقيقة من خلال المراجعة المستمرة والمناقشة والتدريب على التعامل مع محتوى الوسائط الاجتماعية. مع مراعاة أن تكون المراقبة متوازنة مع احتياج المراهقين للخصوصية والاستقلالية، التي تزداد تدريجيا مع تقدمهم في العمر واكتسابهم للمهارات الرقمية.

التدريب للحد من مخاطر الأذى النفسي

يؤكد التقرير على أهمية العمل على تقليل أو إيقاف أي محتوى خطر قد يتعرض له الطفل؛ مثل المنشورات المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الطعام والعنصرية والتنمر. فقد أظهرت الدراسات أن المراهقين يقضون في المتوسط أكثر من 7 ساعات يوميا في مشاهدة مقاطع الفيديو أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وأن تعرضهم لهذا النوع من المحتوى قد يعزز لديهم سلوكيات مشابهة، بمعدلات أكثر مما يدركه الآباء. كما تُظهر الأبحاث أن تعرض المراهقين للتمييز والكراهية عبر الإنترنت، ينبئ بزيادة القلق وأعراض الاكتئاب.

التحذير من المقارنة الاجتماعية

ينبغي الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمقارنة لا سيما بين الفتيات، وخصوصا فيما يتعلق بالمحتوى المرتبط بالمظهر. حيث تشير الأبحاث إلى أن "استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي في مقارنة أجسامهم أو مظهرهم، بأجسام ومظهر الآخرين؛ يرتبط بأعراض الاكتئاب، وتكوين صورة سلبية وسيئة عن الذات، وخصوصا بين الفتيات".

الحوار والقدوة

مع تقدم الأطفال في العمر واكتساب مهارات القراءة والكتابة الرقمية، يجب أن يتمتعوا بمزيد من الخصوصية والاستقلالية في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. لكن هذا لا يمنع الآباء من إجراء حوار دائم ومفتوح حول ما يفعله أطفالهم على الإنترنت.

في الوقت نفسه، يحث التقرير الآباء على أن يكونوا قدوة ويراقبوا استخدامهم هم أيضا لوسائل التواصل الاجتماعي، استنادا إلى أبحاث تُظهر أن طريقة استخدام البالغين لوسائل التواصل الاجتماعي أمام الأطفال، قد تؤثر عليهم بشكل واضح في البلوغ.

محو الأمية الرقمية وترشيد الاستخدام

يوصي التقرير بتدريب المراهقين على "محو الأمية الرقمية" لضمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متوازن وآمن وهادف، ويشمل:

ـ تمييز المعلومات الخاطئة والمضللة.

ـ تجنب التعميم المفرط، وكيفية بناء وتعزيز علاقة صحية.

ـ الامتناع عن المقارنات الاجتماعية.

ـ فهم كيفية التلاعب بالصور والمحتوى.

ـ التعرف على الرسائل العنصرية.

إلى جانب ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحيث لا تتعارض مع نوم المراهقين ونشاطهم البدني. حيث يرتبط النوم غير الكافي باضطرابات الأداء العاطفي والنمو العصبي في أدمغة المراهقين. كما تظهر الأبحاث أن النشاط البدني ضروري للصحة الجسدية والنفسية وخفض معدلات الاكتئاب. بحسب موقع “الجزيرة نت”.

ذات صلة

بين موت الغرب ونهضة الشرقالبنية الحجاجية.. خطبة الزهراء (ع) مثالامتى يحق للمواطن المشاركة في القرارات الحكومية؟الإدارة الأمريكية الجديدة وتصوّرات الصدام والتوتر والوفاقالحياة المشتركة في الشرق الأوسط