الحيوانات تتكلم: اعرف كيف يحدث ذلك؟

مروة الاسدي

2023-09-24 06:20

هل الحيوانات تتكلم؟ وكيف تتواصل الحيوانات مع بعضها البعض؟ وإن كانت تتواصل فيما بينها، فما هي لغة التواصل بين الحيوانات، قد عرفت الحيوانات كيف تتواصل مع بعضها البعض باستخدام لغة تواصل خاصة بها، ويمكن تعريف لغة التواصل بين الحيوانات بأنها وسيلة تفاهم بين أفراد جماعة واحدة من الحيوانات بواسطة إطلاق إشارات كيميائية أو فيزيائية يستقبلها الطرف الآخر لإيصال معلومة محددة حول سلوك ما.

ولا بد من الإشارة إلى أن لغة التواصل بين الحيوانات تكون بين أفراد الجنس الواحد؛ فمثلًأ لدغ البعوضة أو ما شابه لجسم الإنسان لا يعتبر تواصلًا، ويعزى ذلك لعدم قيام جسم الإنسان بإطلاق طاقة أو إشارة محددة لاجتذاب هذه البعوضة، لكن يمكن اعتبار أن الإشارات الكيميائية التي تطلقها الزهرة لجذب النحلة إليها وتلقيحها وسيلة تواصل حقيقية.

هل الحيوانات تتكلم مثلنا؟ لا.. تكمن الأهمية في لغة التواصل بين الحيوانات بإحداث حالة من التأثر بين طرفي التواصل، أو بما معناه طلب المرسل من المستقبل طلبًا يفهمه الأخير وفقأ للإشارة المرسلة إليه، وقد تتأثر تحت مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، ويكون ذلك بإطلاق إشارات فيزيائية أو كيميائية من الحيوان المرسل لتستقطبها الأعضاء الحساسة في جسم الحيوان المستقبل، وينتج عن ذلك تبادلات داخلية ينعكس عنها سلوكًا خارجيًا.

طرق تواصل الحيوانات مع بعضها البعض؟ نجاوب هنا على سؤال كيف تتواصل الحيوانات مع بعضها البعض؟ ونقدم تاليًا أمثلة متعددة لهذه الطرق التي تعتبر لغة التواصل بين الحيوانات، ومنها:

استخدام الرائحة والتلامس للتواصل بين النمل.

الاستعانة بالحركات والرائحة للتخاطب بين النحل.

إطلاق الهمهمة الأنفية للتفاهم بين حيوان الليمور.

إطلاق صوت النقيق للتفاهم والتواصل بين الضفادع.

الصيحات وسيلة قوية ومعروفة للتخاطب بين القردة.

العواء لغة تواصل بين الذئاب.

تستخدم الطيور الأصوات والرائحة واللون للتفاهم فيما بينها.

التجشؤ عند ذكر القرد من نوع الأورانغوتان كوسيلة تحذيرية للقرود الأخرى بالبقاء بعيدًا عن المكان.

تكشير الذئاب عن أنيابها كوسيلة للتعبير عن الغضب والخوف.

تستخدم الأرانب وسيلة الخبط على الأرض في حال حدوث خطر مفاجئ.

الضرب على سطح الماء من قِبل حيوان القندس بواسطة ذيله المفلطح في حال وجود حيوانات مفترسة.

لغة الحيوانات دليل مهاراتها الخاصة

كرّم الله سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل على غيره من حيوانات، ونباتات وكائنات مجهرية بسيطة تعيش على الأرض، وخُلقت كلها لهدف حدده الخالق عز وجل.

وإذا قارنا بين الإنسان والحيوان الذي في نظر الكثير منا لا يفهم، وبالمقارنة التقليدية بين الإنسان والحيوان يتفوق الأول بالعقل والعواطف الجياشة والقدرة على الكلام ومخاطبة مَنْ حوله، وسرعة البديهة، وكيفية التصرف، والمقدرة على التطور فهو بطبيعته كائن يتعلم ويتدرب ويمارس ويجرب ويتطور إلى الأفضل بالتعلم من أخطاء الغير.

أما الحيوان بعقله الصغير وإمكاناته المحدودة، فيعيش حياته بشكل طبيعي منذ ولادته حتى نفوقه بلا تهور، لطبيعته الحذرة، ويعرف بالفطرة ما هو ضار وما هو نافع، لا يغامر وله حدود لا يتعداها، ويدرك ما لديه وما عليه، راض قنوع لا يطلب المزيد، يتكيف مع بيئته مهما كانت دون غضب أو تذمر.

اقتنع الإنسان منذ القدم بأنه أذكى المخلوقات، طبقاً لمعايير صاغها بنفسه طمعاً في الأفضلية المطلقة، يقيناً منه أن الطرف المنافس ملتزم الصمت الفطري، وليست لديه الفرصة لإثبات أحقيته ومستوى ذكائه.

وعلى الرغم من ذلك، اشتهرت بعض الحيوانات بالذكاء والقدرة على التعلم مثل الدولفين، والنمل، والقردة، وأثبت اختبار أجراه العلماء في جامعة كيوتو باليابان، ذكاء القردة الفطري عندما عرضت مجموعة من الأرقام بترتيب عشوائي لمدة 60 مللي ثانية لكل رقم ( أسرع من طرفة العين)، على شاشة حاسب آلي، وحفز أحد القردة ويدعى أيومو، لتذكر الأرقام التي ظهرت على الشاشة بالترتيب، وكانت النتيجة مذهلة، واختبار الذاكرة ليس الدليل الوحيد على تمتع الحيوانات بقدرات ذهنية فائقة.

والذكاء مصطلح نسبي لا يمكن قياسه، ويتضمن القدرة على التخطيط، والتعلم، وحل المشكلات، والتفكير التجريدي، واستيعاب الأفكار المعقدة ، وتقييم مستوى الذكاء في ما بين الحيوانات ليس يسيراً، فالاختبارات التقليدية المستخدمة صممت لتقييمه بين بني البشر. وبحسب تقرير علمي لمجلة فوكس، ربما تحقق القردة أعلى نسب ذكاء بين جميع الحيوانات.

ويعتقد تيتزورو ماتسوزاوا، أستاذ اللغة والذكاء في جامعة كيوتو اليابانية، بوجود أسباب جوهرية وراء مهارات التذكر الفائقة التي أثبتها القرد أيومو، فيعزو ذكاء الشمبانزي إلى طبيعته البيئية التي تحتم عليه تقييم مايتعرض له من مواقف بسرعة فائقة. ويضيف أنه عندما اكتسب أجدادنا المهارات اللغوية، مهدت لمهارات الإدراك الأخرى التي احتاجوها والتي جسدت التذكر في صورة كلمات لغوية نقلوا بها خبراتهم إلى الآخرين.

ومهارات أيومو دفعت بالعلماء إلى إعادة تعريف الذكاء، بعد إثباتهم أن كثيراً من الحيوانات تتمتع بقدر منه يمكنها من التأقلم مع بيئتها. وأتثبت كائنات عدة قدرتها المستمرة على تحقيق مستويات عليا من تطوير القدرات الذهنية يعتقد بأنها مفقودة لدى البشر.

مهارة استخدام الأدوات

أُعتقد من قبل أن استخدام الأدوات مهارة ينفرد بها الإنسان دون سائر المخلوقات، لما يتمتع به من قدرات ذهنية، بيد أن العلماء أثبتوا تمتع المملكة الحيوانية بهذه المهارة.

في مضيق تشاتام في ألاسكا، تعيش مجموعة من الحيتان الحدباء التي ثبت تمتعها بقدر عال من الذكاء، يتجسد في الطريقة الفريدة التي تصيد بها الأسماك. تبدأ عملية الصيد بقفز أحد الحيتان لأعلى، فتشكل الحيتان الأخرى مجموعات ( على الرغم من أنها في العادة تتنقل منفردة)، تضم كل منها 15 عضواَ، وتبدأ في السباحة في رحلة غوص إلى الأعماق، واحداً تلو الآخر، ويبدأ أحدها في استعمال ثقب التنفس في أعلى الرأس في تشكيل حائط من الفقاعات في شكل قوس كبير، في الوقت الذي يغوص فيه حوت آخر إلى قاع البحر، مطلقاً نداءات طويلة غاية في الدقة، تفزع الأسماك التي تندفع هاربة إلى السطح، تتبعها بقية الحيتان التي استجابت للنداء، ويبدأ الحوت صانع الفقاعات في الاقتراب تدريجياً من المياه الضحلة، فيشكل شبكة كثيفة من الفقاعات تحتجز الأسماك بداخلها.

دكتور فريد شيب في قاعدة ألاسكا للحيتان، يدرس الحيتان الحدباء منذ 30 عاماً، مستخدماً مكبرات صوت تحت مائية (هيدروفون)، لمعرفة المزيد عن طبيعة ووظيفة النداء الذي يطلقه الحوت داعياً بقية الحيتان إلى الغذاء، إضافة إلى أنواع أخرى من النداءات التي تصدرها الحيتان من حين لآخر.

ونجح فريد في التنصت على إحدى المحادثات التي جرت بين الحيتان، استنتج من خلالها الوقت الذي تفضله للصعود إلى سطح الماء، وأدرك أن النداءات تبدأ قصيرة ثم تطول بالتدريج إلى أن تتحول إلى نغمة ممتدة ومستمرة. وبعد ثوانٍ، تظهر الحيتان على شكل محارات عملاقة، فاغرة أفواهها لتبتلع الأسماك الهاربة من فزع النداء.

كما ثبّت فريد، الذي يعمل أيضاً لدى الجمعية القومية الجغرافية، كاميرات من نوع خاص على أجسام مجموعة من الحيتان، لتسجيل أدائها بالصوت والصورة، ليرقب آلية تكوين شبكة الفقاعات، فتوصل إلى أن لكل حوت في مجموعته مهام محددة لابد من أدائها بدقة تامة، أثناء متابعته لأداء الآخرين، فالنداء في غير التوقيت المحدد، يتسبب في قلة عدد الأسماك التي تحبس داخل الشبكة، وإتمام العملية بدقة يتطلب تنسيقاً دقيقاً ومهارة ذهنية عالية، تجعل هذه الحيتان من الكائنات التي تحسن استغلال أدواتها بشكل مثير.

قوة الذاكرة

في صحراء كلهاري بجنوب إفريقيا، يتوجب على الحيوانات أن تتذكر أماكن الطعام والشراب، خاصة إذا كانت في احتياج يومي لمئتي لتر من الماء، ومئة وخمسين كيلوغراماً من الغذاء، كي يمكنها البقاء.

دكتور مايك تشيز من منظمة أفيال بلا حدود، وهي منظمة خيرية معنية بالحفاظ على الحياة البرية، والموارد الطبيعية، توصل إلى أدلة دامغة تثبت أن الأفيال تتمتع بذاكرة استثنائية نادرة للأماكن التي زارتها ولو لمرة وحيدة طيلة حياتها. ومنذ اليوم الأول لولادة الفيل الإفريقي، يتبع وإخوته الأم في رحلات البحث عن الطعام في الصحراء الواسعة، مخزناً أماكن الطعام والشراب التي ارتادوها في بنك ذاكرته.

وثبّت مايك أجهزة رادار على أجسام الأفيال الأم، ليرصد حركة كل قطيع، فتوصل إلى أن الأفيال تتذكر الأماكن جيداً، بل وتدرك الأوقات المناسبة لزيارتها.

ومن العجب أن هذه الأفيال تنقل مالديها من مخزون معلوماتي من قطيع لآخر، ما يدلل على أنها تتمتع بوسائل ماهرة لوصف أماكن وأوقات بعينها.

ولاحظ العلماء مؤخراً أن الأفيال التي يفصل بينها آلاف الأميال تتجمع معاً عند قناة سافوتي في بتسوانا، وتتواصل الفيلة معاً باستخدام موجات صوتية ذات تردد 20 هرتز، لايمكن للإنسان سماعها، والتي يمكن أن تسمعها الأفيال على بعد 10 كيلومترات.

القدرة على التأقلم

اكتشف علماء الأحياء في جامعة نيفادا أن بعض الحيوانات تتمتع بمستويات عالية من الذكاء يؤهلها للتأقلم مع المناخات المختلفة، فعندما أخضع الباحثون طيور ألاسكا، وطيور كنساس المعروفة باسم القرقف لتجربة لالتقاط حشرة من أسفل قرص زجاجي متحرك، وجدوا أن طيور ألاسكا تعلمت كيفية رفع القرص الزجاجي، في حين فشل فريق كنساس في ذلك. وأشار العلماء أن طيور القرقف عزلت عن عائلاتها بعد ولادتها مباشرة (بعد بلوغها اليوم العاشر)، وأن مهاراتها الإدراكية كانت ضعيفة بسبب تكوينها الجيني.

وأكدوا أن منطقة الحصين (المسؤولة عن الذاكرة) في المخ لدى طيور ألاسكا كانت أكبر حجماً، لتثبت أن جيناتها تطورت لتمكنها من التذكر الجيد، وهي مهارة لوحظت لدى الكائنات التي تعيش في أماكن ليس من السهل الحصول على الغذاء فيها، خاصة خلال فصل الشتاء القارس.

مهارة التواصل

تتواصل الحيوانات في ما بينها من خلال لغة الجسد، كما يمكنها تعلم استخدام الرموز أيضا. فأنثى قرد البونوبو، المعروفة باسم بانبانيشا، تتواصل من خلال بعض الرموز التي تمثل مفردات من اللغة الانجليزية. ففي إحدى التجارب نجحت بانبانيشا في تحديد رموز تمثل الحجرة، والسيارة.

ويؤكد دكتور سو سافاجرومباف، أستاذ باحث في لغة البونبو، أن بانبانيشا تفهم محتوى محادثة ما، وتستخدم المملكة الحيوانية أساليب تواصل صوتية وصامتة، ولم ينجح في كشف معانيها سوى عدد قليل من العلماء، منهم مونتي روبرتس، الذي بدأ دراسة لغة فرس الموستان في صحراء نيفادا قبل خمسين عاماً، واكتشف أنها تتواصل في ما بينها عبر مجموعة معقدة من لغة الجسد، تشتمل على 170 إشارة. واستخدم مونتي أجهزة قياس ضربات القلب ليدلل على أن لهذه الحيوانات قدرة داخلية خارقة لتحدث تزامناً عاطفياً وجسدياً بينها وبين الحيوانات الأخرى. واستطاع مونتي، بعدما نجح في فك لوغاريتمات لغة الجسد الصامتة لدى هذه الحيوانات، تدريبها عبر التواصل معها بلغتها الخاصة. ويعكف باحثون حالياً على تعلم اللغة الفطرية لحيوانات كثيرة، لكشف آلية التفكير لديها.

العواطف

عندما كان العلماء يصورون فيلماً عن الحيتان الرمادية في بحيرة سان ايجناشيو في المكسيك، حاولت الحيتان الاقتراب من قاربهم، وكانت ترفع صغارها تجاههم للمسها، وخلال ساعة كاملة تولى أحد الذكور الصغيرة دفع القارب إلى الأمام. ويرى العلماء أنه لايمكن القطع بأن لدى هذه الحيتان مشاعر، وأحاسيس، وإدراك حسي كما في الإنسان والقردة.

بروفيسور جون مارزلوف من جامعة واشنطون في سياتل، قاد بحثاً توصل من خلاله إلى أن للغراب القدرة على التمييز بين وجوه عدد من الأشخاص، وتقوى هذه المهارة كلما قويت أحاسيسه تجاه أحدهم. وأظهرت فحوص دماغ الطائر أن منطقة الخوف نشطت فيه عندما كان مارزولوف يصيدها، ما يدلل على أن الغراب يشعر بالخوف.

التعليم

اعتقد في ما مضى أن مهارة نقل المعرفة عبر الأجيال يختص بها البشر دون سائر المخلوقات، بيد أنه ثبت أن فصائل معينة من الحيوانات تتمتع بنفس القدرة، ومنها حيوان النمس الذي يعلم صغاره صيد الفرائس. وقام الباحثون في مشروع كلهاري ميركاتس في بتسوانا جنوبي إفريقيا بفحص التسجيلات الصوتية لمجموعات ذات أعمار مختلفة وهي تتضرع لأمهاتها طلباً للطعام، اللاتي يسرعن ليقدمن إليهم وجبة مأمونة، وفي أحيان أخرى، كانت الأمهات تقدم إليهم حيوانات حية وتعلمها كيفية افتراسها والتهامها، والنحل، والنمل، وأنواع أخرى من الطيور، وبعض آكلات اللحوم تتمتع بنفس القدرة.

هل يتخاطب البشر يوما ما مع الحيوان بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

يستخدم العلماء حاليا مستشعرات متقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لملاحظة وفك شفرات التخاطب بين سلسلة واسعة من الكائنات، بما في ذلك النباتات. فهل يأتي يوم نستطيع فيه الحديث والتواصل مع الحيوانات؟

في سبعينيات القرن الماضي، جذبت الغوريلا كوكو أنظار العالم بفضل قدرتها على استخدام لغة الإشارة الخاصة بالبشر، ولكن المتشككين يؤكدون أن كوكو وغيرها من الحيوانات التي "تتعلم" التخاطب مع البشر مثل بعض أنواع الشمبانزي والدلافين لا تفهم في حقيقة الأمر مدلول ما تعبر عنه بالإشارات، بل وأن محاولة تعليم الفصائل الأخرى لغة الانسان هي في الواقع محاولات محكوم عليها بالفشل.

ويرى فريق من العلماء أنه بدلا من محاولة معرفة ما إذا كانت الحيوانات تستطيع التخاطب بلغة البشر، فإنه من الأجدى أن نفهم طريقة تواصل هذه الكائنات مع بعضها البعض. ويستخدم العلماء حاليا مستشعرات متقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لملاحظة وفك شفرات التخاطب بين سلسلة واسعة من الكائنات، بما في ذلك النباتات.

وفي مقابلة مع الموقع الإلكتروني "أمريكان ساينتفيك" المتخصص في الأبحاث العلمية، تسرد كارين بيكر الباحثة في جامعة بريتش كولومبيا في كندا وزميل معهد هارفارد رادكليف للدراسات المتقدمة تاريخ محاولات البشر للتخاطب مع الحيوان، وتقول إنه منذ منتصف القرن العشرين، جرت محاولات عدة لتعليم لغة البشر إلى فصائل غير بشرية مثل الرئيسيات كالغوريلا كوكو، وكانت الفكرة أنداك هي محاولة تقييم أنماط الذكاء غير البشري عن طريق تعليم الحيوانات كيفية التحدث مثل البشر.

غير أن بيكر المتخصصة في علم "الصوتيات الحيوية الرقمية" ترى أنه من الأفضل أن نفكر بشأن قدرة هذه المخلوقات على الانخراط في أساليب تواصل مركبة خاصة بها، وتقول "نحن لا يمكننا أن نتوقع من نحل العسل على سبيل المثال أن يتحدث بلغة البشر.

ولكن هذه الحشرات في الواقع تتخاطب بلغة مثيرة للاهتمام تعتمد على الذبذبات والتحركات والتموضع"، مضيفة أن "هذا النهج العلمي الجديد لا يسأل: /هل يمكن أن تتحدث الحيوانات مثل البشر؟/ بل يطرح السؤال /هل تستطيع الحيوانات أن تتناقل معلومات مركبة بين بعضها البعض؟/".

ويعتمد علم الصوتيات الحيوية الرقمية على استخدام مسجلات رقمية صغيرة خفيفة الوزن تشبه الميكروفونات، ويقوم العلماء بتركيبها في مختلف الأماكن البرية من القطب الشمالي إلى غابات الأمازون، حيث يمكن تثبيتها مثلا على أصداف السلاحف أو ظهور الحيتان، بغرض تسجيل الأصوات التي تطلقها هذه الكائنات عبر مدار الساعة وفي أماكن يتعذر على العلماء الوصول إليها.

وبعد تسجيل كميات هائلة من الاصوات، يأتي دور برمجيات الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم العلماء معادلات خوارزمية لتحليل هذه الأصوات وترجمتها على غرار بعض تطبيقات الترجمة المعمول بها حاليا مثل "جوجل ترانسليت"، في محاولة لاستكشاف أنماط الحوار غير البشرية.

وفي كتابها بعنوان "أصوات الحياة: كيف تقربنا التكنولوجيا الرقمية من عالم الحيوانات والنباتات"، تتطرق بيكر إلى فصيلة خفافيش الفاكهة المصرية، وتوضح أنها عكفت مع فريقها البحثي على مراقبة جماعة تزيد عن عشرين من هذه الثدييات الطائرة على مدار شهرين ونصف، وقامت بتسجيل 15 ألف مقطع صوتي وإخضاعها للتحليل بواسطة معادلات الذكاء الاصطناعي مع ربط بعض هذه الأصوات بمقاطع فيديو مسجلة، مثل معركة بين اثنين من الخفافيش على الغذاء أو ما شابه.

وفي إطار التجربة، استطاع الفريق البحثي تصنيف غالبية الأصوات التي تطلقها الخفافيش، وتوصل إلى أن الخفافيش تستخدم لغة حوارية أكثر تعقيدا مما كان يعتقد من قبل، فالخفافيش تتجادل بشأن الغذاء وتميز بين الأجناس أثناء التخاطب، بل ولها أسماء خاصة بها، وتطلق صيحات للتنادي فيما بينها. وتقول بيكر إن الخفافيش الأمهات تتحدث إلى صغارها بنبرة "أمومية"، وفي حين أن الأمهات البشر ترفع نبرة صوتها لإصدار التعليمات لأطفالها، فإن الأمهات الخفافيش تستخدم نبرات منخفضة لتعليم صغارها مهارات معينة أثناء النمو، وهو ما يدل على أن الخفافيش تنخرط في عمليات التعليم الصوتي.

وفي فصل آخر من الكتاب، تتناول بيكر فصيل نحل العسل، والأساليب الحركية التي تنتهجها هذه الحشرات للتواصل فيها بينها، وتقول إنه تم صقل البرامج الحوسبية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث استطاع الفريق متابعة نحلات بعينها، وملاحظة تأثير الإشارات الحركية التي تطلقها هذه النحلات على سلوكيات باقي النحل في نفس الخلية. وتوصل الباحثون إلى أن النحل يطلق إشارات لها دلالات مثل "توقف" و"تحرك" و"احترس" فضلا عن إشارات أخرى أكثر تعقيدا تعبر عن"الاستجداء" و"الاستغاثة" وتوجيه أوامر جماعية.

وخلال المقابلة مع "أمريكان ساينتفيك"، تقول بيكر إن أحد أعضاء فريقها البحثي ويدعى تيم لاندجراف نجح في ابتكار نحلة روبوتية اطلق عليها اسم "روبو- بي" وقام بتغذيتها بكافة شفرات التواصل التي أمكن استخلاصها من

لغة النحل. وبعد اختبار سبعة أو ثمانية نماذج أولية من هذه النحلة، تم تصنيع نحلة يمكنها الدخول إلى خلية النحل وتوجيه أوامر يستجيب لها أفراد الخلية. فقد استطاعت نحلة لاندجراف اعطاء أوامر بالتوقف أو التحرك، بل أن النحلة الروبوتية نفذت بعض أساليب التخاطب المعقدة بين النحل، مثل الرقصة الدائرية التي يقوم بها النحل عادة لإرشاد باقي أفراد الخلية إلى أماكن الرحيق.

وترى بيكر أن هذه المنهج العلمي الجديد يثير أفكارا جديرة بالاهتمام، مثل فرص فهم الحياة الطبيعية بشكل أفضل بفضل هذه التقنيات، وكذلك مدى إمكانية استخدام مثل هذه المنظومات لحماية النحل مثلا من المخاطر، أو إرشاده إلى أماكن الرحيق الآمنة وإبعاده عن الأماكن الملوثة بالمبيدات الحشرية، كما يطرح تساؤلات فلسفية وأخلاقية مهمة مثل ما إذا كانت اللغة أو التخاطب هي خاصية يتفرد بها البشر دون غيرهم من المخلوقات أم لا؟

الأبقار تتواصل وتعبر عن مشاعرها والعلماء يتجهون لفهم لغتها

يبدو أن "نعمة" التواصل ليست فقط حكراً على الإنسان. دراسة حديثة تخلص إلى أن الأبقار تمتلك أيضا القدرة على التواصل فيما بينها والتعبير عن عدة مشاعر بالاعتماد على شيء مميز لديها.

لطالما أثار عالم الحيوانات فضول الكثير منا، لاسيما وأن البعض من هذه المخلوقات قد يعيش معنا تحت سقف واحد (كلاب، قطط، طيور...)، أو يشكل مصدر غذاء مهم للكثير من الناس في أرجاء متفرقة حول العالم، إذ تدخل بعض لحوم ومنتجات الحيوانات في أغلب وجباتنا اليومية.

ويبدو أن بعض هذه المخلوقات، تمتلك أيضاً بعض المهارات التواصلية، التي يعتقد الإنسان منذ مدة طويلة أنها حكر عليه دون غيره، فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الأبقار تستعمل خوارها (صوت البقر)، من أجل أن تخبر بعضها عن شعورها وتتواصل فيما بينها، وفق ما أوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وأشارت الدراسة، الصادرة عن جامعة "سيدني" الأسترالية، إلى أن الحيوانات لديها خصائص صوتية فريدة، وتغير طبقة صوتها وفقاً لحالتها الشعورية، وأضافت أن الأبقار تستخدم الصوت لمساعدتها في التواصل مع أقرانها، والتعبير أيضاً عن الحماس أو الارتباط أو الضيق وغيرها.

وقالت المشرفة على الدراسة، ألكسندرا غرين: "الأبقار حيوانات اجتماعية...وهذه هي المرة الأولى التي تمكنا فيها من تحليل صوتها للحصول على أدلة قاطعة بشأن هذه الصفة"، وأضافت: "لديها أصوات خاصة جداً. وحتى من دون النظر إلى القطيع يمكن أن أحدد البقرة، التي تصدر ضوضاء وذلك بالاعتماد على صوتها"، وأردفت: "كل هذا يعود إلى عواطف البقرة وما تشعر به في ذلك الوقت".

وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن النتائج، اعتمدت على دراسة أجراها خبراء من جامعة "سيدني"، حيث ابتكروا برنامجاً يُطلق عليه "Google Translate for cows"، وذلك بهدف الحصول على فكرة أفضل عما تقوله الأبقار عند خوارها.

وتابع نفس المصدر أن الخبراء استخدموا جهاز ميكرفون وحللوا أيضاً طبقة صوت أبقار هولشتاين أو بقرة الفريزيان (سلالة أبقار من أوروبا). ولاحظ الخبراء أن كل بقرة تحتفظ بخوار خاص بها وتستعمله في مواقف معينة، ما يساعد على التواصل بينها، والتعبير كذلك عن مشاعرها.

الخيول تتواصل بلغة الأعين والآذان

تمتلك الخيول القدرة على قراءة وفهم حركات أذن وأعين الخيول الأخرى، وتتواصل فيما بينها على ذلك النحو. ويمكن للخيول إخبار بعضها البعض هل العلف جيد أم سيء.

لا يقتصر التواصل بالأعين على الإنسان فقط، بل يشمل عدداً من الحيوانات من بينها الخيول، التي تستعمل الأعين والآذان كوسيلة للتواصل مع الخيول الأخرى. وتوصلت الباحثتان النفسيتان جينفر واثان وكارن ماككوب من جامعة ساسكس البريطانية، بعد معاينة لمجوعة من الخيول كيف أن الأعين تلعب دوراً مهما في عملية التواصل فيما بينها.

وجاء في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن الباحثتين وضعتا سطلين يحتويان على نوعين مختلفين من العلف أمام بعض الخيول. النوع الأول من العلف جيد و النوع الثاني ضعيف الجودة. ولاحظت الباحثتان أن الخيول الأخرى تراقب حركات أذن وأعين الخيول التي ذاقت العلفين، واستطاعت من خلال حركات الأذن والأعين معرفة العلف الجيد والعلف السيء.

وبعدها غطت الباحثتان رؤوس الخيول التي ستتذوق العلف، على نحو لا ترى فيه الخيول الأخرى حركات أذنها وأعينها. وخلصت الباحثتان أن الخيول التي كانت تتابع العملية عن بعد لم تستطع أن تفرق بين السطل الذي به علف جيد والآخر الذي به علف سيء، ولم تتوفق في اختياراتها فيما بعد، حسب صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".

العلم يثبت ذلك.. الحيوانات تتخاطب وتتحاور كالبشر

أظهرت دراسة توصل إليها باحثون بعد مراجعة عدد كبير من الدراسات أن الحيوانات لا تتخاطب فيما بينها كالبشر فحسب، وإنما تتناوب على التحدث إلى بعضها على شاكلة ما يقوم به البشر أيضا.

وفي حين أنه كان يعتقد أن التناوب خلال التخاطب خاص بالبشر، إلا أنه منتشر حاليا في عالم الحيوان، وفق ما ورد في الدراسة التي نشرتها مجلة "رويال سوسايتي بابلشينغ" البريطانية ونشرت محتواها مجلة نيوزويك الأميركية في أحدث أعدادها.

الدراسة التي قام بها باحثون من جامعتي يورك وشيفيلد البريطانيتين ومعهد للأنثروبولوجيا في ألمانيا وآخر للألسنية في هولندا وقفوا على حالات لأخذ الأدوار أثناء التخاطب فيما بين أنواع محددة من الحيوانات.

وتم استنتاج ذلك بالنسبة إلى الفيلة الأفريقية التي تتواصل فيما بينها من خلال أصوات متواصلة وحادة، ويكون التواصل بصوت أشبه بالتغريد لدى نوع من الفئران الرخوة ذات الجلد الأملس، بينما يكون ذلك بين نوع من الفراشات عن طريق تبادل وميض من الضوء يصدر منها.

وبالنسبة إلى الطيور المغردة، فقد توصل الباحثون إلى أن الفرق الزمني بين نداء طائر وآخر هو الغالب أقل من خمسين جزءا من الثانية، في حين يكون بطيئا أكثر لدى نوع من الحيتان، حيث يفصل بين إشارات التواصل الخاصة بها ما يصل إلى ثانيتين، بينما لدى الإنسان يكون الفاصل الزمني في حدود 200 جزء من الثانية.

وقد اقترح الباحثون وضع إطار عمل من أجل التقدم نحو فهم أكبر للسلوك المتعلق بالتخاطب، وقال كوبين كندريك رئيس قسم اللغة والألسنية في جامعة يورك إن هذا الإطار سيسمح للباحثين بتحديد التطور التاريخي للسلوك الخاص بالتناوب أثناء التخاطب، والإجابة عن الأسئلة المعلقة عن جذور لغة البشر.

دراسة تحاول فهم لغة الحيوانات من خلال "همهمات" الليمور

في دراسة هي الأولى من نوعها يحاول فريق بحث إيطالي فهم لغة الحيوانات، من خلال دراسة طريقة النداءات التي تستخدمها حيوانات الليمور في التواصل مع بعضها.

حيث كشفت دراسة إيطالية حديثة عن أن حيوانات الليمور تتعرف على فصائلها الأخرى من خلال الهمهمات الأنفية التي تطلقها، وهي الطريقة نفسها التي تستخدمها القرود للتواصل فيما بينها في الغابات الكثيفة.

ويدرس الباحثون للمرة الأولى شكل جهاز التواصل الصوتي لتحديد وسائل الاتصال في مملكة الحيوانات، ونشرت هذه الدراسة في "ذا إنترناشيونال جورنال أوف بريماتولوجي" أو المجلة الدولية لعلم المقدمات (وهو العلم الذي يهتم بالدراسات العلمية للقرود)، واستخدمت الدراسة تقنيات تستخدم عادة لتحليل الأصوات البشرية، حتى تستطيع التوصل إلى الطريقة التي تمكن حيوانات الليمور التواصل.

ودرس فريق البحث من جامعة تورينو بإيطاليا ثلاثة فصائل شديدة التقارب وهي حيوان الليمور البني الشائع، والليمور ذو البطن الحمراء، والليمور الأسود.

وباستخدام الكمبيوتر قاموا بمقارنة التأثيرات التي يحدثها الرنين الموجود في الاتصال الهوائي الذي يحدث من خلال همهمات الأنف عند هذه الحيوانات، وقياسها على عينات صوتية محفوظة.

كانت النداءات التي تم تسجيلها تتباين بين مرة وأخرى بما يمكن أن يطلق عليه "النغمات الكلامية"، ويعني هذا المصطلح أسلوب الرنين الصوتي الذي يمكن من خلاله التمييز بين صوت بشري وآخر.

ويقول رئيس الفريق الذي قام بإعداد الدراسة الدكتور ماركو جامبا "النغمات الكلامية هي المحددات الصوتية للكثير من الاختلافات اللفظية في لغات البشر، وهي تلعب دورا أساسيا في تمييز الأصوات الفردية، كما أنها من الملامح الرئيسة في التمييز بين جنس المتحدث من البشر."

ووجدت الدراسة أن قدرة السمع عند حيوانات الليمور تمكنها من التفرقة بين النداءات، حيث قال الدكتور جامبا "إنه من المثير جدا أن حيوانات الليمور تتمكن بالهمهمات ذاتها من التمييز بين الفصائل"، ويأمل الدكتور جامبا أن تسهم هذه التقنية التي يستخدمها فريق البحث في تحليل وفهم نطق الحيوانات على نطاق أوسع.

علماء يخترعون جهاز ترجمة لغة الحيوانات

أعلن اتحاد الاختراعات والاستكشافات بأوروبا الشمالية الذي يضم مخترعين سويديين وفنلنديين عن أنهم في صدد بحث وتطوير نوع من جهاز الترجمة، حيث يمكنها إجراء تحليل عوى الكلب، و تحويله إلى اللغة البشرية، بما في ذلك "أنا تعبان" و"أنا مسرور" أو "من أنت" والخ. مما يمكن هواة تربية الكلاب معرفة ما يدور بينها من خلال جهاز الترجمة.

ترجمة أنواع مختلفة من لغات الحيوانات اعتمادا على الأجهزة ليست الأولى من نوعها. وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قد أفادت في ديسمبر من العام الماضي بأن جهاز عجيب لترجمة صوت الدلفين، فمن السهل للناس أن يفهموا أفكار الدلفين من خلاله. وفي وقت سابق، كشف الأستاذ كوهين ينسلو بوده تشي كوب، وهو عالم الحيوان الأمريكي الذي يقوم بدراسة سلوك الحيوانات لمدة 30 عاما عن تطوير نوع جديد من برمجيات الذكاء الاصطناعية لتسجيل صوت المرموط على المروج وترجمته إلى اللغة الانجليزية اعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعية.

وعلى الرغم من أن إدراك الناس لغات الحيوانات إدراكا دقيقا لا يزال خيالا بعيد المنال خلال الفترة القصيرة، إلا أن هناك أكثر فأكثر من والاستكشافات والاختراعات الجديدة ستفتح بلا شك بوابة للتبادل بين الناس والحيوانات. ولعل قيام الناس بحوار حميمي مع حيواناتهم الأليفة ليس حلما في المستقبل القريب.

حقائق غريبة حول لغة الحيوانات

مواء القطط فقط للبشر: القطط لا تموء في الواقع على بعضهم البعض. في حين أنها تستخدم وسائل أخرى للاتصال مع الحيوانات، مثل لغة الجسد والهسهسة، ولكنها تموء فقط في وجه الإنسان. ومواء القطط ليقول مرحبا، أو لفت الانتباه أو الحصول على المواد الغذائية، أو تتيح لك معرفة أنهم يريدون شيئا.

الفيلة لديهم أصوات مميزة: اكتشف عالم الأحياء أندريا أن الفيلة لديهم أصوات مختلفة جدا. بعد دراسة قطيع من فيلة الغابات في الكونغو لمدة 19 عاما، يمكن التعرف على الفور على الفيل عن طريق الصوت من دعوته. ويعمل اندريا على تفسير الأصوات وتجميع قاموس للغة الفيل، التي من المحتمل أن تحتوي على الكثير من حروف العلة.

لا تسمع كلام الضفادع: يمكن لأنواع من الضفادع من جنوب شرق آسيا، Huia cavitympanum، التواصل باستخدام ترددات الموجات فوق الصوتية التي هي غير مسموعة للناس. ويمكن لهذا النوع أن يسمع وتنبعث منها أصوات تصل إلى 38 كيلوهيرتز. ويعتقد العلماء أن هذه الضفادع تكيفت لاستخدام هذه الترددات، لأنهم يعيشون في المناطق التي هرعت المياه.

الأسماك تستخدم لغة الإشارة: نوعا من الأسماك يدعى الوقار المرجانية، وعندما تدخل إلى فرائسها، فانهم يشيرون أنوفهم نحو ذلك والقيام به رقصة قليلا للإشارة إلى وجودها. الأسماك تستخدم نفس الاشارة والدعوة إلى العمل، ليقول “يا رفاق، دعونا نذهب الصيد في نهاية هذا الاسبوع!”.

امراة تخاطب الحيوانات وتفهم لغاتها

تستطيع أن تخاطب الحيوانات وتفهم منها ماذا تقول؟ وماذا تريد؟ وماذا تشعر؟ وهل تعاني من أمراض أم لا؟ وهل تعيش في ألفة وحب مع أصحابها أم لا؟

هذا ما تفعله المصرية ميرال درع، التي تعتبر أول فتاة تفهم لغة الحيوانات وتخاطبها وتترجم أقوالها.

ميرال تروي القصة لـ"العربية.نت" وتقول إنها درست هذا العلم في لندن، حيث سافرت لبريطانيا لدراسة فن الإخراج، وهناك وجدت على شبكة الإنترنت إعلاناً عن إحدى الشخصيات التي تعمل كمخاطبة للحيوانات فتذكرت حلم طفولتها في أن تتقن هذا الفن وتدرس كيف يمكن أن تخاطب الحيوانات وتتعلم لغاتها.

تقول ميرال إنها تعلمت ما يسمى علم التخاطر عن بُعْد، وهو العلم الذي يتخصص في التخاطب مع الحيوانات ويسمى أيضا علم الثليباني، ومن خلاله يمكن أن توجه إلى الحيوانات بعض الأسئلة وتحصل منها على إجابات، كما لو كانت تتحدث إلى إنسان مثلها.

وتضيف ميرال أنها يمكن أن تسأل الحيوان أسئلة مثل هل أنت سعيد أم حزين؟ من الذي يضايقك عندما يكون صديقك خارج المنزل؟ ولماذا أصبحت عدوانيا فجأة؟ ومن يضايقك؟ ومن تحبه؟ ومن خلال إشارات الحيوانات وتعبيرات أجسادها أفهم ما تريد أن تقول.

وتروي ميرال قصة مثيرة، فتقول إنها سألت كلباً عما يضايقه، فأخبرها أنه يشعر بكراهية شديدة تجاه الخادمة في المنزل، ويتصرف معها بعنف، ويقوم بالنباح عليها كثيراً، وفهمت منه أن الخادمة تقوم بسرقة بعض الأشياء من المنزل، مثل زجاجات المياه الغازية والسكر والشاي، وعندما أخبرت هي صاحبة المنزل بذلك أكدت لها صحة رواية الكلب، وأنها ضبطت تلك الخادمة تقوم بسرقة بعض الأشياء البسيطة من المنزل.

ميرال تؤكد أن طموحها الحالي هو إقامة مشروع للتخاطب مع الحيوانات، خاصة بعد اقتناع الكثيرين بالفكرة وإقبالهم عليها، مشيرة إلى أن الحيوانات تشعر بكل شيء مثل الإنسان تماما، بل إنها صادقة في مشاعرها فهي تحب وتكره وتعاني وتفرح وتعبر عن فرحتها بطريقتها الخاصة، وتتألم عند فراق أصحابها وتفرح بقدومهم، وتضيف أن علم التخاطر عن بُعد جعلها تكتشف أن مملكة الحيوانات مليئة بكل الدروس والعظات العظيمة لكل من يريد أن يتعلم ويتعظ.

ذات صلة

مستقبل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وآثارهاالتعليم العالي: المشهد المحذوفضرورة الشراكة العراقية التركيةالخواطر النفسانية والوساوس الشيطانيةالسياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة