ناد عراقي يلجأ إلى تمويل خاص مع تراجع الدعم الحكومي
وكالات
2020-09-21 07:07
مع تقلّص حجم الدعم الحكومي للأندية الرياضية في العراق، قرّر نادي الديوانية المغمور طرق باب مستثمرين من القطاع الخاص، في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في البلاد، بعد سنوات في أوروبا والولايات المتحدة، عاد رجل الأعمال الشاب حسين العنكوشي (33 عاما)، إلى مدينته الديوانية الواقعة في جنوب البلاد عام 2019، يدافع رئيس النادي عن سياسة تُعدّ راديكالية في العراق: الاعتماد على استثمارات القطاع الخاص لتعويض الدعم الحكومي المخصّص للأندية الرياضية.
يقول العنكوشي لوكالة فرانس برس "كرة القدم من أفضل الاستثمارات في العالم... عندما نفكّر في إسبانيا، ألمانيا أو إنكلترا، نفكر في أندية كرة القدم هناك، وكلها مملوكة من رجال أعمال. نريد تطوير البنى التحتية لدينا للاستفادة من هذا النوع من الدخل المالي".
يسأل من ملعب الديوانية المهدّم والمجرّد من الأضواء الكاشفة "كيف يمكن ممارسة كرة القدم في هذه الظروف العصيبة؟"، ينوي ترميم الملعب، شراء تجهيزات جديدة وحافلات لنقل اللاعبين. للقيام بذلك، وضع خطة مستوحاة من الأندية الغربية: مزيد من التسويق من أجل النقل التلفزيوني، الرعاية الخاصة وعائدات من انتقالات اللاعبين، يخطط للبدء باستثمار شخصي بقيمة خمسة ملايين دولار أميركي، من إيرادات شركة العائلة القابضة ونحو عشرين محطة وقود يملكها في العراق. بحسب فرانس برس.
يتابع "ربما هناك من يعتبر تجربة الاستثمار الرياضي مغامرة، إلا ان الأمر يختلف اذا ما توافرت خطط تجارية واستثمارية يستفيد منها الفريق، لذا اجرينا بروتوكولا رسميا مع وزارة الشباب والرياضة، يسمح في استثمار أموالي الخاصة في هذا النادي المحلي لمدينة انتمي اليها".
شيء مختلف
يأمل العنكوشي أن تساهم استراتيجيته في تجاوز البيروقراطية والفساد في العراق، موضحا "سيرى مشجعونا أشياء مختلفة. بدلا من الوقوف خارج مكاتب المسؤولين الحكوميين يتوسلون المال، سندعم أنفسنا"، وصلت الكرة العراقية في الألفية الجديدة إلى قمتها عندما حققت مفاجأة وأحرزت لقب كأس آسيا 2007، يشارك في الدرجة الأولى عشرون ناديا، تملك الوزارات والمؤسسات الحكومية 14 منها وتصل ميزانياتها إلى 1,7 مليون دولار أميركي.
أما الأندية الستة الأهلية فهي مملوكة من المحافظات، وتتلقى إعانات سنوية بقيمة 9 آلاف دولار فقط من وزارة الشباب والرياضة، تستخدم الإيرادات من مبيعات التذاكر والأرباح الضئيلة من انتقالات اللاعبين لتغطية باقي نفقاتها.
لكن هذه السنة، وصلت إيرادات الدولة الى مستويات منخفضة جدا، بسبب تراجع أسعار النفط وتداعيات فيروس كورونا المستجد، خفّضت الحكومة جميع النفقات غير التشغيلية، بما في ذلك مخصصان الأندية الرياضية، يكشف العنكوشي "عندما جئت إلى هنا العام الماضي، لم يكن في صندوق النادي سوى دولار واحد. هذه هي الحقيقة لفريق يشارك في مسابقة الدوري التي تعد الاهم في كل بلد".
وبعد ما كان الفريق يرتدي قمصانا محلية متواضعة كل موسم، سيحصل اللاعبون في الموسم الجديد على قمصان حمراء صنعت خصيصا في مصانع شركة "كابا" الايطالية التي ستقوم بتجهيز مشجعيه بعشرين ألف قميص تم الحجز لشرائها مما سيوفر أموالا للفريق.
تحويل إلى شركات
يملك النادي الذي تأسس عام 1963 سجلا متواضعا: لم يحرز لقب الدوري العراقي أو يشارك في بطولة خارجية، لكن مشجعي الديوانية التي يقطنها 460 ألف نسمة، شغوفون بكرة القدم "هذه المدينة تتنفس كرة القدم".
جلب العنكوشي خمسة لاعبين أجانب، أي أكثر من جميع الأندية العراقية، من بين القادمين الجدد، لاعب الوسط العراقي الأميركي روماريو-كوركيس (26 عاما)، المهاجم البلجيكي ناثان كاباسيلي لاعب أندرلخت السابق، والمدافع البرازيلي ويسلي بيريرا البالغان 25 عاما، لكن هناك عقبات تقف دون تحقيق المشروع. لم يتمكن اللاعبون الأجانب من الحصول على تأشيرات دخول بسبب جائحة كورونا، والسماح بعودة الأنشطة الرياضية في 12 أيلول/سبتمبر بعد ستة أشهر من الانقطاع، علما ان من المقرر انطلاق الموسم الجديد في 25 تشرين الاول/اكتوبر المقبل، التوجه للقطاع الخاص يلقى دعما من وزير الشباب والرياضة نجم كرة القدم السابق عدنان درجال، اجتمع درجال بالعنكوشي ومصارف للنظر في ايجاد سبل لتعويض نقص المخصصات.
أشار الوزير هذا الشهر انه يسعى لتمويل خاص للرياضة "نسعى لتحويل الرياضة من القطاع العام الى القطاع الخاص وتحويل الاندية الى شركات".
بحسب الباحث في الشؤون الاقتصادية ملاذ الأمين "هناك قاعدة جماهيرية في العراقة شغوفة في كرة القدم"، تابع "من الهام بالنسبة لرجال الأعمال أن يستثمروا في أندية كرة القدم العراقية، لان بمقدورهم بناء الملاعب وتحسين البنى التحتية، ما سيرفع عدد المتفرجين"، أضاف "تم انفاق مئات ملايين الدولارات في انشاء ملاعب تتوزع في عدد من المحافظات ولم تستثمر بالشكل الصحيح ونحن الان بصدد اعداد دراسة في كيفية تحويل المنشآت الرياضية الى منشآت منتجة بدلا من استهلاكية، عبر مجالات عمل تجارية وترفيهية. المدينة الرياضية في البصرة كلفت مليار دولار ولم تستثمر بشكل صحيح".