مونديال 2022: قطر أمام معضلة جديدة؟

عبد الامير رويح

2018-11-27 04:11

منذ إعلان فوزها بسباق تنظيم مونديال كأس العالم 2022، لاتزال قطر تواجة الكثير من التحديات والانتقادات، التي تعرضت لها عقب مقتل المئات من العمال الأجانب في ملاعب المونديال ومشاريعه، وتحوم شبهات الفساد ايضا بشأن الطريقة التي أرست بها الدوحة المونديال على ملاعبها، وسط مزاعم بدفع رشاوى بعشرات الملايين من الدولارات لمسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحادات القارية والمحلية.

ولاتزال القصص المفزعة التي يرويها العمال الذين يشتغلون في منشآت مونديال 2022 في قطر، وكما نقلت بعض المصادر تكشف عن حجم الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها الدوحة بحق هؤلاء العمال، وعلى الرغم من الانتقادات الهائلة، التي تعرضت لها فإن الدوحة لم تف بوعودها المتكررة بشأن إصلاح أوضاع العمال المعيشية، بل لا تزال تضرب بقوانين العمل الدولية والمحلية ومطالب مؤسسات حقوق الإنسان عرض الحائط.

وتوفي المئات من العمال الآسيويين أثناء العمل في مشاريع كأس العالم في قطر. ففي عام 2012 توفي 520 عاملا، لا تزال وفاة أكثر من 300 منهم غير مبررة، إذ تقول قطر إن العمال ماتوا بسبب أزمات قلبية أو مشكلات في التنفس. وشككت هيئات حقوقية ومؤسسات معنية بشؤون العمال بالرواية القطرية بشأن وفاة مئات العمال، وقالت إن الدوحة لا تقدم تقارير تشريح للجثث بهدف إخفاء الأسباب الحقيقية وراء الوفاة.

وفي محاولة لتحسين صورتها سعت قطر الى اعتماد بعض الاصلاحات ومنها العمل على زيادة أجور العمال، وتوقّع الاتحاد الدولي للنقابات الحرة في وقت سابق أن ترفع قطر الحد الأدنى للأجور بحلول نهاية العام الحالي، في خضم سعيه إلى تحسين ظروف العمل فيها قبل أربع سنوات من استضافة بطولة كأس العالم بكرة القدم. ومن بين هذه الإصلاحات ايضا وضع حد لمصادرة جوازات سفر العمال من قبل مشغليهم. والحد الأدنى للأجور جزء من مجمل إصلاحات لقانون العمل أعلنت عنها تباعًا الدوحة، التي تواجه انتقادات بشأن شروط عمل حوالي مليوني أجنبي يعملون في ورشات البناء لمباريات كأس العالم 2022. وكانت قطر قد فرضت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حدًا أدنى للأجور يبلغ 750 ريالًا (نحو 206 دولارات) شهريًا للعمال الأجانب، في سعي لتحسين صورتها لدى جمعيات حقوق الإنسان.

انتهاك حقوق العمال

وفي هذا الشأن نفت شركة فنسي الفرنسية للإنشاءات مزاعم جديدة من منظمة شيربا المدافعة عن حقوق الإنسان عن انتهاكها حقوق العمال المهاجرين الذين يعملون في مواقع بناء في قطر في إطار التحضير لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وكانت منظمة شيربا قد رفعت دعوى في السابق ضد فنسي رفضها الادعاء الفرنسي في فبراير شباط الماضي. وقالت المنظمة إنها رفعت دعوى جديدة ضد الشركة في فرنسا شملت شهادات شهود جدد على مزاعم الانتهاكات.

وقالت فينسي في بيان إنها ”فندت في السابق كل المزاعم التي أوردتها شيربا كما تفندها الآن“. وما زالت فنسي تلاحق شيربا قضائيا بتهمة التشهير بسبب الدعوى السابقة في عام 2015. ولدى فنسي، التي تعتبر قطر ثاني أكبر مساهم فيها، العديد من المشروعات الكبيرة في قطر تتعلق بالاستعدادات لاستضافة كأس العالم منها مشروع لمد خط مترو أنفاق في الدوحة وآخر لطريق سريع.

ونفت الشركة الفرنسية مصادرة جوازات سفر بعض العمال المهاجرين وقالت إن العمال يمكنهم الوصول في أي وقت لوثائقهم المحفوظة في خزائن. وذكرت كذلك إنها لم تسجل أي حوادث خطيرة في مواقع البناء بسبب ارتفاع درجات الحرارة وإن لديها أطباء في المواقع. وقالت شيربا إن شهودا تحدثوا عن عمال يعانون من القيء والهزال بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقالت الشركة ”فنسي تعمل دائما على تحسين ظروف العمل في قطر“. بحسب رويترز.

وواجهت قطر العديد من المزاعم عن انتهاكات لحقوق العمال المهاجرين وتخضع ممارساتها لتدقيق متزايد خلال تحضيرها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 ووضعت بالفعل العديد من القواعد لحماية العمال في العام الماضي. وقالت منظمة شيربا إنها جمعت شهادات جديدة هذا العام من الهند التي جاء منها بعض العمال. واتهمت المنظمة الشركة ومديريها بتهديد حياة العمال عن عمد وإجبارهم على العمل وعدم تقديم الإسعافات الأولية لهم. وتقول أيضا إن العمال يضطرون للعمل ما بين 66 و77 ساعة في الأسبوع بأجور أقل كثيرا من متوسط الأجور في قطر ويعيشون في ظروف صعبة وأماكن إقامة مكدسة وهو ما يمثل انتهاكا لمعايير العمل الدولية.

معاناة مستمرة

من جانب اخر يجلس عاملا البناء اوجور وراجو خلال استراحة الغذاء فوق رصيف قرب مجمع سكني في الدوحة، ساعدا على بنائه ليضاف إلى مجموعة المشاريع المرتبطة ببطولة كأس العالم بكرة القدم المقبلة في قطر بعد أربع سنوات. وبينما يعبّر عمّال عن رضاهم عن مساهمتهم في عملية البناء الضخمة في الامارة الغنية، يشتكي اوجور (22 عاما) وراجو (39 عاما) البنغالي من ظروف العمل والاجور التي يتلقيانها.

وقال اوجور "أخطأت بالمجيء إلى هنا. اقترضت الكثير من الأموال من المصرف (لدفع مصاريف السفر)، لكنني لم أعد أملك شيئا في الوقت الحالي". ويعمل الرجلان في المشروع ذاته منذ نحو ثلاث سنوات، ويتقاضيان شهريا الحد الأدنى من الاجور وهو 750 ريال قطري (205 دولار). ويؤكد من جهته راجو الذي كان يرتدي بدلة العمال الزرقاء "لن أعود أبدا الى هنا". وتخضع ظروف العمالة في قطر لمتابعة دقيقة من قبل منظمات حقوقية وإنسانية وعمالية منذ الإعلان سنة 2010 عن فوزها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.

وقفز عدد سكان الدولة الخليجية الغنية بالغاز من 1,63 مليون شخص إلى 2,74 مليونا منذ الإعلان عن فوز قطر بحق استضافة البطولة الرياضية الأهم في لعبة كرة القدم. وانتقدت النقابات العمالية ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة العمل الدولية التابعة للامم المتحدة نظام الكفالة في قطر. ونشرت تقارير صحافية أعدادا متفاوتة عن الوفيات في صفوف العمال خلال عملهم في المنشآت الرياضية، وبلغت وفقا لنقابة عمالية نحو 1200 شخص، إلا أن هذه الأعداد لم يكن بالامكان التأكد منها من مصادر اخرى. ونفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تتولى تنظيم بطولة كأس العالم، هذه المزاعم.

وأدخلت الدوحة إصلاحات على ظروف العمل، وبينها تحديد حد أدنى للأجور، وحماية الرواتب، وإلغاء تاشيرة الخروج للكثير من الفئات. وقالت منظمة العمل الدولية إن هذه الخطوات "مهمة جدا". وتقول اللجنة العليا أن أكثر من 12 ألف عامل في مشاريع كأس العالم سيحصلون على تعويضات بقيمة 52 مليون ريال (14 مليون دولار) على خلفية إجبارهم على دفع أموال إضافية للعمل في قطر.

وتنتشر مشاريع كأس العالم في كل مكان في قطر، من المنشآت الرياضية إلى المراكز التجارية والطرقات والفنادق والمكاتب والمجمعات السكنية حيث يعمل اوجور وراجو، في عملية تحول كبيرة شهدتها الدولة في السنوات الثماني الاخيرة. لكن البطولة ستبقى رغم ذلك بعيدة عن أعين العمال الذي يرتدي بعضهم قمصان فرق الكرة القدم التي يتابعونها تحت البدلات الزرقاء، وبينها فريق تشلسي الانكليزي.

وقال موكيش (23 عاما) النيبالي "توقّعت أن يوفر كأس العالم عملا مضمونا، لكننا أبلغنا بأنهم سيرحّلون كل العمال بحلول العام 2021". ويعمل موكيش 10 ساعات في اليوم ويتلقى 85 سنتا لقاء كل ساعة عمل إضافة، لكنه يؤكد أنه ليس نادما على المجيء إلى الخليج. ويوضح "لم نكن نفعل شيئا في بلدنا، وهنا نحصّل الأموال". ويحلم العامل النيبالي بمشاهدة لاعبه المفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو يلعب أمامه في بطولة 2022، لكنه يقول "لا أعتقد أنه أمر بإمكان أي من العمال أن يشاهدوا المباريات هنا". بحسب فرانس برس.

ويشكو عمّال من الاجور المنخفضة، والتأخير في دفع الرواتب، وغلاء المعيشة، ويؤكّد كثير من هؤلاء أنهم لا فكرة لديهم عن الحملات التي تشن باسمهم للحفاظ على حقوقهم. في المقابل، فإن العمال الذين أمضوا سنوات طويلة في قطر يفيدون بانهم اعتادوا على نمط الحياة في الإمارة، وبينهم أرنولد الفيليبيني. لكنه يقول رغم ذلك "تسع سنوات كافية".

معضلة جديدة

على صعيد متصل واجهت قطر العديد من المشاكل في السنوات الثماني التي انقضت منذ فوزها باستضافة كأس العالم في كرة القدم 2022، الا أن مشكلة جديدة كانت على الأرجح أقل ما يشغل بال اللجنة المنظمة: الأمطار. وواجهت الإمارة الخليجية التي اختيرت عام 2010 لاستضافة النهائية، سلسلة انتقادات منذ ذلك الحين، شملت حقوق العاملين في ورش استضافة المونديال وظروف إقامتهم، وصولا الى احتمالات تأثير الأزمة الدبلوماسية الخليجية على التحضيرات القطرية للاستضافة...

لكن الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة التي هطلت وفاضت كميتها في يوم واحد عن الكمية الإجمالية للمتساقطات خلال عام، طرحت السؤال حول قدرة البنى التحتية لقطر على التعامل مع ظروف مناخية مماثلة، علما أن غالبيتها تشيد لاستضافة المونديال. وأدت الظروف المناخية وتساقط الأمطار الى عرقلة حركة السير في معظم الطرق، وفاضت المياه في الأنفاق، الجامعات، المدارس، العيادات، السفارات والمكتبة الوطنية الجديدة، وأقفلت بعض المحال لأيام عدة، بعد تساقط كمية كبيرة قدرت بـ84 ملم.

ويعتبر متوسط هطول الأمطار في قطر طوال العالم 77 ملم، ولا يتجاوز في شهر تشرين الأول/أكتوبر 1,1 ملم. وفي المدينة التعليمية الواقعة في ضواحي الدوحة حيث موقع أحد الملاعب المضيفة لمونديال 2022، سجل هطول 98 ملم من الأمطار. وأفادت لجنة طوارئ الأمطار التابعة لوزارة البلدية والبيئة، أنه تم سحب 287 مليون غالون من المياه في الأيام الأخيرة. وأظهرت صور وأشرطة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، المياه جارية على سلالم داخل الأبنية، في حين غمرت مواقف السيارات، حتى أن البعض لم يتردد في استعمال الدراجات المائية ("جيت سكي") على الطرق العامة بدلا من السيارات.

ومن أبرز الصور تلك التي نشرت لملعب في الدوحة (من غير الملاعب المضيفة للنهائيات)، وهو أشبه ببحيرة بعدما غمرته المياه. واضطرت هيئة الأشغال العامة في قطر ("أشغال") الى التعبير في تغريدة عبر "تويتر"، عن أسفها للآثار السلبية التي تسببت بها الأمطار. وقالت الهيئة "يأسف موظفو هيئة الأشغال العامة أشغال على ما تسببت به كميات الأمطار الكبيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية والتي تخطت المعدلات السنوية بعدة أضعاف"، موجهة الشكر للوزارات والهيئات المعنية "وجميع شركائها على تعاونهم المستمر". وتسببت الظروف المناخية بمشاكل كبرى في تصريف كميات المياه.

وقالت خبيرة الأرصاد الجوية ستِف غولتر "عندما يتساقط المطر بغزارة في الصحراء، غالبا ما تحصل الفيضانات بسرعة" لاسيما في ظل الحياة النباتية المحدودة. وأشارت الى أنه يتعين القيام بأبحاث لمعرفة ما إذا كانت الأجواء المناخية التي تعيشها قطر تعود الى التغير المناخي أو إنها إحدى أنماط ظاهرة "إل نينيو" (التيار الاستوائي الحار في المحيط الهادئ).

ولا شك بأن الظروف المناخية كانت قاسية على قطر، الا أنها ليست الأولى من نوعها في الأعوام الأخيرة، في دولة تنفق 500 مليون دولار أسبوعيا ضمن تحضيرات تنظيم كأس العالم. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، فتحت الحكومة القطرية تحقيقا بعدما كشف الهطول الغزيز للأمطار عيوب بعد أعمال البناء وورش الإنشاءات، ومنها في استاد خليفة الدولي المضيف لمباريات المونديال.

كما ضربت قطر عاصفة كبرى أخرى في العام التالي. وكانت فيضانات العام الحالي، الثالثة في آخر أربع سنوات، وضربت في الفترة الزمنية تقريبا التي ستقام فيها كأس العالم 2022. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد قرر إقامة المونديال القطري بدلا من موعده المعتاد في حزيران/يونيو وتموز/يوليو، الى الفترة من 21 تشرين الثاني/نوفمبر الى 18 كانون الأول/ديسمبر 2022، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة التي تتخطى 40 درجة مئوية في فصل الصيف بقطر. بحسب فرانس برس.

وعلى رغم من تشييد قطار أنفاق (مترو) لتسهيل انتقال المشجعين خلال المونديال، الا أن الظروف المناخية المماثلة في حال تكررت إبان النهائيات، قد تشهد تأخير انطلاقها أو تأجيل موعدها. والملعب الوحيد الذي بات جاهزا لكأس العالم - استاد خليفة - لم يتأثر سلبا بالفيضانات. وقال متحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والارث المنظمة لكأس العالم، إن "الملاعب المخصصة لمونديال 2022، والى حد كبير، لم تتأثر" بالظروف المناخية الأخيرة، مشيرا في الوقت ذاته الى أن ما حصل ساهم في مساعدة اللجنة المنظمة على "تحديد مجالات التحسين".

عمال متواصل

الى جانب ذلك افاد تقرير حول اوضاع العمال الذين يشاركون في بناء الملاعب في قطر استعدادا لبطولة المونديال 2022، ان بعض العمال عملوا على مدار 148 يوما دون انقطاع. وذكرت شركة "امباكت" للاستشارات ومقرها لندن ان ساعات العمل الطويلة لا تزال تمثل مشكلة للعديد من العمال (18,500 الف عامل) في المشاريع التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع والارث القطرية المشرفة على تنظيم كأس العالم.

وقالت الشركة التي تعاقدت معها اللجنة لاجراء مراجعة سنوية لظروف العمال، ان 13 من بين 19 من المتعاقدين في كأس العالم لكرة القدم يطلبون من العمال ساعات عمل كثيرة. واوضح تقرير الشركة ان "ثمانية بين 19 شركة متعاقدة، سجلت فيها حالات مخالفات كبيرة لان ساعات العمل تتجاوز 72 ساعة اسبوعياً و402 ساعة شهريا". واضاف "في الحالات القصوى، كان العمل يستمر 14 ساعة في اليوم".

وتابع التقرير ان المخالفات تشمل كذلك "ثمانية متعاقدين دفعوا العمال الى العمل عدداً مفرطا من الايام على التوالي دون استراحة". واشار الى حالة احد المتعاقدين الذي ارغم " ثلاثة عمال على العمل بين 124 و148 يوما على التوالي دون اي راحة". بحسب فرانس برس.

وبموجب القانون القطري يتعين على العمال العمل 48 ساعة في الاسبوع أي ما يعادل ثماني ساعات في اليوم. كما يمكنهم العمل ساعتين اضافيتين يوميا كعمل إضافي. وكانت "امباكت" خلصت الى نتائج مشابهة في تقريرها الاول العام الماضي. الا انها اشادت باللجنة العليا للمشاريع والارث لاطلاقها مبادرة تعوض العمال على الرسوم التي يدفعونها للوكالات في بلادهم لقاء حصولهم على عمل في قطر. وقالت الشركة ان هذه الدفعات ستؤثر على "1700 عامل اي ما يساوي 10 بالمئة من اجمالي عدد العمال" في مواقع كأس العالم. وبلغت قيمة التعويضات نحو 824 الف دولار بحسب الشركة. وتقول الدوحة انها حققت خطوات كبيرة في تحسين اوضاع العمال في السنوات الاخيرة بما في ذلك الغاء نظام الكفيل. إلا أن منظمة العفو الدولية تقول ان العمال الاجانب في قطر البالغ عددهم أكثر من مليونين، لا زالوا يواجهون عمليات استغلال واسعة.

الى جانب ذلك اعتبرت طبيبة جنائية بريطانية ان ظروف العمل في استاد خليفة الدولي الذي بنته قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم وحيث لقي عامل بريطاني حتفه العام الماضي "كانت تشكل خطرا فعليا". وسقط زاكاري كوكس المولود في جوهانسبورغ بجنوب افريقيا وانتقل لاحقا إلى بريطانيا من علو 39 مترا في كانون الثاني/يناير 2017 عندما انقطعت الرافعة الخشبية التي كان يستخدمها لتثبيت جسر.

وتوصلت فيرونيكا هاميلتون ديلي بعد التحقيق إلى ان كوكس هوى على رأسه ما أحدث اصابة بالغة في الدماغ وكسر في العنق بعدما انقطع حبل الامان المعلق به ايضا. واعتبرت ظروف العمل في الورشة "خطيرة بطبيعتها"، مضيفة ان "مسؤولي الورشة كانوا يعلمون او كان عليهم ان يعلموا انهم يطلبون من قسم من العالمين الاعتماد على تجهيزات يمكن ان تتسبب بالموت".

واشارت هاميلتون ديلي الى ان اسلوب التنظيم في المكان "فوضوي وغير محترف ولم يخضع للدراسة ويشكل خطرا فعليا". وقالت اسرة كوكس (40 عاما) عند وفاته انها كافحت للحصول على إجابات من المتعهد الرئيسي المشرف على الاستاد وهو مشروع مشترك بين شركتي "مدماك" و"ستة للبناء". كما طالبت بفتح تحقيق مستقل وتدخل وزارة الخارجية البريطانية.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا